أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-2-2022
1804
التاريخ: 2023-03-15
1352
التاريخ: 8-7-2021
2422
التاريخ: 25-2-2022
2283
|
نشأة التخطيط وتطوره:
ترتبط البدايات الأولى لظهور التخطيط مع بداية استقرار الإنسان وإنشاءه للتجمعات السكانية (المدن) وهو ما يتطلب التخطيط لحياة الاستقرار بدلاً من حياة التنقل, فالحوادث التاريخية تشير إلى ظهور المدن منذ حوالي (7000 ق.م)، وكان أهم ما يميز التخطيط في تلك الفترة هو تجاوب إنشاء المدن وتخطيطها مع الظروف الطبيعية المؤثرة بشكل كبيرة في حياة السكان ونشاطاتهم وهو ما يبدو جليا في حضارة وادي النيل وحضارة بلاد الرافدين وحضارة واد السند وغيرها من الحضارات المشابهة.
وقد تدعم التخطيط في هذه المرحلة بالنشاط الزراعي (8000 - 5000 ق. م) وأساليب تخطيط الأرض للزراعة واستخدام وسائل نقل بسيطة وانخفاض عدد السكان، وتقدم المدن القديمة نموذجا للتخطيط المكاني الذي كان يقوم أساسًا على اختيار مواقع التجمعات السكانية في مناطق المياه الوفيرة، والتربة الخصبة، والمناخ المعتدل، وبناء المواقع العسكرية، والقلاع الدفاعية فوق القمم الجبلية في التعامل مع المكان لتحقيق أهدافه المتوخاة.
كما تعكس بقايا المدن القديمة في مختلف الحضارات والعصور، والتي مازالت قائمة حتى وقتنا الحاضر قدرة الإنسان على التخطيط الذي مارسه في كل الأزمنة، وحاول من خلاله أن يرقي بأساليب ومستويات معيشته، ويلبي حاجاته المختلفة، ويحافظ على إمكانياته، وموارده من الهدر والإسراف.
وبعد قيام الثورة واختراع الآلة البخارية وإدخال المكننة إلى وسائل الإنتاج والعمل، نتج عن ذلك اختلالات كبيرة وفوضى عمرانية جراء تضخم المدن والنقص في الخدمات والمرافق العمومية إلى جانب الزيادة الكبيرة في كمية الإنتاج وتطور وسائله أو العمل على وأصبح التخطيط منهجا لتصحيح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات وإيجاد الحلول المناسبة لجميع المشاكل التي تواجه سير العمل في مؤسسات الإنتاج ومرافق الخدمات.
واستمر استخدام التخطيط في مختلف جوانب الحياة خاصة منها العسكرية دون أي نوع من التأطير لمفهومه وفعاليته ومقوماته حتى مطلع القرن العشرين أين ظهرت فكرة التخطيط الاقتصادي التي استخدمت لأول مرة من طرف العالم النرويجي كريستيان شونهيدر Kristian SCHONHEYDER" في بحثه الذي نشر سنة 1910، ثم تطورت الفكرة من الناحية العلمية أثناء الحرب العالمية الأولى سنة 1914 في ألمانيا حيث تم تطبيقه لأغراض عسكرية واستراتيجية أخرى، كما اعتمدته بريطانيا للنهوض باقتصادها في فترة ما بعد الحرب.
وقد أخذ التخطيط الاقتصادي بعداً تطبيقيًا واسعا وذلك بعد قيام الاتحاد السوفييتي بوضع خطة خماسية للتنمية الاقتصادية من أجل التحول من الاقتصاد الزراعي المتخلف إلى الاقتصاد الصناعي المتطوّر، ومع ظهور الأزمة الاقتصادية العالمية سنة 1929 عملت العديد من دول أوروبا إلى تبني التخطيط الاقتصادي للتغلب على أسباب ونتائج هذه الأزمة، كما توسعت هذه الدول في تطبيقه خاصة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية من خلال مشروع "مارشال Marshal Plan" وذلك لمواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي نتجت عن الحرب والنهوض باقتصادياتها، كما تبنى التخطيط عديد المدن التي أصابها دمار الحرب والذي عُرّف فيما بعد بالتخطيط الحضري الذي كان جزء من التخطيط الطبيعي، غير أنه كان يركز في البداية على الجوانب الاقتصادية لمعالجة الانهيار الاقتصادي الذي حدث من جراء الحرب العالمية.
ومن جهة أخرى اتبعت الدول حديثة الاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية التخطيط الاقتصادي برسم السياسات الاقتصادية والمالية، وتوجيه مختلف الأنشطة والفعاليات الاقتصادية، وضبط مساراتها بشكل علمي منظم ومنهجي، دون أن تمتلك الدولة أدوات ووسائل الإنتاج بهدف تحقيق نمو اقتصادي سريع ومناسب" ومع بداية الستينات من القرن العشرين حتى وقتنا الحاضر ظهرت حقوق
جديدة في التخطيط يمكن وصفها بأنها مركب تخطيطي: اجتماعي سياسي اقتصادي"، وفي ظهر اهتمام جديد في التخطيط عُرف التخطيط البيئي، والذي يهتم بالمشاكل البيئية كالتلوث وتنظيم استغلال الطاقة، ومن مدخل إلى التخطيط الإقليمي والحضري الاتجاهات الحديثة أيضا في الدراسات التخطيطية الربط بين التخطيط والسياسة كوسيلة لمعرفة مذاهب الخطط المستخدمة في دول العالم.
ومنذ السبعينيات حتى وقتنا الحاضر أصبح التخطيط يهتم بدراسة الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والأوضاع القائمة واستخدام الأرض ومختلف العلاقات التي تربط بينها، وهي تعد أحدث الاتجاهات في التخطيط تقريبا، بمعنى أن عملية التخطيط أصبحت قاسما مشتركا بين مختلف التخصصات العلمية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|