Network Techniques

بدأ استخدام التخطيط الشبكي مع مطلع عام ١٩٥٠م في مجال صناعة التشييد ومنذ ذلك التاريخ ومازال التطوير مستمرا في تخطيط مشروعات التشييد بهذا الأسلوب من خلال طريقتي المسار الحرج (Critical Path Method) وبيرت (Pert). ونظرا للمزايا العديدة التي تتوفر في التخطيط الشبكي وخاصة إمكانية استخدامه في تخطيط المشروعات الكبيرة وذات الطبيعة المعقدة والتي تحتوي على كثير من الأنشطة المتداخلة. فإن معظم العاملين في مجال تخطيط مشروعات التشييد يفضلون استخدام هذه الطرق على طريقة الجدول البياني (Bar Chart ) حيث تبين أنها لا تصلح إلا للمشروعات الصغيرة.

ومع التطور السريع في صناعة التشييد سواء من ناحية حجم المشروعات أو استحداث طرق جديدة وتقنية عالية في أساليب التنفيذ فقد أدى ذلك إلى رغبة المخططين في استخدام التخطيط الشبكي حيث أنه أكثر ملائمة في تخطيط المشروعات المعقدة والتي تحتوي على علاقات متشابكة بين الأنشطة وبصفة عامة فإن التخطيط الشبكي يحتوي على طريقتين رئيسيتين للتخطيط وهما طريقتي المسار الحرج (Critical Path Method ) وبيرت(pert)

Project Evaluation Review Technique)) وسوف يتم تناول كل من هاتين الطريقتين بالتفصيل فيما يلي :

 طريقة المسار الحرج  (C.P.M)CRITICAL PATH METHOD :

وتعتبر هذه الطريقة من أشهر طرق التخطيط المستخدمة في مشروعات التشييد وذلك نظراً لكثرة البيانات التي يمكن إيضاحها على التخطيط الشبكي وسهولة متابعة المشروع من خلال هذه الشبكة، ودراسة توابع أي تغير قد يطرأ على ظروف أي من الأنشطة وأثر ذلك على زمن وتكلفة المشروع. ومن أهم ما يميز طريقة المسار الحرج في تخطيط مشروعات التشييد هو استخدامها على نطاق كبير جدا مع معظم برامج الحاسب الآلي المصممة لإدارة وتخطيط المشروعات. ويمكن تلخيص أهم خطوات هذه الطريقة فيما يلي:

1- يتم تقسيم المشروع إلى عدد من الأنشطة يتناسب مع الدقة المطلوبة وأهمية المشروع.

2- يتم تحديد علاقة الأنشطة مع بعضها البعض.

٣- يتم حساب الزمن اللازم لإنجاز كل نشاط، وذلك بعد تحديد حجم العمل في كل نشاط، وعدد أطقم العمل اللازم لإنجاز ذلك العمل. وبالتالي الزمن = حجم العمل / الإنتاجية.

4- يتم رسم الشبكة التخطيطية بناء على علاقة الأنشطة مع بعضها البعض.

5- توقيع أي بيانات مهمة أو تواريخ على الشبكة مثل تحديد مواعيد خاصة لبعض الأنشطة أو للمشروع ككل.

6- حساب الشبكة لتحديد زمن المشروع والبدايات والنهايات المبكرة والمتأخرة للأنشطة.

7- تحديد الأنشطة الحرجة والمسار الحرج (وهو الذي يمر بالأنشطة الحرجة ).

8- تطوير الشبكة كلما استدعى الأمر وحسب سير العمل في مرحلة التنفيذ.

وسوف نتناول هذه الخطوات بشيء من التفصيل فيما يلي:

1- تقسيم المشروع إلى عدد من الانشطة :

وتعتبر هذه الخطوة هي أول وأهم خطوات تخطيط المشروع حيث يترتب عليها كثيرا من الخطوات التالية. وبصفة عامة هناك بعض الأسس التي يعتمد عليها المخطط في تحديد الأنشطة التي يتكون منها المشروع . فقد يعتمد المخطط في تحديد وتقسيم المشروع إلى عدة أنشطة على طبيعة البنود فعلى سبيل المثال يمكن تقسيم المشروع إلى التقسيمات الثلاثة التالية:

أ- أنشطة احتياجات ومشتريات:

وهي تشمل كل ما يحتاجه المشروع من المواد المختلفة، وأسلوب التوريد إلى الموقع والتخزين وكل ما يحتاجه من معدات وأسلوب نقلها إلى الموقع وتثبيتها وما تحتاجه من خدمات وكذلك تشمل هذه الفئة جميع الأعمال المؤقتة والخدمات الجانبية، وكل ما يحتاجه المشروع خلاف أعمال التشييدات .

