المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

مظاهر شخصية عثمان
25-3-2016
مراسم الحج تبدأ
5-7-2017
مودّة الزهراء ( عليها السّلام) أجر الرسالة
8-5-2022
لماذا لا يتخذ المديرون قرارات رشيدة؟
2024-10-19
ظـروف نـشأة التكتـلات الاقتصاديـة
24-12-2018
barrier (n.)
2023-06-10


مخاطر المشاجرات  
  
1314   08:54 صباحاً   التاريخ: 5-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص188ــ191
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

تنطوي المشاجرات في بعض الحالات على بعض المخاطر وخاصة اذا نشبت بين شخصين يتفاوتان في السن والقدرة، او في حالة تكالب جماعة ضد شخص واحد لأنها قد تؤدي الى الحاق اضرار بالشخص او قد تشكل تهديداً لحياته.

كما وتجدر الاشارة هنا الى ان مشاجراتهم تتميز بالسذاجة، فالطفل قد يرمي حجراً من غير ان يتأمل في العواقب الوخيمة التي قد تترتب على هذا الفعل في مالو أصاب الحجر عين شخص آخر. وقد يركل رفيقه ولايأخذ في الحسبان ما قد تسببه ركلته لو انها أصابت موضعاً حساساً من البدن.

وانطلاقاً من هذا التصور، نعرض في ما يلي نقطتين بشأن علاقات ولعب الاطفال هما:

١ -تحذير الاطفال جهد الامكان من اللعب مع الشباب والاحداث.

٢ -ان تكون علاقات الاطفال ولعبهم تحت اشراف ورقابة الوالدين.

النتائج المترتبة على المشاجرات

يهرع الوالدان والمربون بشكل طبيعي عند سماع الصراخ والبكاء والعويل من الاطفال وذلك حينما ينشب الصراع وتتكسر ادوات اللعب ويختلط الحابل بالنابل، وتصبح الأيدي والوجوه زرقاء أو حتى دامية من الضرب وينطلق الصراخ من كل مكان مقرون بالتهديد والوعيد وتبادل الاتهامات.

وعند رؤية شخص اكبر يتجه كل منهما نحوه في محاولة لتبرئة نفسه والقاء الذنب على المقابل. وهكذا يتهم كل منهما الآخر باثارة النزاع فيشير الى انه ضربني او دفعني او اخذ مني دميتي، ولا تقف المشاجرة عند هذا الحد بل تتعداه أحياناً الى بقية افراد العائلة ويسري إليهم النزاع وتبدأ المشاحنات والتوبيخ على عدم تربيتهم بالشكل الصحيح وما إلى ذلك من امور.

وحينما يمتد الصراع ليشمل بقية افراد العائلة ويتناحر الاخوة والأخوات تتحول المسألة الى لغز لا يعرف المقصر فيه، هل هو الأب ام الأم؟ وهذا ما يؤدي في كثير من الحالات الى اثارة مشكلة بين الرجل والمرأة قد لا يحمد عقباها.  

فوائدها

وفي نفس الوقت لا بأس بالاشارة الى بعض الفوائد التي تتمخض عن المشاجرات رغم ما يكتنفها من شرور واضرار، وأهم تلك الفوائد هي:

١ -التدريب على فنون القتال لاكتساب القدرة واستعمالها في المواضع الضرورية.

٢ -اكتشاف القدرة البدنية والكلامية ومدى امكانية التغلب او الفشل فيها.

٣ -التنفيس عن العقد الناتجة من رؤية المشاهد التي ينقبض لها القلب وتضيق لها النفس.

٤ -اكتساب المهارة والقدرة من خلال مشاهدة الافعال وردود الافعال في المشاجرات.

٥ -التمرس على الوقوف على القدمين والثقة بالنفس والدفاع عن الحقوق الذاتية.

منطلقاتها النفسية

هنالك آراء متعددة بشأن المنطقات النفسية للصراعات التي تحصل بين الاطفال وأهمها: ان اندفاع الناس نحو التصارع منبثق من ميول غريزية مغروسة في فطرة الانسان، فيقولون ان الانسان بحكم غريزتة مجبول على الميل نحو الهجوم واثارة الصخب وحينما تتوفر الظروف الملائمة لبروزها تبدر من الانسان مثل هذه السلوكية.

فاذا كانت لهذه الظاهرة جذور غريزية فنحن غير قادرين على اقتلاعها وانما يتاح لنا فقط تهذيبها عن طريق التربية وغيرها من الاساليب الاخرى. ولو كانت غريزية حقاً فهذا يعني انها موجودة لدى جميع الناس وعلى الدوام وما دام الانسان موجوداً فالصراع والتناحر موجود أيضاً. وحتى اذا انعدمت فرص ممارسة هذه الغريزة على الآخرين فهو يتنازع مع نفسه ويضربها.

اما عن كيفية ظهورها فيكفي فقط وجود ذريعة لاثارتها كالحسد او التنافس او المغامرة او تحقيق الرغبات والاماني. ولهذا السبب نلاحظ ان الدوافع الكامنة وراء كل مشاجرة أو نزاع انما هي في حقيقتها دوافع تافهة لا تستحق الذكر، من قبيل لماذا عند الطفل الفلاني العاب ودمى مختلفة وليس عندي مثله؟ او لماذا العابه اجمل من ألعابي؟ او لماذا قال لي كذا وكذا؟ وما الى ذلك من حجج وذرائع




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.