المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الجغرافية
عدد المواضيع في هذا القسم 12589 موضوعاً
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية البشرية
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



النظريات المتعلقة بالدولة – نظرية هالفورد ماكندر  
  
1988   12:42 صباحاً   التاريخ: 2023-03-04
المؤلف : صباح محمود محمد واخرون
الكتاب أو المصدر : الجغرافية السياسية
الجزء والصفحة : ص 127- 135
القسم : الجغرافية / الجغرافية البشرية / الجغرافية السياسية و الانتخابات /

هالفورد ماكندر Halford J. Mackinder:

هو عالم جغرافي انكليزي الاصل كتب كثيراً من الابحاث والمقالات في مجال الجغرافية السياسية, وكان استاذاً في جامعة أكسفورد وجامعة لندن وأشغل الكثير من المناصب الحكومية وقد أطلع على مختلف النظريات التي كانت تعالج مسألة التنازع الدائم لتحقيق السيطرة العالمية ومنها نظرية القوة البحرية التي جاء بها ماهان, كما تأثر بالأحداث التي عاصرها طوال حياته كالحرب التي نشبت في جنوب أفريقيا بين بريطانيا والبوير والتي أستمرت حتى عام ١٩٠٢.

وكذلك الحرب التي دارت بين اليابان وروسيا في مقاطعة منشوريا, ان هذه الاحداث وما تجمعت لديه من ملاحظات وخبرات لمدة طويلة دفعته الى إعادة النظر في دراسة تتابع تدفق القبائل التي كانت تجوب منطقة حشائش الاستبس في أواسط آسيا باتجاه اوروبا والشرق الاوسط والهندي والصين خلال العصور القديمة والوسطى, ومن خلال هذه الدراسات استطاع ماكندر أن يتوصل الى نوع من العلاقات بين الاحداث التاريخية هذه وبين العوامل الجغرافية, أن هذا النوع من الدراسة كان كفيلاً لوضع فرضية جديدة أو نظرية تعبر عن ادراك كامل لنوع العلاقات الدولية وتساعد في نفس الوقت على توقع ما سيحدث ويستجد من الاحداث السياسية والعسكرية في المستقبل, وكحصيلة لجهوده العلمية هذه وضع ماكندر نظريته المشهورة باسم (قلب الارض) Heart land أو يعبر عنها أحياناً بنظرية (القوة البرية) وقد وردت هذه النظرية في مقالته الموسومة المحور الجغرافي للتاريخ The geographical pivot of history والتي القاها أمام الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية في ٢٥ شباط سنة ١٩٠٤.

وساهمت هذه النظرية مساهمة فعالة في ميدان علم الجغرافية السياسية والجيوبولتيك، حيث استطاعت أن تقيم القوى السياسية في العالم في ضوء العوامل الجغرافية الاقليمية وعلى أساس توزيع اليابس والماء على وجه الكرة الارضية, وحينما وضع ماكندر نظريته كان شعوره بأن مصير الصراع الدائم والمستمر لتحقيق النصر هو في النهاية بجانب القوة البرية وليس بجانب القوة البحرية.

وللتدليل على ذلك أتبع الخطوات التالية:

لاحظ ماكندر ان ثلاثة أرباع 3/4 مساحة سطح الكرة الارضية تغطيها المياه, وليس ذلك فحسب، بل رأي ايضاً بأن ثلثي الربع الباقي (وهو اليابس) يمثل الارض التي تحتلها قارات أوروبا وآسيا وافريقيا, ثم نظر الى المسطحات المائية ووصفها بالوحدة الطبيعية المتكاملة وأطلق عليها مصطلح (محيط العالم) World ocean. كما نظر الى القارات الثلاثة كوحدة طبيعية وعبر عنها بـ (جزيرة العالم) IslandWorld.

ووجد كذلك أن 7/8 سبعة أثمان من سكان العالم يقطنون في كتلة الارض الأوراسية - الافريقية، في حين يتوزع الثمن الباقي على بقية القارات والجزر المنتشرة في المحيطات والبحار.

