أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-07-2015
5110
التاريخ: 2023-04-29
1017
التاريخ: 31-07-2015
4057
التاريخ: 2023-04-18
1950
|
بالرغم من كل الظروف التي فرضت على الإمام الهادي ( عليه السّلام ) لعزله عن شيعته ومحبّيه فإنّا نجد الإمام ( عليه السّلام ) يمارس مسؤولياته التربوية بكل ما يتسنى له من الوسائل التي تكون أبلغ في التأثير ، فهو تارة يدعو لبعض شيعته ويتوجّه إلى اللّه ليقضي حوائجهم ، وأخرى يلبّي حاجاتهم المادية فيسعفهم بمقدار من المال . وثالثة يباشرهم بالكلام الصريح حول المزالق التي تنتظرهم .
فهذا أخوه موسى الذي نصب له المتوكل مصيدة ليوقعه فيما هو غير لائق به ويفضحه ويفضح أخاه الإمام الهادي ( عليه السّلام ) يتصدّى الإمام بنفسه ليواجهه قبل أن يلتقي بالمتوكل ويحاول أن يبصّره بحقيقة ما ينتظره من مخاوف وأخطار معنوية[1].
وفي أكثر من مورد يبادر الإمام ( عليه السّلام ) لتقديم تجربة حسيّة يعيش من خلالها اتباعه معنى التوجه إلى اللّه واللجأ إليه في المهمّات ثم يبصّرهم بعد ذلك أهمية هذا المبدأ .
فعن أبي محمد الفحّام بالإسناد عن أبي الحسن محمد بن أحمد قال : حدثني عمّ أبي قال : قصدت الإمام يوما فقلت انّ المتوكّل قطع رزقي وما اتّهم في ذلك إلّا علمه بملازمتي لك ، فينبغي أن تتفضل عليّ بمسألته فقال : تكفى إن شاء اللّه فلما كان في الليل طرقني رسل المتوكل رسولا يتلو رسولا ، فجئت اليه فوجدته في فراشه فقال : يا أبا موسى تشغل شغلي عنك وتنسينا نفسك أي شيء لك عندي ؟
فقلت : الصّلة الفلانية ، وذكرت أشياء فأمر لي بها وبضعفها ، فقلت للفتح وافى عليّ بن محمد إلى هيهنا وكتب رقعة ؟ قال : لا ، قال : فدخلت على الإمام فقال لي : يا أبا موسى هذا وجه الرضّا ، قلت : يا سيّدي ولكن قالوا انّك ما مضيت اليه ولا سألت قال : إنّ اللّه تعالى علم منّا انّا لا نلجأ في المهمّات إلّا إليه ولا نتوكّل في الملمّات إلّا عليه وعوّدنا إذا سألناه الإجابة ونخاف أن نعدل فيعدل .
وعن علي بن جعفر قال : عرضت مؤامرتي على المتوكل فأقبل عليّ عبيد اللّه ابن يحيى فقال : لا تتعبن نفسك ، فانّ عمر بن أبي الفرج أخبرني أنه رافضي فإنه وكيل علي بن محمد ، فأرسل عبيد اللّه إليّ فعرفني أنه قد حلف ألا يخرجني من الحبس إلّا بعد موتي بثلاثة أيام .
قال فكتب إلى أبي الحسن : ان نفسي قد ضاقت وقد خفت الزيغ ، فوقّع إلي : اما إذا بلغ الأمر منك ما قلت فينا ، فسأقصد اللّه تبارك وتعالى فيك . فما انقضت أيام الجمعة حتى خرجت من الحبس[2].
ويمكن تلخيص المنهج العام للتربية وبناء الذات عند الإمام الهادي ( عليه السّلام ) بما يلي :
1 - التوجيه التربوي من خلال الأحاديث التربوية التي تقدّم للإنسان أهم المفاهيم التربوية[3].
2 - التأكيد على طاعة اللّه تعالى .
3 - التأكيد على أهمية التوجه إلى اللّه في الحوائج وعدم طلب الحوائج من غيره[4].
4 - أهمية الدعاء والالتزام به في بلورة روح التوحيد والتوكّل على اللّه .
5 - الدعاء للمؤمنين .
6 - السعي في قضاء حوائجهم .
7 - الربط العاطفي بالقدوة الصالحة المتمثلة في أهل البيت ( عليهم السّلام ) من خلال زياراتهم ودراسة سيرتهم .
وأما دعاؤه للمؤمنين وسعيه في قضاء حوائجهم فيشهد له ما يلي :
1 - ما مرّ من أن الإمام ( عليه السّلام ) أجاب على كتاب عمر بن أبي الفرج إليه بأنّ نفسي قد ضاقت وقد خفت الزيغ فوقّع الإمام ( عليه السّلام ) إليه : أما إذا بلغ الأمر منك ما قلت فينا فسأقصد اللّه تبارك وتعالى فيك . فما انقضت أيام حتى خرج من الحبس[5] « 1 » .
2 - روى المجلسي عن الخرائج : روى عن محمد بن الفرج أنه قال : إن أبا الحسن كتب إليّ : أجمع أمرك ، وخذ حذرك ، قال : فأنا في جمع أمري لست أدري ما الذي أراد فيما كتب به إليّ حتى ورد عليّ رسول حملني من مصر مقيّدا مصفّدا بالحديد ، وضرب على كلّ ما أملك .
فمكث في السجن ثماني سنين ثم ورد عليّ كتاب من أبي الحسن ( عليه السّلام ) وأنا في السجن « لا تنزل في ناحية الجانب الغربيّ » فقرأت الكتاب فقلت في نفسي : يكتب إلي أبو الحسن ( عليه السّلام ) بهذا وأنا في الحبس إنّ هذا لعجيب ! فما مكث إلّا أياما يسيرة حتى افرج عني ، وحلّت قيودي وخلّي سبيلي .
ولما رجع إلى العراق لم يقف ببغداد لما أمره أبو الحسن ( عليه السّلام ) وخرج إلى سرّ من رأى .
قال : فكتبت إليه بعد خروجي أسأله أن يسأل اللّه ليردّ عليّ ضياعي فكتب إليّ سوف يردّ عليك ، وما يضرّك أن لا تردّ عليك .
قال علي بن محمد النوفلي : فلما شخص محمد بن الفرج إلى العسكر كتب له بردّ ضياعه ، فلم يصل الكتاب إليه حتى مات[6].
وقضاء حوائج المؤمنين بالإضافة إلى دوره التربوي يعدّ خطوة من خطوات التحصين الاقتصادي لهم ، حيث يشكّل عاملا من عوامل استقلالهم وعدم اضطرارهم للخضوع إلى كثير ممّا يستذلّ به الحكّام رعيّتهم .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|