المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

عبادة وكرم الامام الكاظم (عليه السلام)
18-05-2015
كلام الامام زين العابدين (عليه السلام)
11-04-2015
العوامل المؤثرة في نظم الجريان- درجة الانحدار
8/9/2022
Organic Radicals
27-8-2018
احتمال Probability
26-10-2015
قطب الدين محمد بن الحسين بن الحسن الكيدري البيهقي
30-1-2018


محاور الحركة الإصلاحية العامّة للإمام الباقر ( عليه السّلام ): الاصلاح الأخلاقي والاجتماعي  
  
1453   02:59 صباحاً   التاريخ: 14/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 7، ص126-130
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2016 8964
التاريخ: 14-8-2016 4859
التاريخ: 11-8-2016 4655
التاريخ: 15-04-2015 3323

بذل الإمام ( عليه السّلام ) عناية فائقة لإصلاح الاخلاق وتغيير الأوضاع الاجتماعية باتجاه القواعد والموازين والقيم العليا الثابتة في الشريعة الاسلامية ، وكانت مهمته التركيز على اصلاح جميع الوجودات القائمة ، بدء بالمقربين منه ثم الأوساط الاجتماعية ثم المؤسسات الحكومية واتباع الحاكم .

وكان ( عليه السّلام ) يستثمر جميع الفرص المتاحة للإصلاح والتغيير وبناء واقع جديد ، ولهذا تعددت أساليبه الاصلاحية والتغييرية في المجال الأخلاقي والاجتماعي . وإليك بعض نشاطاته في هذا المجال :

1 - الدعوة لتطبيق السنّة النبوية

قام الإمام ( عليه السّلام ) بنشر الأحاديث الشريفة النبوية المرتبطة بالجوانب الأخلاقية والاجتماعية لكي تكون هي الحاكمة على الممارسات السلوكية والعلاقات الاجتماعية ، ولكي تكون نبراسا لإفراد المجتمع بمختلف طبقاتهم في مسيرتهم الانسانية ، تنطلق بهم نحو السمو والتكامل ، والارتقاء للوصول إلى المقامات العالية التي وصل إليها الصالحون والأولياء .

وكان ( عليه السّلام ) - من خلال نشر هذه الأحاديث النبوية - يشير إلى العوامل الأساسية في صلاح الاخلاق والأوضاع الاجتماعية ، وهي صلاح الفقهاء والامراء ، فقد روى ( عليه السّلام ) قول جدّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي ، وإذا فسدا فسدت أمتي . . . الفقهاء والامراء »[1].

ودعا ( عليه السّلام ) إلى اخلاص النصيحة والايثار في الممارسة الاصلاحية على ضوء ما جاء عن جدّه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه »[2].

وأكّد ( عليه السّلام ) على دعوة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى العفّة وتعجيل الخير بقوله :

« ان اللّه يحبّ الحييّ الحليم العفيف المتعفف »[3]. وقوله ( صلّى اللّه عليه واله ) : « ان اللّه يحب من الخير ما يعجّل »[4].

وأكّد ( عليه السّلام ) على الأحاديث الداعية إلى حسن الخلق والكف عن أعراض المؤمنين منها قوله ( عليه السّلام ) : « والذي لا اله إلّا هو ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن ظنّه باللّه ورجائه له ، وحسن خلقه ، والكف عن اغتياب المؤمنين »[5].

وقال ( عليه السّلام ) : « ان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) نهى عن القيل والقال ، وفساد المال ، وكثرة السؤال »[6].

ودعا ( عليه السّلام ) إلى ادخال السرور على المؤمن كما ورد في قول رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « من سرّ مؤمنا فقد سرني ومن سرني فقد سر اللّه »[7].

وحث ( عليه السّلام ) على صلة الرحم بقوله ( صلّى اللّه عليه واله ) : « ان أعجل الخير ثوابا صلة الرحم »[8].

0 وذكر ( عليه السّلام ) عشرات الأحاديث الشريفة التي تدعو إلى مكارم الأخلاق في الصدق والايثار والتعاون والوفاء بالعهد وحسن التعامل مع المسلمين وغيرهم ، إضافة إلى الأحاديث الناهية عن الممارسات السلبية كالكذب والبهتان والتعيير ونقض العهد ، والخيانة والاعتداء على الاعراض والنفوس .

وممّا جاء في ذلك قول رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه معصية »[9].

وقال ( عليه السّلام ) : سئل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) عن خيار العباد ، فقال : « الذين إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساؤا استغفروا ، وإذا أعطوا شكروا وإذا ابتلوا صبروا ، وإذا غضبوا غفروا »[10].