ب- أنشطة التشييدات:

وهي تشمل جميع الأعمال الواجب القيام بها لتحويل الرسومات إلى واقع  طبقا للمواصفات المذكورة في العقد وبالأبعاد و التصميمات المتعاقد عليها وكمثال لذلك أعمال الحفر أعمال- الخرسانة - أعمال البياض - أعمال التمديدات وهكذا.

ومن الواضح أن تحديد هذه الأنشطة يحتاج إلى خبرات جيدة في فهم الرسومات وأساليب التنفيذ واحتياج كل عمل من المواد والعمالة والمعدات.

ج- أنشطة المتابعة والإدارة:

الأنشطة الخاصة بمراقبة ومتابعة عمليات التنفيذ طبقا للأسس الهندسية وهي الصحيحة التي تنص عليها المواصفات العامة والخاصة مثل مراقبة الجودة الأمان والسلامة في الموقع - رصد المتغيرات مراقبة الإنتاج وهكذا.

وقد يتبع المخطط أسلوب التسلسل المنطقي في عملية التنفيذ لتحديد الأنشطة الأساسية للمشروع مثل:

- أعمال تجهيز الموقع.

- أعمال الحفر بأنواعه.

- أعمال النجارة للأساسات.

- أعمال الحدادة للأساسات.

- أعمال صب الخرسانة للأساسات.

وهكذا.

ومن الواضح أن تقسيم الأنشطة بهذه الطريقة يعتمد إلى حد كبير على الرسومات التنفيذية وجداول الكميات. وبصفة عامة هناك بعض القواعد العامة التي يجب أخذها في الاعتبار عند تحديد الأنشطة التي يتكون منها مشروع التشييد يمكن إجمالها فيما يلي:

▪ أي نشاط يتم تحديده يجب التأكد من إمكانية تحديد الزمن اللازم لتنفيذه وإلا يتم تقسيمه إلى أكثر من نشاط .

▪ من المفضل تجنب عمل أكثر من مقاول باطن في نشاط واحد في نفس الوقت وإلا يفضل تقسيمه إلى أكثر من نشاط .

 ▪يجب أن تكون الأنشطة محددة بدقة وبحيث تشمل على عمل واضح وذو صفة خاصة أو بمعنى آخر أن لا يحتوي النشاط على أكثر من عمل لا يربطهم صفة أو يكون بينهما أنشطة أخرى مثل جمع أعمال الحفر مع أعمال صب القواعد، ففي هذه الحالة يجب تقسيم النشاط إلى أعمال حفر، وأعمال الصب حيث يفصل بينهما أعمال النجارة وأعمال الحدادة.

▪ يجب أن يكون هناك تناسب بين عدد الأنشطة والدقة المطلوبة من هذا التقسيم بمعنى أن عدد الأنشطة التي يقسم لها المشروع بغرض تقدير التكلفة قبل دخول العطاء بالتأكيد : من الأنشطة التي تستخدم عند التخطيط لتنفيذ المشروع. فمثلا عند تقسيم المشروع إلى أنشطة بغرض تقدير التكلفة قبل دخول العطاء فيمكن اعتبار أن أعمال تشييد الأساسات بند واحد بينما عند تحديد الأنشطة بغرض التخطيط للتنفيذ فيجب في هذه الحالة تقسيم هذا البند إلى أعمال الشدات وأعمال التسليح من تجهيز، وتثبيت ثم أعمال صب الخرسانة ثم فك الشدات والمعالجة.

ويمكن أخذ المثال التالي لتقسيم مشروع بناء حائط المسلحة إلى عدد مناسب من الأنشطة التالية:

1- أعمال الحفر حتى منسوب التأسيس.

2- تجهيز أعمال الشدات (خشبية أو معدنية).

3- تجهيز أعمال حديد التسليح .

4- أعمال صب الخرسانة.

5- أعمال معالجة الخرسانة حتى التصلد.

٦ - إزالة الشدات.

7- أعمال البياض.

8- أعمال الردم.

