المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

يوحنا الذهبي الفم (345 ــ 408).
2023-10-02
Cartilaginous Fish
13-10-2015
تحرير تجارة الخدمات وتأثيرها على القطاع السياحي العربي
22-4-2022
Sphere Eversion
9-8-2021
Holonomic Function
13-6-2018
تاريخ الميراث
17-12-2019


أسباب قبول الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بولاية العهد  
  
3010   02:56 صباحاً   التاريخ: 2023-02-26
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 10، ص127-132
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

قال المأمون للإمام الرضا ( عليه السّلام ) : يا ابن رسول اللّه قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك ، وأراك أحقّ بالخلافة منّي .

فقال الإمام ( عليه السّلام ) : « بالعبودية للّه عزّ وجل أفتخر ، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا ، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم ، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند اللّه تعالى » .

فقال له المأمون : اني قد رأيت أن اعزل نفسي عن الخلافة واجعلها لك وأبايعك ! .

فقال له الرضا ( عليه السّلام ) : « ان كانت هذه الخلافة لك وجعلها اللّه لك فلا يجوز لك أن تخلع لباسا ألبسكه اللّه وتجعله لغيرك ، وان كانت الخلافة ليست لك ، فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك » .

فقال له المأمون : يا ابن رسول اللّه لا بدّ من قبول هذا الأمر .

فقال ( عليه السّلام ) : « لست افعل ذلك طايعا ابدا » .

فما زال يجهد به أيّاما حتى يئس من قبوله ، فقال له : فإن لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي .

ثم جرى بينهما كلام أوضح فيه الإمام دوافع المأمون من ذلك ، فغضب المأمون ثم قال : انك تتلقاني أبدا بما أكرهه ، وقد أمنت سطوتي ، فباللّه أقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلّا أجبرتك على ذلك ، فان فعلت والّا ضربت عنقك .

فقال الإمام ( عليه السّلام ) : « قد نهاني اللّه عزّ وجلّ أن القي بيدي إلى التهلكة فإن كان الأمر على هذا فافعل ما بدا لك وأنا أقبل ذلك على أن لا اولّي أحدا ولا أعزل أحدا ولا أنقضنّ رسما ولا سنة وأكون في الأمر بعيدا مشيرا » ، فرضي منه بذلك وجعله وليّ عهده على كراهة منه ( عليه السّلام ) لذلك[1].

وفي رواية أخرى ، ان المأمون قال له : انّ عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة ، أحدهم جدك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) وشرط فيمن خالف منهم أن يضرب عنقه ، ولا بد من قبولك ما أريده منك ، فاني لا أجد محيصا منه[2].

وقد صرّح الإمام ( عليه السّلام ) باضطراره للقبول لمن سأله أو اعترض عليه بسبب قبوله فقال ( عليه السّلام ) : « قد علم اللّه كراهيتي لذلك ، فلما خيرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل ، ويحهم ! اما علموا أن يوسف ( عليه السّلام ) كان نبيا ورسولا ، فلما دفعته الضرورة إلى تولّي خزائن العزيز ، قال : اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ[3] ، ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه وإجبار بعد الاشراف على الهلاك ، على انّي ما دخلت في هذا الأمر إلّا دخول خارج منه ، فإلى اللّه المشتكى وهو المستعان »[4].

وقيل له : يا ابن رسول اللّه ما حملك على الدخول في ولاية العهد ؟

فقال ( عليه السّلام ) : « ما حمل جدي أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) على الدخول في الشورى »[5].

والإمام ( عليه السّلام ) لم يستسلم للقبول خائفا من قتل نفسه ، وانّما يكون قتله خسارة للحركة الرسالية ، وان الامّة في تلك المرحلة بحاجة إلى قيادته في جميع مجالات الحياة ، فلو قتل فإن الاضطراب والخلل سيعم قواعده الشعبية ، وكذلك سيكون قتله فاتحة لقتل أهل بيته وأعوانه وأنصاره ، وقد يؤدّي قتله إلى قيام ثورات مسلّحة دون تأنّ ورويّة ، يدفعها طلب الثأر والانتقام إلى ثورة عاطفية مفاجئة دون تخطيط مسبق ، وبالتالي تنهار القوة العسكرية دون أن تغيّر من الاحداث شيئا .

نعم هذا هو السبب الوحيد - كما يبدو - لقبول الإمام ( عليه السّلام ) لولاية العهد عن إكراه واضطرار . ومن هنا فالإمام ( عليه السّلام ) لا بد أن يستثمر ما يمكنه استثماره لاحياء السنن وإماتة البدع وتعبئة الطاقات وإفشال خطط المأمون المستقبلية وتصحيح ما يمكنه من أفكار ومفاهيم سياسية خاطئة .

استثمار الإمام ( عليه السّلام ) للظروف

أولا : استثمار الظروف لإقامة الدين واحياء السنّة

ان الحرية النسبية الممنوحة للإمام ( عليه السّلام ) ولأهل بيته وأنصاره هي فرصة مناسبة لتبيان معالم الدين واحياء السنة ، ونشر منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) في مختلف الأوساط الاجتماعية والسياسية ، فالإمام ( عليه السّلام ) يمكنه التحرك في البلاط والالتقاء بالوزراء وقادة الجيش وخواص المأمون ، ويمكن لاخوانه الذين أصبحوا ولاة التحرك في أمصارهم ، وكذلك أنصاره يمكنهم التحرك في وسط الامّة ، وفي هذا الصدد قال ( عليه السّلام ) : « اللهم انك قد نهيتني عن الإلقاء بيدي إلى التهلكة ، وقد أكرهت واضطررت كما أشرفت من قبل عبد اللّه المأمون على القتل متى لم اقبل ولاية عهده . . . اللهم لا عهد إلّا عهدك ، ولا ولاية إلّا من قبلك ، فوفقني لإقامة دينك ، واحياء سنة نبيك محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فإنك أنت المولى وأنت النصير ، ونعم المولى أنت ونعم النصير »[6].

وقد سمحت الظروف للإمام ( عليه السّلام ) لتبيان المنهج السليم أمام الوزراء والقضاة والفقهاء وأهل الديانات الذين جمعهم المأمون لمناظرة الإمام ، إضافة إلى قيامه بتوجيه المأمون إلى اتخاذ الرأي والموقف الأصوب ، وحل المسائل المستعصية .

ثانيا : تعبئة الطاقات

بعد فشل الثورات العلوية وانكسارها عسكريا ، أصبح الظرف مناسبا لإعادة بناء قوّاتها ، وتعبئة الطاقات عن طريق ايقاف الملاحقة والمطاردة لها ، فهي بحاجة إلى قسط من الراحة لإدامة التحرك فيما بعد ، وهذه المكاسب لا تتحقق ان لم يقبل الإمام ( عليه السّلام ) بولاية العهد .

ثالثا : إفشال مخططات المأمون

من المتوقع أن يقوم المأمون - في حالة رفض الإمام ( عليه السّلام ) لقبول ولاية العهد - بتولية العهد لأحد العلويين ، ويستثني عن اكراه الإمام ( عليه السّلام ) وقتله ، والعلوي الذي ينصبه وليا للعهد ، امّا ان يكون مساوما وانتهازيا ، أو مخلصا قليل الوعي ، أو مخلصا معرّضا للانزلاق في مغريات السلطة ، وفي جميع الحالات ، فانّ هذا الموقف سيؤدي إلى شق صفوف أنصار أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، أو توريط العلوي بممارسات خاطئة تؤدّي إلى تشويه سمعة أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، أو القاء المسؤولية عليه ، وقد يؤدّي انزلاق من يتولى العهد من العلويين إلى قيامه بمعارضة الإمام ( عليه السّلام ) أو ملاحقة اتباعه وأنصاره .

وبقبول الإمام ( عليه السّلام ) لولاية العهد فوّت الفرصة على المأمون لامرار مخططاته في شق صفوف أنصار أهل البيت ( عليهم السّلام ) أو القاء تبعية المفاسد على من ينسب إليهم .

رابعا : تصحيح الأفكار السياسية الخاطئة

من الافكار السائدة عند كثير من المسلمين هي عدم ارتباط الدين بالسياسة ، وانّه لا يليق بالأئمة والفقهاء ان يكونوا سياسيين ، أو يتولوا المناصب السياسية ، وان الزهد في الحكومة والخلافة هو مقياس التقييم ، وقد حاول العباسيون تركيز هذا المفهوم عند المسلمين ، فأراد الإمام ( عليه السّلام ) بقبوله بولاية العهد أن يصحح هذه الافكار السياسية الخاطئة ويوضّح للمسلمين وجوب التصدي للحكم ان كانت الظروف مناسبة للتصدي .

والافكار الخاطئة حقيقة قائمة ، فقد دخل أحد أنصار الإمام ( عليه السّلام ) عليه وقال له : يا ابن رسول اللّه ان الناس يقولون انك قبلت ولاية العهد ، مع اظهارك الزهد في الدنيا[7].

ولا يمكن إزالة هذه الافكار عن طريق التربية والتوجيه البياني فقط لأن هذه المهمة تحتاج إلى وقت طويل ونشاط إضافي ، ولكنّها ستزول بالتوجيه العملي المباشر ، وهو قبول ولاية العهد .

 

[1] علل الشرايع : 237 - 238 .

[2] الارشاد : 2 / 259 ، 260 .

[3] يوسف ( 12 ) : 55 .

[4] عيون أخبار الرضا : 2 / 139 .

[5] عيون أخبار الرضا : 2 / 141 .

[6] عيون أخبار الرضا : 1 / 19 .

[7] علل الشرايع : 239 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.