المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

توزيع سكان المدينة في ساعات النهار
9-1-2023
معاني التركيب والبساطة
31-8-2016
الخصومة النيابية والقانونية
8-8-2022
مراحل تغيير الثقافة المؤسسية
1-8-2020
البرامج الإخبارية
10/9/2022
الشليك (الفراولة) فاكهة ام خضر
11-10-2020


مضار وأخطار الشغب لدى الأطفال  
  
1607   10:57 صباحاً   التاريخ: 20/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص269ــ277
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2019 1702
التاريخ: 21-4-2016 2269
التاريخ: 21-4-2016 2576
التاريخ: 11-9-2016 2239

تأتي أعمال الشغب بمضار وأخطار عديدة للأطفال والمحيطين بهم لا يسع مجال البحث تناولها من جميع الأبعاد، إلا أن ما يمكن الاشارة اليه هنا هو: ان الشغب، في حال تجذره في الطفل يخلق له وللمحيطين به مشاكل وصعوبات جمة، وقد يؤدي به الى إلحاق الاذى والضرر بنفسه وتعريض مستقبله الى خطر العجز عن الانسجام والتكيف مع المجتمع في المدى المنظور.

ضرورة الاصلاح

ولهذا فمن الضروري المبادرة الى إصلاح سلوك الطفل باسرع ما يمكن وعدم التهاون في ذلك، لأنه في حال تجذر هذه الحالة فيه واعتياده عليها بمرور الزمن، تواجه عملية إصلاحها صعوبات جمة قد تصل الى حد الاستحالة.

ويمكن تناول هذه الضرورة من جواب عديدة وعلى النحو التالي:

١ -فيما يتعلق بالطفل شخصياً: باعتباره عضواً في المجتمع، ومن حقه ان يتمتع بحياة متوازنة وطبيعية وسعيدة. ومن فوائد الاصلاح التي تعود على الطفل شخصياً عدم تعرضه للعنف من قبل الآخرين في المستقبل بسبب عنفه.

٢ -فيما يتعلق بالوالدين: ان اذى وضرر الاطفال المشاغبين يطال حتى والديهم أيضاً، ولا يمكن لهما ان يعفيا أنفسهما من ذلك، فما أكثر الأباء والأمهات الذين يتعرضون الى الضرر والأذى على يد اطفالهم الجانحين نحو الشغب والعنف.

٣ -فيا يتعلق بالآخرين: قلنا أن وجود المشاغب في محيط ما، يجلب الإزعاج للجميع. فعندما يدخل المشاغب الى المدرسة مثلاً، فإنه لا ينجو من أذاه وشغبه أي زميل من زملائه.

امكانية الاصلاح

اما فيما إذا كان بالإمكان إصلاح هذه الحالة أم لا فالجواب هو:

يمكن إصلاحها الى حدود كبيرة لأنها حالة عرضية، وذلك عن طريق اتباع اسلوب بنّاء وهادىء في التعامل مع الطفل.

الا انه ومع ذلك يجب الأخذ بنظر الاعتبار ان الأطفال ليسوا مادة شمعية او معدنية كي يكونوا قابلين للتغيير مائة بالمائة وفي المقابل فهم ليسوا بالشكل الذي يستعصي سلوكهم على الاصلاح والتقويم.

لقد اثبتت الدراسات العلمية والتجارب اليومية بلوغ نسبة النجاح في عمليات الاصلاح نسبة عالية. ولذا فعلى العوائل التي لديها أطفال يعانون من هذه الحالة ان تطمئن ولاتقلق بهذا الشأن لأن من السهل إصلاحهم.

الا ان ما يبعث على القلق قليلاً هو دخول مثل هؤلاء الاطفال في مرحلة المراهقة قبل ان تزول منهم حالة الشغب، ومع ذلك ينبغي عدم القلق كثيراً حتى في هذه المرحلة، لأن الشغب حالة يمكن مكافحتها وإصلاحها حتى في هذه السن أيضاً.

