أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-2-2022
2050
التاريخ: 23-2-2017
1354
التاريخ: 2023-04-01
1276
التاريخ: 2-3-2022
1827
|
لنتناول مسألة السمك الرفيع لقشرة الأرض. قد لا يبدو الأمر معضلة كبيرة، ولكنه كذلك. فالقشرة رقيقة للغاية لدرجة أنها يمكن أن تتصدّع مثل قشرة البيضة، وتتحرك أجزاء من القشرة بفعل التيارات الناقلة في الطبقات السائلة تحت القشرة الأرضية، وذلك في إطار العملية المعروفة باسم تكتونيات الصفائح. وبفضل السمك الرقيق للقشرة، لا يتوقف النشاط البركاني حول حواف أجزاء تلك القشرة (الصفائح)؛ ما يؤدي إلى إطلاق غازات مثل ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء في الغلاف الجوي. وحيثما تتصدع القشرة، وهو ما يحدث عادة تحت المحيطات، يمكن أن تتشكل قشرة جديدة بفعل تدفق المادة المنصهرة إلى أعلى وتصلُّبها، لتنتشر على جانبي الصدع، دافعة الصفائح بعيدًا على كل جانب. ولكن حجم الأرض يتوقف عن التزايد؛ لأن في أجزاء أخرى من الكرة الأرضية، خاصة عبر حواف القارات، تنضغط القشرة الأرضية إلى الداخل. وهذه العملية تعيد المواد الكربونية والماء إلى أسفل حيث تغذيها البراكين، ثم تنبعث مرة أخرى في الجو في دورة لا تنتهي.
ولكن الدورة لا تسير بسرعة ثابتة. ويُطلَق على العملية التي تسحب الغازات، مثل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، اسم التجوية. يتحلل ثاني أكسيد الكربون في الماء، ثم يتفاعل مع المعادن الموجودة في الصخور ليتكون منه كربونات الكالسيوم (الحجر الجيري). وبالطبع يُعد ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي من الغازات الدفيئة؛ لأنه يحبس الحرارة ويبقي سطح الأرض دافئًا أكثر مما كان سيصبح عليه لولاه. والواقع أنه عندما ترتفع حرارة الأرض تسير عملية التجوية بإيقاع أسرع؛ ومن ثم تميل إلى سحب ثاني أكسيد الكربون من الجو بكفاءة، ما يسمح بانخفاض حرارة الكوكب. ولكن عندما تنخفض درجة الحرارة، تقل كفاءة التجوية، ويتراكم غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو مرة أخرى. وعليه، ترتفع حرارة الأرض، وتتسارع عملية التجوية؛ ما يؤدي إلى سحب المزيد من غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو. وثمة تأثير سلبي يرجع إلى تكتونيات الصفائح، يساعد في إبقاء درجة الحرارة على سطح الأرض في نطاق يسمح ببقاء المياه السائلة (ولكن للأسف تلك العمليات الطبيعية أبطأ من أن تعوّض عن تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يتسارع بشدة الآن بسبب أنشطة البشر؛ كي تستطيع حمايتنا من عواقب حماقتنا). وبدون هذه العملية – أي بدون القشرة الرقيقة التي نشأت عن الاصطدام الذي أدى إلى نشأة القمر – لربما أصبحت الأرض صحراء حارقة ذات غلاف جوي سميك من ثاني أكسيد الكربون، مثلما هو الحال في كوكب الزهرة المجاور لنا.
ليس هذا هو الشيء الوحيد الذي ينبغي أن نكون شاكرين لله وللقمر لأجله. فتحليل الموجات الزلزالية الناتجة عن الزلازل والتعمُّق عبر طبقات الأرض الداخلية، يُظهر لنا الحجم الهائل للب المركزي للأرض. واللب المركزي عبارة عن كتلة صلبة من الحديد والنيكل يبلغ قطرها حوالي 2400 كم، وتقع قمتها على مسافة 5200 كم تقريبًا تحت سطح الأرض. ولكنه محاط بطبقة من مادة سائلة تمتد على مسافة 2500 كم أخرى إلى أعلى؛ أي نحو نصف المسافة إلى سطح الأرض من قمة اللب الداخلي. يحوي اللب الخارجي واللب الداخلي معًا ثلث كتلة كوكب الأرض التي يرجع جزء منها إلى الجسم الصادم الذي أدى إلى نشأة القمر. واللب الخارجي هو المهم بالنسبة إلينا، وإلى الحياة بأكملها على الأرض. تصل درجة الحرارة في هذه الطبقة السائلة المكوَّنة من الحديد والنيكل إلى نحو 5000 درجة مئوية؛ أي أقل بقدر طفيف من درجة حرارة سطح الشمس، وتظل هكذا بفعل التحلل الإشعاعي لعناصر، مثل الثوريوم واليورانيوم، التي خلفها تكوين المجموعة الشمسية. وتعمل التيارات الدوامية في هذه الطبقة على توليد المجال المغناطيسي للأرض.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|