التركيب العمري والنوعي والمهني:

ويؤثر التركيب العمري للسكان على حجم القوى العاملة وبالتالي حجم الناتج القومي، الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بقوة الدولة. وتبلغ نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنه نحو 50% من سكان دول العالم النامي. وهذه النسبة تعني ارتفاع نسبة الإعالة بين السكان اي ان نسبة 50% يضاف اليهم نسبة من الشيوخ والنساء غير العاملين والعاطلين عن العمل يعتمدون في معاشهم على نسبة ضئيلة من السكان المنتجين، وتنخفض نسبة الإعالة في دول مثل سنغافورة، حيث ترتفع فيها نسبة الشباب المنتجين. ويؤثر التركيب العمري للسكان علی نسبة القادرين على حمل السلاح، ويؤثر ذلك بشكل مباشر على قوة الدولة وتوفر العمالة اللازمة للقوات المسلحة.

واما التركيب النوعي، او الجنسي، فيحدد نسبة الذكور الى الاناث في المجتمع. والواقع أن نسبة الذكور الى الاناث هي نسبة ثابته، حيث يولد في العالم نحو 106 ذكر لكل 100 انثي تقريبا. وتتناقص هذه النسبة مع تقدم المواليد بالعمر، إلى أن تميل النسبة لصالح النساء في مراحل الشيخوخة. ويعود السبب في ذلك الى ان احتمالات تعرض الذكور للوفاة هي دائما اكثر من الاناث، لما تفرضه طبيعة عملهم. وتتزايد نسبة الاناث في المجتمعات حيث تنشب الحروب، ذلك أن الرجال هم الأكثر عرضة للقتل في الحروب، لانهم يشكلون العنصر الأساسي للقوات المسلحة في مختلف الدول. ولذلك فان التركيب النوعي للسكان يؤثر بشكل مباشر على رفد القوات المسلحة بالرجال، ويؤثر ايضا على حجم الإنتاج الاقتصادي.

ويقصد بالتركيب المهني هو نسبة العاملين في قطاع من القطاعات الانتاجية الاقتصادية الزراعية، و الصناعية، والتجارية، والخدمات، وتزداد قوة الدول حيث ترتفع نسبة العاملين بالقطاع الصناعي، وتقل في القطاع الزراعي، ولذلك فان نسبة العاملين في قطاع الزراعة في الدول النامية أكثر منه في الدول المتقدمة. فقد وصلت نسبة العاملين في قطاع الزراعة في القارة الأفريقية في السبعينات من هذا القرن الى نحو 77% من السكان. مما يعني أن ثلثي السكان يمضون وقتهم في انتاج الطعام الذي يأكلون. في حين لا تزيد نسبة المزارعين في الولايات المتحدة عن 4 %من مجموع السكان.