الإمام الجواد (عليه السلام) واحكام تنظيم الجماعة الصالحة واعدادها لدور الغيبة |
1313
02:58 صباحاً
التاريخ: 2023-04-07
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2015
4210
التاريخ: 21-05-2015
3283
التاريخ: 2023-04-07
1314
التاريخ: 2023-04-05
1054
|
أ - نظام الوكلاء ودقة التحرّك :
إنّ بناء الجماعة الصالحة وتنظيم شؤونها وتحرّك الأئمة ( عليهم السّلام ) من خلالها كان هدفا أساسيّا لأهل البيت ( عليهم السّلام ) وقد قاموا بإشادة صرحه منذ عصر الإمام عليّ ابن أبي طالب ( عليه السّلام ) واستمروا بإكمال البناء وتعميق الطرح وتوسيع دائرة العمل حتى عصر الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) وابنه الإمام المهدي عجل اللّه فرجه .
لقد كانت رقابة السلطة الحاكمة على تحرّكات أهل البيت ( عليهم السّلام ) تزيد في ضرورة إكمال الطرح والبناء . وكان لأصحاب الأئمة ( عليهم السّلام ) وتلامذتهم وثقاتهم دور رساليّ في تحقيق بعض أهداف الأئمة من أهل البيت ( عليهم السّلام ) وكان لاتّساع دائرة افراد الجماعة الصالحة وتعدد مراكز النشاط والحضور في مختلف حواضر العالم الاسلامي أثر كبير في ايجاد وتوسيع دائرة نظام الوكلاء الذي كان قد أصبح ضرورة من ضرورات عمل الأئمة ( عليهم السّلام ) ليساعدهم على سهولة وسرعة التحرّك والارتباط .
كما كان لازدياد الضغط والرقابة عليهم لا سيما في عصر الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بعد قبوله ولاية العهد ثم الإمام الجواد ( عليه السّلام ) أثر بالغ في الاهتمام الكبير بنظام الوكلاء الذي كان يشرف عليه الإمام المعصوم مباشرة ، إذا كان الارتباط بالوكلاء بحاجة إلى دقة ومراقبة لحراجة الظرف المحيط بالإمام ( عليه السّلام ) .
إن البحث عن دقة الإمام الجواد ( عليه السّلام ) في التحرك بعد الاعتراف بأنه الإمام المعصوم والقائد الشرعي للأمة المسلمة الذي ورث العلم والخط الصحيح من آبائه الميامين المنتجبين ( عليهم السّلام ) يكون بحثا مفروغا منه .
وإنّ دراسة حياة الإمام الجواد ( عليه السّلام ) تكشف للدارس بشكل واضح وجليّ مدى الدقة والمتانة في التحرك عند الإمام ( عليه السّلام ) ، فكل مفردة مرتبطة مع نظيرتها ومتجانسة مع ظرفها ومعبرة عن رأي الرسالة في ذلك الموضوع .
وعند الحديث عن أساليب العمل عند الإمام ( عليه السّلام ) يرد هذا الكلام كذلك ، وسنذكر لتوضيح هذه القضية نماذج لتبيان المقصد .
ومن أصول التحرّك عند الإمام ( عليه السّلام ) تجاه قواعده الشعبية يمكن ذكر ما يلي :
ب - المراسلات السرّيّة :
لا شك في أن الاتصالات كانت جارية بين الإمام وأتباعه إلّا أن بعضها كان سريّا وذلك خشية تفشّي أسماء مرسليها إلى الإمام خصوصا وأن الإمام كان مرصودا من الداخل عن طريق زوجته .
هذا إلى جانب انّ نمطا معينا من الرسائل كان يصل الإمام دون ذكر أسماء مرسليها عليها ، ولكن الإمام ( عليه السّلام ) كان يستطيع معرفة المرسلين لهذه الرسائل بطريقته الخاصة ، ولا نستبعد ان ذلك كان يتم عن طريق وجود رمز معين في هذه الرسائل ، هذا إذا لم نحاول تفسير ذلك بعلم الإمام المعصوم بالغيب ، باعتبار أنه :
إذا أراد الإمام أن يعلم شيئا أعلمه اللّه ذلك[1].
قال أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري : « دخلت على أبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت عليّ فاغتممت لذلك ، فتناول إحداهن وقال : هذه رقعة ريّان بن شبيب ثم تناول الثانية فقال : هذه رقعة محمد بن حمزة وتناول الثالثة وقال : هذه رقعة فلان فبهت فنظر اليّ وتبسّم ( عليه السّلام ) »[2].
وقد أحصيت مكاتبات الإمام الجواد ( عليه السّلام ) - بحسب ما جاء في موسوعة الإمام الجواد ( عليه السّلام ) - فبلغت اثنين وسبعين مكاتبة[3].
ج - الإحاطة بدقائق الأمور الاجتماعية :
لم يكن الإمام ( عليه السّلام ) بمنأى وبمعزل عن مجتمعه ، بل كان حاضرا دائما بين الناس يعيش احتياجاتهم وتطلّعاتهم .
وهناك أمثلة كثيرة تعكس مثل هذا التوجه عند الأئمة ( عليهم السّلام ) .
والإمام الجواد ( عليه السّلام ) ينطبق عليه ما ينطبق على أجداده ومن ذلك هذا المثال :
جاء في تكملة الرواية السابقة ان داود بن القاسم الجعفري قال : وأعطاني أبو جعفر ثلاثمائة دينار في صرّة وأمرني أن أحملها إلى بعض بني عمّه وقال :
« أما انه سيقول لك دلّني على حرّيف يشتري لي بها متاعا فدلّه عليه .
قال : فأتيته بالدنانير فقال لي : يا أبا هاشم دلّني على حرّيف يشتري لي بها متاعا . ففعلت »[4].
يتضح من هذا المثال أنّ الإمام ( عليه السّلام ) كان يتتبع الاحتياجات ويسعى إلى سدّها .
د - متابعة تربية الأفراد :
ومن الأمور التي تصدّى لها الإمام الجواد ( عليه السّلام ) اهتمامه بتربية أتباعه وشيعته ومتابعته لتربيتهم ، ومن الأمثلة على ذلك موقفه من الشاعر المعروف دعبل الخزاعي :
فعن دعبل بن علي : « انه دخل على الرضا ( عليه السّلام ) فأمر له بشيء فأخذه ولم يحمد اللّه ، فقال له : لم لم تحمد اللّه ؟ قال : ثم دخلت على أبي جعفر فأمر له بشيء فقلت : الحمد للّه . فقال : تأدّبت »[5].
إنّ هذا المثال يكشف عن تتبّع الإمام ( عليه السّلام ) لسلوك أتباعه واهتمامه بتكاملهم الثقافي والروحي .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|