المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

التغذية المختلطة Mixotrophy
11-3-2019
تلوث مياه البحار والمحيطات
7-4-2016
التبني في القوانين القديمة
27-5-2022
تبدل معنى القراءة والإقراء في مصطلح المسلمين
10-10-2014
العوامل التي تتدخل في تكوين التربة - التضاريس
10-7-2019
ابراهيم بن الوليد
21-11-2016


مقررات تربوية  
  
1058   09:29 صباحاً   التاريخ: 2023-02-27
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص395ــ399
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24/10/2022 1496
التاريخ: 9-1-2016 2089
التاريخ: 24-11-2019 3029
التاريخ: 17-6-2016 2275

يتعين علينا في المجال التربوي ان نسأل انفسنا، ما هي التوقعات التي ننتظر من الشاب ان ينجزها وما هو المستقبل الذي رسمناه لهم في اذهاننا، وماذا نريد ان نصنع منهم سواء في المستقبل القريب أو المستقبل البعيد.

ان على الاباء والمربين جملة من المسؤوليات الخطيرة والواجبات الكبيرة التي يجب ان ينجزونها تجاه ابنائهم. اذ ان اي قصور او تقصير في هذا المجال سيكون لم دوراً في انحطاط الشاب وسقوطه في الهاوية، وقد لا تتبين هذه النتيجة بسرعة، ولكنها تبرز في المستقبل، بكل تأكيد.

ان القيام بالمسؤوليات يحتاج الى نسبة عالية من الوعي بهذه المرحلة وبمتطلباتها، ولابد ان يصرفوا جهوداً كثيرة لتحقيق هذه المتطلبات وانجازها.

• ضوابط تربوية:

نشير هنا، وباختصار الى جملة من الضوابط التي يتعين على الاباء والمربين الاهتمام بها:

١- الوعي بمرحلة الشباب: ونقصد بها ضرورة المام الاباء والمربين بخصوصيات هذه المرحلة، ومن ثم توعية الشباب بها. ان هذا الوعي سيكون ارضية مناسبة لنمو وتكامل الشاب، وفي جميع المستويات، بالنحو المطلوب.

ولابد من ان يكون هذا الوعي شاملا بجميع الامور، بما فيها التغيرات البدنية والنفسية... الخ.

٢- معاشرة الشباب: لا يمكن تربية الشباب دون معاشرة الاباء والمربين لهم، وايجاد علاقة ودية معهم مبنية على تفهم امورهم واحتياجاتهم وآمالهم، خصوصاً وان سلوك الناشئة في بدايات مرحلة البلوغ، مع والديهم ومربيهم يكون مصحوباً بالخوف منهم، فلا يمكن تبديد هذا الخوف الا بإيجاد علاقات حميمة معهم.

٣- ايجاد ارضية مناسبة لاستقلال الشاب عن غيره: ان للتربية في هذا المقطع من العمر اهمية بالغة، يتعين على ضوئها مصير ومستقبل الشاب. فلابد من تكوين الارضية المناسبة لاستقلال الشاب عن غيره، كي لا يكون تابعاً للآخرين في حياته. ان تكوين هذه الارضية يتم عن طريق منح الثقة للشاب بنفسه ، حينها سيصبح الشاب عنصراً نشطاً وفعالاً في المجتمع، بالإضافة الى تسيير امور حياته بالنحو الاحسن.

علماً ان انتخاب الحرفة والعمل المناسب، سيساهم في استقلالية الشاب.

٤- منحه حرية مشروطة: ان الحرية هي الحجر الاساس في تحقيق الاستقلالية، ولكن يجب ان نأخذ بعين الاعتبار كيف سيوظف الشاب هذه الحرية، هل سيبددها في طرق الانحراف، ام انه سيستعين بها لتحقيق امنياته المشروعة واهدافه السامية. ولذا يجب ان تقترن الحرية بتوعية الشاب بالطرق الصحيحة التي يجب عليه ان ينتهجها، حينها ستكون الحرية عاملاً مساعداً.

٥- توعيته بالمسائل الدينية: ضروري جداً ان يهتم الاباء بتوعية ابنائهم بالأمور الدينية، خصوصاً وان السن الشرعي يقترن مع سن البلوغ. وان يشجعوا ابنائهم ان يكون عباداً مطيعينا لله تعالى. علماً ان للعامل المعنوي دوراً في تنمية طاقات الشاب، بالإضافة الى انه يثبّت مكانة الايمان والتقوى في جميع مراحل العمر ويحول دون سقوط الشاب في هاوية الانحطاط.

يساهم العامل الديني ايضاً في القضاء على الاضطرابات النفسية والكآبة وما شاكل.

