المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



الإمام الباقر ( عليه السّلام ) والنظام الاقتصادي للجماعة الصالحة  
  
1512   07:57 مساءً   التاريخ: 19/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 7، ص180-189
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

للاقتصاد دور كبير في حركة الأمم والجماعات ، من حيث النمو والثبات والتكامل ، ومدّها بالقدرة على مواجهة الصعاب التي تقع في طريق النمو والتكامل ، فهو أحد العوامل الأساسية في بناء الحضارات ورفدها باسس البقاء والاستمرار ، حتى أن الإسلام في جميع مراحله لم يحقق أهدافه القريبة أو البعيدة إلّا بالاستعانة بالاقتصاد ، وبالمال الذي هو العصب الأساسي له .

وأكّد الإمام الباقر ( عليه السّلام ) في توجيهاته وارشاداته للجماعة الصالحة على أهمية المال في نجاح أعمالها ، واستقامة شؤونها ، وقوة كيانها ، فقال ( عليه السّلام ) :

« . . . هي الدنانير والدراهم خواتيم اللّه في أرضه ، جعلها اللّه مصلحة لخلقه ، وبه تستقيم شؤونهم ومطالبهم »[1].

التأكيد على أهمية العامل الاقتصادي

وحثّ الإمام ( عليه السّلام ) على العمل لكسب الرزق ، والاستغناء عن الناس .

حين حثّ على التجارة والزراعة والصناعة وعلى تعلم الحرفة ، وكان ( عليه السّلام ) يعمل بنفسه ويرى انّ في العمل طاعة للّه ، فعن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) أنّه قال :

إنّ محمّد بن المنكدر كان يقول : ما كنت أرى أنّ عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) يدع خلفا أفضل منه ، حتى رأيت ابنه محمد بن عليّ ( عليه السّلام ) فأردت أن أعظه فوعظني ، فقال له أصحابه : بأي شيء وعظك ؟ قال : خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة ، فلقيني أبو جعفر محمد بن عليّ ، وكان رجلا بادنا ثقيلا وهو متكئ على غلامين أسودين أو موليين ، فقلت في نفسي :

سبحان اللّه شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا ، أما واللّه لأعظنه ، فدنوت منه فسلّمت عليه فردّ عليّ بنهر ، وهو يتصبّب عرقا ، فقلت : أصلحك اللّه شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا أرأيت لو جاء أجلك وأنت على هذه الحال ما كنت تصنع ؟

فقال ( عليه السّلام ) : لو جاءني الموت وأنا على هذه الحالة جاءني وأنا في طاعة من طاعة اللّه عز وجل ؛ اكفّ بها نفسي وعيالي عنك وعن النّاس ، وإنما كنت أخاف أن لو جاءني الموت وأنا على معصية من معاصي اللّه .

فقلت : صدقت يرحمك اللّه أردت أن أعظك فوعظتني[2].

وكان ( عليه السّلام ) يستشهد بسيرة آبائه وأجداده للحث على العمل وطلب الرزق ، فقد روى ( عليه السّلام ) : أن رجلا لقي أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) وتحته وسق من نوى ، فقال له : ما هذا يا أبا الحسن تحتك ؟ فقال : مائة عذق ان شاء اللّه ، فغرسه فلم يغادر منه نواة واحدة[3].

وكان ينهى عن الكسل والتقاعس عن العمل ، وقد جعل الكسل عن الآخرة ملازما للكسل عن طلب الدنيا ، فقال : « إنّي لأبغض الرجل - أو أبغض للرجل - أن يكون كسلانا عن أمر دنياه ، ومن كسل عن أمر دنياه ، فهو عن أمر آخرته أكسل »[4].

وبيّن ان الرزق من اللّه تعالى ، وهو الذي حدّد لكل نفس رزقها ، فما على الانسان إلّا السعي لطلبه ، قال ( عليه السّلام ) : « ليس من نفس إلّا وقد فرض اللّه عزّ وجلّ لها رزقا حلالا يأتيها في عافية ، وعرض لها بالحرام من وجه آخر ، فإن هي تناولت شيئا من الحرام قاصّها به من الحلال الذي فرض لها ، وعند اللّه سواهما فضل كثير ، وهو قوله عز وجلّ : وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ[5] . . . »[6].

ونهى عن جمع المال من المكاسب المحرّمة ومنها الغلول ، فقد سأله عمّار بن مروان عنها فقال : « كل شيء غلّ من الإمام فهو سحت ، وأكل مال اليتيم وشبهه سحت ، والسحت أنواع كثيرة : منها أجور الفواجر ، وثمن الخمر والنبيذ ، والمسكر ، والربا بعد البيّنة ، فأمّا الرّشا في الحكم ، فإنّ ذلك الكفر باللّه العظيم وبرسوله »[7].

