محاور الحركة الإصلاحية العامّة للإمام الباقر ( عليه السّلام ): الاصلاح الأخلاقي والاجتماعي |
1453
02:59 صباحاً
التاريخ: 14/11/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2016
8964
التاريخ: 14-8-2016
4859
التاريخ: 11-8-2016
4655
التاريخ: 15-04-2015
3323
|
بذل الإمام ( عليه السّلام ) عناية فائقة لإصلاح الاخلاق وتغيير الأوضاع الاجتماعية باتجاه القواعد والموازين والقيم العليا الثابتة في الشريعة الاسلامية ، وكانت مهمته التركيز على اصلاح جميع الوجودات القائمة ، بدء بالمقربين منه ثم الأوساط الاجتماعية ثم المؤسسات الحكومية واتباع الحاكم .
وكان ( عليه السّلام ) يستثمر جميع الفرص المتاحة للإصلاح والتغيير وبناء واقع جديد ، ولهذا تعددت أساليبه الاصلاحية والتغييرية في المجال الأخلاقي والاجتماعي . وإليك بعض نشاطاته في هذا المجال :
1 - الدعوة لتطبيق السنّة النبوية
قام الإمام ( عليه السّلام ) بنشر الأحاديث الشريفة النبوية المرتبطة بالجوانب الأخلاقية والاجتماعية لكي تكون هي الحاكمة على الممارسات السلوكية والعلاقات الاجتماعية ، ولكي تكون نبراسا لإفراد المجتمع بمختلف طبقاتهم في مسيرتهم الانسانية ، تنطلق بهم نحو السمو والتكامل ، والارتقاء للوصول إلى المقامات العالية التي وصل إليها الصالحون والأولياء .
وكان ( عليه السّلام ) - من خلال نشر هذه الأحاديث النبوية - يشير إلى العوامل الأساسية في صلاح الاخلاق والأوضاع الاجتماعية ، وهي صلاح الفقهاء والامراء ، فقد روى ( عليه السّلام ) قول جدّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي ، وإذا فسدا فسدت أمتي . . . الفقهاء والامراء »[1].
ودعا ( عليه السّلام ) إلى اخلاص النصيحة والايثار في الممارسة الاصلاحية على ضوء ما جاء عن جدّه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه »[2].
وأكّد ( عليه السّلام ) على دعوة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى العفّة وتعجيل الخير بقوله :
« ان اللّه يحبّ الحييّ الحليم العفيف المتعفف »[3]. وقوله ( صلّى اللّه عليه واله ) : « ان اللّه يحب من الخير ما يعجّل »[4].
وأكّد ( عليه السّلام ) على الأحاديث الداعية إلى حسن الخلق والكف عن أعراض المؤمنين منها قوله ( عليه السّلام ) : « والذي لا اله إلّا هو ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن ظنّه باللّه ورجائه له ، وحسن خلقه ، والكف عن اغتياب المؤمنين »[5].
وقال ( عليه السّلام ) : « ان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) نهى عن القيل والقال ، وفساد المال ، وكثرة السؤال »[6].
ودعا ( عليه السّلام ) إلى ادخال السرور على المؤمن كما ورد في قول رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « من سرّ مؤمنا فقد سرني ومن سرني فقد سر اللّه »[7].
وحث ( عليه السّلام ) على صلة الرحم بقوله ( صلّى اللّه عليه واله ) : « ان أعجل الخير ثوابا صلة الرحم »[8].
0 وذكر ( عليه السّلام ) عشرات الأحاديث الشريفة التي تدعو إلى مكارم الأخلاق في الصدق والايثار والتعاون والوفاء بالعهد وحسن التعامل مع المسلمين وغيرهم ، إضافة إلى الأحاديث الناهية عن الممارسات السلبية كالكذب والبهتان والتعيير ونقض العهد ، والخيانة والاعتداء على الاعراض والنفوس .
وممّا جاء في ذلك قول رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه معصية »[9].
وقال ( عليه السّلام ) : سئل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) عن خيار العباد ، فقال : « الذين إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساؤا استغفروا ، وإذا أعطوا شكروا وإذا ابتلوا صبروا ، وإذا غضبوا غفروا »[10].
