المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

التحكيم في الحياة الزوجية
2023-02-13
أطياف الاشعة تحت الحمراء :
6-11-2020
ضمان الطبيب ووجوب الدية
25-1-2016
كفاءة وفاعلية السوق المالي
13-2-2018
تصنيف اللغة
8-8-2016
مراحل نمو وتطور الثمار والتغيرات التي تحدث على الثمار
2024-05-21


تراث الإمام الجواد ( عليه السّلام )  
  
2998   02:03 صباحاً   التاريخ: 2023-04-08
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 11، ص 210-244
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / التراث الجواديّ الشريف /

بالرغم من قصر المدة التي عاشها الإمام محمد الجواد ( عليه السّلام ) وهي خمسة وعشرون سنة منذ ولادته وحتى استشهاده ، وهو أقصر عمر نراه في أعمار الأئمة الاثني عشر ( عليهم السّلام ) من أهل بيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، إلّا أنّ التراث الذي وصل إلينا إذا قارنّاه بالظروف التي أحاطت بالإمام ( عليه السّلام ) وبشيعته وقارنّاه بأعمار من سبقه من آبائه الكرام والتي يبلغ معدّلها ضعف عمر هذا الإمام العظيم ، نجده غنيّا من حيث تنوّع مجالاته ، ومن حيث سموّ المستوى العلمي المطروح في نصوصه وحجمه ، ومن حيث دلالاته التي تعتبر تحدّيا صارخا عند ملاحظة صدور هذا التراث من مثل هذا الإمام الذي بدأ بالإشعاع والعطاء منذ ولادته وحتى سنيّ إمامته وهو لم يبلغ عقدا واحدا من العمر .

وقد أشرنا إلى جوانب من هذا التراث في بحوث سابقة وذكرنا نماذج منه .

وبقي علينا أن نشير إلى جوانب أخرى من هذا التراث العظيم إكمالا للفائدة وإتماما للحديث عن هذا الجانب المغمور من جوانب حياة هذا الإمام العظيم .

1 - من تراثه التفسيري

أ - عن داود بن قاسم الجعفري قال : « قلت لأبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) : جعلت فداك ما الصمد ؟ قال : السيد المصمود إليه في القليل والكثير » .[1]

ب - عن أبي هاشم الجعفري قال : « سألت أبا جعفر الثاني ( عليه السّلام ) ما معنى الواحد ؟ قال : الذي اجتماع الألسن عليه بالتوحيد كما قال اللّه عزّ وجل : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ * »[2].

ج - عن جعفر بن محمد الصوفي قال : « سألت أبا جعفر ( عليه السّلام ) محمد بن علي الرضا ( عليه السّلام ) وقلت له : يا ابن رسول اللّه لم سمّي النبيّ الاميّ ؟ لأنه لم يكتب ؟

فقال : كذبوا عليهم لعنة اللّه أنّى يكون ذلك واللّه تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه :

هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ فكيف كان يعلّمهم ما لا يحسن ؟ ! واللّه لقد كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) يقرأ ويكتب باثنين وسبعين أو بثلاثة وسبعين لسانا ، وإنّما سمّي الاميّ لأنه كان من أهل مكة ، ومكة من امّهات القرى ، وذلك قول اللّه تعالى في كتابه : لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها * »[3]

ولا بد أن نشير هنا إلى أن الإمام ( عليه السّلام ) قد أعطى من خلال هذه النماذج صورة مصداقية لفهم المصطلحات والمفاهيم القرآنية من خلال القرآن نفسه وهو المنهج الذي عرف فيما بعد بتفسير القرآن بالقرآن .

ثم إنّ هذا المعنى للامّي لا ينفي عدم تعلّم النبي للقراءة والكتابة من أحد والذي يشكّل نقطة إعجازية في حياته ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وفي عدم تعلّمه من أحد واتصافه بأعلى مستويات المقدرة على التعليم دليل قاطع على ارتباطه باللّه العليم المعلم للانسان ما لم يعلم .

د - وعن عمرو بن أبي المقدام قال : « سمعت أبا الحسن وأبا جعفر ( عليه السّلام ) يقول في هذه الآية : وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ قال : إنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) قال لفاطمة ( عليها السّلام ) : إذا أنا متّ فلا تخمشي عليّ وجها ولا ترخي عليّ شعرا ، ولا تنادي بالويل ولا تقيمي عليّ نائحة ، ثم قال : هذا المعروف الذي قال اللّه عزّ وجلّ في كتابه : وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ . »[4]

ه - وروي في الكافي عن أبي جعفر الجواد ( عليه السّلام ) قال : « قال اللّه عز وجل في ليلة القدر : فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ يقول : ينزل فيها كل أمر حكيم .

والمحكم ليس بشيئين ، إنّما هو شيء واحد ، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم اللّه عزّ وجلّ ، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت .

إنه لينزل في ليلة القدر إلى وليّ الأمر تفسير الأمور سنة سنة ، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا ، وفي أمر الناس بكذا وكذا .

وإنّه ليحدث لوليّ الأمر سوى ذلك كلّ يوم علم اللّه عزّ وجل الخاص والمكنون العجيب المخزون ، مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر . ثمّ قرأ : وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ »[5].

2 - من تراثه الكلامي

أ - ضرورة التحصين العقائدي : روى في الاحتجاج عن الإمام محمد الجواد ( عليه السّلام ) أنه قال : « من تكفّل بأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم المتحيّرين في جهلهم الأسارى في أيدي شياطينهم وفي أيدي النواصب من أعدائنا فاستنقذهم منهم وأخرجهم من حيرتهم وقهر الشياطين بردّ وساوسهم وقهر الناصبين بحجج ربّهم ودلائل أئمتهم ليحفظوا عهد اللّه على العباد بأفضل الموانع بأكثر من فضل السماء على الأرض والعرش والكرسي والحجب على السماء ، وفضلهم على العباد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كواكب السماء » .[6]

ب - التوحيد : وروي أيضا عن أبي داود بن القاسم الجعفري أنه قال : « قلت لأبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، ما معنى الأحد ؟ قال ( عليه السّلام ) : المجمع عليه بالوحدانية أما سمعته يقول : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ثم يقولون بعد ذلك له شريك وصاحبة .

فقلت : قوله لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ؟ قال ( عليه السّلام ) : « يا أبا هاشم ! أوهام القلوب أدقّ من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند ، والبلدان التي لم تدخلها ، ولم تدرك ببصرك ذلك ، فأوهام القلوب لا تدركه ، فكيف تدركه الأبصار ؟ »[7]

ج - النبوة : عن الحسن بن عبّاس بن حريش عن أبي جعفر ( عليه السّلام ) قال : « قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : إنّ أرواحنا وأرواح النبيين توافي العرش كل ليلة جمعة فتصبح الأوصياء وقد زيد في علمهم مثل جمّ الغفير من العلم » .[8]

د - الإمامة : وروي عنه أيضا : « أنّ أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) قال لابن عباس : إنّ ليلة القدر في كل سنة ، وانه لينزل في تلك الليلة أمر السنة ولذلك الأمر ولاة بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) » فقال ابن عباس : من هم ؟ قال : أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدّثون » .[9]

ه - وسأله أبو هاشم الجعفري : هل يبدو للّه في المحتوم ؟ قال : « نعم . قال :

فقلنا له : فنخاف أن يبدو للّه في القائم ( عليه السّلام ) ؟ فقال : « إنّ القائم من الميعاد واللّه لا يخلف الميعاد » .[10]

و - عن بنان بن نافع عن أبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) : « إنّا معاشر الأئمة إذا حملته امّه يسمع الصوت من بطن امّه أربعين يوما فإذا أتى له في بطن امّه أربعة أشهر رفع اللّه تعالى له أعلام الأرض فقرب له ما بعد عنه حتى لا يعزب عنه حلول قطرة غيث نافعة ولا ضارة » .[11]

ز - قال عمرو بن الفرج الرخجي : « قلت لأبي جعفر ( عليه السّلام ) : إن شيعتك تدّعي أنك تعلم كل ماء في دجلة ووزنه ؟ وكنا على شاطئ دجلة ، فقال ( عليه السّلام ) لي :

يقدر اللّه تعالى أن يفوّض علم ذلك إلى بعوضة من خلقه أم لا ؟ قلت : نعم يقدر .

فقال ( عليه السّلام ) : أنا أكرم على اللّه تعالى من بعوضة ومن أكثر خلقه » .[12]

3 - من تراثه الفقهي

أ - روى أبو خداش المهري : « أن شخصا دخل على الرضا ( عليه السّلام ) فسأله عن أمور ثلاثة فأجابه ( عليه السّلام ) عنها . ثم حضر أبو خداش مجلس أبي جعفر ( عليه السّلام ) في ذلك الوقت فسأله الأسئلة ذاتها فكان الجواب هو الجواب .

قال : فقلت : جعلت فداك انّ امّ ولد لي أرضعت جارية لي بلبن ابني أيحرم عليّ نكاحها ؟ فقال ( عليه السّلام ) : « لا رضاع بعد فطام » .

قلت : الصلاة في الحرمين ؟ قال : إن شئت قصرت وإن شئت أتممت . قال :

قلت : الخادم يدخل على النساء ؟ فحوّل وجهه ، ثم استدناني فقال : وما نقص منه إلّا الواقعة عليه »[13].

ب - عن علي بن مهزيار قال : « كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا ( عليه السّلام ) : جعلت فداك أصلي خلف من يقول بالجسم ومن يقول بقول يونس يعني ابن عبد الرحمن ؟ فكتب ( عليه السّلام ) : لا تصلّوا خلفهم ولا تعطوهم من الزكاة وابرؤا منهم برئ اللّه منهم »[14].

ج - سأله سائل عن الملّاح يقصّر في السفينة ؟ فقال ( عليه السّلام ) : « لا لأن السفينة بمنزلة بيته ليس بخارج منها »[15].

