المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



مراحل حياة الإمام محمد الجواد ( عليه السّلام )  
  
1707   02:24 صباحاً   التاريخ: 2023-03-28
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 11، ص53-54
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / قضايا عامة /

ولد الإمام محمّد بن علي الجواد عام ( 195 ه ) أي في السنة التي بويع فيها للمأمون العباسي ، وعاش في ظلّ أبيه الرضا ( عليه السّلام ) حوالي سبع سنين ، وعاصر أحداث البيعة بولاية العهد لأبيه الرضا ( عليه السّلام ) وما صاحبها وتلاها من حوادث ومحن حتى تجلّت آخر محن أبيه ( عليه السّلام ) في اغتيال المأمون للرضا ( عليه السّلام ) .

وبقي الإمام محمد الجواد ( عليه السّلام ) بعد حادث استشهاد أبيه ( عليه السّلام ) في منعة من كيد المأمون الذي قتل الإمام الرضا ( عليه السّلام ) وبقي عند الناس متّهما بذلك . لكنه لم ينج من محاولات التسقيط لشخصيّته ومكانته المرموقة والسامية في القلوب .

وقد تحدّى كل تلك المحاولات إعلاء لمنهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) وشيعتهم في عقيدة الإمامة والزعامة وما يترتب عليها من الآثار السياسية والاجتماعية .

وينتهي عهد المأمون العباسي في سنة ( 218 ه ) ويتربّع أخوه المعتصم على كرسي الخلافة حتى سنة ( 227 ه ) ولم يسمح للإمام الجواد ( عليه السّلام ) بالتحرّك ويراقب - بكل دقّة - النشاط الاجتماعي والسياسي للإمام ( عليه السّلام ) ثمّ يغتاله على يد ابنة أخيه المأمون ، المعروفة بأم الفضل والتي زوّجها المأمون من الإمام الجواد ( عليه السّلام ) ولم تنجب له من الأولاد شيئا ، وذلك في سنة ( 220 ه ) ، وهكذا قضى المعتصم على رمز الخط الهاشمي وعميده ، الإمام محمّد التقي أبي جعفر الجواد ( عليه السّلام ) .

اذن تنقسم الحياة القصيرة لهذا الإمام المظلوم إلى قسمين وثلاث مراحل :

القسم الأول : حياته في عهد أبيه وهي المرحلة الأولى من حياته القصيرة والمباركة وتبلغ سبع سنوات تقريبا .

والقسم الثاني : حياته بعد استشهاد أبيه حتى شهادته . وتبلغ حوالي سبع عشرة سنة .

وينقسم هذا القسم بدوره إلى مرحلتين متميّزتين :

المرحلة الأولى : حياته في عهد المأمون وهي المرحلة الثانية من حياته وتبلغ حوالي خمس عشرة سنة . وهي أطول مرحلة من مراحل حياته القصيرة .

والمرحلة الثانية : وهي مدة حياته في عهد المعتصم العباسي وتبلغ حوالي سنتين وتمثّل المرحلة الثالثة من حياته الشريفة .

وهكذا تتلخص مراحل حياته ( عليه السّلام ) كما يلي :

المرحلة الأولى : سبع سنوات وهي حياته في عهد أبيه الرضا ( عليه السّلام ) حيث ولد سنة ( 195 ه ) - وفي حكم محمد الأمين العبّاسي - واستشهد الإمام الرضا ( عليه السّلام ) في صفر من سنة ( 203 ه ) .

المرحلة الثانية : خمس عشرة سنة وهي حياته بقية حكم المأمون من سنة ( 203 ه ) إلى سنة ( 218 ه ) .

المرحلة الثالثة : حياته بعد حكم المأمون وقد بلغت حوالي سنتين من أيّام حكم المعتصم أي من سنة ( 218 - 220 ه ) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.