ولم يكتف ( عليه السّلام ) بنشر الأحاديث الشريفة والدعوة إلى تجسيد محتواها في الواقع ، وإنّما قام بأداء دور القدوة في ذلك فكان بنفسه قمة في جميع المكارم والمآثر ، وقد أبرز للمسلمين من خلال سلوكه نموذجا من أرقى نماذج الخلق الاسلامي الرفيع ، فكان ( عليه السّلام ) القمة السامية في الصدق والوفاء بالعهد ، وأداء الأمانة ، وفي التواضع واحترام الآخرين ، والاهتمام بأمور المسلمين ، وقضاء حوائج المحتاجين ، فكانت معالجته للواقع معالجة عملية من خلال سلوكه النموذجي مع مختلف أصناف الناس موالين ، ومخالفين .
2 - الدعوة إلى مكارم الأخلاق
كثّف الإمام ( عليه السّلام ) دعوته إلى اصلاح مكارم الأخلاق لتكون هي العلامة الفارقة لتعامل المسلمين فيما بينهم ، فكان ( عليه السّلام ) يدعو إلى افشاء السلام وهو مظهر من مظاهر روح الإخاء والودّ والمحبة والصفاء في العلاقات الاجتماعية حتى قال ( عليه السّلام ) : « ان اللّه يحب افشاء السلام »[11].
ودعا إلى العفّة واعتبرها أفضل العبادة ، فقال : « أفضل العبادة عفّة البطن والفرج »[12].
ودعا إلى تطهير اللسان وتقييده بقيود شرعية ، لإدامة العلاقات بين الناس ، فقال ( عليه السّلام ) : « قولوا للناس أحسن ما تحبّون أن يقال لكم ، فإنّ اللّه يبغض اللعان السبّاب الطّعّان على المؤمنين ، الفاحش المتفحّش ، السائل الملحف ، ويحبّ الحيي الحليم العفيف المتعفّف »[13].
ووضّح كيفية التعامل مع مختلف طبقات المجتمع فقال : « صانع المنافق بلسانك ، وأخلص مودتك للمؤمن ، وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته »[14].
وبيّن أسس التعامل مع مختلف الأصناف من الناس فقال : « اربع من كنّ فيه بنى اللّه له بيتا في الجنّة ، من آوى اليتيم ، ورحم الضعيف ، وأشفق على والديه ، ورفق بمملوكه »[15].
ودعا ( عليه السّلام ) إلى الارتباط بأهل التقوى وتعميق أواصر العلاقات معهم لما اختصوا به من خصائص تؤثر على المصاحبين لهم تأثيرا إيجابيا لتجسيد المثل والقيم الاسلامية في الواقع ، قال ( عليه السّلام ) : « ان أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة وأكثرهم لك معونة ، إن نسيت ذكروك ، وإن ذكرت أعانوك ، قوّالين بحق اللّه ، قوّامين بأمر اللّه »[16].
ووضّح ( عليه السّلام ) بعض حقوق المؤمن على المؤمن فقال : « إنّ المؤمن أخ المؤمن لا يشتمه ولا يحرمه ولا يسيء به الظن »[17].
وقال ( عليه السّلام ) : « من اغتيب عنده أخوه المؤمن فنصره وأعانه نصره اللّه في الدنيا والآخرة ، ومن لم ينصره ، ولم يدفع عنه وهو يقدر على نصرته وعونه خفضه اللّه في الدنيا والآخرة »[18].
وحذّر من ظلم الآخرين أو الإعانة على ظلمهم فقال : « من أعان على مسلم بشطر كلمة كتب بين عينيه يوم القيامة آيس من رحمة اللّه »[19].
ودعا إلى مقابلة الإساءة والقطيعة بالاحسان والصلة فقال : « ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة : أن تعفو عمّن ظلمك وتصل من قطعك ، وتحلم إذا جهل عليك »[20] .
[1] الخصال : 1 / 26 .
[2] الكافي : 2 / 208 .
[3] المصدر السابق : 2 / 112 .
[4] المصدر السابق : 2 / 142 .
[5] المصدر السابق : 2 / 72 .
[6] الكافي : 1 / 60 .
[7] المصدر السابق : 2 / 188 .
[8] المصدر السابق : 2 / 152 .
[9] المحاسن : 102 .
[10] الخصال : 1 / 317 .
[11] تحف العقول : 220 .
[12] المصدر السابق : 217 .
[13] المصدر السابق : 220 .
[14] المصدر السابق : 213 .
[15] الخصال : 1 / 223 .
[16] صفة الصفوة : 2 / 109 .
[17] تحف العقول : 216 .
[18] المحاسن : 103 .
[19] المصدر السابق .
[20] تحف العقول : 214 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|