المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05



الإختلاف بين النثر الإسلامي والجاهلي  
  
6617   07:53 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص254-255
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / النثر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2015 4411
التاريخ: 8-10-2015 8857
التاريخ: 8-10-2015 4079
التاريخ: 8-10-2015 24453

إختلف النثر الاسلاميّ الأول عن النثر الجاهليّ في أمور:
أ-كان هذا النثر الاسلاميّ الذي وصل الينا أكبر مقدارا وأوسع مدى: هنالك، إلى جانب أحاديث رسول اللّه [صلّى الله عليه وآله]، خطب رسول اللّه [صلّى الله عليه وآله] وخطب الخلفاء الراشدين وخطب قادة الجيوش، بالإضافة إلى الروايات التي حملت الينا قدرا كبيرا من اللغة والأدب والتاريخ والقصص.
ب-ان هذا النثر الذي جاء الينا من صدر الاسلام كان موثوق الرواية ثبتا أكثر من النثر الذي وصل الينا من الجاهلية.
ج‍-ثم ان هذا النثر كان، بطبيعة الحال، شديد التأثّر في أغراضه وأساليبه بالقرآن الكريم من وجهين: كان في الدرجة الأولى أفصح ألفاظا وأسهل تركيبا وأعذب تعبيرا، وأما من الجهة الثانية فقد كان أمتن سبكا وأبرع دلالة وآنق ديباجة لأن الناثرين كانوا قد تأثّروا ببلاغة القرآن الكريم التي كانت تجري في أساليب متعدّدة بتعدّد الاغراض من ترغيب وترهيب، ومن وعد ووعيد، ومن سرد وقصص، ومن وصف وتشريع. ثم ان العرب كانوا قد جعلوا النثر ميدان براعتهم في التعبير عن المقاصد والمعاني، بعد أن كانوا قد انصرفوا عن الشعر كثيرا أو قليلا.
د-أما الكتابة الفنّيّة فلم يرو لنا شيء منها عن الجاهلية، ولا كان في صدر الاسلام شيء كثير منها، فيما نحسب، ذلك لأن الرسائل التي وصلت الينا من ذلك العصر كانت في معظمها خطبا مدوّنة، وقد كان الفارق بينها وبين الخطب، في الواقع، قليلا جدا.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.