وكمثال آخر وهو تشييد أحد الطرق فيمكن تقسيم المشروع إلى الأنشطة التالية:

الخرسانة

1- تجهيز الموقع وإمداده بالخدمات اللازمة والأعمال المؤقتة ونقل المعدات اللازمة.

2- إزالة أي عوائق أو مخلفات قد توجد في حرم الطريق من الجانبين.

3-  أعمال التسوية من حفر وردم.

4- أعمال الحفر الخاصة بالصرف.

5- أعمال تثبيت أنابيب (مواسير) الصرف.

6- أعمال الردم حول مواسير الصرف.

7- أعمال وضع طبقات الأساس (Base Materials).

8- أعمال وضع طبقات الرصف (الإسفلت).

9- أعمال الأكتاف.

١٠ أعمال التشطيب وإزالة المخلفات ونقل المعدات.

أما عند تقسيم مشروع ميني هيكلي من الخرسانة المسلحة يتكون من دور واحد فيمكن تقسيمة إلى الأنشطة التالية:

1- تجهيز الموقع (بمعنى إزالة أي مخلفات وتسوية الأرض تمهيدا لأعمال الحفر).

2- أعمال الحفر .

3-  أعمال الخرسانة العادية.

4- أعمال الخرسانة المسلحة للقواعد.

5- أعمال الخرسانة المسلحة للأعمدة.

6- أعمال الخرسانة المسلحة للأسقف.

7-  أعمال المباني.

8 - أعمال الردم.

9- أعمال الصحي.

10- أعمال الكهرباء.

11- أعمال النجارة .

12-  أعمال البياض.

13- أعمال الدهانات.

14-  أعمال الأرضيات

15- أعمال الطبقات العازلة.

وقد يلجأ المخطط لزيادة الدقة أو المتابعة أو لأي ظروف أخرى إلى تقسيم بعض الأنشطة إلى قسمين أو أكثر فمثلا يمكن تقسيم بند الخرسانة العادية إلى خرسانة عادية للقواعد وأخرى خرسانة عادية تحت الأرضيات، وبالمثل يمكن تقسيم أعمال الكهرباء إلى أعمال التمديدات، وأعمال التركيبات وأعمال النجارة إلى أعمال تركيب الحلوق وأعمال التركيبات والدهانات وبالتالي تلاحظ أن المشروع أصبح يتكون من 19 نشاطا بدلا من 15 نشاطاً .

2- تحديد علاقة الأنشطة مع بعضها البعض : Activities Logical Relationship 

تحديد العلاقة بين الأنشطة هي الخطوة التي تلي تقسيم المشروع إلى عدد من الأنشطة مباشرة والمقصود بهذه العلاقة هو دراسة كل نشاط من أنشطة المشروع على حدة، وتحديد الأنشطة التي لها علاقة بهذا النشاط (سواء الواجب الانتهاء منها قبل البدء في هذا النشاط أو الأنشطة التي تلي هذا النشاط). وتعتمد هذه العلاقة إلى حد كبير على التقنية المستخدمة في التنفيذ أو على ظروف، ومدى توافر الموارد اللازمة لإنجاز هذا النشاط وخاصة النادر منها. ومن الواضح أن الدراية والخبرة الكبيرة لأساليب التنفيذ من ضروريات هذا العمل وعادة يتم إنجاز هذا العمل على مرحلتين :

المرحلة الأولي : هي تحديد جميع الأنشطة التي تسبق النشاط تحت الدراسة. فمثلا يمكن القول أن أعمال الحفر (A) والشدات (B) ووضع حديد التسليح (C) كلها تسبق صب الخرسانة (D) كما هو موضح بالجدول المرفق.

ثم يتبع ذلك الخطوة التالية وهي حذف الشروط الزائدة بمعني أن النشاط D يعتمد على كل من A,B,C ولكن سبق القول أن النشاط C يعتمد علي كل من B,A إذ لا داعي لتكرار هذا الشرط مع النشاط D لأن اعتماد D على C بالتأكيد يؤدي إلى اعتماده أيضا على A,B أو يسعني أن عمليات صب الخرسانة لا تبدأ حتى تنتهي أعمال حديد التسليح ولكن أعمال حديد التسليح أن تبدأ حتى تنتهي أعمال الشدات وأعمال الحفر لذلك يعاد كتابة جدول الاعتمادية كما يلي: