أقرأ أيضاً
التاريخ: 18/11/2022
1116
التاريخ: 18-5-2021
1755
التاريخ: 16/11/2022
1188
التاريخ: 15-8-2022
894
|
العمق الجغرافي الاستراتيجي
ان العمق الجغرافي هو احد اهم عناصر قوة الدولة اضافة الى حجمها وشكلها، وصفات مظاهرها التضاريسية والمناخية، وطبيعة حدودها السياسية، ويختلف معیار الحجم او المساحة عن العمق الجغرافي، ولو انهما مترابطان. فهناك دول كبيرة الحجم، ولكنها تفتقر للعمق الجغرافي، بسبب الشكل الجغرافي للدولة. فيزيد طول دولة تشيلي التي تبلغ مساحتها نحو 373,0000 کم۲ على ستة أضعاف عرضها، وبالتالي فهي تفتقر للعمق الجغرافي برغم اتساع مساحتها.
ويصف مصطلح العمق الجغرافي، او كما يوصف عادة بالعمق الاستراتيجي، المنطقة الجغرافية، أو المسافة التي تفصل بين الجيوش المتحاربة. وتفتقر الدول التي تصل مراكزها الحيوية الى حدودها الخارجية، الى العمق الجغرافي. والمراكز الحيوية هي التجمعات السكانية والاقتصادية ذات الأهمية، والتي يؤدي تدميرها الى تعطيل اقتصادها واضعاف قدراتها، وبالتالي هزيمتها. وقديما كانت تلك المسافة تقاس بالكيلومترات، في حين أن التطور الذي حدث على سبل المواصلات، وعلى تكنولوجيا الاسلحة، أوجب على الجيوش قياس مدى عمقها الجغرافي بالوقت المستغرق في قطع المسافات بين الجيوش المتحاربة. وبالطبع فان الزمن المستغرق يصف ضمنا الجهد والتكاليف المبذولة لقطع تلك المسافات. والزمن المستغرق في قطع المسافات يتأثر بطبيعة الارض او صفاتها الجغرافية، وبمدى سهولة الاتصال بين اجزاءها، من حيث توفر شبكات النقل، سواء كانت طرق برية او سكك حديدية.
ويتيح العمق الجغرافي للدول التي تملكه، امكانية المناورة في القتال، واعادة تنظيم القوات، من خلال الانسحاب التكتيكي داخل اراضيها. كما يمكنها، ومن خلال جر القوات المعادية الى السطح الجغرافي الذي يعرفه الجنود ویدرکون خفايه ومميزاته. فقد استدرج الجيش السوفيتي القوات الألمانية في الأراضي الروسية ابان الحرب العالمية الثانية، حيث المواقع والاماكن الجغرافية المألوفة لعناصر الجيش الروسي، وتساعد هذه الاستراتيجية الجيوش المدافعة على استغلال عناصر البيئة الطبيعية والبشرية في اقاليمها الجغرافية، من خلال الحصول على المعونة المادية والمعنوية والبشرية للجيش المدافع على ارضه، وبين سكانه.
كما يتيح العمق الجغرافي للدول انتهاج استراتيجية الدفاع في العمق. والدفاع في العمق استراتيجية تنتهجها الدول ذات المساحات الواسعة والعمق الجغرافي الكبير، من خلال الانسحاب للداخل لامتصاص ضغط القوات المعادية بدلا من مواجهتها بعنف، لمنع تقدمها. فقد أثبتت التجارب ان اتباع الاستراتيجية الاخيرة قد يلحق بالقوات المدافعة خسائر فادحة، يمكن تفاديها اذا تمكن الجيش المدافع من امتصاص قوة الهجوم من خلال الانسحاب داخل اراضيه. فقد انسحب الجيش الروسي امام زخم الهجوم النابليوني عام 1812، للتقليل من حجم الخسائر.
ويتيح العمق الجغرافي الكبير للدول امكانية نقل السكان وترحيلهم بعيدا عن میادین المعارك، وتوطينهم في اماكن بعيده اكثر امنا واستقرار. والدول ذات العمق الجغرافي الكبير لديها الامكانية والقدرة على حماية تجمعاتها السكانية ومراكزها الحيوية التي تكون في الغالب بعيده عن جبهة المعركة بسبب العمق الجغرافي الكبير، وتفتقر الدول الصغيرة الحجم المثل تلك الخاصية، حيث تعني هزيمة قواتها خسارة الحرب برمتها، في حين يعني ذلك بالنسبة للدول الكبيرة الحجم ذات العمق الجغرافي الكبير، خسارة المعركة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|