المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

اليورانيوم
27-5-2018
القرآن والسنة ينظمان التغذية
2023-09-21
كيفية قياس الطاقة
15-9-2016
Circle Notation
30-7-2020
خطاب أبي بكر دراسة وتحليل
22-3-2016
ميعاد زراعة الكتان
2023-06-05


حد وميزان التأديب في تربية الطفل  
  
1071   08:36 صباحاً   التاريخ: 17/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص407 ـ 409
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18/9/2022 1349
التاريخ: 2024-01-03 1163
التاريخ: 2023-03-11 1287
التاريخ: 18-8-2022 1489

توجد توضيحات في الرسائل العملية لمراجع التقليد وكذلك في كتب الروايات عن حدود التأديب ومقداره وتوجد توضيحات عن ذلك في السنة. البحث في كل مكان يدور حول أن التأديب لا يجب أن يسبب ديّة ولا ديناً شرعياً.

لقد جاء في التعاليم الاسلامية أن الضرب لو سبب سواد في الجسم فيجب أن ندفع (6) مثاقيل من الذهب لأجل الدية. وأن سببت ضربتنا زراقاً في جسمه فالدية تكون (3) مثاقيل من الذهب، وان سببت في حمرة الجسم تكون الدية (5 / 1) مثقال شرعي. بل أن ضرب الوالدان والمربّين الطفل ضرباً يوجد ديّة. فيجب أن يدفعوا الديّة الى الطفل أو وليّه أو يطلبوا منه أن يعفوا عنهم.

على هذا الأساس، التأديب الجسمي (الضرب) له حدود في الاسلام ولا يجب أن نرتكب عملاً يسبب في زيادة عقوبتنا وديننا بالنسبة الى ذنب الطفل وجريمته.

الإمام الصادق (عليه السلام)، قال عن حدوده، يجب ان لا يتجاوز عن خمس ضربات أو ستّ، ووصى أيضاً بأن لا يضرب بقوة(1).

يجب أن ننتبه الى هذا الأصل القرآني دائماً وهو جزاء العمل السيء عمل مثله، والعفو والاصلاح أفضل.

أضرار التأديب الشديد

التأديب أن كان شديد وخشن فانه سيترك آثاراً ومضاعفات، وحتى بعض هذا الآثار والعوارض تكون خطيرة في بعض الموارد بعض تلك العوارض والآثار كما يلي:

ـ قطع العلاقات العاطفية بين الطفل والمربّي. التي تسبب في عدم تأثير الجهود والمساعي التي يبذلونها.

- أعطاء الطفل درس الخشونة. الذي هو أيضاً سيتعامل بسببها بالخشونة والقسوة في الحال والمستقبل.

- التمهيد لأجل الاجرام والعدوان... تؤيّد هذه الحالة الاحصائيات والبحوث التي أجريت في هذا المجال.

- انتهاء أثر التأديب وعدم تأثيره في أمر التربية وتبديله بأمر يسبب العقد النفسية.

- بغض الطفل للمربّي والاحساس بأن عمله ظالم.

- بروز حالة (المازوخيسم) (وهي حالة تسبب التلذّذ بضرب وتعذيب الآخرين له)، عند الأفراد الذين لهم أرضية صالحة، وفي بعض الأحيان (السادية) (وهي حب ايذاء الآخرين).

- بروز حالة اللكّنة في الطفل خصوصاً في الموارد التي يكون التأديب فيها شديداً أو في حضور الجمع.

- وجود حالة القلق وهو الاضطراب التي بدوره يسبب أضرار أخلاقية كثيرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ للاطلاع على هذه الروايات راجع وسائل الشيعة، 18، 518. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.