المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



الإمام الجواد (عليه السلام) في مهده وصباه  
  
1363   02:59 صباحاً   التاريخ: 2023-03-26
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 11، ص27-30
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / الولادة والنشأة /

أ - تكلّمه في المهد :

ذكر المؤرخون أن الإمام الجواد ( عليه السّلام ) تشهّد الشهادتين لمّا ولد ، وانه حمد اللّه تعالى وصلّى على الرسول الأكرم ( صلّى اللّه عليه وآله ) والأئمة الراشدين في يومه الثالث .

فعن حكيمة ابنة موسى بن جعفر الكاظم ( عليهما السّلام ) قالت : « لمّا حملت أم أبي جعفر الجواد ( عليه السّلام ) به كتبت اليه [ يعني : إلى الإمام الرضا ( عليه السّلام ) ] : « جاريتك سبيكة قد علقت . فكتب اليّ : انّها علقت ساعة كذا ، من يوم كذا ، من شهر كذا ، فإذا هي ولدت فالزميها سبعة أيام .

قالت : فلمّا ولدته ، وسقط إلى الأرض ، قال : أشهد أن لا إله إلّا اللّه ، وان محمدا رسول اللّه .

فلمّا كان اليوم الثالث ، عطس ، فقال : الحمد للّه ، وصلّى اللّه على محمد وعلى الأئمة الراشدين »[1].

وأيضا قالت : « لمّا حضرت ولادة الخيزران أم أبي جعفر ( عليه السّلام ) دعاني الرضا ( عليه السّلام ) ، فقال : يا حكيمة احضري ولادتها ، وادخلي وإياها والقابلة بيتا .

ووضع لنا مصباحا ، وأغلق الباب علينا ، فلمّا أخذها الطلق طفئ المصباح ، وبين يديها طست ، فاغتممت بطفئ المصباح .

فبينا نحن كذلك ، إذ بدر أبو جعفر ( عليه السّلام ) في الطست ، وإذا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتى أضاء البيت ، فأبصرناه ، فأخذته فوضعته في حجري ، ونزعت عنه ذلك الغشاء ، فجاء الرضا ( عليه السّلام ) وفتح الباب ، وقد فرغنا من أمره ، فأخذه ووضعه في المهد ، وقال لي : يا حكيمة الزمي مهده .

قالت : فلمّا كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثم نظر يمينه ويساره ، ثم قال : أشهد ان لا إله إلّا اللّه ، واشهد ان محمدا رسول اللّه ، فقمت ذعرة فزعة ، فأتيت أبا الحسن ( عليه السّلام ) فقلت له : لقد سمعت من هذا الصبي عجبا . فقال :

وما ذاك ؟ فأخبرته الخبر ، فقال : يا حكيمة ، ما ترون من عجائبه أكثر »[2].

ب - إتيانه الحكم صبيا :

أصبح الإمام الجواد ( عليه السّلام ) خليفة اللّه تعالى في خلقه وإماما لهم وهو لم يزل حديث السن ، وذلك ما اقتضته مشيئة اللّه - جلّ جلاله - مثلما اقتضت ذلك مع عيسى وسليمان ( عليهما السّلام ) . وقد أثارت حداثة سنة ( عليه السّلام ) استغراب بعض الناس وتشكيكهم ، الأمر الذي دعا الإمام الجواد ( عليه السّلام ) إلى توضيح الامر لهم ، وهو ما نجده في الروايات الآتية :

1 - قال الراوي : قلت له ( لأبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) ) : انهم يقولون في حداثة سنك ، فقال : « ان اللّه تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان وهو صبي يرعى الغنم ، فأنكر ذلك عبّاد بني إسرائيل وعلماؤهم ، فأوحى اللّه إلى داود ( عليه السّلام ) أن خذ عصي المتكلمين وعصا سليمان واجعلها في بيت واختم عليها بخواتيم القوم فإذا كان من الغد ، فمن كانت عصاه قد أورقت وأثمرت فهو الخليفة ، فأخبرهم داود ( عليه السّلام ) فقالوا : قد رضينا وسلّمنا »[3] « 1 » .

2 - قال الراوي : رأيت أبا جعفر ( عليه السّلام ) وقد خرج عليّ فأخذت أنظر اليه وجعلت انظر إلى رأسه ورجليه ، لأصف قامته لأصحابنا بمصر ، فبينا أنا كذلك حتى قعد ، فقال : « يا عليّ ! ان اللّه احتج في الإمامة بمثل ما احتج به في النبوة ، فقال :

وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا[4] وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ[5] وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً[6] فقد يجوز أن يؤتى الحكمة وهو صبي ويجوز أن يؤتاها وهو ابن الأربعين سنة »[7].

3 - قال الراوي لأبي جعفر ( عليه السّلام ) : يا سيدي ان الناس ينكرون عليك حداثة سنك ، فقال : « وما ينكرون من ذلك قول اللّه عز وجل ، لقد قال اللّه عزّ وجلّ لنبيه ( صلّى اللّه عليه وآله ) :

قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي[8] فو اللّه ما تبعه إلّا علي ( عليه السّلام ) وله تسع سنين وانا ابن تسع سنين »[9].

 


[1] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 151 - 152 .

[2] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 151 - 152 .

[3] أصول الكافي : 1 / 314 .

[4] مريم ( 19 ) : 12 .

[5] القصص ( 28 ) : 14 .

[6] الأحقاف ( 46 ) : 15 .

[7] أصول الكافي : 1 / 315 .

[8] يوسف ( 12 ) : 108 .

[9] أصول الكافي : 1 / 315 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.