وقد لاحظ أيضاً وجود سهول داخلية واسعة ضمن كتلة أوراسيا تتمتع بحماية طبيعية من مختلف الجهات, وهذه السهول هي تلك التي تمتد من البرزخ الواقع بين بحر البلطيق شمالاً والبحر الاسود جنوباً وعلى مسافة ٢٥٠٠ ميل حتى نهر ينساي Yenisy أو هضبة لينالند شرقا, أي بمعنى آخر تلك السهول المحصورة بين المحيط المنجمد الشمالي حتى الحواجز الجبلية التي تمتد اعتبارا من تركيا ولغاية منغوليا تضم هذه السهول المحددة بالشكل الأنف الذكر مساحة واسعة تقدر بحوالي 4 مليون ميل مربع, وتمتاز هذه الاراضي السهلية بانها ذات امكانيات اقتصادية هائلة بسبب غنى الموارد الطبيعية فيها, وهذا السهل هو الذي أطلق عليه ماكندر قلب الارض أو منطقة السويداء لما يتمتع به من الخصائص الجغرافية التي تحميه من أي غزو خارجي.

فقسم من انهاره تتميز بالتصريف الخارجي أمثال نهر لينا وينساي وأوبي التي تنساب مياهها باتجاه الشمال الى المحيط المتجمد الشمالي, والقسم الآخر يتصف بالتصريف الداخلي أي أن مياهها تنصرف نحو المسطحات المائية الداخلية كبعض البحار الملحية المغلقة ، مثل نهر الفولكا الذي ينصرف الى بحر قزوين، ونهرا سيحون وجيحون الى بحر آرال, وهذا يعني بأن انهاره بعيدة عن منال المواصلات البحرية والنهرية.

ان المنافذ المائية الوحيدة التي تستطيع عن طريقها قوات بحرية معادية أن تقتحم هذا القلب هي بحر البلطيق والبحر الاسود، علما بان مياه بحر البلطيق الساحلية تتجمد لفترة ثلاثة أشهر في السنة ايضا.

اما الحدود البرية لهذا القلب فهي في مأمن من الهجوم الخارجي كذلك ، وذلك بسبب وجود حواجز جبلية وهضبية تحول دون ذلك, ففي الشمال الشرقي من منطقة القلب يوجد اقليم لينالند (Lena land), وهذا الاقليم هو عبارة عن هضبة وعرة جداً ضمن منطقة شرق سيبيريا التي تبلغ مساحتها (۳) ثلاثة ملايين ميل مربع.

أما من الجهة الجنوبية الشرقية فتوجد سلاسل جبلية ضيقة أهمها جبال التاي (Altai) وتيان شان Tien shan التي تمتد عبرها الصحارى القاحلة لإقليمي منغوليا (Magnolia) سينكيانك Sinkiang ومن جهة الجنوب تحادد القلب جبال هندكوش وهضاب افغانستان و ایران. كما تمتد جبال القفقاس بين بحر الخزر والبحر الاسود, وتقع هضبة ارمينيا خلف هذه الجبال ايضاً, ومن الطرف الجنوبي الغربي توجد جبال الكربات التي تؤلف حاجزا دفاعيا طبيعيا, وهناك بحر البلطيق وفيافي اللابلاند Lappland في الشمال الغربي.

اما المحيط المتجمد الشمالي فيحادد القلب من الشمال والمسافة طويلة جداً ، وهو بعيد عن خطوط الملاحة البحرية نظراً لتجمده طول السنة تقريباً باستثناء فترة قصيرة خلال الصيف وبالقرب من السواحل فقط. اذا فالجهة الغربية هي الوحيدة التي تتمثل فيها أرض سهلية تقع بين جبال الكربات وبحر البلطيق, وهي لهذا تمثل مصدر خطر على قلب الارض، لأنها استخدمت عدة مرات عبر التاريخ من قبل الطامعين بالاستيلاء على هذه المنطقة.