ونهى ( عليه السّلام ) عن الربّا لأن فيه غصبا لحقوق الآخرين ، وإضعافا لروح الودّ والإخاء ، وأماتة لروح الزهد في الدنيا والاحسان للآخرين ، ولذا اعتبره ( عليه السّلام ) من أخبث المكاسب ، فقال ( عليه السّلام ) : « أخبث المكاسب كسب الرّبا »[8].

ولم يحبّذ لانصاره العمل غير اللائق بهم وان كان حلالا كالعمل في الحجامة[9].

التوازن بين طلب الرزق وطلب المكارم

حثّ الإمام ( عليه السّلام ) على العمل وطلب الرزق كمقدمة للاستغناء عن الناس ، وإشباع النفس والعيال لكي يتفرغوا للهدف الكبير الذي خلقوا من أجله وهو حمل الأمانة الإلهية ، وتبليغها للناس جميعا ، وتقرير أسسها وقواعدها في الواقع ، فقد أراد من أتباعه التطلع إلى أفق أعلى ، وإلى اهتمامات أرفع لتكون القيم المعنوية هي الحاكمة على جميع تصرفاتهم المالية ، ولكي لا ينساقوا وراء الشهوات وينشغلوا باشباعها ، قال ( عليه السّلام ) : « ان أهل التقوى هم الأغنياء ، أغناهم القليل من الدنيا ، فمؤنتهم يسيرة . . . أخّروا شهواتهم ولذاتهم خلفهم »[10].

وبيّن في دعاء له الأهداف المتوخاة من طلب الرزق وحدوده ، والتوازن بينه وبين القيم المعنوية ، ومن دعائه قوله ( عليه السّلام ) : « . . . أسألك اللهمّ الرّفاهية في معيشتي ما أبقيتني ، معيشة أقوى بها على طاعتك ، وأبلغ بها رضوانك ، وأصير بها بمنّك إلى دار الحيوان ، ولا ترزقني رزقا يطغيني ، ولا تبتلني بفقر أشقى به ، مضيّقا عليّ ، أعطني حظا وافرا في آخرتي ، ومعاشا واسعا هنيئا مريئا في دنياي . . . »[11].

وبيّن ( عليه السّلام ) الميزان الاقتصادي والمالي للجماعة الصالحة لتوزن به درجة قربها وبعدها عن العمل للآخرة فقال : « انّا لنحبّ الدنيا ولا نؤتاها ، وهو خير لنا ، وما أوتي عبد منها شيئا إلّا كان أنقص لحظه في الآخرة ، وليس من شيعتنا من له مائة ألف ولا خمسون ألفا ولا أربعون ألفا ، ولو شئت أن أقول ثلاثون ألفا لقلت ، وما جمع رجل قط عشرة آلاف من حلّها »[12].

ودعا ( عليه السّلام ) إلى الاقتصاد في اشباع الرغبات والشهوات لكي لا تصبح هدفا بذاتها ، فقال ( عليه السّلام ) : « إذا شبع البطن طغى »[13].

وقال أيضا : « ما من شيء أبغض إلى اللّه عزّ وجلّ من بطن مملوء »[14].

الموارد المالية للجماعة الصالحة

الأول : الزكاة : الزكاة هي أحد الموارد المالية للجماعة الصالحة ، وهي عبادة اقتصادية أمر اللّه تعالى بها لاشباع الجياع وكسوتهم ورفع المستوى المعاشي للفقراء والمحتاجين ، وايجاد التوازن بين الطبقات لكي لا يحدث تفاوت فاحش بين مستويات الناس الاقتصادية ، ولكي لا تتكدس الأموال عند طبقة معيّنة .

وقد حثّ ( عليه السّلام ) على اعطاء الزكاة ، ومما جاء في ذلك قوله ( عليه السّلام ) : « فرض اللّه الزكاة مع الصلاة »[15].

وبيّن ( عليه السّلام ) الآثار المترتبة على منع الزكاة ومنها منع البركات فقال ( عليه السّلام ) : « وجدنا في كتاب عليّ ( عليه السّلام ) قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : إذا منعت الزكاة منعت الأرض بركاتها »[16].

ومن آثار منعها في الحياة الأخرى هو العذاب الإلهي ، قال ( عليه السّلام ) : « انّ اللّه تبارك وتعالى يبعث يوم القيامة ناسا من قبورهم مشدودة أيديهم إلى أعناقهم لا يستطيعون أن يتناولوا بها قيس أنملة ، معهم ملائكة يعيّرونهم تعييرا شديدا ، يقولون :

هؤلاء الذين منعوا خيرا قليلا من خير كثير ، هؤلاء الذين أعطاهم اللّه ، فمنعوا حقّ اللّه في أموالهم »[17].

