الاهمية التاريخية لنخيل التمر DATE PALM

يعتقد بعض علماء النبات أن النخيل كان منتشرا في شبه الجزيرة العربية في العصور القديمة ويقول بعض المؤلفين بأن الساميين كانوا يتباركون بالنخيل ويستخرجون منه شرابا، ويعتنون بها كثيرا وخصصت شريعة حمورابي أحكاما لتنظيم زراعة النخيل، ويقال بأن الفينيقيين هم أول من نشروا زراعة النخيل حول البحر الابيض المتوسط، وأول من اعتنوا بها، وان كلمة Phoenix كلمة اغريقية تشير إلى بلاد فينيقيا، وقد عثر على نوع من النخيل البري من العصر الحجري القديم بالواحة الخارجة بمصر ووجدت مومياء ملفوفة بحصير من سعف النخيل، وعثر على نخلة صغيرة كاملة في أحدى مقابر سقارة قبل حوالي 3200 سنة قبل الميلاد ومنذ القديم كانوا يأكلون ثماره طازجة ومجففة، كما استخرجوا من منقوع البلح نوعا من الخمر، كما استعمل في نقع الجثث المعدة للتحنيط، وكانت الأديرة القبطية القديمة على أسطورة للبلح تدل على قيمته الغذائية، ولعل ذلك يرجع إلى أنه كان من طعام السيدة مريم الاوحد مدة حملها المسيح عليه السلام.

قال تعالى:

فأجاءها المخاض الى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا (23) فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا (24) وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا (25) فكلي واشربي وقري عينا (26). مريم

وقال الله تعالى «ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ان في ذلك لآية لقوم يعقلون» 67 : ( النحل )

ولقدم النخيل في التاريخ فقد كان اسمه بالبابلية « جشمارو » وباللغة السومرية « ذو - لوم - ما » وبالآرامية « دقلا » وباللغة العبرية تمر Tamer وباللغة الحبشية تمرة Tamart وبالعربية نخل.

ويستنتج من الآثار العديدة بأن النخل زرع في جنوب العراق منذ العصور القديمة، وان شريعة حمورابي قد اهتمت بأمرها وقدستها معظم الاقوام السامية، ويرى باحثون آخرون بأن أصل النخل من الجزيرة العربية وبالذات من جزيرة حرقان بالبحرين، كما أن المراجع تشير لوجودها أصلا في تدمر بدلالة الآثار الموجودة، وكذلك اسمها العلمي الفصيلة Palmaceae والرتبة Palmales.

كما أن القرآن الكريم أتى على ذكرها في سور عديدة: مريم ، الرحمن ، الكهف ، الشعراء ، عبس ، الانعام ، ق ، القمر، المؤمنون ، الرعد ، النحل ، يس ، الاسراء، البقرة ، طه ، الحاقة ، الحشر ، وذلك في احدى وعشرون آية.

كما وردت في جملة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها : ( بيت لا تمر فيه جياع أهله ) ، ( العجوة من الجنة وهي شفاء من السم والكمأة من المن وماؤها شفاء للعين ) ، ( أكرموا عمتكم النخلة فأنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم ) ، ( من تصبح بسبع تمرات وفي لفظ من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ) ، ( ان في عجوة العالية شفاء ) ، ( ولا يجو اهل بيت عندهم تمر ) ، ( من الشجر شجرة تكون مثل المسلم وهي النخلة ) ( من أفطر صائما بشق من التمر فله الجنة ) ، ( ان التمر يذهب الداء ولا داء فيه ) ، ( ليس من الشجر أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم ابنة عمران ) ، ( النخل والشجر بركة على أهله وعلى عقبهم ).