ومن المميزات التي يتمتع بها هذا القلب هو موقعه الجغرافي المركزي بالنسبة لروسيا، وسهولة الحركة التي يقدمها بصفته سهلاً منبسطاً وواسعا, ولذلك توقع ماکندر امكانية انتشار السكك الحديدية في ارجائه المختلفة واستخدام اجوائه في النقل الداخلي، مما سيؤدي بالتالي الى توسعه وازدياد ضغطه على جميع الاطراف وقد أستنتج هذا الافتراض من خلال الاحداث التاريخية التي عاشها هذا الاقليم فقد كان موطناً للجماعات الرعوية المتنقلة من أصحاب الخيول والابل، تلك الجماعات التي شنت هجماتها عبر التاريخ باتجاه المناطق المجاورة ومثلت ضغوطا بالغة الأثر على منطقة الشرق الاوسط وجنوب شرق و شرق آسيا وعلى قارة اوروبا ايضا, ولم تشر مصادر التاريخ القديم والوسيط الى غزو قلب الارض من الخارج.

ان صفة الاتساع في هذا السهل يعطي لروسيا ميزة الدفاع بالعمق Defence in depth ويقدم لها الفرصة الكافية لكسب الوقت Space for time ولا سيما خلال عملية تراجع قواتها أمام العدو . وقد أضاف ماكندر في تعديله الأخير عام 1943 بأن هذا القلب يمتلك من الموارد الطبيعية ما يساوي تقريباً جميع الثروات الباطنية والسطحية التي هي في حوزة أراضي الولايات المتحدة وكندا معا, كما أشاد بالتطور الصناعي الذي أحرزه أقليم جنوب جبال الاورال، وكذلك في منطقة Kuznetas الواقعة إلى الشرق من نهر ينساي.

واستناداً الى هذه الخصائص كلها، فقد أدلى ماكندر برأي مفاده أنه اذا أتيح لقوة من القوى العالمية ان تسيطر على الكتلة الأوراسية الافريقية (جزيرة العالم) فسوف يكون لهذه القوة وضع يشجعها على القيام بغزو العالم طالما كانت سيطرتها مبسوطة على ثلثي 2/3 مساحة الجزء اليابس من سطح الأرض وسبعة أثمان 7/8 سكان من العالم, وبناء على ذلك فسوف لا يكون في مقدور أية قوة بحرية أن تتحداها, اذ سيكون في حوزة القوة البرية أمر الهيمنة على القواعد البحرية الواقعة على حافات اليابس الذي تسيطر عليه, ومن هذه القواعد جبل طارق وقناة السويس ومضيق باب المندب وعدن ومضيق هرمز وبومباي وسنغافورة وغيرها كثير.

وفي وسع القوة البرية هذه ذات الموارد الطبيعية المتفوقة وسكانها العديدين أن تنشئ لنفسها قوة بحرية هائلة وان تضم الى حضيرتها كلما شاءت من الجزر المتاخمة لسواحلها والاراضي القارية الأخرى. ويمكن تحقيق السيطرة على كتلة الارض الأوراسية - الافريقية من قبل قوة تحتل السهول الداخلية لكتلة أوراسيا المحمية بمظاهر طبيعية, وان القوة التي تحتل هذه السهول سوف تكون غير معرضة للهجوم باستثناء الهجوم الذي قد يأتي عليها من الناحية الغربية, وبناء على هذه الملاحظة الاخيرة سوف يكون في امكان مثل هذه القوة المسيطرة على قلب الارض ان تستثمر مواردها لتكوين وتطوير وانماء دولة زراعية - صناعية ذات بأس شديد, ويصحب مثل هذا التطوير والنمو تهيئة الفرصة لمثل هذه الدولة ان تنطلق نحو خارج حدودها لتقوم بغز و اوروبا والشرق الأوسط والهند وشرقي آسيا, وعند ذلك يتاح لهـا بالتدرج أن تكسب الهيمنة على الكتلة اليابسة جمعاء, واذا ما تم لها ذلك يصبح بمرور الزمن في الامكان ضم كل من استراليا وجميع اجزاء نصف الكرة الغربية الى حضيرتها.