الثاني : الخمس : حثّ الإمام ( عليه السّلام ) على اعطاء الخمس لأنّه فريضة ثابتة في الشريعة الإسلامية ، وهي حقّ ثابت فمن لم يعطه فقد أكل حقا ، ومن تصرّف به فقد تصرف بأموال ليست له ، قال ( عليه السّلام ) : « من اشترى شيئا من الخمس لم يعذره اللّه ، اشترى ما لا يحلّ له »[18].

وقال ( عليه السّلام ) : « لا يحلّ لأحد أن يشتري من الخمس شيئا حتّى يصل إلينا حقّنا »[19].

وقد بيّن ( عليه السّلام ) هذا الحق المغتصب وغيره من الحقوق ، وأوضح قاعدة عامة فقال : « ما كان للملوك فهو للإمام »[20].

ومن الموارد المالية الواجبة : الكفّارات ، وهنالك موارد ثانوية غير واجبة كالهدايا والصدقات والانفاق في وجوه الخير .

التكافل داخل الجماعة الصالحة

الجماعة الصالحة لها كيانها المستقل ومواردها المستقلة التي سبق ذكرها ، وانّ انفاق الأموال في مواردها التي وضعها اللّه تعالى تؤدي إلى التكافل داخل الجماعة الصالحة .

فالزكاة تدفع للفقراء والمساكين والعاملين عليها ، وفي عتق الرقاب المؤمنة ، وللمثقلين بالديون ، وابن السبيل وتدفع للمؤلفة قلوبهم للاسلام ولمذهب أهل البيت ( عليهم السّلام ) أو دفع شرّهم ، ولها موارد انفاق تقع تحت عنوان ( في سبيل اللّه ) .

وهي تدفع لهم مباشرة دون إذن الإمام ( عليه السّلام ) كما يفهم من أحاديثه الشريفة[21].

وهي في الأصل تدفع إلى من ينتمي إلى الجماعة الصالحة ، فعن ضريس قال : سأل المدائني أبا جعفر ( عليه السّلام ) قال : ان لنا زكاة نخرجها من أموالنا ، ففيمن نضعها ؟

فقال ( عليه السّلام ) : في أهل ولايتك .

فقال : اني في بلاد ليس فيها أحد من أوليائك .

فقال ( عليه السّلام ) : « ابعث بها إلى بلدهم تدفع إليهم ، ولا تدفعها إلى قوم ان دعوتهم غدا إلى أمرك لم يجيبوك »[22].

وقال ( عليه السّلام ) : « إنّما موضعها أهل الولاية »[23].

وكان يقدّم المهاجرين وأصحاب العقل والفقه على غيرهم ، فحينما سئل ( عليه السّلام ) عن كيفية العطاء فقال ( عليه السّلام ) : « اعطهم على الهجرة في الدين والعقل والفقه »[24].

أما الرقاب وسهم المؤلفة قلوبهم فلا يشترط فيها الانتماء إلى الجماعة الصالحة كما هو المشهور .

والزكاة الواجبة تختص بالمحتاجين وغير القادرين على العمل ، فلا ينبغي إعطاؤها لغيرهم ، قال ( عليه السّلام ) : « ان الصدقة لا تحلّ لمحترف ، ولا لذي مرّة سوي قوي ، فتنزهوا عنها »[25].

وقد حدّد ( عليه السّلام ) أصناف وأوصاف المستحقين فقال : « المحروم : الرجل الذي ليس بعقله بأس ، ولم يبسط له في الرزق وهو محارف »[26].

« الفقير الذي لا يسأل ، والمسكين الذي هو أجهد منه الذي يسأل »[27].

ويجب اعطاء الزكاة مصحوبا بالتكريم ، فعن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السّلام ) : الرجل من أصحابنا يستحي أن يأخذ من الزكاة ، فاعطيه من الزكاة ولا اسمّي له أنّها من الزكاة ؟

فقال ( عليه السّلام ) : « اعطه ولا تسمّ له ولا تذل المؤمن »[28].

والعطاء ينبغي أن يكون إلى حد الإغناء بحيث لا يبقى محتاجا ، قال ( عليه السّلام ) : « إذا أعطيته فأغنه »[29].

أمّا مصرف الخمس فهو عائد للإمام قال ( عليه السّلام ) : « والخمس للّه وللرسول ولنا »[30].

