أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-1-2020
7758
التاريخ: 15-4-2016
3646
التاريخ: 25-1-2016
1751
التاريخ: 2024-09-26
238
|
يرهق بعض الآباء أولادهم بتناول كميات وأصناف من الأطعمة لا تتسع لها معداتهم ظناً منهم أنهم يفعلون خيراً، ولمصلحة أطفالهم ولحسن تغذيتهم.
ومن الطبيعي أن يمتنع الطفل عن تناول القسم الذي يفوق حاجته، وإذا ما مورست هذه الطريقة من قبل الوالدين، تحول الطفل إلى السلبية وأصبح كما يقال (ضد الأكل)، وخير طريقة لحل مشكلة (قلة الطعام)، أو مشكلة ما يسمى (الطفل ضد الأكل)، هو الالتزام بآداب المائدة وقوانينها لجهة الطريقة التي تعرض فيها والأجواء التي تسود جو الجلسة إلى المائدة، والتي يجب أن تكون ودية ومشجعة لتناول الطعام وهضمه، وأي خلل في هذه الآداب من شأنه أن ينعكس سلباً على الأطفال، ويقودهم إما إلى الشره أو التقليل من الطعام.
أما بالنسبة للذين يمنعون الكلام والثرثرة أثناء الطعام بحجة أنها تتسبب بقلة الطعام والانصراف إلى الكلام وحده على حساب ما يجب تناوله فمسألة غير جدية ويمكن أن يكون العكس هو الصحيح، فنحن ننصح الوالدين بتجاذب أطراف الحديث مع أطفالهم وهم يأكلون، مع الإشارة العابرة اللطيفة من قبلهم إلى بعض الأصناف المغذية، مع حديث عن فوائدها، دون أن يفرض على الطفل تناولها رغماً عنه، أما (الطفل العنيد القوي الشخصية فهو يمارس عملية ضبط النفس ضد رغبات والديه، ويعد كل من الأب والأم من الخاسرين في هذه المواجهة المباشرة)(1).
وفي حال استمراره لرفض الطعام بعد فترة من الوقت من قبل الطفل يستحسن إزالة الصحن عن المائدة، ومنعه من تناول الطعام إلا في موعده والتشدد في ذلك، وبعضهم يرى أن (المديح والتشجيع هما من السمات المميزة لعملية تغيير سلوك الطفل في هذا المجال، لذا يجب تجنب السباب والتهديد وغير ذلك)(2).
بعض الأمهات يبالغن في النظرة إلى الطعام على أنه وراء زيادة الوزن، وحمرة الوجه، ولكن على الأمهات أن يعلمن أن للشهية حدود، قد تزيد إلى حد ما أو تنقص قليلاً، فلا يعقل أن يتناول الطفل كل ما نطلب منه تناوله من أطعمة، ثم إننا نفكر في كيفية تغذيته على طريقتنا نحن الراشدين. فالطفل يكفيه من الوجبة اليومية بعض قطع الحلوى والفاكهة مع كمية قليلة من الطعام فتحقق له النمو المطلوب.
أسباب افتقاد الشهية:
أـ قد تكون أمراض الفم أو التهاب اللوزتين أو التسنن.
ب- قد يكون تناول بعض الحلوى قبل الطعام، أو تناول مأكولات بين وجبة وأخرى، وعند الطفل الرضيع، فقد يكون حليب الأم غنياً بالدسم فيبقى في المعدة فترة طويلة، مما يجعل الطفل يرفض الرضعة الثانية، وإذا أكره عليها تقيأ وقد يكون للقيء أسباب أخرى منها الانفعالات والتوتر، أو لردة فعل لا إرادية على تصور خاطئ للأطعمة، من أجل ذلك لا يجب أن يعطى الطفل الطعام إلا عندما يجوع، والمفضل أن يعطى الوجبة في موعدها، وأن يكون هناك تباعد بين الوجبتين يمتد بين (4 - 5 ساعات).
ج - عدم إرغام الطفل على الطعام، لأن إرغامه يزيده تصلباً في موقفه من رفض الطعام والالحاح يزيده ابتعاداً عن باقي أصناف الأطعمة.
د- قد يكون رفض الطعام حيلة دفاعية لاشعورية للتعبير عن نفوره من بعض الظروف الأسرية.
هـ- تعاسته ووحدته ونزاعه المستمر مع أخوته، يقلل شهيته. وكذلك الكبت والحرمان. وغالباً (ما تتصاحب هذه مع عوارض القيء)(3).
و- قد يكون السبب كراهية بعض الأصناف من الأطعمة لارتباطها في ذهن الطفل بحادثة غير سارة، فما أن يعرض هذا النوع من أصناف الطعام حتى يولي الطفل بوجهه عنه متذكراً الحادثة أو الموقف الداعي إلى الاشمئزاز، ويحجم عن تناوله، وربما تكون الأسباب عائدة لسوء تحضير الطعام في المرات السابقة، (والواقع أن اهتمام الوالدين البالغ بمشكلة تغذية الطفل يؤدي إلى استمرار الطفل في العناد والامتناع عن الأكل آملاً بذلك في الاستئثار باهتمام والديه)(4).
علاج فقدان الشهية:
يمكن علاج فقدان الشهية بـ:
1- تنظيم وجبات الطعام.
2- أن يكون جو العائلة عند الجلوس إلى الطعام بهيجاً خالياً من المشاكل.
3- تقديم الأطعمة بطريقة مشوقة.
4- الجلوس إلى مائدة الطعام وقتاً كافياً، فالحد الأدنى في تناول الوجبة يجب أن يتراوح بين 20 - 30 دقيقة.
5- تنظيم تناول الأطعمة بطريقة تدريجية، الطعام فالشراب فالفواكه ثم الحلوى، وإذا اختل هذا التنظيم اضطربت الشهية وقلت كمية الأكل وهذا أمر معروف.
6- عدم تهديد الطفل إذا لم يأكل.
7- في حال استحسان الطفل لصنف من الطعام، لا يجب الإشادة كثيراً بهذا الصنف ولا بسؤال الطفل عما إذا كان أحبه أم لا؟، لأن هناك أصنافاً أخرى في اليوم التالي قد لا يكون حظها من القبول حظ هذا الصنف فتلقى الرفض وعدم القبول.
8- يجب أن يعلم الطفل أنه لا بديل للصنف الذي يقدم له، فإذا رفضه بقي بدون طعام حتى حلول موعد الوجبة الثانية من النهار.
9- لا داعي لإعطاء المقويات إلا في حالات الضرورة وبناء لمشورة الطبيب.
10 - يجب أن يجلس الطفل إلى المائدة كالكبار، ويعامل كمعاملتهم، لجهة تقديم الأصناف، والمشاركة هنا تكسبه إيحاءً بالتقليد للراشدين، ولا يجب أن ينفرد بصحته بعيداً عن باقي أفراد الأسرة كالمنبوذ، فهذا من شأنه أن يخلق لديه الاضطرابات الانفعالية، التي تفقده الشهية إلى الطعام.
كذلك من الضروري توجيه الطفل وإعلامه بالطرق المناسبة أن بعض هذه الأطعمة ضروري له، لغذائه، لصحته، لنمو ذكائه، ولقوته، فيصبح ممشوق القامة مرهوب الجانب من قبل المحيطين به، وفي حال عدم تناولها سيغدو ضعيفاً سقيماً مريضاً، ويجب أن يكون ذلك قبل تناول وجبات الطعام ومن ضمن برامج التوجيه الغذائي الذي تقوم به الأسرة ذات الوعي التربوي، ويبدو أن المشكلة هي مشكلتنا نحن الكبار بدليل شهية الأطفال خارج المنزل، وهذه إشارة الى سوء اعتماد الطريقة المناسبة في المنزل فالمسألة مسألة سوء سياسة، ومسألة سلوك معين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ د. عبد اللطيف فرج، مفاهيم أساسية لتربية الأطفال، ص139.
2ـ المصدر السابق، ص140.
3ـ د. أحمد عكاشة، الطب النفسي المعاصر، ص374.
4ـ د. محمد عبد المؤمن حسين، مشكلات الطفل النفسية، ص67.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|