وقد قسم ماكندر اوروبا الى قسمين اطلق عليهما أسمى الشرق والغرب وأفترض خط التقسيم بينهما الخط الممتد اعتبارا من البحر الأدرياتي جنوباً الى بحر البلطيق شمالاً . وبمعنى آخر أفترض خطاً وهمياً ممتداً بين ميناء تريسته على ساحل بحر الأدرياتي وميناء ستيتين (Stettin) على ساحل بحر البلطيق, (لاحظ خارطة اوروبا), وقد وصف شرق اوروبا الارض التاريخية للمنازعات التي قامت بين الجماعات التيوتونية والجماعات السلافية, كما لاحظ أنه لم يتحقق بين هذه القوى أي نوع من انواع التوازن بصورة ثابتة وناجحة في عصور التاريخ المختلفة . وقد أشار ماكندر أيضاً إلى أنه بمرور الزمن يمكن أن تصبح الهيمنة على شرق أوروبا بيد الجماعات التيوتونية تارة وبيد الجماعات السلافية في روسيا تارة أخرى، وذلك نتيجة لوقوع نوع من التصادم بينهما يؤدي الى انتصار أحد هذين الفريقين.

وقد أفترض ماكندر قلب ثانوي هو أصغر من القلب الرئيسي واطلق عليه (بالقلب الجنوبي) تمييزا له عن قلب الارض الذي يقع في الشمال من الكرة الارضية, وحدد هذا القلب من قارة افريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث أعتبر هذه الصحراء حاجزاً طبيعياً يفصل بين المجموعة القوقازية والمجموعة الزنجية.

ولاحظ ماكندر بان هناك تشابهاً بين القلبين في ظروف التصريف المائي حيث وجد مياه القلب الجنوبي تفيض من الهضبة الداخلية الى أنهار النيجر والكونغو والزمبيزي والاورنج واللمبوبو التي لا تصلح مجاريها الدنيا للنشاط الملاحي بسبب اعتراض مياهها للشلالات الواقعة بالقرب من مصباتها في البحر المحيط, ولهذا أصبح القلب الجنوبي في مأمن من غزو القوات البحرية أو النهرية, كما يوجد تشابه بينهما في ظروف الغطاء النباتي اذ تغطي كل منهما الغابات الكثيفة بمساحات واسعة, وقد أعتبر منطقة الوطن العربي بجزئيه الافريقي والاسيوي جسرا بريا يربط القلب الشمالي بالقلب الجنوبي، حيث يتصل القلبان ببعضهما عبر مسافة تبلغ 800 ميل من النيل غرباً والى ما وراء الفرات شرقا، وكذلك لمسافة 1800 ميل من جبال طوروس في الشمال الى خليج عدن في الجنوب (شكل رقم ۷).

وقد شاهد ماكندر قوساً في المناطق الساحلية يحيط بمنطقة قلب الارض اطلق عليه بالهلال الداخلي (Inner crescent) . ويتألف هذا القوس من سواحل اوروبا الغربية وصحراء شبه الجزيرة العربية والاقاليم الموسمية في قارة آسيا كالهند وجنوب شرقي آسيا والجزء الاعظم من الصين. ويمتاز قسم من دول الهلال الداخلي بكونه بحري التوجه والآخر قاري الميول, الا أن الصفة المشتركة في وحدته الطبيعية تظهر في تصريف أنهاره الصالحة للملاحة مثل نهر الراين والالب والدانوب ويانجستي الى البحار المفتوحة للعمليات الملاحية ، يضاف الى ذلك صلاحية ترب هذه الوديان وغزارة أمطارها، مما أدى الى ازدحام السكان فيه, وقد تضمن الهلال الداخلي من الدول الساحلية كل من فرنسا والمانيا وايطاليا, واعتبرت كل من انكلترة واليابان جزر متاخمة لسواحل غرب اوروبا وشرق آسيا وقد وجد ماكندر بان هناك علاقة متينة بين قلب الارض ومنطقة الهلال تتمثل بازدياد الضغط من جانب القلب نحو الهلال وسواحله, وسوف يزداد هذا الضغط شدة بواسطة مد سكك الحديد مما سيترتب عليه سهولة الحركة والسيطرة على أقاليم الهلال في المستقبل.