معرفة الأسباب

في سبيل إصلاح الانحرافات السلوكية لدى الأطفال، خصوصاً الشغب، ينبغي قبل كل شيء الاهتداء الى معرفة السبب أو الاسباب الكامنة وراء ذلك. ينبغي معرفة السبب الذي أدى الى إصابة الطفل بمثل هذه الحالة، اهو المرض؟ أم التربية؟ أم الحرمان؟ أم غير ذلك.

ان معرفة الأسباب تعد بحد ذاتها عوناً ومرشداً في طريق العلاج والاصلاح. وبطبيعة الحال هناك أساليب وطرق للاصلاح تختلف باختلاف الأسباب.

وفي سبيل التعرف على الأسباب، يمكن دراسة ظروف حياة الطفل العائلية والاجتماعية والدراسية وما قد يكون عانى منه من حرمان عاطفي أو امراض وما شابه ومن ثم المبادرة الى علاجه على اساسها.

أسايب الاصلاح

وفيما يرتبط بالأساليب والطرق التي ينبغي اتباعها في سبيل إصلاح مثل هذا الطفل، نشير الى بعض المسائل فيما يأتي، ولا تفوتنا قبل ذلك الاشارة الى ان لكل أب وأم تجارب عملية ناجحة خاصة به في هذا المجال عليه أن يستمر عليها في معالجاته وتعامله مع الأطفال:

١ -التوعية: والمقصود من التوعية هو بيان الصحيح من التصرفات والأفعال. ان من المسلم به أن الطفل يولد جاهلاً بشؤون الحياة واصولها، وواجب تعليمه وتربيته يقع على عاتق الوالدين والمربين والمعلمين. ومن غير ذلك لايمكن توقع الخير والصلاح منه.

٢ -التوجيه: يجب مراقبة سلوك وتصرفات الطفل وتوجيهه وارشاده في الحالات التي يحاول فيها الخروج عن توازنه من خلال التوضيح له مثلاً بان التصرف المعين خطأ وينبغي تجنبه. ولاضير من تكرار الملاحظات وابداء التوجيهات في هذا المجال. ويزداد تأثيرها في حال بناء علاقات عاطفية وحميمة مع الطفل.

٣ -الارشاد الى سبل التحمل: لاتكفي دعوة الطفل الى التحمل وضبط النفس لوحدها، بل يجب إرشاده الى السبل التي تعينه على ذلك، فعلى سبيل المثال يمكن إرشاده الى ضرورة تغيير مكانه، في حال شعوره بالغضب، والانتقال الى مكان آخر أو مضغ شيء من الطعام.

٤ -العلاج الطبي: وفي بعض الحالات يمكن ان تكون الامراض العضوية والنفسية سبباً للجنوح نحو الشغب ومن الضروري هنا المبادرة الى معالجته طبياً بأسرع ما يمكن.

5- توجيه الشغب: واحيانا يمكن توجيه النزوع نحو الشغب باتجاه الألعاب الرياضية والأعمال المفيدة. أن من شأن ذلك ان يهدىء حالته ويصلح سلوكه.

٦- سرد القصص: يمكن توجيه الطفل وإرشاده من خلال سرد القصص المفيدة والبناءة في هذا المجال.

٧ -الوثوق من حب الوالدين: قلنا فيما مر أن من جملة العوامل التي تساهم في إصابة الطفل بالانحراف السلوكي هو شعوره بفقدان عاطفة وحنان الوالدين. لذا فان من شأن ابداء الوالدين لحبهم واهتمامهم بالطفل والتعبير عن ذلك بطرق عملية وملموسة، ان يعيد له الثقة في هذا المجال ويساهم في إصلاحه.

٨ـ التوضيح: يجب توعية الطفل، عند قيامه بعمل غير صحيح، ان ما أقدم عليه هو تصرف خاطىء ومرفوض وينبغي له الامتناع عنه وعدم العودة اليه مرة أخرى.

٩ -الحرية النسبية: ان من المسائل المؤثرة في التربية هو ترك الحرية النسبية للأطفال، وعدم فرض القيود المشددة عليهم.