د - دخل عليه صالح بن محمد بن سهل - وكان يتولّى له الوقف بقم - فقال :

« يا سيدي اجعلني من عشرة آلاف في حلّ فإنّي أنفقتها . فقال له ( عليه السّلام ) : أنت في حلّ ، فلمّا خرج صالح قال أبو جعفر ( عليه السّلام ) لإبراهيم بن هاشم : أحدهم يثب على أموال حق آل محمد وأيتامهم ومساكينهم وفقرائهم وأبناء سبيلهم فيأخذه ثم يجيء فيقول :

اجعلني في حلّ : أتراه ظنّ أني أقول لا أفعل ؟ ! واللّه ليسألنهم اللّه يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا »[16].

ه - عن علي بن مهزيار قال : « قلت لأبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) : قوله عزّ وجلّ :

وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى وقوله عزّ وجلّ : وَالنَّجْمِ إِذا هَوى . وما أشبه هذا ، فقال : إن اللّه عز وجل يقسم من خلقه بما يشاء وليس لخلقه أن يقسموا إلّا به عزّ وجلّ »[17].

و - قال ( عليه السّلام ) : « ما استوى رجلان في حسب ودين قطّ إلّا كان أفضلهما عند اللّه عزّ وجلّ آدبهما فسأله الراوي عن وجه فضله عند اللّه عزّ وجلّ ؟ فقال ( عليه السّلام ) : بقراءة القرآن كما انزل ودعائه اللّه عزّ وجلّ من حيث لا يلحن وذلك أن الدعاء الملحون لا يصعد إلى اللّه عزّ وجلّ »[18].

4 - من تراثه التاريخي

أ - روى المجلسي عن الصدوق بإسناده عن عبد العظيم الحسني قال : كتبت إلى أبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) أسأله عن ذي الكفل ما اسمه ؟ وهل كان من المرسلين ؟

فكتب صلوات اللّه وسلامه عليه : « بعث اللّه تعالى جلّ ذكره مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبيّا ، المرسلون منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا .

وإنّ ذا الكفل منهم صلوات اللّه عليهم ، وكان بعد سليمان بن داود ( عليه السّلام ) . وكان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود ، ولم يغضب إلّا للّه عزّ وجلّ وكان اسمه ( عويديا ) وهو الذي ذكره اللّه تعالى جلّت عظمته في كتابه حيث قال : وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ »[19].

ب - المسعودي ، باسناده عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي الرضا ( عليهما السّلام ) أنه قال عن آبائه صلوات اللّه عليهم . قال : « اقبل أمير المؤمنين ومعه أبو محمد [ أي الحسن المجتبى ] ( عليه السّلام ) وسلمان الفارسي فدخل المسجد وجلس فيه فاجتمع الناس حوله إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلم على أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) وجلس ، ثم قال : يا أمير المؤمنين اني قصدت أن أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أنك وصي رسول اللّه حقا وإن لم تخبرني بهن علمت أنك وهم شرع سواء .

فقال له أمير المؤمنين : « سل عما بدا لك » . فقال : أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه ، وعن الرجل كيف يذكر وينسى ، وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال ؟ فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد فقال : « يا أبا محمد أجبه ، فقال أبو محمد : « أما الانسان إذا نام فإن روحه متعلقة بالريح والريح متعلقة بالهواء إلى وقت يتحرك صاحبها إلى اليقظة .

فإذا أذن اللّه برد الروح جذبت تلك الروح الريح وجذبت الريح الهواء فرجعت الروح إلى مسكنها في البدن ، وان لم يأذن اللّه برد الروح إلى صاحبها جذبت الهواء الريح وجذبت الريح الروح فلم ترجع إلى صاحبها إلى أن يبعثه اللّه تعالى ، وأما الذكر والنسيان فإن قلب الرجل في مثل حق وعليه طبق .

فإن سمى اللّه وذكره وصلى عند نسيانه على محمد وآله انكشف ذلك الطبق وهو غشاوة عن ذلك الحق وأضاء القلب وذكر الرجل ما كان نسي وان هو لم يصلّ على محمد وآله بعد ذكر اللّه تعالى انطبقت تلك الغشاوة على ذلك الحق فأظلم القلب فنسي الرجل ما ذكر .

وأما المولود الذي يشبه الأعمام والأخوال فان الرجل إذا أتى أهله فوطأها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب استكنت تلك النقطة[20]  في جوف الرحم وخرج الرجل يشبه أباه وأمه ، وان هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب اضطربت النقطة فوقعت في اضطرابها على بعض العروق .

فان وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه وان وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه أخواله .

فقال الرجل : أشهد أن لا إله إلا اللّه ولم أزل أشهد بها وأشهد أن محمدا رسول اللّه ولم أزل أشهد بها واشهد أنك وصيه وخليفته والقائم بحجته . وأشار إلى أمير المؤمنين : وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته . وأشار إلى الحسن : وأشهد أن أخاك الحسين وصي أبيك ووصيك والقائم بحجته بعدك وأشهد أن علي بن الحسين القائم بأمر الحسين وأشهد ان محمد بن علي القائم بأمر علي ابن الحسين واشهد ان جعفر بن محمد القائم بأمر اللّه بعد أبيه وحجته واشهد ان موسى بن جعفر القائم بأمر اللّه بعد أبيه جعفر واشهد ان علي بن موسى القائم بأمر اللّه بعد أبيه . واشهد ان محمد بن علي القائم بأمر اللّه بعد أبيه واشهد ان علي بن محمد القائم بأمر اللّه بعد أبيه محمد بن علي واشهد ان الحسن بن علي القائم بأمر أبيه علي ابن محمد واشهد ان رجلا من ولد الحسين بن علي لا يسمى ولكن يكنى حتى يظهر اللّه امره يملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته ، ومضى .

فقال أمير المؤمنين : « اتبعه يا أبا محمد فانظر أين يقصد ، قال : فخرج الحسن بن علي في اثره فلما وضع الرجل رجله خارج المسجد لم يدر كيف اخذ من ارض اللّه فرجع اليه فأعلمه ، فقال : يا أبا محمد أتعرفه . قال : اللّه ورسوله وأمير المؤمنين اعلم به ، قال : ذاك الخضر » .[21]

ج - روى أبو جعفر المشهدي باسناده عن أبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) قال : « بعث رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) سلمان إلى فاطمة ( عليها السّلام ) لحاجة ، قال سلمان : فوقفت بالباب وقفة حتى سلمت ، فسمعت فاطمة تقرأ القرآن خفاء والرحى تدور من برّ ما عندها أنيس ، قال : فعدت إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) فقلت : يا رسول اللّه سمعت فاطمة تقرأ القرآن من خفاء والرحى تدور من برّ ما عندها أنيس .

قال : فتبسم ( صلّى اللّه عليه وآله ) وقال : يا سلمان ان ابنتي فاطمة ملأ اللّه قلبها وجوارحها ايمانا ويقينا إلى مبانيها ففرغت لطاعة اللّه ، فبعث اللّه ملكا اسمه روفائيل . وفي موضع آخر « رحمة » ، فادار لها الرحى وكفاها اللّه مؤونة الدنيا والآخرة »[22].

د - روى الحافظ أبو نعيم ، فقال حدّثنا أحمد بن إسحاق حدثنا إبراهيم بن نائلة حدثنا جعفر بن محمّد بن مزيد قال : كنت ببغداد فقال لي محمّد بن مندة بن مهربزذ : هل لك أن أدخلك على ابن الرضا ؟ قلت : نعم . قال : فأدخلني فسلّمنا عليه وجلسنا ، فقال له حديث النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « أنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم اللّه ذرّيّتها على النار ، قال : خاصّ للحسن والحسين رضي اللّه عنهما »[23].

ه - روى باسناده عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، قال : « قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن موسى ( عليهم السّلام ) ان قوما من مخالفيكم يزعمون أباك انما سماه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده .

فقال : « كذبوا واللّه وفجروا ، بل اللّه تبارك وتعالى سماه الرضا لأنه كان رضي اللّه عز وجل في سمائه ورضي لرسوله والأئمة من بعده صلوات اللّه عليهم في أرضه قال :

فقلت له : ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين ( عليهم السّلام ) رضي اللّه تعالى ولرسوله والأئمة ( عليهم السّلام ) ؟ فقال : بلى ، فقلت : فلم سمي أبوك من بينهم الرضا ؟ قال : لأنه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه ولم يكن ذلك لاحد من آبائه ( عليهم السّلام ) ، فلذلك سمي من بينهم الرضا ( عليه السّلام )[24].

5 - الطب في تراث الإمام الجواد ( عليه السّلام )

لقد استوعب أئمّة أهل البيت ( عليهم السّلام ) شتّى العلوم ومنها علوم الطبّ والحكمة بما آتاهم اللّه من فضله ، وأطلعهم على غيبه ، وحباهم من نوره ، وألهمهم من معرفته ، وبما ورّثوه من علوم خاتم الأنبياء وسيّد المرسلين ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، فكانوا ( عليهم السّلام ) يعالجون المرضى تارة بالقرآن والدعاء والأحراز والرقى والصدقة ، وتارة يوصونهم بضرورة النظافة والطهارة والوقاية العامّة ، وثالثة يصفون لهم الأعشاب والنباتات وغيرها من العقاقير الطبّية التي كانت تؤثر بشكل فعّال في شفاء المرضى ممّا يدلّ على قدراتهم ( عليهم السّلام ) الكبيرة وإمكاناتهم الواسعة بتشخيص المرض من دون اللجوء إلى إجراء التحليلات المختبريّة والصور الشعاعيّة والتخطيطات وما إلى ذلك من الوسائل المتطورة الحديثة المعروفة في يومنا هذا .

وينمّ أيضا عن درايتهم ( عليهم السّلام ) واطّلاعهم الواسع بخواص تلك العقاقير وتأثيرها المباشر على المرض وبالتالي صحّة تشخيصهم لمختلف الأمراض .

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّه بعد مرور عدّة قرون جاء الطبّ الحديث بإمكاناته الواسعة ليبرهن على صحة وصواب ما ورد عنهم ( عليهم السّلام ) من أخبار وأحاديث في هذا المجال لا بل إنّه اعتمد الكثير من تلك الأخبار ، وما العودة إلى استخدام الحجامة والفصد علاجا أساسيا أو مساعدا لغيره من العلاجات ومتعاضدا معها للوصول إلى الشفاء إلّا مثالا صارخا على صحة ما ذكرناه .

ولقد أقرّ الكثير من العلماء والمستشرقين في بحوثهم وتحقيقاتهم بتلك الحقائق والأخبار الواردة عنهم ( عليهم السّلام ) واتّفقوا على أنّ قوانين الطبّ قد جمعت في قوله تعالى : كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا[25].

ولا بأس أن نذكر هنا لمحا عن الحجامة والفصد .

يقال : فصد العرق فصدا : شقّه ، ويقال : فصد المريض : اخرج مقدار من دم وريده .

وقد تكامل الفصد اليوم باستعمال إبرة واسعة القناة بواسطتها ويؤخذ الدم من الوريد مباشرة ، وتتراوح كميّة الدم المفصود بين 300 - 500 سم 3 ، ويجب أن يتم بأسرع ما يمكن .

وتختلف الحجامة عن الفصد في أنّ الأخير هو إخراج دم الوريد بشقّه كما هو نقيّا كان أو غليظا ، بينما الحجامة هي إخراج الدم الفاسد بواسطة آلة ماصّة من العروق الدقيقة والشعيرات الدمويّة المبثوثة في اللحم ، والفصد يقلل الدم ، وبالتالي يحتاج إلى تعويض وخلق جديد ، بينما الحجامة تنقّي الدم وتصفّيه دون أن يفقد الجسم كميّة كبيرة منه بل العكس أنّها تنشّط الدورة الدمويّة وتوجب الرشد . وعلى هذا فالحجامة لا تضعف البدن كما في الفصد .

وتستعمل الحجامة أساسا للتخفيف عن الدورة الدمويّة وما يثقلها من سموم الفضلات والدهون والمتخلّفات من الإفراز ، وقد استعملت منذ قديم الزمان كواجب من الواجبات الفصليّة ، وكعلاج ناجح لعدد من الأمراض كالجلطة الدمويّة والسكتة القلبيّة ، وانفجار الشريان الدماغي . قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) :

« عليكم بالحجامة ، لا يتبيّغ الدم بأحدكم ، فيقتله » .

وقال جالينوس : دمك عبدك ، وربّما قتل العبد سيّده ، فأطلقه ، فإن رأيته صالحا فأمسكه .

والأحاديث فيها كثيرة ويعدّ العلق الطبّي - واحدتها علقة - وهي دودة تعيش في الماء تمص الدم - من ملحقات الحجامة ، وله أهميته أيضا في العلاج الموضعي لكثير من أمراض الأوردة الدمويّة كركود الدم في منطقة ما في الجسم ، وذلك بما يتمتع به العلق من غريزة خاصّة في مصّ الدم الفاسد ، وإدخاله الهواء أثناء عمليّة المصّ تحت الجلد .

ومن ناحية أخرى ينفرد الفصد في علاج الحالات التالية :

1 - الهبوط الوظيفي في البطين الأيسر المؤدّي إلى تورّم في الرئتين ينجم عنها عسر شديد في التنفس . 2 - ضغط الدم الدماغي العالي لغلظة الدم .

3 - ازدياد عدد كريات الدم الأولى . 4 - الإحتقان الرئوي .

وللفصد عروق معروفة ولها أسماء خاصة كالعرق الزاهر والأكحل يخرج منها الدم ، وقد ورد عن النبيّ والأئمّة صلوات اللّه عليهم أن للفصد أوقات معينة .

وأمّا الحجامة فلها مواضع معروفة كاليافوخ من الرأس والنقرة من الظهر وغيرها ، ولها أوقات معيّنة أيضا ، وردت عن النبيّ والأئمة صلوات اللّه عليهم في الأحاديث الشريفة .

1 - جاء في المناقب لابن شهرآشوب : وفي كتاب « معرفة تركيب الجسد » عن الحسين بن أحمد التيميّ : روي عن أبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) : أنّه استدعى فاصدا في أيّام المأمون فقال له : أفصدني في العرق الزاهر ! فقال له :

ما أعرف هذا العرق يا سيّدي ، ولا سمعت به . فأراه إيّاه ، فلمّا فصده خرج منه ماء أصفر ، فجرى حتّى امتلأ الطست ، ثمّ قال له :

أمسكه . وأمر بتفريغ الطست ؛

ثمّ قال : خلّ عنه . فخرج دون ذلك ، فقال :

شدّه الآن . فلمّا شدّ يده أمر له بمائة دينار ، فأخذها وجاء إلى يوحنّا بن بختيشوع[26] فحكى له ذلك ، فقال :

واللّه ما سمعت بهذا العرق مذ نظرت في الطبّ ، ولكن هاهنا فلان الأسقف[27] قد مضت عليه السنون ، فامض بنا إليه ، فإن كان عنده علمه وإلّا لم نقدر على من يعلمه ، فمضيا ودخلا عليه وقصّا القصة .

فأطرق مليّا ، ثمّ قال : يوشك أن يكون هذا الرّجل نبيّا أو من ذريّة نبيّ .[28]

2 - وجاء في رجال الكشيّ : - يأتي في باب حال عمّ أبيه عليّ بن جعفر ( عليه السّلام ) :

ودنا الطبيب ليقطع له العرق ، فقام عليّ بن جعفر ( عليه السّلام ) فقال :

يا سيّدي ، يبدأ بي ليكون حدّة الحديد فيّ قبلك . . .

علاج حمّى الغب[29] والربع[30]

1 - عن الحسن بن شاذان ، قال : حدّثنا أبو جعفر ( عليه السّلام ) ، عن أبي الحسن ( عليه السّلام ) « وسئل عن حمّى الغبّ الغالبة .

فقال ( عليه السّلام ) : يؤخذ العسل والشونيز[31] ويلعق منه ثلاث لعقات فإنّها تنقلع . وهما المباركان قال اللّه تعالى في العسل :

يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ[32].

قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : في الحبّة السوداء شفاء من كلّ داء إلّا السام .

قيل يا رسول اللّه ، وما السام ؟ قال : الموت .

قال : وهذان لا يميلان إلى الحرارة والبرودة ، ولا إلى الطبائع ، إنّما هما شفاء حيث وقعا »[33].

2 - عن الحسن بن شاذان ، قال : حدّثنا أبو جعفر ، عن أبي الحسن ( عليهما السّلام )[34]

قال : خير الأشياء لحمّى الربع أن يؤكل في يومها الفالوذج[35] المعمول بالعسل ، ويكثر زعفرانه ، ولا يؤكل في يومها غيره »[36].

علاج اليرقان [37]

عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن مهزيار ، قال :

تعذّيت مع أبي جعفر ( عليه السّلام ) فأتى بقطاة[38] ، فقال : « إنّه مبارك ، وكان أبي ( عليه السّلام ) يعجبه ، وكان يأمر أن يطعم صاحب اليرقان ، يشوى له فإنّه ينفعه »[39].

علاج ضربة الريح الخبيثة

عن أحمد بن إبراهيم بن رياح ، قال : حدّثنا الصباح بن محارب ، قال :

« كنت عند أبي جعفر ابن الرضا ( عليهما السّلام ) فذكر أنّ شبيب بن جابر ضربته الريح الخبيثة ، فمالت بوجهه وعينه[40] ، فقال : يؤخذ له القرنفل[41] خمسة مثاقيل ، فيصير في قنّينة يابسة ، ويضمّ رأسها ضمّا شديدا ، ثمّ تطيّن وتوضع في الشمس قدر يوم في الصيف ، وفي الشتاء قدر يومين . ثمّ يخرجه فيسحقه سحقا ناعما ، ثم يديفه[42] بماء المطر حتّى يصير بمنزلة الخلوق ، ثمّ يستلقي على قفاه ، ويطلي ذلك القرنفل المسحوق على الشقّ الماثل[43] ولا يزال مستلقيا حتّى يجفّ القرنفل ، فإنّه إذا جفّ رفعه اللّه عنه ، وعاد إلى أحسن عاداته بإذن اللّه تعالى .

قال : فابتدر إليه أصحابنا فبشّروه بذلك ، فعالجه بما أمره به ، فعاد إلى أحسن ما كان بعون اللّه تعالى » .[44]

علاج من أصابها حيض لا ينقطع

عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن مهزيار ، قال : إنّ جارية لنا أصابها الحيض وكان لا ينقطع عنها حتّى أشرفت على الموت ، فأمر أبو جعفر ( عليه السّلام ) أن تسقى سويق العدس[45] ، فسقيت فانقطع عنها وعوفيت »[46].

علاج برد المعدة وخفقان الفؤاد

عن محمّد بن عليّ زنجويه[47] المتطبّب ، قال : « حدّثنا عبد اللّه بن عثمان ، قال :

شكوت إلى أبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسى ( عليهم السّلام ) برد المعدة وخفقانا في فؤادي ، فقال ( عليه السّلام ) : « أين أنت عن دواء أبي - وهو الدواء الجامع - ؟ ! » قلت : يا بن رسول اللّه ! وما هو ؟

قال : معروف عند الشيعة . قلت : سيّدي ومولاي ، فأنا كأحدهم فأعطني صفته حتّى أعالجه وأعطي الناس .

قال : خذ زعفران[48] وعاقر قرحا[49] وسنبل[50] وقاقلّة[51] وبنج[52] وخربق أبيض[53] وفلفل أبيض[54] أجزاء سواء ، وأبرفيون[55] جزءين ، يدقّ ذلك كلّه دقّا ناعما ، وينخل بحريرة ، ويعجن بضعفي وزنه عسلا[56] منزوع الرغوة ، فيسقى منه صاحب خفقان الفؤاد ، ومن به برد المعدة حبّة بماء كمّون[57] يطبخ ، فإنّه يعافى بإذن اللّه تعالى .[58]

علاج وجع الحصاة

عن محمّد بن حكام ، قال : حدّثنا محمّد بن النضر - مؤدب ولد أبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسى ( عليهم السّلام ) - قال : شكوت إليه ما أجد من الحصاة ، فقال :

« ويحك ! أين أنت عن الجامع دواء أبي ؟ فقلت : سيّدي ومولاي أعطني صفته .

فقال : هو عندنا ، يا جارية أخرجي البستوقة الخضراء . قال : فأخرجت البستوقة ، وأخرج منها مقدار حبّة .

فقال : اشرب هذه الحبّة بماء السداب[59] أو بماء الفجل[60] المطبوخ ، فإنّك تعافى منه »[61].

قال : فشربته بماء السداب ، فو اللّه ما أحسست بوجعه إلى يومنا هذا »[62].

6 - الدعاء في تراث الإمام الجواد ( عليه السّلام )

هذه مجموعة من الأدعية الجليلة رواها الإمام الجواد ( عليه السّلام ) عن آبائه ( عليهم السّلام ) عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) عن اللّه عز وجل وهي بمثابة صحيفة الجواد ( عليه السّلام ) في الدعاء والمناجاة .

روى السيد ابن طاووس باسناده إلى أبي جعفر بن بابويه عن إبراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي ، قال :

« حدّثنى أبي - وكان خادما لمحمد بن علي الجواد ( عليه السّلام ) : لمّا زوج المأمون أبا جعفر محمد بن علي بن موسى ( عليهم السّلام ) ابنته ، كتب اليه : ان لكل زوجة صداقا من مال زوجها ، وقد جعل اللّه أموالنا في الآخرة ، مؤجلة مذخورة هناك ، كما جعل أموالكم معجّلة في الدنيا وكنزها هاهنا . وقد أمهرت ابنتك : الوسائل إلى المسائل ، وهي مناجاة دفعها اليّ أبي ، قال : دفعها اليّ أبي موسى ، قال :

دفعها اليّ أبي جعفر ، قال : دفعها اليّ محمد أبي ، قال : دفعها اليّ علي بن الحسين أبي ، قال : دفعها اليّ الحسين أبي : قال : دفعها اليّ الحسن أخي ، قال : دفعها اليّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( صلوات اللّه عليهم ) ، قال : دفعها اليّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، قال : دفعها اليّ جبرئيل ( عليه السّلام ) ، قال : يا محمد . . . ربّ العزّة يقرئك السلام ويقول لك : هذه مفاتيح كنوز الدنيا والآخرة ، فاجعلها وسائلك إلى مسائلك ، تصل إلى بغيتك وتنجح في طلبتك ، فلا تؤثرها في حوائج الدنيا فتبخس بها الحظّ في آخرتك . وهي عشر وسائل [ إلى عشر مسائل ] تطرق بها أبواب الرغبات فتفتح ، وتطلب بها الحاجات فتنجح وهذه نسختها »[63].

1 - المناجاة للاستخارة :

« بسم اللّه الرحمن الرحيم . اللهمّ ان خيرتك فيما استخرتك فيه تنيل الرغائب ، وتجزل المواهب ، وتغنم المطالب ، وتطيب المكاسب ، وتهدي إلى أجمل المذاهب ، وتسوق إلى أحمد العواقب ، وتقي مخوف النوائب .

اللهمّ اني أستخيرك فيما عزم رأيي عليه ، وقادني عقلي اليه ، فسهّل اللهمّ منه ما توعّر ، ويسّر منه ما تعسّر ، واكفني فيه المهمّ ، وادفع عنّي كلّ ملمّ ، واجعل يا ربّ عواقبه غنما ، ومخوفه سلما ، وبعده قربا ، وجدبه خصبا .

وأرسل اللهم إجابتي ، وأنجح طلبتي ، واقض حاجتي ، واقطع عنّي عوائقها ، وامنع عنّي بوائقها ، وأعطني اللهمّ لواء الظفر والخيرة فيما استخرتك ، ووفور المغنم فيما دعوتك ، وعوائد الافضال فيما رجوتك . واقرنه اللهمّ بالنجاح ، وخصّه بالصلاح ، وأرني أسباب الخيرة فيه واضحة ، واعلام غنمها لائحة ، واشدد خناق تعسّرها ، وانعش صريع تيسّرها .

وبيّن اللهمّ ملتبسها واطلق محتبسها ، ومكّن اسّها حتّى تكون خيرة مقبلة بالغنم مزيلة للغرم ، عاجلة للنفع ، باقية الصنع ، إنّك مليئ بالمزيد ، مبتدئ بالجود » .

2 - المناجاة بالاستقالة :

« بسم اللّه الرحمن الرحيم . اللهمّ إنّ الرجاء لسعة رحمتك أنطقني باستقالتك والأمل لأناتك ، ورفقك شجعني على طلب أمانك وعفوك ، ولي يا ربّ ذنوب قد واجهتها أوجه الانتقام ، وخطايا قد لا حظتها أعين الاصطلام ، واستوجبت بها على عدلك أليم العذاب ، واستحققت باجتراحها مبير العقاب ، وخفت تعويقها لإجابتي ، وردّها إيّاي عن قضاء حاجتي ، وإبطالها لطلبتي ، وقطعها لأسباب رغبتي ، من أجل ما قد أنقض ظهري من ثقلها ، وبهظني من الاستقلال بحملها ، ثمّ تراجعت ربّ إلى حلمك عن الخاطئين ، وعفوك عن المذنبين ، ورحمتك للعاصين ، فأقبلت بثقتي متوكّلا عليك ، طارحا نفسي بين يديك ، شاكيا بثّي إليك ، سائلا ما لا استوجبه من تفريج الهمّ ، ولا استحقه من تنفيس الغمّ ، مستقيلا لك إيّاي ، واثقا مولاي بك .

اللهمّ فامنن عليّ بالفرج ، وتطوّل بسهولة المخرج ، وادللني برأفتك على سمت المنهج ، وأزلقني بقدرتك عن الطريق الأعوج ، وخلّصني من سجن الكرب بإقالتك ، واطلق أسري برحمتك ، وطل عليّ برضوانك ، وجد عليّ بإحسانك ، وأقلني عثرتي ، وفرّج كربتي ، وارحم عبرتي ، ولا تحجب دعوتي ، واشدد بالإقالة أزري ، وقوّ بها ظهري ، وأصلح بها أمري ، وأطل بها عمري ، وارحمني يوم حشري ووقت نشري ، انك جواد كريم ، غفور رحيم » .

3 - المناجاة بالسفر :

« بسم اللّه الرحمن الرحيم . اللهمّ إنّي أريد سفرا فخر لي فيه ، وأوضح لي فيه سبيل الرأي ، وفهّمنيه ، وافتح عزمي بالإستقامة ، واشملني في سفري بالسلامة ، وأفدني جزيل الحظ والكرامة ، واكلأني بحسن الحفظ والحراسة ، وجنّبني اللهمّ وعثاء الأسفار ، وسهّل لي حزونة الأوعار ، وأطو لي بساط المراحل ، وقرّب منّي بعد نأي المناهل ، وباعدني في المسير بين خطى الرواحل ، حتّى تقرّب نياط البعيد ، وتسهّل وعور الشديد .

ولقّني اللهمّ في سفري نجح طائر الواقية ، وهبني فيه غنم العافية ، وخفير الاستقلال ، ودليل مجاوزة الأهوال ، وباعث وفور الكفاية ، وسانح خفير الولاية ، واجعله اللهمّ سبب عظيم السلم حاصل الغنم .

واجعل الليل عليّ سترا من الآفات ، والنهار مانعا من الهلكات ، واقطع عنّي قطع لصوصه بقدرتك ، واحرسني من وحوشه بقوّتك ، حتى تكون السلامة فيه مصاحبتي ، والعافية مقاربتي ، واليمن سائقي ، واليسر معانقي ، والعسر مفارقي ، والفوز موافقي ، والأمن مرافقي ، انك ذو الطول والمنّ ، والقوّة والحول ، وأنت على كلّ شيء قدير ، وبعبادك بصير خبير » .

4 - المناجاة في طلب الرزق :

« بسم اللّه الرحمن الرحيم . اللهمّ أرسل عليّ سجال رزقك مدرارا ، وأمطر عليّ سحائب إفضالك غزارا ، وأدم غيث نيلك اليّ سجالا ، وأسبل مزيد نعمك على خلّتي إسبالا ، وأفقرني بجودك إليك ، وأغنني عمّن يطلب ما لديك ، وداو داء فقري بدواء فضلك ، وانعش صرعة عيلتي بطولك ، وتصدّق على إقلالي بكثرة عطائك ، وعلى اختلالي بكريم حبائك ، وسهّل ربّ سبيل الرزق اليّ ، وثبّت قواعده لديّ ، وبجّس لي عيون سعته برحمتك ، وفجّر أنهار رغد العيش قبلي برأفتك ، وأجدب أرض فقري ، وأخصب جدب ضرّي ، واصرف عنّي في الرزق العوائق ، واقطع عنّي من الضيق العلائق ، وارمني من سهم الرزق اللهم بأخصب سهامه ، وأحيني من رغد العيش بأكثر دوامه ، واكسني اللهمّ سرابيل السعة ، وجلابيب الدّعة فإنّي يا ربّ منتظر لإنعامك بحذف المضيق ، ولتطوّلك التعويق ، ولتفضلك بإزالة التقتير ، ولوصول حبلي بكرمك بالتيسير .

وأمطر اللهمّ عليّ سماء رزقك بسجال الدّيم ، وأغنني بعوائد النّعم ، وارم مقاتل الإقتار منّي ، واحمل كشف الضر عنّي على مطايا الإعجال ، واضرب عنّي الضيق بسيف الاستيصال ، وأتحفني ربّ منك بسعة الإفضال ، وامددني بنموّ الأموال ، واحرسني من ضيق الإقلال .

واقبض عنّي سوء الجدب ، وابسط لي بساط الخصب ، واسقني من ماء رزقك غدقا ، وانهج لي عميم بذلك طرقا ، وفاجئني بالثروة والمال ، وأنعشني به من الإقلال ، وصبّحني بالاستظهار ، ومسّني بالتمكّن من اليسار ، إنّك ذو الطول العظيم ، والفضل العميم ، والمنّ الجسيم وأنت الجواد الكريم .

5 - المناجاة بالاستعاذة :

« بسم اللّه الرحمن الرحيم . اللهمّ اني أعوذ بك من ملمّات نوازل البلاء ، وأهوال عظائم الضرّاء ، فأعذني ربّ من صرعة البأساء ، واحجبني من سطوات البلاء ، ونجّني من مفاجأة النقم وأجرني من زوال النعم ومن زلل القدم ، واجعلني اللهمّ في حياطة عزّك ، وحفاظ حرزك من مباغتة الدوائر ، ومعاجلة البوادر .

اللهمّ ربّ ، وأرض البلاء فاخسفها ، وعرصة المحن فارجفها ، وشمس النوائب فاكسفها ، وجبال السوء فانسفها ، وكرب الدهر فاكشفها ، وعوائق الأمور فاصرفها ، وأوردني حياض السلامة ، واحملني على مطايا الكرامة ، واصحبني بإقالة العثرة ، واشملني بستر العورة .

وجد عليّ يا رب بآلائك ، وكشف بلائك ، ودفع ضرّائك ، وادفع عنّي كلاكل عذابك ، واصرف عنّي أليم عقابك ، وأعذني من بوائق الدهور ، وأنقذني من سوء عواقب الأمور ، واحرسني من جميع المحذور .

واصدع صفات البلاء عن أمري ، واشلل يده عنّي مدى عمري . إنّك الربّ المجيد ، المبدئ المعيد ، الفعّال لما تريد » .

6 - المناجاة بطلب التوبة :

« بسم اللّه الرحمن الرحيم . اللهمّ اني قصدت إليك بإخلاص توبة نصوح ، وتثبيت عقد صحيح ، ودعاء قلب قريح واعلان قول صريح .

اللهمّ فتقبّل منّي مخلص التوبة ، واقبال سريع الأوبة ، ومصارع تخشّع الحوبة .

وقابل ربّ توبتي بجزيل الثواب ، وكريم المآب ، وحطّ العقاب ، وصرف العذاب ، وغنم الإياب ، وستر الحجاب .

وامح اللهمّ ما ثبت من ذنوبي ، واغسل بقبولها جميع عيوبي ، واجعلها جالية لقلبي ، شاخصة لبصيرة لبّي ، غاسلة لدرني ، مطهّرة لنجاسة بدني ، مصحّحة فيها ضميري ، عاجلة إلى الوفاء بها بصيرتي .

واقبل يا ربّ توبتي ، فإنها تصدر من إخلاص نيّتي ، ومحض من تصحيح بصيرتي ، واحتفال في طويّتي واجتهاد في نقاء سريرتي ، وتثبيت لإنابتي ، مسارعة إلى أمرك بطاعتي .

واجل اللهمّ بالتوبة عنّي ظلمة الإصرار ، وامح بها ما قدّمته من الأوزار ، واكسني لباس التقوى ، وجلابيب الهدى ، فقد خلعت ربق المعاصي عن جلدي ، ونزعت سربال الذنوب عن جسدي ، مستمسكا ربّ بقدرتك ، مستعينا على نفسي بعزّتك ، مستودعا توبتي من النكث بحضرتك ، معتصما من الخذلان بعصمتك مقارنا به لا حول ولا قوّة إلّا بك .

7 - المناجاة بطلب الحجّ :

« بسم اللّه الرحمن الرحيم . اللهمّ ارزقني الحجّ الّذي فرضته على من استطاع اليه سبيلا . واجعل لي فيه هاديا واليه دليلا ، وقرّب لي بعد المسالك .

وأعنّي على تأدية المناسك ، وحرّم بإحرامي على النار جسدي ، وزد للسفر قوّتي وجلدي ، وارزقني ربّ الوقوف بين يديك ، والإفاضة إليك واظفرني بالنجح بوافر الربح .

واصدرني رب من موقف الحج الأكبر إلى مزدلفة المشعر ، واجعلها زلفة إلى رحمتك ، وطريقا إلى جنّتك ، وقفني موقف المشعر الحرام ، ومقام وقوف الإحرام ، وأهّلني لتأدية المناسك ، ونحر الهدي التوامك بدم يثجّ ، وأوداج تمجّ ، وإراقة الدماء المسفوحة ، والهدايا المذبوحة ، وفري أوداجها على ما أمرت ، والتنفّل بها كما وسمت .

وأحضرني اللهمّ صلاة العيد ، راجيا للوعد ، خائفا من الوعيد ، حالقا شعر رأسي ومقصّرا ، ومجتهدا في طاعتك ، مشمّرا ، راميا للجمار ، بسبع بعد سبع من الأحجار ، وأدخلني اللهمّ عرصة بيتك وعقوتك وأولجني محلّ أمنك وكعبتك ، ومشاكيك وسؤالك ووفدك ومحاويجك ، وجد عليّ اللهمّ بوافر الأجر ، من الإنكفاء والنّفر ، واختم اللهمّ مناسك حجّي ، وانقضاء عجّي ، بقبول منك لي ، ورأفة منك بي يا أرحم الراحمين » .

8 - المناجاة بكشف الظلم :

« بسم اللّه الرحمن الرحيم . اللهمّ إن ظلم عبادك قد تمكّن في بلادك ، حتّى أمات العدل ، وقطع السبل ، ومحق الحقّ ، وأبطل الصدق ، وأخفى البرّ ، وأظهر الشرّ ، وأخمد التقوى ، وأزال الهدى ، وأزاح الخير ، وأثبت الضير ، وأنمى الفساد ، وقوّى العناد ، وبسط الجور ، وعدى الطور .

اللهمّ يا ربّ لا يكشف ذلك إلّا سلطانك ، ولا يجير منه إلّا امتنانك اللهمّ ربّ فابتر الظلم ، وبتّ حبال الغشم ، واخمد سوق المنكر ، وأعزّ من عنّه ينزجر ، واحصد شأفة أهل الجور ، وألبسهم الحور بعد الكور .

وعجّل اللهمّ إليهم البيات ، وأنزل عليهم المثلات ، وأمت حياة المنكر ، ليؤمن المخوف ، ويسكن الملهوف ، ويشبع الجائع ، ويحفظ الضائع ، ويأوى الطريد ، ويعود الشريد ، ويغنى الفقير ، ويجار المستجير ، ويوقّر الكبير ، ويرحم الصغير ، ويعزّ المظلوم ، ويذلّ الظالم ، ويفرّج المغموم ، وتنفرج الغمّاء ، وتسكن الدهماء ، ويموت الاختلاف ، ويحيى الائتلاف ، ويعلو العلم ، ويشمل السلم ، ويجمع الشتات ، ويقوى الإيمان ، ويتلى القرآن ، إنك أنت الديّان ، المنعم المنّان » .

9 - المناجاة بالشكر للّه تعالى :

« بسم اللّه الرحمن الرحيم . اللهمّ لك الحمد على مردّ نوازل البلاء ، وتوالي سبوغ النعماء ، وملمّات الضرّاء ، وكشف نوائب الّلأواء .

ولك الحمد ربّ على هنيئ عطائك ، ومحمود بلائك ، وجليل آلائك ، ولك الحمد على إحسانك الكثير ، وجودك الغزير ، وتكليفك اليسير ، ودفعك العسير .

ولك الحمد يا ربّ على تثميرك قليل الشكر ، واعطائك وافر الأجر ، وحطّك مثقل الوزر ، وقبولك ضيق العذر ، ووضعك باهض الإصر ، وتسهيلك موضع الوعر ، ومنعك مفظع الأمر .

ولك الحمد على البلاء المصروف ، ووافر المعروف ، ودفع المخوف ، وإذلال العسوف .

ولك الحمد على قلّة التكليف ، وكثرة التخفيف ، وتقوية الضعيف ، وإغاثة اللهيف ، ولك الحمد رب على سعة إمهالك ، ودوام افضالك ، وصرف أمحالك ، وحميد أفعالك ، وتوالي نوالك .

ولك الحمد على تأخير معاجلة العقاب ، وترك مغافصة العذاب ، وتسهيل طريق المآب ، وإنزال غيث السحاب إنّك المنّان الوهاب » .

10 - المناجاة لطلب الحوائج :

« بسم اللّه الرحمن الرحيم . اللهمّ جدير من أمرته بالدعاء أن يدعوك ، ومن وعدته بالإجابة ان يرجوك .

ولي اللهمّ حاجة قد عجزت عنها حيلتي ، وكلّت فيها طاقتي ، وضعفت عن مرامها قوّتي ، وسوّلت لي نفسي الأمّارة بالسوء ، وعدوّي الغرور الّذي أنا منه مبتلى ، أن أرغب فيها إلى ضعيف مثلي ، ومن هو في النكول شكلي ، حتّى تداركتني رحمتك ، وبادرتني بالتوفيق رأفتك ، ورددت عليّ عقلي بتطوّلك ، وألهمتني رشدي بتفضّلك ، وأحييت بالرجاء لك قلبي ، وأزلت خدعة عدوّي من لبّي ، وصحّحت بالتأميل فكري ، وشرحت بالرجاء لإسعافك صدري ، وصوّرت لي الفوز ببلوغ ما رجوته ، والوصول إلى ما أمّلته فوقفت اللهمّ ربّ بين يديك سائلا لك ، ضارعا إليك ، واثقا بك ، متوكّلا عليك في قضاء حاجتي ، وتحقيق امنيّتي ، وتصديق رغبتي .

اللهمّ وأنجحها بأيمن النجاح واهدها سبيل الفلاح ، واشرح بالرجاء لإسعافك  صدري ، ويسّر في أسباب الخير أمري ، وصوّر اليّ الفوز ببلوغ ما رجوته بالوصول إلى ما أمّلته » .

ووفّقني اللهمّ في قضاء حاجتي ببلوغ امنيّتي ، وتصديق رغبتي ، وأعذني اللهمّ بكرمك من الخيبة والقنوط ، والأناة والتثبيط بهني اجابتك وسابغ موهبتك .

اللهمّ إنّك مليّ بالمنائح الجزيلة ، وفيّ بها ، وأنت على كلّ شيء قدير وبكل شيء محيط وبعبادك خبير بصير .

7 - في رحاب مواعظ الإمام الجواد ( عليه السّلام )

روى الحسن بن علي بن شعبة الحرّاني في باب مواعظ أبي جعفر الجواد ( عليه السّلام ) أحاديث مرسلة نذكرها فيما يلي :

1 - قال له رجل : أوصني ؟ « قال ( عليه السّلام ) : وتقبل ؟ قال : نعم . قال : توسّد الصّبر واعتنق الفقر ، وارفض الشّهوات ، وخالف الهوى ، واعلم أنّك لن تخلو من عين اللّه فانظر كيف تكون »[64].

2 - وقال ( عليه السّلام ) : « أوحى اللّه إلى بعض الأنبياء : أمّا زهدك في الدّنيا فتعجّلك الرّاحة ، وأمّا انقطاعك إلي فيعزّزك بي ، ولكن هل عاديت لي عدوا وواليت لي وليّا » .[65]

3 - وروي أنّه حمل له حمل بزّ له قيمة كثيرة ، فسل في الطّريق ، فكتب إليه الّذي حمله يعرّفه الخبر ، فوقّع بخطّه : « إنّ أنفسنا وأموالنا من مواهب اللّه الهنيئة وعواريه المستودعة يمتّع بما متّع منها في سرور وغبطة ويأخذ ما أخذ منها في أجر وحسبة .

فمن غلب جزعه على صبره حبط أجره ونعوذ باللّه من ذلك »[66].

4 - وقال ( عليه السّلام ) : « من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه ، ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده »[67]

5 - وقال ( عليه السّلام ) : « من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان النّاطق عن اللّه فقد عبد اللّه ؛ وإن كان النّاطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس » .[68]

6 - قال له أبو هاشم الجعفريّ في يوم تزوّج امّ الفضل ابنة المأمون :

« يا مولاي لقد عظمت علينا بركة هذا اليوم . فقال ( عليه السّلام ) : يا أبا هاشم عظمت بركات اللّه علينا فيه ؟ قلت : نعم يا مولاي ، فما أقول في اليوم ؟ فقال : قل فيه خيرا ، فإنّه يصيبك . قلت : يا مولاي أفعل هذا ولا أخالفه . قال ( عليه السّلام ) : إذا ترشد ولا ترى إلّا خيرا »[69].

7 - وكتب ( عليه السّلام ) إلى بعض أوليائه : « أمّا هذه الدّنيا فإنّا فيها مغترفون ولكن من كان هواه هوى صاحبه ودان بدينه فهو معه حيث كان ، والآخرة هي دار القرار » .[70]

8 - وقال ( عليه السّلام ) : « تأخير التّوبة اغترار ، وطول التّسويف حيرة ، والاعتلال على اللّه هلكة ، والإصرار على الذّنب أمن لمكر اللّه فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ »[71].

9 - وروي أنّ جمّالا حمله من المدينة إلى الكوفة فكلّمه في صلته وقد كان أبو جعفر ( عليه السّلام ) وصله بأربعمائة دينار ، فقال ( عليه السّلام ) : « سبحان اللّه ؛ أما علمت أنّه لا ينقطع المزيد من اللّه حتى ينقطع الشّكر من العباد » .[72]

10 - وقال ( عليه السّلام ) : « إظهار الشّيء قبل أن يستحكم مفسدة له » .[73]

11 - وقال ( عليه السّلام ) : « المؤمن يحتاج إلى توفيق من اللّه وواعظ من نفسه وقبول ممّن ينصحه » .[74]

12 - روى الشيخ المفيد باسناده عن عليّ بن مهزيار ، عن بكر بن صالح قال : كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثّاني صلوات اللّه عليه : إنّ أبي ناصب خبيث الرّأي ، وقد لقيت منه شدّة وجهدا ، فرأيك - جعلت فداك - في الدّعاء لي ، وما ترى - جعلت فداك - ؟ أفترى أن أكاشفه أم اداريه ؟

فكتب ( عليه السّلام ) : « قد فهمت كتابك وما ذكرت من أمر أبيك ، ولست أدع الدّعاء لك إن شاء اللّه ، والمداراة خير لك من المكاشفة ، ومع العسر يسر ، فاصبر فإنّ العاقبة للمتّقين .

ثبّتك اللّه على ولاية من تولّيت ، نحن وأنتم في وديعة اللّه الّذي لا تضيع ودائعه » .

قال بكر : فعطف اللّه بقلب أبيه [ عليه ] حتّى صار لا يخالفه في شيء .[75]

13 - وقال : « ملاقاة الإخوان نشرة وتلقيح للعقل وإن كان نزرا قليلا » .[76]

14 - عن أبي هاشم الجعفري قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السّلام ) يقول : « انّ في الجنّة بابا يقال له المعروف لا يدخله إلّا أهل المعروف فحمدت اللّه تعالى في نفسي وفرحت بما اتكلف من حوائج النّاس ، فنظر اليّ ( عليه السّلام ) ، فقال : نعم تمّ على ما أنت عليه فإنّ أهل المعروف في دنياهم هم أهل المعروف في الآخرة جعلك اللّه منهم يا أبا هاشم ورحمك » .[77]

15 - عنه ، عن أبي هاشم الجعفري قال : « سأل محمد بن صالح الأرمني عن قول اللّه تعالى : لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ : فقال ( عليه السّلام ) : من قبل ان يأمر وللّه الأمر من بعد ان يأمر بما يشاء » ، فقلت في نفسي : هذا تأويل قول اللّه تعالى : أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ فقلت : اشهد انّك حجّة اللّه وابن حجّته على العباد » .[78]

16 - وقال ( عليه السّلام ) : « من أطاع هواه أعطى عدوّه مناه » .

17 - وقال ( عليه السّلام ) : « راكب الشهوات لا تستقال له عثرة » .[79]

18 - وقال ( عليه السّلام ) : « نعمة لا تشكر كسيئة لا تغفر » .[80]

19 - وقال ( عليه السّلام ) : « كيف يضيع من اللّه كافله ، وكيف ينجو من اللّه طالبه ، ومن انقطع إلى غير اللّه وكّله اللّه اليه » .[81]

20 - وقال ( عليه السّلام ) : « اتّئد تصب أو تكدّ » .[82]

21 - وقال ( عليه السّلام ) : « من لم يعرف الموارد أعيته المصادر » .[83]

22 - وقال ( عليه السّلام ) : « من انقاد إلى الطمأنينة قبل الخبرة ، فقد عرض نفسه للهلكة والعاقبة المتعبة » .[84]

23 - وقال ( عليه السّلام ) : « من هجر المداراة قاربه المكروه » .[85]

24 - وقال ( عليه السّلام ) : « إياك ومصاحبة الشرير فإنه كالسيف المسلول يحسن منظره ويقبح أثره » .[86]

25 - وقال ( عليه السّلام ) : « عزّ المؤمن غناه عن الناس » .[87]

26 - وقال ( عليه السّلام ) : « لا يضرّك سخط من رضاه الجور » .[88]

27 - وقال ( عليه السّلام ) : « كفى بالمرء خيانة ان يكون أمينا للخونة » .[89]

28 - وقال ( عليه السّلام ) : « من عمل على غير علم ما يفسد أكثر مما يصلح » .[90]

29 - وقال ( عليه السّلام ) : « القصد إلى اللّه تعالى بالقلوب أبلغ من اتعاب الجوارح بالاعمال » .[91]

30 - وقال ( عليه السّلام ) : « من عتب من غير ارتياب اعتب من غير استعتاب » .[92]

31 - وقال ( عليه السّلام ) : « الثقة باللّه ثمن لكلّ غال وسلّم إلى كل عال » .[93]

32 - وقال ( عليه السّلام ) : « إذا نزل القضاء ضاق الفضاء » .[94]

33 - وقال ( عليه السّلام ) : « غنى المؤمن غناه عن الناس » .[95]

( 1 ) بحار الأنوار : 71 / 341 .

34 - وقال ( عليه السّلام ) : « من لم يرض من أخيه بحسن النيّة لم يرض بالعطية » .[96]

35 - وقال ( عليه السّلام ) : « قد عاداك من ستر عنك الرشد اتباعا لما تهواه » .[97]

36 - وقال ( عليه السّلام ) : « الحوائج تطلب بالرّجاء وهي تنزل بالقضاء ، والعافية أحسن عطاء » .[98]

37 - وقال ( عليه السّلام ) : « لا تعادي أحدا حتّى تعرف الّذي بينه وبين اللّه تعالى ، فإن كان محسنا فإنّه لا يسلّمه إليك وإن كان مسيئا فإن علمك به يكفيكه فلا تعاده » .[99]

38 - وقال ( عليه السّلام ) : « لا تكن وليّا للّه في العلانية ، عدوّا له في السّرّ » .[100]

39 - وقال ( عليه السّلام ) : « التّحفّظ على قدر الخوف » .[101]

40 - وقال ( عليه السّلام ) : « الأيّام تهتك لك الأمر عن الأسرار الكامنة »[102].

41 - وقال ( عليه السّلام ) : « تعرف عن الشّيء إذا صنعته لقلّة صحبته إذا أعطيته » .[103]

42 - عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عن أبيه علي عن أبيه موسى عن آبائه عن علي ( عليه السّلام ) . قال : « بعثني النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) إلى اليمن فقال لي وهو يوصيني :

يا علي ما خاب من استخار ، ولا ندم من استشار ، يا علي عليك بالدّلجة فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار ، يا علي اغد بسم اللّه فإن اللّه بارك لامتي في بكورها » .[104]

43 - عنه ( عليه السّلام ) قال : « من استفاد أخا في اللّه فقد استفاد بيتا في الجنة » .

44 - عنه ( عليه السّلام ) أنه قال : « لو كانت السماوات والأرض رتقا على عبد ثم اتقى اللّه تعالى لجعل منها مخرجا » .

45 - وقال ( عليه السّلام ) : « انه من وثق باللّه أراه السرور » .

46 - وقال ( عليه السّلام ) : « من توكل على اللّه كفاه الأمور » .

47 - وقال ( عليه السّلام ) : « الثقة باللّه حصن لا يتحصن فيه إلّا المؤمن » .

48 - وقال ( عليه السّلام ) : « التوكل على اللّه نجاة من كل سوء وحرز من كل عدو » .

49 - وقال ( عليه السّلام ) : « الدين عز والعلم كنز والصمت نور وغاية الزهد الورع ولا هدم للدين مثل البدع ولا افسد للرجال من الطمع وبالراعي تصلح الرعية وبالدعاء تصرف البلية » .

50 - وقال ( عليه السّلام ) : « من ركب مركب العمر اهتدى إلى مضمار النصر ومن شتم أجيب ومن غرس أشجار التقى اجتنى أثمار المنى » .

51 - وقال ( عليه السّلام ) : « اربع خصال تعين المرء على العمل ، الصحة والغنى والعلم والتوفيق » .

52 - وقال ( عليه السّلام ) : « ان للّه عبادا يخصّهم بدوام النعم فلا تزال فيهم ما بدّلوا لها فإذا منعوها نزعها عنهم وحوّلها إلى غيرهم » .

53 - وقال ( عليه السّلام ) : « أهل المعروف إلى اصطناعه أحوج من أهل الحاجة اليه لأن لهم اجره وفخره وذكره فما اصطنع الرجل من معروف فإنما يبدأ فيه بنفسه » .

54 - وقال ( عليه السّلام ) : « من أمّل انسانا هابه ومن جهل شيئا عابه والفرصة خلسة ومن كثر همّه سقم جسده وعنوان صحيفة المسلم حسن خلقه » .

55 - وقال ( عليه السّلام ) في موضع آخر : « عنوان صحيفة السعيد حسن الثناء عليه » .

56 - وقال ( عليه السّلام ) : « الجمال في اللسان والكمال في العقل » .

57 - وقال ( عليه السّلام ) : « العفاف زينة الفقر ، والشكر زينة الغنى ، والصبر زينة البلا ، والتواضع زينة الحسب ، والفصاحة زينة الكلام ، والحفظ زينة الرواية ، وخفض الجناح زينة العلم ، وحسن الأدب زينة العقل ، وبسط الوجه زينة الكرم ، وترك المن زينة المعروف ، والخشوع زينة الصلاة ، والتنفل زينة القناعة ، وترك ما يعني زينة الورع » .

58 - وقال ( عليه السّلام ) : « حسب المرء من كمال المروة ان لا يلقى أحدا بما يكره ، ومن حسن خلق الرجل كفه أذاه ، ومن سخائه بره بمن يجب حقه عليه ، ومن كرمه ايثاره على نفسه ، ومن صبره قلة شكواه ، ومن عقله انصافه من نفسه ، ومن انصافه قبول الحقّ إذا بان له ، ومن نصحه نهيه عما لا يرضاه لنفسه ، ومن حفظه لجوارك تركه توبيخك عند اشنانك مع علمه بعيوبك ، ومن رفقه تركه عذلك بحضرة من تكره ، ومن حسن صحبته لك كثرة موافقته وقلة مخالفته ، ومن شكره معرفته احسان من أحسن اليه ومن تواضعه معرفته بقدره ، ومن سلامته قلة حفظه لعيوب غيره وعنايته بصلاح عيوبه » .

59 - وقال ( عليه السّلام ) : « العامل بالظلم والمعين له والراضي شركاء »[105].

60 - وقال ( عليه السّلام ) : « يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم » .

61 - وقال ( عليه السّلام ) : « من أخطأ وجوه المطالب خذلته وجوه الحيل والطامع في وثاق الذلّ ومن طلب البقاء فليعد للمصائب قلبا صبورا » .

62 - وقال ( عليه السّلام ) : « العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم » .

63 - وقال ( عليه السّلام ) : « الصبر على المصيبة مصيبة للشامت » .

64 - وقال ( عليه السّلام ) : « مقتل الرجل بين فكيه والرأي مع الأناة وبئس الظهر وبئس الظهير الرأي القصير الرأي الفطير » .

65 - وقال ( عليه السّلام ) : « ثلاث خصال تجلب بها المودة : الانصاف والمعاشرة والمواساة والشدة والانطواء على قلب سليم » .

66 - وقال ( عليه السّلام ) : « الناس اشكال وكلّ يعمل على شاكلته ، والناس اخوان فمن كانت اخوته في غير ذات اللّه تعالى فإنها تعود عداوة ، وذلك قوله عزّ وجلّ : الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ » .

67 - وقال ( عليه السّلام ) : « من استحسن قبيحا كان شريكا فيه » .

68 - وقال ( عليه السّلام ) : « كفر النعمة داعية للمقت ومن جازاك بالشكر فقد أعطاك أكثر ممّا أخذ منك » .

69 - وقال ( عليه السّلام ) : « لا تفسد الظن على صديق قد أصلحك اليقين له ، ومن وعظ أخاه سرّا فقد زانه ومن وعظه علانية فقد شانه » .

70 - وقال ( عليه السّلام ) : « كل الشريف من شرفه علمه والسؤدد كل السؤدد لمن اتقى اللّه ربه » .

71 - وقال ( عليه السّلام ) : « لا تعالجوا الأمر قبل بلوغه فتندموا ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم وارحموا ضعفاءكم واطلبوا من اللّه الرحمة بالرحمة فيهم » .

72 - وقال ( عليه السّلام ) : « من أمّل فاجرا كان أدنى عقوبته الحرمان » .

73 - وقال ( عليه السّلام ) : « موت الانسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل وحياته بالبر أكثر من حياته بالعمر[106] » .

 

[1] أصول الكافي : 1 / 123 .

[2] التوحيد : 83 .

[3] بصائر الدرجات : 225 ، وعلل الشرائع : 1 / 118 .

[4] معاني الأخبار : 390 .

[5] أصول الكافي : 1 / 248 .

[6] الاحتجاج : 1 / 9 .

[7] الاحتجاج : 2 / 338 .

[8] بصائر الدرجات : 132 .

[9] أصول الكافي : 1 / 532 .

[10] غيبة النعماني : 302 .

[11] المناقب : 2 / 432 .

[12] بحار الأنوار : 50 / 100 .

[13] دلائل الإمامة : 206 .

[14] أمالي الصدوق : 167 .

[15] الثاقب في المناقب : 209 .

[16] الكافي : 1 / 548 .

[17] من لا يحضره الفقيه : 3 / 376 .

[18] عدّة الداعي : 18 .

[19] بحار الأنوار : 13 / 405 .

[20] كذا في الأصل والظاهر : النطفة .

[21] اثبات الوصية : 157 .

[22] الثاقب في المناقب : 119 ، مخطوط .

[23] اخبار أصفهان : 1 / 242 و 2 / 206 ، وتاريخ بغداد : 3 / 54 ، والوفيات : 3 / 315 .

[24] عيون الأخبار : 1 / 13 ، والعلل : 1 / 126 .

[25] الأعراف ( 7 ) : 31 .

[26] ويوحنا بن بختيشوع : هو طبيب أخي المعتمد ، شخص أسقفا على الموصل سنة ( 893 م ) - ( 279 ه ) وهذا التاريخ بعيد عن حياة الإمام الجواد ( عليه السّلام ) والّذي استشهد سنة 220 ه . والظاهر أنّه جبرئيل بن بختيشوع بن جورجيس ، طبيب المأمون ، توفي سنة ( 828 م ) ( 212 ه ) . وأسرة بختيشوع : أسرة أطباء من النساطرة أصلها من جند نيسابور ، خدمت الخلفاء العباسيين نحو ثلاثة قرون . اشتهر منها : جورجيس بن جبرئيل وبختيشوع بن جبرئيل .

[27] الأسقف : فوق القسيس ودون المطران ، والكلمة يونانيّة .

[28] المناقب : 3 / 495 ، وبحار الأنوار : 50 / 57 ضمن ح 31 ، ومدينة المعاجز : 533 ح 60 .

[29] غبّت عليه الحمّى : أخذته يوما وتركته يوما .

[30] حمّى الربع : هي الّتي تنوب كلّ رابع يوم .

[31] الشينيز والشونيز والشونوز والشهنيز : الحبّة السوداء « القاموس المحيط : 2 / 179 » وقال ابن البيطار في الجامع لمفردات الأدوية والأغذية : 3 / 72 : الحبّة السوداء : وتسمّى أيضا بالشونيز . وهو نبات صغير دقيق العيدان ، طوله نحو شبرين أو أكثر ، وله ورق صغار ، وعلى طرفه رأس شبيهة بالخشخاش في شكله ، طويلة مجوفّة تحوي بزرا أسودا حريفا طيّب الرائحة وفيه عن جالينوس أنّه يشفي الزكام إذا صيّر في خرقة وهو مقلوّ وشمّه الانسان . . .

[32] النحل ( 16 ) : 69 .

[33] رجال الكشي : 65 ، عنه الوسائل : 17 / 76 ح 15 ، والبحار : 62 / 100 ح 23 وص 227 ح 3 .

[34] زاد في م « الثالث » وهو تصحيف بقرينة سند الحديث السابق وعدم رواية الجواد عن ولده ( عليهما السّلام ) ومكاتبة ابن شاذان لأبي الحسن الرضا ( عليه السّلام ) وعليه فلا تصحّ رواية ابن شاذان عن أبي الحسن الثالث بواسطة ، ويحتمل « الثالث » تصحيف « الثاني » انظر معجم رجال الحديث : 4 / 367 .

[35] الفالوذج : حلواء تعمل من الدقيق والماء والعسل .

[36] رجال الكشي : 65 ، عنه البحار : 62 / 100 ح 24 .

[37] اليرقان : حالة مرضيّة تمنع الصفراء من بلوغ المعى بسهولة ، فتختلط بالدم فتصفّر بسبب ذلك أنسجة الحيوان .

[38] القطاة ، واحدة القطا : هو ضرب من الحمام ذوات أطواق يشبه الفاختة والقماري .

[39] الكافي : 6 / 312 ح 5 ، عنه البحار : 65 / 43 ح 2 ، والوسائل : 17 / 33 ح 2 .

[40] « وعينيه » م .

[41] القرنفل : ثمر شجرة كالياسمين ، وهو أفضل الأفاويه الحارة .

[42] داف الدواء ونحوه : خلطه . أذابه في الماء وضربه فيه ليختثر . وفي م « تدنفه » تصحيف .

[43] « الحامل » خ ل .

[44] الكافي : 6 / 81 ، عنه في بحار الأنوار : 62 / 186 ح 2 ، ومستدرك الوسائل : 16 / 446 ح 11 .

[45] سويق العدس : عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) أنه قال : سويق العدس يقطع العطش ويقوّي المعدة ، وفيه شفاء من سبعين داء ، ويطفئ الصفراء ، ويبرّد الجوف ، وكان ( عليه السّلام ) إذا سافر لا يفارقه ، وكان ( عليه السّلام ) إذا هاج الدم بأحد من حشمه قال له : اشرب من سويق العدس ، فإنّه يسكّن هيجان الدم ، ويطفئ الحرارة ( الكافي : 6 / 307 ح 1 ) . وقال المجلسي ( رحمه اللّه ) في البحار : 66 / 63 : . . . وأمّا إطفاؤه للصفراء والحرارة [ كما في رواية أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) أعلاه ] فقيل لجهتين : أحدهما من جهة التبريد في الأمزجة الحارّة ، والآخر من جهة تغليظ الدم وتسكين حدّته ، فيقلّ جريانه وسيلانه في العروق ، ولهذا السبب يقطع دم الحيض كما في الخبر . . .

[46] الكافي : 6 / 307 ح 2 ، عنه الوسائل : 17 / 10 ح 2 .

[47] « رنجومة » كما في نسخة أخرى .

[48] الزعفران : نبات معمّر من الفصيلة السوسنيّة ، منه أنواع بريّة ونوع صبغي طبيّ مشهور وهو حارّ يابس مفرح يقوّي الروح ، وجيّده الطريّ الحسن اللون ، الزكيّ الرائحة ، على شعره قليل بياض غير كثير ممتلئ صحيح ، سريع الصبغ ، غير ملزج ولا متفتّت ، وإذا كان في بيت لا يدخله سام أبرص . راجع الطب من الكتاب والسنّة : 113 ، القانون : 1 / 306 ، القاموس المحيط : 2 / 39 .

[49] العاقر قرحا : نبات من الفصيلة المركّبة تستعمل جذوره في الطبّ ، ويكثر في إفريقية ، وقال في إحياء التذكرة : 430 : هو أصل الطرخون الجبلي ، ينقّي البلغم من الرأس ، ويزيل وجع الأسنان والسعال وأوجاع الصدر وبرد المعدة والكبد ، ويزيل الخناق غرغرة . . .

[50] قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط : 3 / 398 : السنبل ، كقنفذ : نبات طيّب الرائحة ويسمّى سنبل العصافير ، أجوده السوري وأضعفه الهندي مفتّح محلّل مقوّ للدماغ والكبد والطحال والكلى والأمعاء مدرّ ، وله خاصيّة في حبس النزف المفرط من الرحم ، والسنبل الرومي الناردين .

[51] القاقلّة : ثمر نبات هندي من العطر والأفاويه مقوّ للمعدة والكبد ، نافع للغثيان والاعلال الباردة حابس ، والقاقلّة الكبيرة أشدّ قبضا من الصغيرة وأقل حرافة ، قاله في القاموس المحيط : 4 / 39 .

[52] البنج : قال في المعجم الوسيط : 1 / 71 : ( من الهندية ) : جنس نباتات طبيّة مخدّرة من الفصيلة الباذنجانيّة . وقال في القاموس المحيط : 1 / 179 : مسكّن لأوجاع الأورام والبثور ووجع الأذن ، وأخبثه الأسود ثمّ الأحمر ، وأسلمه الأبيض .

[53] الخربق - كجعفر - نبات ورقه كلسان الحمل أبيض وأسود وكلاهما يجلو ويسخّن وينفع الصرع والجنون والمفاصل والبهق والفالج ويسهّل الفضول اللزجه ، وربما أورث تشنّجات ، وإفراطه مهلك . . . قاله في القاموس المحيط : 3 / 225 ، وقال ابن البيطار في جامعه : 2 / 55 : عن ابن سرابيون أنّه قال : الخربق الأسود يسهّل المرّة الصفراء الغليظة جدا ، ويعطى في العلل الحادة والمزمنة التي تحتاج إلى دواء يسهل المرّة الصفراء كعلل الصدر ، وهو نافع في تنقية الأحشاء جدا والرحم والمثانة والعلل المتقادمة في قصبة الرئة .

[54] الفلفل ( كهدهد وزبرج ) : حبّ هندي ، والأبيض أصلح وكلاهما نافع لقلع البلغم اللزج مضغا بالزفت ، ولتسخين العصب والعضلات تسخينا لا يوازيه غيره وللمغص والنفخ واستعماله في اللعوق للسعال وأوجاع الصدر وقليله يعقل وكثيره يطلق ويجفّف ويدرّ ويبرّد المني بعد الجماع . القاموس المحيط : 4 / 32 .

[55] أبرفيون : هو صمغ تنتجه شجرة شائكة ، ويحصل عليه بواسطة شق أغصان الشجرة فتسيل منها عصارة صمغية لا تلبث أن تجفّ وتتجمّد بعد ملامستها الهواء ، ومن أسمائها ، الفربيون ، قال في القاموس المحيط : 4 / 255 : هو دواء ملطف نافع لعرق النسا وبرد الكلى والقولنج ولسع الهوام وعضّة الكلب ويسقط الجنين ويسهّل البلغم اللزج .

[56] العسل : قال تعالى في سورة النحل : 69 : يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ . هو غذاء ودواء ذكرت منافعه في الكثير من كتب الطبّ لا مجال لذكرها لكثرتها .

[57] الكمّون ( كتنّور ) : حبّ مدرّ مجشّ هاضم طارد للرياح وابتلاع ممضوغه بالملح يقطع اللّعاب ، والكمّون الحلو الآنيسون ، والحبشي شبيه بالشونيز ، والأرمني الكوربا ، والبريّ الأسود . وقال في الطبّ من الكتاب والسنّة : 147 : حار يحلّ القولنج ويطرد الريح ، وإذا نقع في الخلّ وأكل قطع شهوة الطين والتراب وروي ليس شيء يدخل الجوف إلّا تغيّر إلّا الكمون .

[58] راجع مستدرك عوالم العلوم والمعارف : 23 / 361 - 368 .

[59] ذكر المجلسي في بحار الأنوار : 62 / 145 : قال في القانون ( 1 / 388 ) ، السداب الرطب حارّ يابس في الثاني ، واليابس حارّ يابس في الثالثة ، واليابس السري حارّ يابس في الرابعة ، وعصارته المسخّنة في قشور الرمان يقطر في الأذن فينقّيها ويسكن الوجع والطنين والدويّ ، ويقتل الدود ، ويطلي به قروح الرأس ، ويحدّ البصر خصوصا عصارته مع عصارة الرازيانج والعسل كحلا وأكلا ، وقد يضمد به مع السويق على ضربان العين ( انتهى ) . وفي المعجم الوسيط : 1 / 424 - بالذال المعجمة - : جنس نباتات طبيّة من الفصيلة السدابيّة . وقيل : نبات ورقه كالصعتر ورائحته كريهة .

[60] الفجل : غذاؤه قليل وفيه حرارة ، ويفتح سدد الكبد ويعين على الهضم ويعسر هضمه وأكله يولّد القمل . قاله في الطبّ من الكتاب والسنّة : 140 ، وفي هامشه : يؤكل الفجل مع باقي المشهيّات والمقبّلات للطعام ، ويحتوي على الفيتامين ( ) ومدرّ للبول ، يساعد على الهضم ، ويكافح السعال .

[61] راجع هذا البحث في مستدرك عوالم العلوم ( الإمام محمد بن علي الجواد ) : 23 / 358 - 370 .

[62] الكافي : 99 ، عنه في بحار الأنوار : 62 / 249 ح 11 ، ومستدرك الوسائل : 16 / 465 / ح 25 .

[63] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 227 - 228 - 238 .

[64] تحف العقول : 335 .

[65] تحف العقول : 335 .

[66] تحف العقول : 335 .

[67] تحف العقول : 336 .

[68] تحف العقول : 336 .

[69] تحف العقول : 336 .

[70] تحف العقول : 456 .

[71] تحف العقول : 456 .

[72] تحف العقول : 335 .

[73] تحف العقول : 336 .

[74] تحف العقول : 336 .

[75] أمالي المفيد : 191 .

[76] أمالي المفيد : 329 .

[77] الثاقب في المناقب : 226 .

[78] الثاقب في المناقب : 226 .

[79] بحار الأنوار : 70 / 78 .

[80] بحار الأنوار : 71 / 53 .

[81] بحار الأنوار : 71 / 155 .

[82] بحار الأنوار : 71 / 340 .

[83] بحار الأنوار : 71 / 340 .

[84] بحار الأنوار : 71 / 340 .

[85] بحار الأنوار : 71 / 341 .

[86] بحار الأنوار : 74 / 198 .

[87] بحار الأنوار : 75 / 109 .

[88] بحار الأنوار : 75 / 380 .

[89] بحار الأنوار : 75 / 380 .

[90] بحار الأنوار : 78 / 346 .

[91] بحار الأنوار : 78 / 364 .

[92] بحار الأنوار : 78 / 364 .

[93] بحار الأنوار : 78 / 364 .

[94] بحار الأنوار : 78 / 364 .

[95] بحار الأنوار : 78 / 364 .

[96] بحار الأنوار : 78 / 364 .

[97] بحار الأنوار : 78 / 364 .

[98] بحار الأنوار : 78 / 365 .

[99] بحار الأنوار : 78 / 365 .

[100] بحار الأنوار : 78 / 365 .

[101] بحار الأنوار : 78 / 365 .

[102] بحار الأنوار : 78 / 365 .

[103] بحار الأنوار : 78 / 365 .

[104] تاريخ بغداد : 3 / 54 ، والوفيات : 3 / 315 .

[105] كشف الغمة : 2 / 348 .

[106] الفصول المهمة : 274 - 275 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.