وقد ميز ماكندر قوساً خارجياً يحيط بالهلال الداخلي أطلق عليه أسم الهلال الخارجي (Outer crescent) ويتألف هذا القوس من معظم الدول التي تعتمد الاساطيل البحرية أساساً لقوتها, تلك الدول التي استغلت مواقعها الجزرية منذ الكشوف الجغرافية وتمتعت بحرية الملاحة في جميع بحار العالم ووضعت أسس الاستعمار البحري في التاريخ المعاصر, ومن هذه الدول بريطانيا واليابان وكذلك الولايات المتحدة في امريكا الشمالية, وقد ضم ماكندر الى الهلال الخارجي ايضاً كل من أمريكا اللاتينية واستراليا وافريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ومن الملاحظ أن ماكندر لم يعط أهمية تذكر للولايات المتحدة الامريكية الا بعد تعديله  لنظريته عام 1943 ، وذلك بعد أن وجدها قد حددت مصير الحربين العالميتين وأصبحت القوى التقليدية في غرب اوروبا شبه تابع لها, ومما قاله في هذا الصدد ان الولايات المتحدة الامريكية هي الدولة الوحيدة التي يمكنها أن تصبح قوة منافسة لقلب الارض استناداً الى امكانياتها الكبيرة ومؤهلاتها الدولية ، لان تاريخ العالم ما هو الا صراع بين القوى البرية والبحرية, ولكنه يميل الى انتصار الدول البرية باعتبار ان عهد الدول البحرية قد ولى وأدبر منذ انتهاء الكشوف الجغرافية.

وقد نظر ماكندر الى القوة الجوية كسلاح مكمل للقوة البرية وليس الى جانب القوة البحرية، وذلك لان الموقع الجغرافي المركزي لقلب الارض يعطيه ميزة كبيرة في الحرب الجوية, وعلى هذا الاساس فسوف يصبح استخدام البحار المحيطة بقلب الأرض مستحيلاً دون الحصول على موافقة قوى البر، لان هذه القوى تستطيع أن تغلق الطرق الملاحية البحرية بواسطة القوى الجوية المقامة في قواعدها.

ان الذي يتمعن في التنظيم الجيوبولتيكي الذي أورده ماكندر، يدرك مدى المخاوف التي كانت تساور هذا العالم من نشوء دولة قارية كبيرة في منطقة قلب الارض تمتلك القدرة على التوسع في المناطق المجاورة في قارة أوراسيا اذ ان كثرة الموارد وتنوعها في هذه المنطقة القارية تكون كفيلة لبناء أكبر قوة حربية في العالم تكفي لتحقيق فكرة الامبراطورية العالمية.

وبالتالي سوف تصبح جزيرة العالم مسرحاً كبيراً وقاعدة ضخمة للقوى البحرية والبرية والجوية لا يسع بقية أجزاء العالم الا أن تخضع لها, وقد أقترح ماكندر لمثل هذه الدولة ان يقوم اتحاد بين المانيا وروسيا سواء أتم الاتحاد بالاتفاق أم بالغزو, وكان يعتقد بأن المانيا سوف تحاول غزو قلب الارض لبسط نفوذها عليه وبالتالي على العالم كله، وذلك لعدم وجود حواجز تفصل بين السهل الالماني والروسي.

وقد كتب خلال الحرب العالمية الثانية مؤكداً أنه اذا ما خرج الاتحاد السوفياتي من الحرب منتصراً على المانيا فانه سوف يصبح أكبر دولة برية على سطح الارض لأنه يمثل أقوى حصن استراتيجي في العالم, واذا ما استطاع السيطرة على جزيرة العالم فان العالم الجديد سيصبح محاصرا من الغرب والشرق كجزيرة أقل وزنا وقوة بين ذراعي الجزيرة العالمية.

