العوامل المؤثرة في استغلال الموارد الاقتصادية - العوامل الطبيعية- المظاهر التضاريسية |
1899
12:08 صباحاً
التاريخ: 12-1-2023
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-3-2017
2120
التاريخ: 22-3-2022
2239
التاريخ: 8-10-2016
1910
التاريخ: 23-10-2017
32627
|
المظاهر التضاريسية Relief : إن لسطح الأرض من سهول وهضاب وجبال ودرجة الانحدار أثر على الإنتاج الاقتصادي، حيث يؤثر هذا التباين في تنوع الظروف المناخية والغطاءات النباتية والمجموعات الحيوانية التي تتمثل بالإقليم، والجدول التالي رقم (1) يوضح التوزيع النسبي للتضاريس على القارات.
الجدول رقم (1) التوزيع النسبي للتضاريس على القارات
القارة |
سهول |
هضاب |
تلال |
جبال |
آسيا |
32 |
24 |
24 |
20 |
أوروبا |
67 |
8 |
21 |
4 |
إفريقيا |
25 |
71 |
1 |
3 |
أمريكيا الشمالية |
52 |
24 |
11 |
13 |
أمريكيا الجنوبية |
56 |
24 |
9 |
11 |
الإقيانوسية |
48 |
24 |
19 |
9 |
مجموع العالم |
41 |
33 |
14 |
12 |
يتضح من الجدول أن نسبة السهول هي أعلى نسبة في التضاريس حيث تسجل 41% من مجموع اليابس، وأن الجبال هي أقل نسبة حيث تسجل 12%، وهذا يُساعد على سهولة استغلال الأراضي اليابسة لصالح السكن والزراعة.
وتؤثر أشكال السطح على النشاط البشري، فالسهول تُعد أكثر ملاءمةً للنشاط البشري، ولذلك فإن الكثافة السكانية المرتفعة ترتبط عادةً بمناطق السهول، وبخاصة إذا كانت هذه السهول غنية بمواردها الاقتصادية كما هو الحال في شمال غرب أوروبا، وجنوب شرق أسيا، وفي وادي النيل بمصر حيث تتوفر في المناطق السهلية أجود أنواع التربات, ويساعد استواء السطح على إنشاء الطرق، ومد السكك الحديدية، وإنشاء المطارات، وهذا من شأنه تسهيل عمليات النقل والمواصلات.
كما تساعد السهول على ممارسة الزراعة إذا توافرت المياه اللازمة سواء أكانت أمطاراً أم مياه جارية، وهذا من شأنه المساعدة على استقرار السكان، وكثرة العمران، ونشأت المدن الكبرى طالما توافرت المواد الغذائية اللازمة لهم، ولذلك نشأت أقدم الحضارات في مناطق السهول الفيضية مثل حضارات مصر وأشور وبابل والصين.
أما المناطق الجبلية فيصعب إنشاء الطرق البرية، ومد خطوط السكك الحديدية بها، ولذلك يلزم بناء جسور والقناطر والأنفاق، وهذا من شأنه زيادة تكاليف إنشاء هذه الطرق، وصعوبة الاتصال بالعالم الخارجي، وإذا توافرت رؤوس الأموال لإنشاء شبكة الطرق اللازمة بالجبال فإنها تكون أكثر مسافةً من مثيلتها بالسهول، كما أن الأقاليم الجبلية نظراً لشدة انحدارها ووعرة سطحها وانجراف تربتها لا تتلاءم والإنتاج الزراعي كثيراً.
والزراعة إن وجدت فإنها توجد في الأودية المنخفضة التي تتخللها، أو على المدرجات التي تقام على سفوحها، كما هوا الحال في اليابان واليمن، ولذلك فإن هذه المناطق عادة قليلة السكان، ولو أن هناك بعض مناطق ترتفع فيها كثافة السكان في المناطق المرتفعة، كما في كينيا وتنزانيا بأفريقيا، والمكسيك كولومبيا وإكوادور بأمريكيا اللاتينية وفي حوض الأمازون، إذ أن الجبال في هذه المناطق المدارية تساعد على تلطيف درجة الحرارة، في حين في المناطق الباردة تزيد من شدة البرودة، الأمر الذي لا يساعد على سكنى الإنسان في هذه المناطق.
وتتميز الأقاليم الجبلية بصفة عامة بتخلفها الاقتصادي، إذ يحتاج العمل فيها إلى رؤوس أموال ضخمة، والى جهود كبيرة لا تُستغل إلا عند الضرورة، كأن تستغل في الرعي، وقطع الأخشاب والسياحة، غير أن المناطق الجبلية تُعد أكثر المناطق الغنية بالثروة المعدنية، وذلك لأن المعادن في المناطق الجبلية قد تبدو أحياناً ظاهرة على السطح، وبخاصة على جوانب الأودية، كما هو الحال على جوانب الأودية التي تخترق جبال الأبلاش بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث توجد طبقات الفحم ظاهرة على جوانب هذه الأودية، وإذا لم تكن ظاهرة على السطح فإنها عادةً لا تكون على أعماق بعيدة، كما يحدث في المناطق السهلية التي تظل معادنها مطمورة تحت الرواسب السميكة المتراكمة، أو تحت الطبقات الرسوبية القديمة، ولذلك فإن استخراج المعادن إن وجدت يحتاج إلى جهود كبيرة.
