أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2015
13276
التاريخ: 19-05-2015
3796
التاريخ: 19-05-2015
6024
التاريخ: 2023-03-18
1106
|
لقد كان الإمام الرضا ( عليه السّلام ) يعلم بأنه سوف يقتل ، وذلك لروايات وردت عن آبائه عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، إضافة إلى الإلهام الإلهي له ، لوصوله إلى قمة السموّ والارتقاء الروحي . ولا غرابة في ذلك ، فقد شاهدنا في حياتنا المعاصرة انّ بعض الأتقياء يحدّدون أيام وفاتهم أو سنة وفاتهم ، لرؤيا رأوها أو لإلهام إلهي غير منظور . فما المانع أن يعلم الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بمقتله وهو الشخصية العظيمة التي ارتبطت باللّه تعالى ارتباطا حقيقيا في سكناتها وحركاتها ، وأخلصت له اخلاصا تاما .
وقد اخبر الإمام ( عليه السّلام ) جماعة من الناس بأنّه سيدفن قرب هارون ، بقوله ( عليه السّلام ) : « انا وهارون كهاتين » ، وضم إصبعيه السبابة والوسطى[1].
وكان هارون يخطب في مسجد المدينة والإمام حاضر فقال ( عليه السّلام ) :
« تروني وإياه ندفن في بيت واحد »[2].
وفي ذات مرّة ، خرج هارون من المسجد الحرام من باب ، وخرج الإمام من باب آخر فقال ( عليه السّلام ) : « يا بعد الدار وقرب الملتقى ان طوس ستجمعني وإياه »[3].
وقال ابن حجر : أخبر بأنه يموت قبل المأمون ، وأنّه يدفن قرب الرشيد فكان كما أخبر[4].
وحينما أراد المأمون اشخاصه إلى خراسان ، جمع عياله وكان ( عليه السّلام ) يقول : « انّي حيث أرادوا الخروج بي من المدينة جمعت عيالي ، فأمرتهم أن يبكوا عليّ حتى اسمع ، ثم فرقت فيهم اثنى عشر ألف دينار ، ثم قلت : اما انّي لا ارجع إلى عيالي أبدا »[5].
وحينما انشده دعبل الخزاعي قصيدته - بعد ولاية العهد - وانتهى إلى قوله :
« وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمّنها الرحمن في الغرفات
قال له الإمام ( عليه السّلام ) : « أفلا الحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك ؟
فقال : بلى يا ابن رسول اللّه ، فقال ( عليه السّلام ) :
وقبر بطوس يا لها من مصيبة * توقد في الأحشاء بالحرقات
فقال دعبل : يا ابن رسول اللّه هذا القبر الذي بطوس قبر من هو ؟
فقال الإمام ( عليه السّلام ) : قبري ، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري . . . »[6].
وقد تقدم انه اخبر عن عدم إتمام ولاية العهد .
الأدلة على شهادته مسموما
اختلفت الروايات في سبب موت الإمام ( عليه السّلام ) بين الموت الطبيعي وبين السمّ ، وقال الأكثر انّه مات مسموما ، وفيما يلي نستعرض بعض الروايات - الدالة على ذلك - باختصار .
قال صلاح الدين الصفدي : وآل أمره مع المأمون إلى أن سمّه في رمّانة . . . مداراة لبني العباس[7].
وقال اليعقوبي : فقيل إن علي بن هشام أطعمه رمّانا فيه سمّ[8].
وقال ابن حبّان : ومات علي بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته[9].
وقال شهاب الدين النويري : . . . وقيل إن المأمون سمّه في عنب ، واستبعد ذلك جماعة وأنكروه[10].
وقال القلقشندي : يقال إنه سمّ في رمّان أكله[11].
وكان أهل طوس يرون ان المأمون سمّه ، وقد اعترف المأمون بتهمة الناس له فقد دخل على الإمام ( عليه السّلام ) قبيل موته فقال : « يا سيدي واللّه ما أدري أي المصيبتين أعظم علي ؟ فقدي لك ، وفراقي إياك ؟ أو تهمة الناس لي اني اغتلتك وقتلتك . . . »[12].
ولما كان اليوم الثاني اجتمع الناس وقالوا : ان هذا قتله واغتاله ، يعنون المأمون[13].
ومن الشواهد على أن المأمون قتله مسموما ، انه كان يخطط للتخلص منه .
قال المأمون لبني العباس : . . . فليس يجوز التهاون في امره ، ولكنّا نحتاج ان نضع منه قليلا قليلا ، حتى نصوّره عند الرعايا بصورة من لا يستحق هذا الأمر ، ثم ندبّر فيه بما يحسم عنّا مواد بلائه[14].
ويأتي موت الإمام ( عليه السّلام ) بعد قرار المأمون بالتوجه إلى العراق ونقل عاصمة حكمه إليه ، فقد وجد أنّ العباسيين في العراق سيبقون معارضين له ما دام الإمام ( عليه السّلام ) وليا لعهده ، لذا نجده قد كتب لهم ليستميلهم : انكم نقمتم عليّ بسبب توليتي العهد من بعدي لعلي بن موسى الرضا ، وها هو قد مات ، فارجعوا إلى السمع والطاعة .
ولا يستبعد من المأمون ان يقدم على قتله ، وقد قتل من اجل الملك والسلطة أخاه وآلاف المسلمين من جنوده وجنود أخيه ، فالملك عقيم كما أخبره أبوه من قبل .
[1] الكافي : 1 / 491 ، عيون أخبار الرضا : 2 / 225 - 226 ، والارشاد : 2 / 258 وعنه في إعلام الورى : 2 / 60 والاتحاف بحب الاشراف : 158 .
[2] عيون أخبار الرضا : 2 / 216 وكشف الغمة : 3 / 93 وإعلام الورى : 2 / 59 والاتحاف بحبّ الاشراف : 158 .
[3] عيون أخبار الرضا : 2 / 216 وفي إعلام الورى : 2 / 59 وعنه في كشف الغمة : 3 / 105 ، وفي الاتحاف بحبّ الأشراف : 158 .
[4] الصواعق المحرقة : 309 .
[5] عيون أخبار الرضا : 2 / 218 ، إعلام الورى : 2 / 59 - 60 .
[6] عيون أخبار الرضا : 2 / 263 - 264 .
[7] الوافي بالوفيات : 22 / 251 .
[8] تاريخ الطبري : 5 / 148 ، احداث سنة 203 ه .
[9] الثقات : 8 / 457 .
[10] نهاية الإرب : 22 / 210 .
[11] مآثر الإنافة في معالم الخلافة : 1 / 211 .
[12] عيون أخبار الرضا : 2 / 241 .
[13] عيون أخبار الرضا : 2 / 241 .
[14] فرائد السمطين : 2 / 214 ، 215 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|