وبناء على ذلك فقد وضع ماكندر نظريته حسب الصيغة التالية:

1- من يحكم اوربا الشرقية يهيمن على قلب الارض ، باعتبارها الباب المفتوح الى القلب.

2- ومن يحكم قلب الارض يسيطر على جزيرة العالم (العالم القديم).

3- ومن يحكم جزيرة العالم يسيطر على العالم كله.

لقد وضعت هذه النظرية في وقت لم يكن فيه التطور العلمي والتكنولوجي قد وصل مراحل متفوقة, الا ان ماكندر أخذ يرقب التحولات المفاجئة ويواكب مسيرتها حتى توضحت له بعض الحقائق الجديدة التي حملته على أجراء تعديلات في نظريته . فالتعديل الأول أجرى عام ۱۹۱۹ وكان مضمونه اكتشاف منطقة استراتيجية أخرى تقع جنوب الصحراء الكبرى أطلق عليها أسم (القلب الجنوبي).

أما التعديل الثاني فقد جاء به عام ١٩٤٣ متأثراً بالتطورات التي حدثت خلال الحرب العالمية الثانية, وهنا ظهر مصطلح جديد هو (الحوض الاوسط Midland basin) الذي كان يقصد به المنطقة المحددة شمال المحيط الاطلسي وشرق الولايات المتحدة الامريكية وغرب اوروبا.

وأفترض ان يقوم وسط وشرق اوروبا الذي أطلق عليه German realm بدور الفصل بين الحوض الأوسط من جهة وقلب الارض من جهة أخرى, ومن أجل القضاء على العسكرية الالمانية المتمركزة في الوسط دعي ماكندر الى ضرورة التعاون بين قلب الارض ودول الحوض الاوسط, وهذا ما حصل فعلاً خلال الحرب العالمية الثانية، حينما أتحدت كل من الولايات المتحدة وانكلتره وفرنسا والاتحاد السوفيتي فيما سمي بجبهة الحلفاء ضد المانيا الهتلرية.

وعلى ضوء أحداث تلك الحرب صرح ماكندر بأن التهديد الحقيقي لقلب الارض سوف يأتي من الاتحاد السوفياتي وليس من المانيا,  وهذا الرأي جاء متأثراً بالنتائج السلبية التي حصلت عليها المانيا من جراء غزوها للاتحاد السوفيتي عام 1941, وقد أشتمل التعديل على تقليص في مساحة قلب الارض، بحيث استثنى منها أقليم لينالند Lenaland وفي ظل التطور التكنولوجي لاحظ ماكندر أمكانية استخدام المحيط المتجمد الشمالي للأغراض الملاحية ، ولا سيما بعد أن رأى كاسرات الجليد تشق الطرق أمام السفن التجارية حتى وصلت الى أنهار أوبي وينساي ولينا, ولكن بالرغم من ذلك فقد آمن ايضاً باستحالة هجوم القوات البحرية عبر هذا المحيط وعبور أقليم التندرا الواقع الى الجنوب منه ثم اختراق غابات التايكا الممتدة شمال سيبيريا.

وقد أكد ماكندر على أهمية قلب الارض وخاصة بعد انتصاره على المانيا خلال الحرب الثانية، حين صرح بأنه أصبح اليوم يتمتع بقوة بشرية كفؤة من حيث العدد والنوعية يمكنها حماية نفسها ضد أي غارة أو غزو أجنبي, وبعد هذا التعديل الاخير صرح بأن نظريته أصبحت أكثر دقة وفائدة من ذي قبل.