ان من شأن هذه الحرية النسبية ان تترك أثاراً ايجابية كثيرة على الوضع النفسي والسلوكي للطفل.  

١٠- المواجهة بالمثل: من غير الصحيح مواجهة صخب وعنف الطفل بالمثل لأن ذلك تأثيراً سلبياً على سلوكه، الا انه في بعض الأحيان يكون من الضروي استعمال الشدة والحزم معه خصوصاً في الحالات التي يركب فيها رأسه ويصر على الامعان في الايذاء والصخب.

وبالطبع يجب القيام بذلك باسلوب هادف يرمي إعادته الى رشده وليس الحاق الأذى به. فقد دلت التجارب على نجاح هذه الطريقة بنسب كبيرة.

١١ -التشجيع على اللعب: في بعض الحالات يكتسب تشجيع الأطفال على اللعب أهمية كبيرة في هذا المجال، بشرط وضعهم تحت الرقابة لئلا يسببون الأذى والضرر لأنهم يتعلمون من خلال اللعب دروساً في الانضباط والأخلاق والانسانية وفي أصول المعاشرة والتعايش مع الآخرين.

12 -الفصل عن الآخرين: من الضروري في الحالات التي يمعن فيها الطفل في الأذى والضرر اثناء اللعب ان يبادر الى فصله عن الآخرين، مع توعيته بأسباب ذلك. لقد دلت التجارب على ان أخطر الأطفال يمكن ترويضهم واعادتهم الى رشدهم وإصلاح سلوكهم عن هذا الطريق.

١٣- الإلهاء: يفضل في حالات معينة إلهاء الطفل عن طريق إشغاله ببعض الاعمال والبرامج المسلية من أجل أن لايجد فراغاً يجعله يجنح نحو الصخب والشغب. فالاطفال عادة يمتنعون عن الصخب والضوضاه إذا وجدوا شيئاً يملأون فراغهم بواسطته، ويسعون للتعبير عن شخصياتهم بأشكال أخرى.

١٤ -المقاومة: أحد الاسباب التي تدفع الأطفال نحو ممارسة الشغب والايذاء هو عثورهم على أشخاص ضعفاء لايبدون أية مقاومة أمام الاعتداء. ونعتقد ان من المفيد لمعالجة هذه الحالة تشجيع الأطفال الذين يقع عليهم الاعتداء على ابداء المقاومة والدفاع عن النفس بوجه اعتداءات هؤلاء من اجل ايقافهم عند حدهم. لقد أثبتت التجارب جدوى وفائدة هذه الطريقة.

-طلب الاعتذار: يجب على اولياء الأمور والمربين ان يطلبوا الى الطفل المشاغب الأعتذار الى الطفل الذي تسبب في اذاه. وفي حال امتناعه عن الأعتذار يجب معاقبته بطرده وعدم السماح له بمواصلة اللعب مع الآخرين. ان من شأن الضغط على الطفل واجباره على الاعتذار وإعادة الشيء الذي اخذه عنوة الى صاحبه ان يعيده الى رشده وصوابه.

١٦- التهديد والتحذير: في حال إمعان الطفل في الشغب والايذاء، وعدم جدوى التوجيه والارشاد) يفضل اللجوء معه الى اسلوب التهديد والتحذير وإخباره بالعواقب التي تنتظر إصراره على افعاله، وإعادته الى رشده عن هذا الطريق.

17ـ الضرب: يجب تفهيم الطفل بالقول مثلاً انني لا اسمح لك بضرب أحمد مثلا، كما لا اسمح للآخرين يضربك أنت، وفي حال عدم جدوى وتأثير مثل هذا الأسلوب، يمكن اللجوء الى الضرب من أجل ان يذوق مرارة الايذاء ليرتدع عنه، وبالطبع لابد لأولياء الأمور والمربين الواعين ان لايدعوا الأمور تصل الى هذا الحد.

