المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

وظائف اللون في الصور
21/11/2022
سند شيخ الطائفة إلى زيد الشحّام.
2023-05-27
العلاقة بين منحنى الناتج الكلي ومنحنى الكلفة الكلية للمنشأة
2023-05-07
قمة الدراسات اللغوية
23-4-2019
التسكين Analgesia
8-1-2022
الإدارة ( مفهومـها انواعهـا ووظائفهـا )
4-12-2020


سؤال وجواب الاطفال  
  
1115   10:12 صباحاً   التاريخ: 2-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص309 ــ 311
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016 2313
التاريخ: 18-1-2016 2130
التاريخ: 20-4-2016 2502
التاريخ: 20-4-2016 2544

الطفل - وكما ذكر في القران الكريم - يأتي إلى هذه الدنيا وهو جاهل وغير عارف عن المسائل التي ترتبط بالموجودات الكونية وكذلك أسرار الوجود: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78]، جعل الله سبحانه وتعالى في وجوده أشياءً لمعرفته وتعلّمه من جملتها التدقيق والتحقيق وبعدها السؤال والاستفهام.

يعدّون غريزة التفّحص والتدقيق من أكبر وأهم النعم الألهية ومن المشتركات بين الانسان والحيوان. أما الشيء المهم هو الاستفهام وطلب فهم الروابط بين العلّة والمعلول التي تمهد للاكتشافات، الابداعات والاختراعات. برأي العلم والعلماء من الممكن أن لا تكون نعمة أفضل من مفهوم، لماذا وفكرة الفحص عن العلة التي وضعها الله في وجود الانسان.

الطفل موجود يسأل عن كل شيء وفترة الطفولة فترة التفحص والسؤال. هو يبدأ بمعرفة الموجودات من الطفولة عن طريق البصر والسمع، المذاق، اللمس، والشم وبصورة كلية يبدأ بكسب الموفقية في هذا العالم من الطفولة. ولكنه من السنة الثانية أو الثالثة يبدأ بالسؤال وعن هذا الطريق يبدأ في كسب العلم والموفقية.

اسئلة الأطفال

التفحّص أمر ذاتي في الانسان والحيوان ولكنّه في ظل الرشد والتربية يتربى وينمو ويصير متجهاً هو بالانتفاع من هذه المجالات يسأل من أبيه أو أمه ما لا يعرفه أو يريد أن يعرفه. الأطفال حتى يطرحون احساساتهم وعواطفهم عن طريق السؤال، المسألة التي لا ينتبه إليها الكبار كثيراً.

هؤلاء من الوقت الذي ينفتح لسانهم وهم في حضن الأم، أو في الطريق والشارع، في وقت الغسل، عند مرافقة الأب والأم وفي كل مكان يسألون من الوالدين والمربين وفي هذا المجال يشبهون الذي لا مفر له من ذلك. عدد الأسئلة تصل إلى درجة يحس الانسان انهم يحرجون آبائهم وأمهاتهم بالأسئلة وعلى قول أحد العلماء كلمات مثل لماذا؟ كيف؟ بأي شكل؟ لأجل ماذا؟ تخرج كالسيل من أفواه الأطفال ذوي السنين الثالثة والرابعة. السؤالات المتوالية، تجري من أفواههم واحدة بعد الأخرى وكأنها سيل لا انتهاء له.

هؤلاء يشبهون المسافر الذي قد دخل جديداً إلى مدينة مليئة بالعجائب ويحب أن يكسب معلومات عنها ويكتشفها. السؤال من قبل هؤلاء أمر عادي ولا يجب أن نتعجب منه، بل بالعكس أن لم يسأل الطفل منكم ولم تكن لديه أسئلة، فيجب أن تتعجبوا ويجب أن تفهموا ممن يؤخذ جواب أسئلته؟ لأن هذا يعني ان هناك خلل في تفكيره أو ليس لديه الاحساس اللازمة؟

جذور ومنشأ السؤال

جذوره نابعة من الجهل، وبالنتيجة طلب العلم والمعرفة، ولكن وجود الباعث الذي هو التفحص يكون سبباً لأن يريد الطفل المعرفة والعلم عن الأسرار. وكذلك توجد محركات أخرى لهذا العمل مثل مواجهته ورؤيته للأشياء، أعماله اليومية بالوسائل والأدوات المرئيات، الأشياء التي يسمعها، الأشياء التي يلمسها و...

وهذه حقيقة أشار إليها أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: (الناس أعداء ما جهلوا) فيريد أن يعرف ذلك حتى يؤسّر الجهل ويغلبه. حتى أن منعتموه من السؤال، فأنكم غير قادرين على أن تطفئوا نار التفحّص في وجوده، أو تمنعوه عن السؤال إلى الأبد. تسدّون عليه باباً، يفتح لنفسه باباً آخر.

الرشد بالمعنى العام للكلمة يستطيع أن يكون عاملاً وسبباً للسؤال. مثلاً الطفل الذي له سبع سنوات ويصل الى مرحلة التفكير المنطقي، هذا الأمر يسبب في ايجاد الكثير من الاسئلة في ذهن الطفل. وكذلك هناك عوامل وأسباب أخرى تسبب في وجود تساؤلات اخرى مثل التحولات المختلفة التي توجد في الجسم والنفس، مسألة البلوغ والصفات الثانوية لها، مسألة المرض والعوارض الناشئة منه، مشاهدة نوع خاص من العلاقة بين الأب والأم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.