 




نظام المعلومات الجغرافية هو نظام ذو مرجعية مجالية ويضم الأجهزة ("Materielles Hardware)" والبرامج ("Logiciels Software)" التي تسمح للمستعمل بتفنيد مجموعة من المهام كإدخال المعطيات انطلاقا من مصادر مختلفة.
اذا هو عبارة عن علم لجمع, وإدخال, ومعالجة, وتحليل, وعرض, وإخراج المعلومات الجغرافية والوصفية لأهداف محددة . وهذا التعريف يتضمن مقدرة النظم على إدخال المعلومات الجغرافية (خرائط, صور جوية, مرئيات فضائية) والوصفية (أسماء, جداول), معالجتها (تنقيحها من الأخطاء), تخزينها, استرجاعها, استفسارها, تحليلها (تحليل مكاني وإحصائي), وعرضها على شاشة الحاسوب أو على ورق في شكل خرائط, تقارير, ورسومات بيانية.





هو دراسة وممارسة فن رسم الخرائط. يستخدم لرسم الخرائط تقليدياً القلم والورق، ولكن انتشار الحواسب الآلية طور هذا الفن. أغلب الخرائط التجارية ذات الجودة العالية الحالية ترسم بواسطة برامج كمبيوترية, تطور علم الخرائط تطورا مستمرا بفعل ظهور عدد من البرامج التي نساعد على معالجة الخرائط بشكل دقيق و فعال معتمدة على ما يسمى ب"نظم المعلومات الجغرافية" و من أهم هذه البرامج نذكر MapInfo و ArcGis اللذان يعتبران الرائدان في هذا المجال .
اي انه علم وفن وتقنية صنع الخرائط. العلم في الخرائط ليس علماً تجريبياً كالفيزياء والكيمياء، وإنما علم يستخدم الطرق العلمية في تحليل البيانات والمعطيات الجغرافية من جهة، وقوانين وطرق تمثيل سطح الأرض من جهة أخرى. الفن في الخرائط يعتمد على اختيار الرموز المناسبة لكل ظاهرة، ثم تمثيل المظاهر (رسمها) على شكل رموز، إضافة إلى اختيار الألوان المناسبة أيضاً. أما التقنية في الخرائط، يُقصد بها الوسائل والأجهزة المختلفة كافة والتي تُستخدم في إنشاء الخرائط وإخراجها.





هي علم جغرافي يتكون من الجغرافيا البشرية والجغرافية الطبيعية يدرس مناطق العالم على أشكال مقسمة حسب خصائص معينة.تشمل دراستها كل الظاهرات الجغرافيّة الطبيعية والبشرية معاً في إطار مساحة معينة من سطح الأرض أو وحدة مكانية واحدة من الإقليم.تدرس الجغرافيا الإقليمية الإقليم كجزء من سطح الأرض يتميز بظاهرات مشتركة وبتجانس داخلي يميزه عن باقي الأقاليم، ويتناول الجغرافي المختص -حينذاك- كل الظاهرات الطبيعية والبشرية في هذا الإقليم بقصد فهم شخصيته وعلاقاته مع باقي الأقاليم، والخطوة الأولى لدراسة ذلك هي تحديد الإقليم على أسس واضحة، وقد يكون ذلك على مستوى القارة الواحدة أو الدولة الواحدة أو على مستوى كيان إداري واحد، ويتم تحديد ذلك على أساس عوامل مشتركة في منطقة تلم شمل الإقليم، مثل العوامل الطبيعية المناخية والسكانية والحضارية.وتهدف الجغرافية الإقليمية إلى العديد من الأهداف لأجل تكامل البحث في إقليم ما، ويُظهر ذلك مدى اعتماد الجغرافيا الإقليمية على الجغرافيا الأصولية اعتماداً جوهرياً في الوصول إلى فهم أبعاد كل إقليم ومظاهره، لذلك فمن أهم تلك الأهداف هدفين رئيسيين:
اولا :الربط بين الظاهرات الجغرافية المختلفة لإبراز العلاقات التبادلية بين السكان والطبيعة في إقليم واحد.
وثانيا :وتحديد شخصية الإقليم تهدف كذلك إلى تحديد شخصية الإقليم لإبراز التباين الإقليمي في الوحدة المكانية المختارة، مثال ذلك إقليم البحر المتوسط أو إقليم العالم الإسلامي أو الوطن العربي .