وقد يمثل الجبال أهمية كبيرة في توليد الطاقة الكهربائية من المجاري النهرية الشديدة والانحدار والسريعة الجريان مثل مرتفعات اسكندنافيا بالسويد والنرويج، ومرتفعات كشمير حيث توجد المنابع العليا لنهر السد.
وحالة السطح في المناطق الشاطئية تؤثر على النشاط البشري فقد يساعد أو يعوق الصيد أو النشاط البحري، أو إنشاء الموانئ، أو الاستقرار البشري، فكل هذا يتأثر بحالة الشواطئ من حيث سهولتها وصعوبتها. كما تؤثر التضاريس في الأمطار في المناطق المرتفعة عادة أغزر مطراً، وبالتالي تُصبح هذه المناطق مصدراً لمياه الأمطار.
كما تختلف جوانب الجبال من حيث تعرضها لأشعة الشمس، وبالتالي يتأثر النبات تبعاً لذلك حيث يكون النبات أسرع نمواً في المناطق المعرضة للشمس مثل السفوح الجنوبية لجبال الألب التي تختلف في إنتاجها الزراعي عن السفوح الشمالية الواقعة في ظل الشمس.
وكذلك الحال بالنسبة للأمطار فإن الجانب المواجه للرياح المحملة ببخار الماء يكون أغزر مطراً من الجانب الآخر الذي يكون في ظل المطر كما هو الحال بالنسبة للرياح الموسمية عندما تصطدم بجبال الهملايا شمال الهند وجبال روكي الممتدة من الشمال إلى الجنوب في غرب أمريكا الشمالية التي تهب عليها الرياح القادمة من المحيط الهادي حيث تسقط معظم أمطارها على السفوح الغربية.
كما تؤثر التضاريس في جريان الأنهار، فقد تتأثر مجاري الأنهار بالأراضي المتباينة التضاريس، وبتالي الفيضانات حيث تتأثر الأرض الزراعية بها ويتشرد الكثيرون من السكان.
وقد تؤدي كثرة الرواسب الفيضية على الموانئ القريبة منها إلى صعوبة النقل في هذه الموانئ، والحاجة المستمرة إلى حماية هذه الموانئ. وكلما كان الانحدار تدريجياً وبطيئاً كما في دلتا النيل ساعد ذاك على توافر الماء بالانتظام، وعلى ثبات التربة, وبالتالي تقوم الزراعة الناجحة، في حين تؤدي شدة الانحدار إلى انجراف التربة والانزلاقات الأرضية، وإلى عدم ثبات المياه في هذه المناطق، الأمر الذي لا يساعد على قيام الزراعة. كما أن السطح المستوي تماماً مع توافر الماء يساعد على تكوين التربة الصلصالية الثقيلة السيئة الصرف، وفي هذه الحالة لا تصلح الأرض لزراعة كثير من المحاصيل بينما تتناسب ومحصول الأرز، ولذلك فإن الأمر يستدعي ضرورة عمل مصارف لصرف المياه الزائدة، حيث يمكن زراعة محاصيل أخرى. ويؤثر ارتفاع السطح على الانتاج بطريق غير مباشر، إذ أن الارتفاع يؤثر في درجة الحرارة، ودرجة الحرارة بدورها تؤثر في الانتاج، وتحديد نوع المحصول لتتلاءم درجات حرارة معينة. فالقطن وقصب السكر والشاي محاصيل تحتاج لدرجات حرارة مرتفعة، في حين يحتاج القمح إلى درجة حرارة معتدلة أو باردة نسبياً، وهذا يعني إن الأشكال التضاريسية تؤثر في الإنتاج النباتي الطبيعي والمزروع والإنتاج الحيواني، الأمر الذي يؤدي إلى تنوع النشاط البشري في الإقليم المتضرس.
وقد يؤدي اختلاف مظاهر السطح إلى قيام تبادل تجاري بين الأقاليم السهلية من ناحية، والأقاليم الجبلية من ناحية أخرى، كما هو الحال في سكان جبال الألب وسكان سهل البو بسهل لمبارديا في إيطاليا، وكما هو الحال بين السهول الوسطى والمرتفعات الروكيه بالولايات المتحدة الأمريكية، وأحياناً يؤدي اختلاف مظاهر السطح إلى قيام حركة انتقال فصلي للرعاة بين الناطق السهلية المنخفضة والمناطق الجبلية كما حدث في كلٍ من سويسرا والنمسا وإيطاليا وفرنسا وحيث ينتقِلُ الرعاة إلى أعالي المرتفعات صيفاً بعد ذوبان الجليد لرعي الحشائش ثم يعودون إلى السهل شتاءً.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|