٦- اهمية البعد الاخلاقي: على الشباب ان يرضخوا للسنن والتقاليد الاجتماعية والاخلاقية، وأن يتم تنمية روح العدالة والانصاف في روحيتهم. وان يكون تصرفاته مع الصديق والعدو على اساس الانصاف والضوابط الدينية. ويتجلى البعد الاخلاقي عند الشاب حينما يمنح حقوقه للآخرين.

٧- مساعدتهم واعانتهم: انهم بحاجة الى مساعدة واعانة الاباء والمربين لهم، فبدون ذلك سيصعب عليهم تحقيق استقلاليتهم، فحينما يواجه الشاب مشكلة ما، سيتغلب عليها بنفسه بمجرد انه بشعر ان هناك من يساعده ويعينه على حل مشاكله.

٨- احترام شخصياتهم: ان احترام الشاب له دور كبير في المجال التربوي. ويجب ان نحترمهم على نحو، يشعرون باحترامنا لهم ويتمتعون بذلك. كما يجب على الاباء والمربين ان يحذروا من مس شخصية الشاب او جرح مشاعره.

٩- ايجاد فرص عمل لائقة بالشاب: من الواجبات التي تلقى على عاتق الاباء والمربين، هو توفير فرص عمل للشباب لكي يملؤا بها اوقات فراغهم، ويحبذ ان يكون العمل جماعي. كما ان الالعاب الرياضية الجماعية هي افضل بكثير من الرياضة الفردية.

ولا باس ان يوفر العمل للشاب مبلغاً من المال ولكن يشترط ان لا يسبب له المتاعب.

١٠- الاعتماد على الذات: يجب تقوية روحية الشاب في الاعتماد على نفسه، لكي يقوم بالتدريج، ان يحل مشاكله بنفسه. ولذا على الاباء ان يمنحوا ابنائهم بعض المسؤوليات ويدعونهم يقومون بها بنفسهم وبكامل حريتهم، فاذا انجزوها فليتشكر منهم الاباء ويقدرونهم على ذلك.

١١- تنظيم الاعمال: يجب على الشاب ان يتعلم الطريقة الصحيحة في تنظيم اعماله وبرمجتها. وان لا يتخبط في انجاز اموره. فالشاب يمتلك ذكاءً حاداً قد يجعله يتسرع لإنجاز بعض الاعمال ويعود ذلك بالضرر على اعماله، ودون ان يشعر بذلك فيلزم ان يتم تعليمه تنظيم الامور وبرمجتها.

١٢- الطاعة: في نفس الوقت الذي يتعين على المربي ان لا يهمل الشاب، يتعين عليه ان يجعله مطيعاً له دون ان يرغمه أو يجبره على تنفيذ وامره. كما يلزم على المربي ان يكون حذراً من استخدام وسائل واشياء الشاب، لان الشاب يعتبر ذلك تعدياً على حريته وكرامته.

١٣- الحد من الانحرافات وتقويمها: سبق وان ذكرنا، ان الشاب يقع عرضة للأخطاء والانحرافات، ولذا على المربي ان يراقب الشاب، بشكل غير مباشر، كي لا يشعر الشاب انه مقيد وبلا حرية. كما على المربي في حالة مشاهدة انحراف الشاب، السيطرة على اعصابه، وهداية الشاب الى الطريق القويم. وان يحذره ويهدده فيما اذا عزم على معاودة العمل المنحرف، وان يؤمله في نفس الوقت بإمكانية العودة الى الطريق الصحيح.

١٤- ابعاده عن الضغوط النفسية: يشعر الشباب باضطرابات نفسية حادة، كما يشعرون بالخوف. ولذا يجب الابتعاد عن الامور التي تسبب لهم اضطرابات نفسية اخرى، لأنها ستضاعف من خوفهم وارتيابهم. فحاولوا ان تقووا ارادة الشاب، كي يتخلص من هذه الضغوط النفسية.

١٥- الاعتدال النفسي: ربما خرج الشاب من حالته الاعتيادية وغدا عصبيا بشدة وبرز منه سلوك غير مقبول. حاولوا حينها ان تتصرفوا معه بهدوء واخفضوا من حدة عصبيته، ثم ذكروه بانه قد خرج من وضعه الاعتيادي وهذا ما لا يليق به، ثم افرغوا له المكان ليهدأ هناك، وعليكم ان لا تهينونه او تسببوا له ما يزعجه اكثر.

١٦- المحبة: اخبروا الشاب دائماً بانكم تودونه وتحبونه، ومن الطرق التي تحكم من صداقتكم مع الشاب هو ان تقدموا له بين مدة واخرى بعض الهدايا، دون ان تتوقعوا منه، شيئاً ما.

١٧- اهمية العلم: علينا ان نجعل الشاب مهتماً بالعلم، فقد اوصانا الامام الصادق (عليه السلام) ان نكون اما عاملين او متعلمين، وفي حديث عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال - ما معناه ـ : كلما شاهدت اباً شيعياً لم يسعى لكسب العلم والتفقه في الدين، اوجعني قلبي. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.