المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06



الإمام الجواد ( عليه السّلام ) والتوجّه إلى هموم أبناء الأمة الإسلامية  
  
1004   01:05 صباحاً   التاريخ: 2023-04-05
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 11، ص164-166
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / التراث الجواديّ الشريف /

اهتمّ الإمام الجواد ( عليه السّلام ) بخدمة الناس وبدعوتهم إلى الاسلام المحمدي الأصيل وكسبهم إلى أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، ومن أمثلة ذلك :

1 - لمّا انصرف أبو جعفر ( عليه السّلام ) من عند المأمون ببغداد ومعه أم الفضل إلى المدينة ، صار إلى شارع باب الكوفة والناس يشيّعونه فانتهى إلى دار المسيّب عند مغيب الشمس ، فنزل ودخل المسجد ، وكان في صحنه نبقة لم تحمل بعد ، فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل النبقة وقام وصلّى بالناس صلاة المغرب ، فقرأ في الأولى « الحمد » و « إذا جاء نصر اللّه » وفي الثانية « الحمد » و « قل هو اللّه أحد » وقنت قبل الركوع ، وجلس بعد التسليم هنيئة يذكر اللّه تعالى ، وقام من غير تعقيب فصلّى النوافل أربع ركعات ، وعقّب بعدها ، وسجد سجدتي الشكر ثم خرج ، فلمّا انتهى إلى النبقة رآها الناس وقد حملت حملا كثيرا حسنا ، فتعجبوا من ذلك ، فأكلوا منها فوجدوه نبقا حلوا لا عجم له ، ومضى ( عليه السّلام ) إلى المدينة[1].

لقد قدّم الإمام الجواد ( عليه السّلام ) للناس الدليل على إمامته ( عليه السّلام ) بالأمور المحسوسة .

علاوة على ذلك فإنّ اهتمام الإمام ( عليه السّلام ) بخدمة الناس يعكس أهميّة هذا الأمر وفضله في الإسلام كما يكشف عن توجّهه ( عليه السّلام ) لكسبهم بطريقة عملية وهدايتهم لاختيار منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، ونقتصر على بعض الأمثلة في هذا الصدد .

2 - روي عن الشيخ أبي بكر بن إسماعيل أنه قال : « قلت لأبي جعفر ابن الرضا ( عليه السّلام ) : ان لي جارية تشتكي من ريح بها ، فقال : ائتني بها فأتيت بها فقال : ما تشتكين يا جارية ؟ قالت : ريحا في ركبتي ، فمسح يده على ركبتها من وراء الثياب فخرجت الجارية من عنده ولم تشتك وجعا بعد ذلك »[2].

3 - وروي عن محمد بن عمير بن واقد الرازي أنه قال : « دخلت على أبي جعفر ابن الرضا ( عليه السّلام ) ومعي أخي به بهر شديد فشكى اليه ذلك البهر[3] ، فقال ( عليه السّلام ) : عافاك اللّه ممّا تشكو ، فخرجنا من عنده وقد عوفي فما عاد إليه ذلك البهر إلى أن مات .

4 - قال محمد بن عمير : « وكان يصيبني وجع في خاصرتي في كل أسبوع فيشتد ذلك الوجع بي أيّاما وسألته ان يدعو لي بزواله عنّي ، فقال : وأنت فعافاك اللّه فما عاد إلى هذه الغاية » .[4]

5 - وروي عن علي بن جرير قال : « كنت عند أبي جعفر ابن الرضا ( عليه السّلام ) جالسا وقد ذهبت شاة لمولاة له فأخذوا بعض الجيران يجرّونهم اليه ويقولون :

أنتم سرقتم الشاة .

فقال أبو جعفر ( عليه السّلام ) : ويلكم خلّوا عن جيراننا فلم يسرقوا شاتكم ، الشاة في دار فلان » ، فاذهبوا فأخرجوها من داره ، فخرجوا فوجدوها في داره ، واخذوا الرجل وضربوه وخرقوا ثيابه ، وهو يحلف انه لم يسرق هذه الشاة ، إلى أن صاروا إلى أبي جعفر ( عليه السّلام ) فقال : « ويحكم ظلمتم الرجل فانّ الشاة دخلت داره وهو لا يعلم بها ، فدعاه فوهب له شيئا بدل ما خرق من ثيابه وضربه »[5].

6 - وروي عن القاسم بن الحسن ، أنّه قال : « كنت فيما بين مكة والمدينة فمرّ بي أعرابي ضعيف الحال فسألني شيئا فرحمته ، فأخرجت له رغيفا فناولته إيّاه فلمّا مضى عنّي هبّت ريح زوبعة ، فذهبت بعمامتي من رأسي فلم أرها كيف ذهبت ولا أين مرّت ، فلمّا دخلت المدينة صرت إلى أبي جعفر ابن الرضا ( عليه السّلام ) فقال لي : « يا أبا القاسم ذهبت عمامتك في الطريق ؟ قلت : نعم ، فقال : يا غلام أخرج اليه عمامته ، فأخرج اليّ عمامتي بعينها ، قلت : يا ابن رسول اللّه كيف صارت إليك ؟

قال : تصدّقت على أعرابي فشكره اللّه لك ، فردّ إليك عمامتك ، وانّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين »[6].

إنّ هذه الأعمال تدلّ على الأهمية الكبيرة التي كان يمنحها أهل البيت ( عليهم السّلام ) لخدمة الناس . ولا يخفى على الناظر المتأمل ما تتركه مثل هذه الأعمال من أثر كبير على الناس باعتبار أنّ لغة العمل هي اللغة الأوضح عند الناس والأشد تأثيرا عليهم كما ورد عن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) في كلمته المعروفة عنه :

« كونوا دعاة الناس بغير ألسنتكم » .

 


[1] إعلام الورى بأعلام الهدى : 2 / 105 - 106 .

[2] بحار الأنوار : 50 / 46 - 47 .

[3] البهرة بالضم تتابع النفس .

[4] مستدرك عوالم العلوم : 50 / 47 .

[5] مستدرك عوالم العلوم : 50 / 47 .

[6] مستدرك عوالم العلوم : 47 - 48 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.