أقرأ أيضاً
التاريخ: 19/11/2022
977
التاريخ: 15-8-2022
1012
التاريخ: 25-5-2021
2346
التاريخ: 25-5-2021
2534
|
وسائل صنع العمق الجغرافي
تعمل الجيوش في الدول التي تفتقر الى العمق الجغرافي، الى صنع عمق جغرافي لها عن طريق اضافة عوائق وموانع، تقلل من قدرة العدو على الحركة، وتزيد من الزمن المستغرق في قطعه للمسافات اثناء الحرب، ومن تلك العوائق زراعة الألغام المضادة للدبابات والاليات وحركة المشاة، وبناء خطوط التحصينات والخنادق المضادة للحركة. فقد بني الجيش الاسرائيلي خط تحصينات بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس في أعقاب حرب 1967 واحتلاله الصحراء سيناء، كما بنى الجيش نفسه خط تحصينات آلون على الجبهة السورية في هضبة الجولان، وقد زرع الجيش العراقي نحو ربع مليون لغم ارضي على طول الجبهة في حرب الخليج الأخيرة عام ۱۹۹۱، لإعاقة تقدم القوات الأمريكية.
ومن الطرق الأخرى التي تستخدمها الجيوش في زيادة العمق الجغرافي التنفيذي ، تنظيم وتسليع السكان المدنيين على جبهة القتال للمساهمة في اعاقة تقدم القوات المهاجمة. وتقوم اسرائيل بتسليح المستوطنين اليهود في كل المستعمرات التي تقيمها ، وخاصة الحدودية منها ، المساعدة الجيش في الدفاع عنها، وحماية العمق الجغرافي. وتستطيع الجيوش الشعبية المزودة بأسلحة مضادة للدبابات اعاقة تقدم دبابات العدو، بل أحيانا ايقاف هذا التقدم. كما يمكن استخدام الجيوش الشعبية او المليشيات بمساعدة الجيش في صنع العوائق وزرع الألغام في طريق تقدم الجيوش المعادية، وذلك لما يتمتع به مواطنو اي اقليم جغرافي من معرفة تامة بخفايا السطح الجغرافي و مميزاته.
واما الطريقة الثالثة التي قد تستخدمها الجيوش لزيادة مساحة الرقعة الجغرافية لعمقها الاستراتيجي، فهي القيام بهجوم وقائي يسبق قیام العدو بضربته المتوقعة، لإحباط خططه في الهجوم واعاقة تقدمه وحركته، وفي كثير من الحالات شلها. وفي القيام بهذا العمل نقل میدان المعركة الى ارض العدو، وكسب كبير لعمق جغرافي استراتيجي للجيش المهاجم. وعادة ما تركز هجمات الهجوم الوقائي على شبكات النقل والسكك الحديدية، التي من شأنها الحد من حركة العدو. ويطلق على هذا النوع من الهجوم اسم "استباق العمق". وهو غير مبدأ " الدفاع في العمق" الذي اتبعه الروس في حروبهم ضد نابليون و هتلر والتي تحدثنا عنها مسبقا. ولا يفوتنا هنا أن نذكر ان الروس قد انتهجوا استراتيجية الدفاع في العمق ضد المغول والتتار عندما غزو بلادهم في القرن الثالث عشر. فقد هرب الروس الى الغابات الشمالية، وانسحبوا أمام تقدم القوات المغولية الى اقليم نوفوجورد Novogorod حول موسكو، حيث الغابات والمستنقعات التي لا يستطيع المغول السيطرة عليها أو القتال فيها، وهم القادمون من البيئة الصحراوية. وقد تمكن الروس مرة أخرى، ونحو منتصف القرن الخامس عشر، من طرد المغول والتتار واستعادة أراضيهم مرة اخرى انطلاقا من ذلك الاقليم. فاستباق العمق هو کسب عمق جديد من اراضي العدو عن طريق نقل المعركة الى ارض الأعداء، أما الدفاع في العمق فهو انسحاب القوات الى الداخل لكسب الوقت، اعادة التنظيم، وجر الجيوش العادية الى اراضي لا تعرفها، ومن ثم مهاجمتها.
وعلى الرغم من أن الطائرات غالبا ما تستخدم في شن الهجوم الاحباطي او الوقائي، الا ان التكنولوجيا الحديثة اتاحت امام الجيوش فرص استخدام الصواريخ البالستية الموجهة لضرب أهداف في العمق الجغرافي للعدو. ويتم اثناء هذا الهجوم التركيز على شبكات الطرق ووسائل النقل لكسب مزيدا من العمق الجغرافي، وزيادة الزمن الذي قد يستغرقه العدو في الحركة الأمامية. وقد استخدمت الولايات المتحدة في حربها ضد العراق عام ۱۹۹۱، صواريخ توما هوك وصواريخ كروز، التي اطلقت من الجو بواسطة قاذفات بي ۵۲، او بواسطة البوارج الحربية المقاتلة في عرض البحر الاحمر والخليج العربي لهذا الغرض. وقد استهدفت تلك الصواريخ الاهداف العراقية الاستراتيجية، وخاصة تلك التي تتعلق بوسائل الاتصال والحركة والنقل.
ومن سبل زيادة العمق الجغرافي الاستراتيجي نزع سلاح بعض الاقاليم و النطاقات الجغرافية. فتلجأ الدول التي تفتقر الى العمق الجغرافي، ولضمان عدم قيام جاراتها بهجوم مفاجئ عليه، الى الاتفاق مع تلك الدول، وغالبا بعد ان تضع الحرب أوزارها، على نزع سلاح الاقاليم الحدودية. وهذا ما حدث بالنسبة لصحراء سيناء بعد توقيع معاهدة السلام الاسرائيلية - المصرية عام 1979. كما ان من سبل صنع العمق الجغرافي ايجاد نطاقات الحماية الأمنية. ونطاقات الحماية هي عبارة عن أشرطة ضيقة تقام لحماية الدول التي تنشئها. وقد تكون شرعية ومعترف بها دوليا، او من قبل الأمم المتحدة، كنطاق الحماية الذي اقامته اسبانيا حول مستعمرة مليلة في المغرب بعد انسحابها من الريف المراكشي عام 1959، واعترفت به الأمم المتحدة، واما ان تكون نطاقات غير شرعية كالنطاق الذي اقامته اسرائيل في جنوب لبنان كما تضيف التحالفات والتكتلات الدولية العسكرية عمقا جغرافيا استراتيجية للدول التي تفتقر اليه ، من خلال اضافة اراضي الدول المجاورة كعمق جغرافي اضافي لها. فقد اضافت لكسمبورغ على سبيل المثال كل العمق الألماني إلى عمقها الجغرافي الصغير، عندما ابرمت اتفاقية عسكرية مع المانيا في القرن الثامن عشر. ويمكن اعتبار الاراضي العربية في العراق والسعودية عمقا جغرافيا استراتيجيا للاردن وسوريا، بموجب اتفاقية الدفاع العربي المشترك.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|