١٨ -التحويل الى دار التأهيل: يعتقد بعض المربين بوجوب تحويل الطفل الى دار إعادة تأهيل الجانحين في حال عدم جدوى وتأثير الأساليب المذكورة في إصلاح سلوكه، ويقولون ان أخطر الأطفال يمكن إصلاح سلوكهم في هذا المكان.

الا اننا نعتقد ان من الخطأ القيام بذلك وهو ان دل على شيء فانما يدل على امور أخرى، فان من شأن مثل هكذا اجراء ان يترك على الطفل اثاراً عاطفية سلبية تبقى ملازمة له مدى الحياة. ان للاسلام حلوله الخاصة في التعامل مع الابعاد العاطفية لمشاكل الأطفال ويرى انه لابد ان تتم معالجة انحرافات الاطفال وإصلاح سلوكهم على ايدي اولياء الأمور وفي داخل محيط الأسرة.

١٩ -التغيير: لاشك في ان تغيير الأجواء، وتغيير المدرسة، ونقل محل السكن من منطقة الى اخرى، والقيام برحلات ترفيهية الى هنا وهناك، أثاراً ايجابية كبيرة في إصلاح سلوك الطفل.

توصيات:

في سبيل إصلاح ومعالجة الانحرافات السلوكية لدى الاطفال يجب على اولياء الأمور والمربين ان يضعوا نصب أعينهم الملاحظات التالية:

١ -ان من أولى وأهم النقاط في أمر التربية هي معرفة الوالدين للفلسفة التي يريدان أن يبنيا على اساسها مستقبل حياتهما وحياة ابنائهما، وتشخيص الكيفية التي يتطلعان الى ان ينشأوا عليها وما إذا كانا يريدان لهم ان ينشأوا مطيعين او عنودين، هادئين أو غير هادئين، خجولين أو جسورين، خاملين أو نشطين، وغير ذلك . فما لم تشخص هذه المسائل لايمكن ان تكون التربية ناجحة وصحيحة بأي حال من الأحوال.

٢ -ان التحمل يحل بذاته نصف المشاكل؛ لذا لابد من السعي ما أمكن للتعامل مع السلوكيات المنحرفة للأطفال بهدوء وأناة وصبر في سبيل الاصلاح والتقويم.

٣- لايمكن اصلاح انحرافات الأطفال السلوكية من خلال الغضب والصياح، والسبيل العملي والمفيد للتعايش معهم هو الاصلاح عن طريق التوجيه والارشاد تارة، والتهديد والوعيد تارة اخرى، وبتجاهل الأمر حيناً آخر.

٤ -يجب ان يكون التعبير عن مشاعر الحب تجاه الطفل متواصلاً، وان لايقال له أبداً انني لا أحبك لأنك مؤذٍ ومشاغب، وانما يجب ان يقال له انني أحبك كيف ماكنت ولكن ينبغي ان تكف عن الشغب والاذى واذا كففت عن ذلك وعدت هادئاً وديعاً فان محبتك تتضاعف عندي.

٥ -ينبغي ان يعيش الطفل في اجواء هادئة، وبعيدة عن الضوضاء والصياح من أجل ان يتطبع على الهدوء والوداعة في حياته.

أخيراً عند التعامل مع السلوكيات المنحرفة لدى الأطفال من أجل إصلاحهم يجب الأخذ بنظر الاعتبار الأمور التالية:

- تجنب التعذب والايذاء لأن ذلك يزيد من قساوة قلبه.

 -تجنب الضرب المبرح والمتكرر، لأن ذلك يمحو أثر التربية ويدفع الطفل باتجاه الانتقام.

 -تجنب الغضب والصياح، لأن هذه الحالة تدل على الضعف وعدم ضبط النفس، وبالتالي فهي درس خاطىء بالنسبة للطفل.

- تجنب اطلاق الالقاب والأسماء الشريرة على الطفل، لأن ذلك يؤدي الى تثبيت الحالة لديه.

 -تجنب التصعب والتشدد مع الطفل فيما يخص المأكل والملبس والمعاشرة، لأن ذلك يولد لديه الحقد والضغينة.

- وبالتالي تجنب عدم الاكتراث وإهمال تربيته




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.