المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

تفسير «روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني»
29-04-2015
الخشب Xylem
25-2-2017
قـيـاس معـدلات النمـو البسيطـة والمركـبة للناتـج المحلـي
2024-06-04
اهم المدن والاثار السلوقية
16-10-2016
Leo Moser
25-1-2018
شظف العيش في الجاهلية
5-10-2014


حالات ومشكلات وحلول / الاكتئاب  
  
900   08:59 صباحاً   التاريخ: 31-1-2023
المؤلف : د. توما جورج الخوري
الكتاب أو المصدر : الطفل الموهوب والطفل بطيء التعلّم
الجزء والصفحة : ص131 ــ 132
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

لا يصيب الاكتئاب الراشدين البالغين فقط ولكنه يصيب الأطفال أيضاً ولو على نطاق أضيق. ويظهر الاكتتاب عند الأطفال ممزوجاً بشعور ممزوج بالحزن والعجز والذنب والشعور بالنقص. مما يؤثر بدوره على التحصيل المدرسي خاصة في مجالي التركيز والانتباه، مما يقوده إلى اليأس. وقد ارتبط الإكتئاب طبياً ونفسياً بالأرق، وانخفاض مستوى الأداء، والنشاط المنزلي والمدرسي، وضعف في الذاكرة والانعزال.

وإليكم مثالاً على هذه الحالة:

(سمير)، طفل في العاشرة من عمره، يعاني اكتئاباً حاداً أدى إلى حجزه في المستشفى بسبب محاولته الانتحار. ذكاؤه متوسط، تصيبه نوبات من الغضب والعنف أحياناً.

لقد دل التشخيص في المستشفى بضعف قدرته على التواصل مع الآخرين بالإضافة إلى صعوبة تبادل النظر معهم، والحديث بنبرة مترددة وخافتة. يلجأ إلى تغطية وجهه بيديه كلما حاول أحدهم تبادل الحديث معه.

الخطة العلاجية: ويتم إنجازها عبر القنوات التالية(1):

ـ تعديل الأوضاع البدنية (لسمير)، بحيث تصبح ملائمة. كأن يطلب منه أن يكف عن الأوضاع البدنية غير الملائمة (تغطية وجهه...).

ـ تبادل النظر مع الآخرين عبر النظر في وجه المتكلم معه والمثابرة عليه.

ـ تدريبه على النطق بثقة وبصوت عال والإجابة عن الأسئلة بشكل غير موجز (جملة عوضاً عن كلمة).

ـ تدريبه على إيماءات خاصة للتعبير عن انفعالاته في أثناء الكلام من حيث الصوت والإشارات وايماءات الرأس.

ومن الجدير ذكره أن الخطة العلاجية المذكورة أعلاه تمت عبر عشرين جلسة كل واحدة منها عشرين دقيقة. وفي كل جلسة كان المعالج يدرب الطفل على أداء معين أو محاكاة لجوانب معينة مرغوب فيها ومن ثم متابعتها عدة مرات حتى الوصول إلى إتمام السلوك الجديد المفترض أداؤه. وكان يلجأ المعالج إلى تشجيع الطفل وإطرائه كلما قام بأداء جيد، كما يصحح له استجاباته الخاطئة عند الضرورة. وقد لجأ المعالج إلى المكافأة (حلوى، مشروبات)، عند تنفيذ الطفل أهداف الجلسة.

وبعد متابعة وتدريب مستمرين بدأ التحسن يأخذ مكانه حتى تمكن خلال أثنتي عشرة اسبوعاً من اكتساب المهارات الاجتماعية المناسبة ونجح بعدها في الخروج تدريجياً من صدفة الاكتئاب إلى عالم جديد رحب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ عبد الستار ابراهيم، وعبد العزيز عبد الله الدخيل ورضوى إبراهيم، العلاج السلوكي للطفل، عالم المعرفة، كانون الأول، 1993، ص209 ـ 210.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.