أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-18
865
التاريخ: 2023-05-25
1112
التاريخ: 2023-04-19
813
التاريخ: 2023-05-16
1025
|
هيمنت النظرية الأرسطية على تفسير ابن رشد في تولُّد الحرارة، فالحركة تُهيِّئ الجسم لقبول الحرارة من الهواء المحيط به؛ ومن ثَم يكتسب الجسم حرارته. والدليل على ذلك أنَّ النار تتولد من الحرارة المحيطية في الهواء، وما حركة القدح إلا وسيط مساعد.
وكذلك الحال في الأجرام السماوية؛ فالحرارة تتولد فيها بسبب حركتها في الأشياء غير الحارة، وتعمل الأجسام الحارة كوسيط مساعد. قال ابن رشد: «والمُسَخّن بالحركة هو مسخّن بالعرض أيضًا؛ إذْ كانت الحركة أيضًا ليس من شأنها أن تولد حرارة؛ إذْ ليست بحارة، وإنما الذي تفعله إعداد الموضوع لقبول الحرارة؛ فالنار التي تتولد عند القدح مثلا إنما تولدها الحرارة التي في الهواء بتوسط حركة القدح، وليس بمنكر أن تتولد حرارة أشد من حرارة أضعف ما كان فرط الاستعداد حتى إنه إذا أفرط الاستعداد ظن أن الشيء متولد من ذاته، وكذلك الحال في الأجرام السماوية إنما تولّد الحرارة بحركتها في الأشياء غير الحارة بتوسط الأجسام الحارة؛ ولذلك ليس تتقدح في الموضع الحار والهواء الحار. ولو كانت الحركة تولد الحرارة بالذات لكان الشيء قد يُوجَد من غير نوعه، وكذلك السكون هو مُبرِّد بالعرض، ولو كانت الحركة مُسَخّنة بالذات لكان السكون – الذي هو عدم الحركة – مبردًا بالذات، وذلك معلوم الاستحالة بنفسه؛ فالأجرام السماوية تسخّن بالقرب وتبرّد بالبعد، وبهذين الفعلين تنحفظ صورة الأسطقسات دائمًا، فالجرم السماوي هو حافظ للأسطقسات لا فاعل لها، كما يمكن أن يتوهم ذلك قوم، وبخاصة للنار.»53
________________________________
هوامش
53- ابن رشد، تلخيص الاثار العلوية، ص34.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|