والخمس ملك للإمام ( عليه السّلام ) باعتبار منصبه ، وليست ملكا شخصيا له ، وقد دلت سيرة الإمام الباقر ( عليه السّلام ) وسيرة من سبقه من الأئمة ( عليهم السّلام ) على ذلك ، فكانوا يأخذونه وينفقونه لا على أنفسهم ، حيث كان ما ينفق على أنفسهم وعيالهم شيئا يسيرا ، بالقياس إلى ضخامة الأموال التي تجبى إليهم ، ومع ذلك كان بعضهم محتاجا ، لأنّه كان ملكا للمنصب وليس للشخص .

ومن أجل احياء روح التكافل الاقتصادي والاجتماعي حثّ الإمام ( عليه السّلام ) على الصدقة وهي الزكاة المستحبة فقال : « ان الصدقة لتدفع سبعين بليّة من بلايا الدنيا مع ميتة السوء »[31].

وقال ( عليه السّلام ) : « ان صنائع المعروف تدفع مصارع السوء »[32].

وحث ( عليه السّلام ) على اطعام الطعام وذبح الذبائح واشباع الفقراء والمحتاجين منها فقال : « ان اللّه عز وجلّ يحب اطعام الطعام وإراقة الدماء »[33].

وحث على الجود والسخاء ، والانفاق ، والهدية والقرض ، وانظار المعسر في تسديد دينه ، كما ورد في مختلف كتب الحديث عنه ( عليه السّلام ) .

وكان يتصدق في كل جمعة ويقول : « الصدقة يوم الجمعة تضاعف لفضل يوم الجمعة على غيره من الأيام »[34].

وكان ينفق الأموال على أصحابه ، فقد أمر غلامه بإعطاء الأسود بن كثير سبعمائة درهم ، وقال له : استنفق هذه فإذا فرغت فأعلمني[35].

وعن سلمى مولاته قالت : كان يدخل عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده ، حتى يطعمهم الطعام الطيّب ، ويكسوهم الثياب الحسنة في بعض الأحيان ، ويهب لهم الدراهم ، فأقول له في ذلك ليقلّ منه .

فيقول : يا سلمى ما حسنة الدنيا إلّا صلة الاخوان والمعارف[36].

وجعل ( عليه السّلام ) الانفاق مقياسا للاخوة ، حين قال لجماعة من أصحابه :

يدخل أحدكم يده في كمّ أخيه يأخذ حاجته ؟ فقالوا : لا .

قال ( عليه السّلام ) : ما أنتم بإخوان[37].

ونهى عن السؤال ومع ذلك شجّع على عدم رد السائل فقال : « لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا ، ولو يعلم المعطي ما في العطيّة ما ردّ أحد أحدا »[38].

وجعل التعامل الاقتصادي فيما بين الجماعة الصالحة أو غيرها من الجماعات قائما على أساس قاعدة ( لا ضرر ولا ضرار ) ، التي رواها عن جدّه رسول اللّه[39].

 

[1] أمالي الطوسي : 2 / 123 .

[2] الكافي : 5 / 73 - 74 .

[3] المصدر السابق : 5 / 75 .

[4] المصدر السابق : 5 / 85 .

[5] النساء ( 4 ) : 32 .

[6] الكافي : 5 / 80 .

[7] المصدر السابق : 5 / 126 .

[8] الكافي : 5 / 147 .

[9] المصدر السابق : 5 / 116 .

[10] تحف العقول : 209 .

[11] بحار الأنوار : 94 / 379 ، طبعة ثانية : 97 / 379 .

[12] بحار الأنوار : 69 / 66 ، طبعة ثانية : 72 / 66 .

[13] الكافي : 6 / 270 .

[14] المصدر السابق .

[15] الكافي : 3 / 498 .

[16] الكافي : 3 / 505 .

[17] المصدر السابق : 3 / 506 .

[18] تهذيب الأحكام : 4 / 136 .

[19] الكافي : 1 / 458 .

[20] المصدر السابق : 1 / 458 .

[21] من لا يحضره الفقيه : 2 / 30 .

[22] الكافي : 3 / 555 .

[23] المصدر السابق : 3 / 545 .

[24] الكافي : 3 / 549 .

[25] وسائل الشيعة : 9 / 231 .

[26] الكافي : 3 / 500 .

[27] المصدر السابق : 3 / 502 .

[28] المصدر السابق : 3 / 564 .

[29] الكافي : 3 / 548 .

[30] المصدر السابق : 1 / 539 .

[31] المصدر السابق : 4 / 6 .

[32] المصدر السابق : 4 / 29 .

[33] المصدر السابق : 4 / 51 .

[34] ثواب الأعمال : 168 .

[35] صفة الصفوة : 2 / 112 .

[36] الفصول المهمة : 215 .

[37] مختصر تاريخ دمشق : 23 / 85 .

[38] الكافي : 4 / 20 .

[39] المصدر السابق : 5 / 292 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.