البعد التاريخي لنشأة التخطيط الحضري:

يتناول التخطيط الحضري البيئات الحضرية باعتباره المستوى التخطيطي الأهم الذي يهتم بهذا النوع من البيئات، وأصبح يكتسب صفات وخصائص تميزه عن غيره من أنواع التخطيط الأخرى، استمدها من بيئة المدينة التي تتصف ببنية اقتصادية متنوعة ومتغايرة، وتتصف بحياة اجتماعية غالبًا ما تكون متغيرة ومتحولة وتتصف في ذات الوقت من الناحية الديموغرافية بارتفاع الكثافة السكانية، وقد أدت التطورات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية التي تبلورت في منتصف القرن العشرين وفي مقدمتها حقوق الإنسان على طبيعة التخطيط الحضري فأصبح أكثر اتساعاً وشمولاً وربما أكثـر نـزعـة نحو مراعاة احتياجات الإنسان وسعادته ومن هنا أصبح التخطيط الحضري ذا طبيعة مادية ومعنوية في آن واحد، مما أدى في ذات الوقت إلى ظهور أنواع متعددة من التخطيط الحضري مثل التخطيط الاقتصادي والتربوي والإسكاني والصحي والترفيهي، ويستند هذا الاتجاه إلى رؤية محددة للتخطيط الحضري وهي أنه يعالج ويتعامل مع ظواهر ومشاكل مترابطة ومتكاملة يؤثر كل منها في الآخر ويتأثر به.

وعليه، يمكن تصنيف المراحل التي مرت بها عملية إنشاء وتطوير المجتمعات البشرية الحضرية منذ ممارسة الفكر التخطيطي وبروز الخصائص التخطيطية الأولى وصولاً لوضع قواعد وأسس التخطيط الحضري في خمس (05) مراحل:

1- مرحلة النشأة الأولى للمدن وبروز الفكر التخطيطي (3500-2500 ق. م) وهي مرحلة نشأت مدن الحضارة وادي الرافدين.

2- مرحلة التواصل بين الحضارات القديمة واقتباس الأفكار التخطيطية (2500 ق.م - 500م ، وهي مرحلة نشأت مدن الحضارات السندية والفرعونية والإغريقية.

3- مرحلة توارث الأفكار التخطيطية وتنوّع مدن الشرق والغرب (500 - 1750م) مرحلة نشوء مدن الحضارة الرومانية في الغرب والحضارة الإسلامية في الشرق.

4- مرحلة تكريس قواعد تخطيط المدن في مدن الحضارة الأوروبية  (1800 1750) مرحلة التخطيط الحضري المعاصر وإعداد التصاميم الأساسية أو المخططات العامة للمدن من منتصف القرن التاسع عشر ولحد الآن.