ولم يكتف ( عليه السّلام ) بنشر الأحاديث الشريفة والدعوة إلى تجسيد محتواها في الواقع ، وإنّما قام بأداء دور القدوة في ذلك فكان بنفسه قمة في جميع المكارم والمآثر ، وقد أبرز للمسلمين من خلال سلوكه نموذجا من أرقى نماذج الخلق الاسلامي الرفيع ، فكان ( عليه السّلام ) القمة السامية في الصدق والوفاء بالعهد ، وأداء الأمانة ، وفي التواضع واحترام الآخرين ، والاهتمام بأمور المسلمين ، وقضاء حوائج المحتاجين ، فكانت معالجته للواقع معالجة عملية من خلال سلوكه النموذجي مع مختلف أصناف الناس موالين ، ومخالفين .

2 - الدعوة إلى مكارم الأخلاق

كثّف الإمام ( عليه السّلام ) دعوته إلى اصلاح مكارم الأخلاق لتكون هي العلامة الفارقة لتعامل المسلمين فيما بينهم ، فكان ( عليه السّلام ) يدعو إلى افشاء السلام وهو مظهر من مظاهر روح الإخاء والودّ والمحبة والصفاء في العلاقات الاجتماعية حتى قال ( عليه السّلام ) : « ان اللّه يحب افشاء السلام »[11].

ودعا إلى العفّة واعتبرها أفضل العبادة ، فقال : « أفضل العبادة عفّة البطن والفرج »[12].

ودعا إلى تطهير اللسان وتقييده بقيود شرعية ، لإدامة العلاقات بين الناس ، فقال ( عليه السّلام ) : « قولوا للناس أحسن ما تحبّون أن يقال لكم ، فإنّ اللّه يبغض اللعان السبّاب الطّعّان على المؤمنين ، الفاحش المتفحّش ، السائل الملحف ، ويحبّ الحيي الحليم العفيف المتعفّف »[13].

ووضّح كيفية التعامل مع مختلف طبقات المجتمع فقال : « صانع المنافق بلسانك ، وأخلص مودتك للمؤمن ، وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته »[14].

وبيّن أسس التعامل مع مختلف الأصناف من الناس فقال : « اربع من كنّ فيه بنى اللّه له بيتا في الجنّة ، من آوى اليتيم ، ورحم الضعيف ، وأشفق على والديه ، ورفق بمملوكه »[15].

ودعا ( عليه السّلام ) إلى الارتباط بأهل التقوى وتعميق أواصر العلاقات معهم لما اختصوا به من خصائص تؤثر على المصاحبين لهم تأثيرا إيجابيا لتجسيد المثل والقيم الاسلامية في الواقع ، قال ( عليه السّلام ) : « ان أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة وأكثرهم لك معونة ، إن نسيت ذكروك ، وإن ذكرت أعانوك ، قوّالين بحق اللّه ، قوّامين بأمر اللّه »[16].

ووضّح ( عليه السّلام ) بعض حقوق المؤمن على المؤمن فقال : « إنّ المؤمن أخ المؤمن لا يشتمه ولا يحرمه ولا يسيء به الظن »[17].

وقال ( عليه السّلام ) : « من اغتيب عنده أخوه المؤمن فنصره وأعانه نصره اللّه في الدنيا والآخرة ، ومن لم ينصره ، ولم يدفع عنه وهو يقدر على نصرته وعونه خفضه اللّه في الدنيا والآخرة »[18].

وحذّر من ظلم الآخرين أو الإعانة على ظلمهم فقال : « من أعان على مسلم بشطر كلمة كتب بين عينيه يوم القيامة آيس من رحمة اللّه »[19].

ودعا إلى مقابلة الإساءة والقطيعة بالاحسان والصلة فقال : « ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة : أن تعفو عمّن ظلمك وتصل من قطعك ، وتحلم إذا جهل عليك »[20] .

 

[1] الخصال : 1 / 26 .

[2] الكافي : 2 / 208 .

[3] المصدر السابق : 2 / 112 .

[4] المصدر السابق : 2 / 142 .

[5] المصدر السابق : 2 / 72 .

[6] الكافي : 1 / 60 .

[7] المصدر السابق : 2 / 188 .

[8] المصدر السابق : 2 / 152 .

[9] المحاسن : 102 .

[10] الخصال : 1 / 317 .

[11] تحف العقول : 220 .

[12] المصدر السابق : 217 .

[13] المصدر السابق : 220 .

[14] المصدر السابق : 213 .

[15] الخصال : 1 / 223 .

[16] صفة الصفوة : 2 / 109 .

[17] تحف العقول : 216 .

[18] المحاسن : 103 .

[19] المصدر السابق .

[20] تحف العقول : 214 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.