المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



اهمية دراسة القيم التربوية للطفل  
  
1992   11:17 صباحاً   التاريخ: 2023-02-07
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص156 ــ 158
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

تلعب القيم التربوية دورا مهما ومؤثرا في حياة الطفل خاصة في سنوات حياته الاولى لذلك فمن الأهمية بمكان أن يكتسب الطفل اثناء تنشئته الاجتماعية وتربيته في سنوات حياته المبكرة قدرا من القيم تعطيها له وتكسبه اياها كل من الاسرة والروضة والمدرسة حتى يتشكل الاطار القيمي للطفل منذ الصغر فيعرف الحلال من الحرام والصواب من الخطأ والمرغوب فيه والمرغوب عنه وبالتالي يستطيع التكيف مع الجماعة التي ينتمي اليها والمجتمع الذي يعيش فيه .

وتبدو اهمية القيم في قدرة الطفل على تحقيق التكامل والاتزان في سلوكه وقدرته على مقاومة القيم المنحرفة بعد ذلك وان يستطيع احداث نوع من التوازن بين مصالحه الشخصية ومصالح المجتمع وان يفضل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وهذا لا يتأتى الا من خلال وكالات التنشئة الاجتماعية ووسائطها مثل الاسرة والروضة والمدرسة حيث إنها تعكس اهداف المجتمع من خلال اطار من المفاهيم المتسقة والمنظمة.

وتسهم القيم في بناء شخصية الطفل وتشكيلها وتحديد غاياتها واهدافها ووسائل تحقيق هذه الغايات كما ان القيم تلعب دورا اساسيا في حل المشكلات واتخاذ القرارات عند الاطفال على اعتبار ان النظام مجموعة من المبادئ تساعد الطفل على اتخاذ قراراته وانهاء مشكلاته بما يحقق بعض قيمه.

والطفل يكتسب قيمه من المجتمع الذي يعيش فيه خلال عملية التفاعل الاجتماعي فالمجتمع المحيط بالطفل يعلمه كيفية اشباع حاجاته المختلفة من خلال مواءمة سلوكه مع القيم السائدة(1).

كما تسهم القيم في مجال التربية فأسلوب المعلم الذي يتسم بالدفء والصداقة والود يؤدي الى زيادة درجة التوافق بين قيمه وقيم الاطفال من حيث اشباع دافع الانتماء عند الاطفال واكتساب موجهات السلوك وتوظيفها في حياته اليومية وفي تعامله مع الناس.

وبذلك تصبح القيم التربوية حجر الاساس في بلوغ وتحقيق الاهداف العملية للمجتمع والتي تعنى بالتشكيل الايدولوجي للأطفال وضمان انضباطهم وعدم انحرافهم عن القواعد المرسومة والمعايير السلوكية الموضوعة حيث تتأصل في نفوسهم هذه القيم وتظهر في تصرفاتهم بما يتضمن الانتماء والاخلاص للنظام الاجتماعي القائم(2).

ومن هنا تبرز اهمية القيم كموجهات لسلوك الطفل والعمل على انضباط هذا السلوك بما يرغبه ويرتضيه المجتمع الذي يعيش فيه.

بعض التطبيقات التربوية على القيم

1ـ تغرس المعلمة في نفوس الاطفال في الروضة قيمة النظافة بأن تحثهم على عدم القاء الفضلات في ارضية قاعة النشاط وتحثهم على القائها في سلة المهملات وتبين لهم قيمة النظافة واهميتها بالنسبة للمكان الذي نجلس فيه.

2ـ تشجع المعلمة الاطفال على اللعب الجماعي في الانشطة الحركية والرسم والتلوين الجماعي في الانشطة الفنية وتدعم هذه القيمة من خلال التحفيز المادي والمعنوي للأطفال حتى تشجعهم قيمة التعاون وتنميها فيهم منذ الصغر.

3ـ تحث المعلمة الاطفال على الحب والتسامح من خلال النشاط القصصي الذي يوضح اهمية قيمة الحب في حياتنا وتضرب لهم بعض الامثلة مثل حب الابن لوالديه وحبه لمعلمته وحبه لأخوته وحبه لزميله وتسوق الآيات القرآنية والمواقف الحياتية التي تتناسب مع القدرات العقلية للطفل.

4ـ تنفر المعلمة الاطفال من السرقة وتعرفهم اضرارها والنتائج المترتبة عليها من خلال النشاط القصصي ثم تظهر جوانب العقاب التي سيتعرض لها السارق في الدنيا والاخرة حتى يبتعد عنها الاطفال ويعرفون خطورتها واضرارها.

وهكذا توظف المعلمة برنامج انشطتها في الروضة بما يخدم تأهيل القيم الايجابية في نفوس الاطفال وتنميتها والتنفير من القيم السلبية والابتعاد عنها.

_____________________________________________________

1- ايناس احمد عبد العزيز: القيم التربوية المتضمنة في قصص الاطفال الاجنبية بالحلقة الاولى من التعليم الاساسي بالمدارس التجريبية لغات رسالة ماجستير كلية التربية جامعة حلوان 2000 ص64-65.

2- Karen Owens: (1993) the world of the child mac Millan publishing company New York p540




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.