العلاقة بين الحرارة والحركة عند ابن باجة (القرن 6هـ/12م)
المؤلف:
سائر بصمه جي
المصدر:
تاريخ علم الحرارة
الجزء والصفحة:
ص 149–150
2023-05-01
1503
يعد ابن باجة انتقال الجسم من الحالة الحارة إلى الحالة الباردة هو نوع من أنواع الحركة، إلا أنه لم يناقش التغيُّرات الطَّورية في المادة التي تُرافق هذا الانتقالات، وقد ذكر لنا ابن باجة وجود ثلاثة احتمالات
- انتقال الجسم من حالةٍ حارة إلى حالة حارة أخرى قد تكون أعلى أو أقل أو مساوية لها بدرجة الحرارة).
- انتقال الجسم من حالةٍ باردة إلى حالة باردة أخرى قد تكون أعلى أو أقل أو مساوية لها بدرجة البرودة.
- انتقال الجسم من حالةٍ حارة إلى حالة باردة أخرى حتمًا أقل منها بدرجة البرودة).
أما خصائص الاحتمالات السابقة فهي:
(1) انتقال الجسم من الحالة الحارة يعادل انتقاله إلى الحالة الباردة؛ لأنَّ انتقال الجسم من الحالة الحارة يعني أنه يفقد حرارته؛ لذلك فهو يعادل انتقاله إلى الحالة
الباردة.
(2) انتقال الجسم إلى الحالة الحارة عكس انتقاله إلى الحالة الباردة؛ ففي الحالة الأولى ترتفع درجة حرارته، أما في الحالة الثانية فإنها تنخفض.
(3) انتقال الجسم من الحالة الحارة، والانتقال من الحالة الباردة متضادتان في الأعراض الناجمة عنهما؛ ففي الحالة الأولى تنخفض درجة حرارته، أَمَّا في الحالة الثانية فإنها ترتفع.
وهكذا يكون ابن باجة قد شمل كل الاحتمالات الممكنة في هذا النوع من الحركات الخاصة بالحرارة والبرودة، والتي لم يسبق أن عالجها أحد قبله.
قال ابن باجة: «أما أي حركة تضادُّ أي حركة، فليكن المتضادان حارا وباردا، وكل هذين من هذين، فمنهما تواليهما، فتكون الحركة من الحارّ والحركة إلى الحار، والحركة من البارد والحركة إلى البارد، متضادة؛ فأما الحركة من الحار والحركة إلى البارد، فهي واحدة بعينها بالموضوع، فإن كل ما يتحرك من الحار فإلى البارد، وكذلك الحركة إلى الحار هي بعينها بالموضوع الحركة من البارد، فالحركة بالموضوع اثنتان، وبالقول أربعة؛ فقد تبيَّن أنَّ التضاد اثنان، فأما من أي جهة هي متضادة، فمن هنا يظهر؛ وذلك أنَّ الحركة إنما تحد بما إليه، لا بما منه، فإنَّ الحركة من الحار هي تبرد، وذلك بين، والتكثير فيه فضل، فنسبة الحركة إلى ما منه، لاحق لحق الحركة، فإذن التضادُّ الذاتي بين الحركات هو من جهة ما إليه، إذا كانت أضّادًا، فإن الحركة إلى الحار تُضادُّها الحركة إلى البارد بالذات، وتُضادُّها بالعرض الحركة من الحار، والحركة من الحار والحركة من البارد متضادتان في أعراضهما، كما يُضادُّ الإنسانُ الأسود الإنسان الأبيض، وتُضادُّ الحركة من الحار الحركة إلى الحار بالعرض، لأنه لحقِّ التبرُّد إن كان من الحار، والمطلوب تضادُّ الذوات لا تضادُّ الأعراض الخارجة، ولا تضادُّها بالعَرَض» 52
____________________________________________
هوامش
52- ابن باجة شرح السماع الطبيعي لأرسطو طاليس، تحقيق: ماجد فخري، ط 2، دار النهار، بيروت، 1991م، ص 65.
الاكثر قراءة في الديناميكا الحرارية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة