المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24
الكاهن الأعظم «لآمون» (رعمسيس نخت) وأسرته
2024-11-24
نقل تماثيل الملك «رعمسيس الرابع»
2024-11-24
الصحافة الأدبية في دول المغرب العربي
2024-11-24
الصحافة الأدبية العربية
2024-11-24

انتقال الشحنة charge transfer
16-4-2018
Emil Klaus Julius Fuchs
26-11-2017
Types and Importance of Exponent Dimensions
15-3-2021
من آداب عصر الغيبة: التبرؤ من أعدائه
2024-07-06
The formation of molecular ions
18-2-2020
الحيض
2024-02-10


الإمام الجواد (عليه السلام) واحكام تنظيم الجماعة الصالحة واعدادها لدور الغيبة  
  
1313   02:58 صباحاً   التاريخ: 2023-04-07
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 11، ص188-191
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / التراث الجواديّ الشريف /

أ - نظام الوكلاء ودقة التحرّك :

إنّ بناء الجماعة الصالحة وتنظيم شؤونها وتحرّك الأئمة ( عليهم السّلام ) من خلالها كان هدفا أساسيّا لأهل البيت ( عليهم السّلام ) وقد قاموا بإشادة صرحه منذ عصر الإمام عليّ ابن أبي طالب ( عليه السّلام ) واستمروا بإكمال البناء وتعميق الطرح وتوسيع دائرة العمل حتى عصر الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) وابنه الإمام المهدي عجل اللّه فرجه .

لقد كانت رقابة السلطة الحاكمة على تحرّكات أهل البيت ( عليهم السّلام ) تزيد في ضرورة إكمال الطرح والبناء . وكان لأصحاب الأئمة ( عليهم السّلام ) وتلامذتهم وثقاتهم دور رساليّ في تحقيق بعض أهداف الأئمة من أهل البيت ( عليهم السّلام ) وكان لاتّساع دائرة افراد الجماعة الصالحة وتعدد مراكز النشاط والحضور في مختلف حواضر العالم الاسلامي أثر كبير في ايجاد وتوسيع دائرة نظام الوكلاء الذي كان قد أصبح ضرورة من ضرورات عمل الأئمة ( عليهم السّلام ) ليساعدهم على سهولة وسرعة التحرّك والارتباط .

كما كان لازدياد الضغط والرقابة عليهم لا سيما في عصر الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بعد قبوله ولاية العهد ثم الإمام الجواد ( عليه السّلام ) أثر بالغ في الاهتمام الكبير بنظام الوكلاء الذي كان يشرف عليه الإمام المعصوم مباشرة ، إذا كان الارتباط بالوكلاء بحاجة إلى دقة ومراقبة لحراجة الظرف المحيط بالإمام ( عليه السّلام ) .

إن البحث عن دقة الإمام الجواد ( عليه السّلام ) في التحرك بعد الاعتراف بأنه الإمام المعصوم والقائد الشرعي للأمة المسلمة الذي ورث العلم والخط الصحيح من آبائه الميامين المنتجبين ( عليهم السّلام ) يكون بحثا مفروغا منه .

وإنّ دراسة حياة الإمام الجواد ( عليه السّلام ) تكشف للدارس بشكل واضح وجليّ مدى الدقة والمتانة في التحرك عند الإمام ( عليه السّلام ) ، فكل مفردة مرتبطة مع نظيرتها ومتجانسة مع ظرفها ومعبرة عن رأي الرسالة في ذلك الموضوع .

وعند الحديث عن أساليب العمل عند الإمام ( عليه السّلام ) يرد هذا الكلام كذلك ، وسنذكر لتوضيح هذه القضية نماذج لتبيان المقصد .

ومن أصول التحرّك عند الإمام ( عليه السّلام ) تجاه قواعده الشعبية يمكن ذكر ما يلي :

ب - المراسلات السرّيّة :

لا شك في أن الاتصالات كانت جارية بين الإمام وأتباعه إلّا أن بعضها كان سريّا وذلك خشية تفشّي أسماء مرسليها إلى الإمام خصوصا وأن الإمام كان مرصودا من الداخل عن طريق زوجته .

هذا إلى جانب انّ نمطا معينا من الرسائل كان يصل الإمام دون ذكر أسماء مرسليها عليها ، ولكن الإمام ( عليه السّلام ) كان يستطيع معرفة المرسلين لهذه الرسائل بطريقته الخاصة ، ولا نستبعد ان ذلك كان يتم عن طريق وجود رمز معين في هذه الرسائل ، هذا إذا لم نحاول تفسير ذلك بعلم الإمام المعصوم بالغيب ، باعتبار أنه :

إذا أراد الإمام أن يعلم شيئا أعلمه اللّه ذلك[1].

قال أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري : « دخلت على أبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت عليّ فاغتممت لذلك ، فتناول إحداهن وقال : هذه رقعة ريّان بن شبيب ثم تناول الثانية فقال : هذه رقعة محمد بن حمزة وتناول الثالثة وقال : هذه رقعة فلان فبهت فنظر اليّ وتبسّم ( عليه السّلام ) »[2].

وقد أحصيت مكاتبات الإمام الجواد ( عليه السّلام ) - بحسب ما جاء في موسوعة الإمام الجواد ( عليه السّلام ) - فبلغت اثنين وسبعين مكاتبة[3].

ج - الإحاطة بدقائق الأمور الاجتماعية :

لم يكن الإمام ( عليه السّلام ) بمنأى وبمعزل عن مجتمعه ، بل كان حاضرا دائما بين الناس يعيش احتياجاتهم وتطلّعاتهم .

وهناك أمثلة كثيرة تعكس مثل هذا التوجه عند الأئمة ( عليهم السّلام ) .

والإمام الجواد ( عليه السّلام ) ينطبق عليه ما ينطبق على أجداده ومن ذلك هذا المثال :

جاء في تكملة الرواية السابقة ان داود بن القاسم الجعفري قال : وأعطاني أبو جعفر ثلاثمائة دينار في صرّة وأمرني أن أحملها إلى بعض بني عمّه وقال :

« أما انه سيقول لك دلّني على حرّيف يشتري لي بها متاعا فدلّه عليه .

قال : فأتيته بالدنانير فقال لي : يا أبا هاشم دلّني على حرّيف يشتري لي بها متاعا . ففعلت »[4].

يتضح من هذا المثال أنّ الإمام ( عليه السّلام ) كان يتتبع الاحتياجات ويسعى إلى سدّها .

د - متابعة تربية الأفراد :

ومن الأمور التي تصدّى لها الإمام الجواد ( عليه السّلام ) اهتمامه بتربية أتباعه وشيعته ومتابعته لتربيتهم ، ومن الأمثلة على ذلك موقفه من الشاعر المعروف دعبل الخزاعي :

فعن دعبل بن علي : « انه دخل على الرضا ( عليه السّلام ) فأمر له بشيء فأخذه ولم يحمد اللّه ، فقال له : لم لم تحمد اللّه ؟ قال : ثم دخلت على أبي جعفر فأمر له بشيء فقلت : الحمد للّه . فقال : تأدّبت »[5].

إنّ هذا المثال يكشف عن تتبّع الإمام ( عليه السّلام ) لسلوك أتباعه واهتمامه بتكاملهم الثقافي والروحي .

 

[1] راجع أصول الكافي : 1 / 201 .

[2] إعلام الورى بأعلام الهدى : 2 / 98 .

[3] راجع موسوعة الإمام الجواد ( عليه السّلام ) : 2 / 413 - 515

[4] إعلام الورى بأعلام الهدى : 2 / 98 .

[5] كشف الغمة : 2 / 363 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.