المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

اثر سوء النية على النطاق الزمني للالتزام بالضمان العشري
2023-02-18
Reactivity of barium
10-1-2019
بكاء النبي لمقتل جعفر
21-6-2017
شروط منح العلاوة
2023-09-05
تقدير الرماد الخام والكالسيوم في مواد العلف
28-9-2017
Oxidation States of Sulfur Compounds
7-9-2018


تراث الإمام الكاظم ( عليه السّلام )  
  
1469   04:59 مساءً   التاريخ: 15-1-2023
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 9، ص183-186
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / التراث الكاظميّ الشريف /

لقد ورث الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) مدرسة أبيه الصادق ( عليه السّلام ) وحظيت منه بالتوجيه والرعاية الشاملة لتلامذته وأصحابه بالرغم من قساوة الظروف وتغيّرها خلال ثلاثة عقود ونصف من العمل العلمي الدؤوب وتربية مستمرة للنابهين من صحابته وطلّاب المعرفة من أتباعه وشيعته .

وقد أثرت عن الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) عدة مجموعات روائية مثل : مسائل علي بن جعفر ، والأشعثيات وتصدّى المعنيون بتراث أهل البيت ( عليهم السّلام ) بجمع التراث المأثور عن أهل البيت ( عليهم السّلام ) وتنظيمه وتبويبه من مختلف المصادر وتسميته بالمسند . وهذا عمل يشكر عليه عامله لأنه يوفر للباحثين الفرصة الكافية للغور في هذا التراث ودراسته دراسة معمّقة بالأرقام .

وفيما يخصّ الإمام موسى ( عليه السّلام ) نلاحظ آخر ما جمع من كلامه وما يرتبط به من نصوص قد بلغ ثلاث مجلّدات يناهز مجموعها الألف صفحة مبوّبة حسب تبويب الموسوعات الحديثية مع فارق أو أكثر . فالمقدمة تشتمل على مجموعة من النصوص التي تخص نشأة الإمام وحياته وسيرته .

ثم يقسّم تراثه الحديثي إلى أبواب العقائد والأخلاق والأحكام والسيرة والتاريخ والرجال .

وفيما يخصّ مسند الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) إذا مررنا عليه مرورا عابرا وسريعا أيضا كفى ذلك لنقف على عظمة الدور الفكري والعطاء العلمي الذي قدّمه هذا الإمام العظيم إلى الأمة الإسلامية بشكل عام وإلى الجماعة الصالحة وطلّاب المعرفة المؤمنين بخط أهل البيت ( عليهم السّلام ) بشكل خاص ، لا سيما إذا لاحظنا قساوة الظروف السياسية والاجتماعية التي مرّ بها الإمام موسى ( عليه السّلام ) وأصحابه وشيعته خلال ثلاثة عقود ونصف تقريبا .

لقد ترجم هذا المسند ( 638 ) شخصا من رواة الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) وهو رقم كبير جدا بالنسبة للمدة الزمنية التي عرفناها والظروف التي وقفنا عليها .

وقد اشتمل الفهرس على عدد نصوص كل باب من أبواب المعرفة . وتتراوح هذه النصوص بين نصوص مأثورة بواسطة الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) عن آبائه عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وهي تكشف عن مدى اهتمامه بسيرة وحديث جدّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وبين نصوص لا يسندها إلى أحد مما يمكن أن نعتبرها من تراثه الخاص كما نلاحظ ذلك في الرسالة الكبيرة التي أثرت عنه حول العقل ولعلها الرسالة الوحيدة الجامعة لما يخصّ العقل من شؤون في الكتاب والسنة وهي لوحدها تراث جامع وأثر خالد يتضمّن المنهج المعرفي القرآني والحديثي لأهل البيت ( عليهم السّلام ) كما سوف نراها بنصّها الكامل في ما سيأتي إن شاء اللّه تعالى .

والجزء الأول من هذا المسند قد اشتمل على الأبواب التالية :

العقل والعلم في ( 10 أبواب ) ، التوحيد في ( 14 بابا ) ، تاريخ الأنبياء والأئمة في ( 14 بابا ) ، والنبوة والإمامة في ( 22 بابا ) والتعريف بالصحابة في ( 41 بابا ) والتعريف برواة الإمام الكاظم في ( 638 بابا ) وأبواب الإيمان والكفر في ( 42 بابا ) والأخلاق والعشرة في ( 152 بابا ) .

كما تضمن الجزء الثاني : كتاب القرآن بأبوابه ال ( 51 بابا ) وكتاب الدعاء في ( 51 بابا ) والاحتجاجات في ( 8 أبواب ) ومعظم كتب الفقه ، فكتاب الطهارة في ( 73 بابا ) وكتاب الصلاة في ( 41 بابا ) وكتاب الصوم في ( 25 بابا ) وكتاب الزكاة في ( 28 بابا ) وكتاب المعيشة في ( 59 بابا ) وكتاب السفر في ( 8 أبواب ) وكتاب الحج في ( 68 بابا ) وكتاب الزيارة في ( 7 أبواب ) وكتاب الجهاد في ( 5 أبواب ) وكتاب النكاح في ( 40 بابا ) وكتاب الطلاق في ( 30 بابا ) .

وتضمن الجزء الثالث من المسند : كتاب الأولاد في ( 12 بابا ) وكتاب التجمّل والزينة في ( 43 بابا ) وكتاب الرواتب في ( 12 بابا ) وكتاب الأطعمة في ( 68 بابا ) وكتاب الأشربة في ( 13 بابا ) وكتاب العتق في ( 12 بابا ) وكتاب الايمان والنذور في ( 9 أبواب ) وكتاب الحدود في ( 18 بابا ) وكتاب الدّيات في ( 16 بابا ) وكتاب الوصية في ( 15 بابا ) وكتاب الإرث في ( 11 بابا ) وكتاب الجنائز في ( 29 بابا ) وكتاب الحشر والمعاد والآداب والسنن .

إنّ هذا التنوع في أبواب المعرفة التي اثرت عنه لدليل آخر على الجانب الموسوعي في هذا التراث بالإضافة إلى وضوح التكامل في المسيرة العلمية التي بدأها أهل البيت ( عليهم السّلام ) وسهروا على إرساء قواعدها وإشادة أصولها ومعالمها والتخطيط لاثمارها والحرص على إنجاز دورها التغييري في المجتمع الإسلامي عامة وفي الجماعة الصالحة بشكل خاص .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.