أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-01
914
التاريخ: 2023-05-22
648
التاريخ: 2023-05-01
897
التاريخ: 2023-04-25
881
|
عَرَّف الكندي الحَرَارة بأنَّها «علَّة جمع الأشياء من جواهر واحدة، وتفريق الأشياء التي من جواهر مختلفة.» 32 وهو كما نلاحظ تعريف أرسطي الصبغة دون أي تغيير فيه، ولكن الكندي أدرك حالة ثبات الحرارة، وحالة عدم ثباتها في المواد؛ فالحرارة تثبت في النَّار لكنها لا تثبت في الهواء، وكذلك فإن البرودة تثبت في الأرض لكنها لا تثبت في الماء، ثم يُوضّح الكِنْدي متى يُقال للماء إنه بارد ومتى يُقال إنَّه حار، وكذلك الهواء، قال الكندي: «والهواء، وإن سميناه حارًا، فليس بالثابت الحرارة، بل الثابت الحرارة النار، والثابت البرودة الأرض؛ فأما الماء فليس بثابت البرودة ولا الهواء بثابت الحرارة. ولا يمكن أن يُقال لواحد منهما بالقول: المطلق بارد ولا حار، فأما النار فيقال لها بالقول المطلق: حارة؛ لأنها نهاية الحر، والأرض يُقال لها بالقول المطلق باردة؛ لأنها نهاية البرد. فأما الماء فإنه يُقال له الحالات جميعًا أما إحداهما فبطبعه وما يعرض له، وهي عنصره، فيقال له: بارد بالطبع، إذا أُضيف إلى الهواء؛ وأما الأخرى فبعرض، فيُقال له: حار، إذا أُضيف إلى برد الأرض، وكذلك الهواء يُقال له بطبعه وما يعرض له: حار، إذا أُضيف إلى الماء، وبارد: إذا أُضيف إلى النار».33
وقد أشار البيروني لقول الكندي السابق بعد حوالي 300 سنة: «والطبيعيون بأسرهم مجمعون على تحديد الحرارة والنَّار بأنها الجامعة للأشياء المتجانسة والمتفرقة بين غير المتجانسة، ومثله الكندي شرحًا، فقال: من خاصية النار جمع أجزاء كل واحد من الأجساد المعدنية جملةً واحدة محدودة، وتفريق الممتزجة منها إذا اختلفت جواهرها؛ لأنها تحرق ما لاقت في قدرٍ من الزَّمان، فإذا لاقتهما ممتزجين قبلت على إحالة أضعافهما بالإحراق حتى تُفنيه ويبقي الأقوى. » 34
___________________________
هوامش
32 الأعسم، عبد الأمير، المصطلح الفلسفي عند العرب، ط3، دار كيوان دمشق، دار التنوير بيروت، 2009م، ص 196.
33 الكندي، رسائل الكندي، ج 2، ص 97.
34 البيروني، أبو الريحان الجماهر في معرفة الجواهر، تحقيق: يوسف الهادي، ط1، شركة النشر العلمي والثقافي، طهران، 1995م، ص 432.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|