المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



ظاهرة الإعتاق في حياة الإمام زين العابدين ( عليه السّلام )  
  
1496   08:25 مساءً   التاريخ: 29/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص153-155
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

العتق ظاهرة فريدة جاءت بها الشريعة الإسلامية ، وقد اعتنى بها الأئمّة الأطهار اعتناء تاما ، إلّا أنّ تحرير الرقيق يشكل ظاهرة بارزة في حياة الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) بالخصوص بشكل ليس له مثيل في تأريخ الإمامة ، فهو أمر يسترعي الانتباه والملاحظة الفاحصة .

وإذا دقّقنا في الظروف والملابسات التي عاشها الإمام ( عليه السّلام ) وقمنا ببعض المقارنات بين أعماله ( عليه السّلام ) والأحداث التي كانت تجري من حوله والظروف التي اكتنفت عملية الإعتاق الواسعة التي تبنّاها الإمام ( عليه السّلام ) ؛ اتّضحت الصورة الحقيقية لأهدافه ( عليه السّلام ) من ذلك .

فيلاحظ أولا : أنّ أعداد الرقيق والعبيد كانت تتواتر على البلاد الإسلامية ، فكان الموالي في ازدياد بالغ مذهل على أثر توالي الفتوحات .

ثانيا : كان الأمويون ينتهجون سياسة التمييز العنصري ، إذ كانوا يعتبرون الموالي شبه الناس[1].

ثالثا : أنّ الجهاز الحاكم على الدولة الإسلامية ابتداء من الخليفة نفسه ومرورا بالأمراء والوزراء وانتهاء بموظّفي الدولة كانوا لا يمثّلون الإسلام ، وإنّما كانوا بالضدّ والنقيض مع أحكامه وأخلاقه وآدابه وإن كانت تلهج ألسنتهم باسمه وتلعق بشهاداته .

رابعا : أنّ انتشار العبيد والموالي وبالكثرة الكثيرة ومن دون أيّ تحصين أخلاقي أو تربية إسلامية كان يؤدّي إلى شيوع البطالة والفساد ، وهو ما ترمي إليه الدولة الظالمة .

ويلاحظ فيما يتّصل بالإمام ( عليه السّلام ) :

1 - أنّ الإمام ( عليه السّلام ) كان يشتري العبيد والإماء ولكن لا يبقي أحدهم عنده أكثر من سنة واحدة فقط ، وهذا يعني أنّه كان مستغنيا عن خدمتهم ، فكان يعتقهم بحجج متعدّدة وفي مناسبات مختلفة .

2 - أنّ الإمام ( عليه السّلام ) كان يعامل الموالي - لا كعبيد أو إماء - بل يعاملهم معاملة إنسانية مثالية ، ممّا يعزّز في نفوسهم الأخلاق الكريمة ويحبّب إليهم الإسلام وأهل البيت ( عليهم السّلام ) .

3 - أنّ الإمام ( عليه السّلام ) كان يعلّم الرقيق أحكام الدين ويغذّيهم بالمعارف الإسلامية ، بحيث يخرج الواحد من عنده محصّنا بالمعلومات التي تفيده في حياته ويدفع بها الشبهات ولا ينحرف عن الإسلام الصحيح .

4 - كان الإمام ( عليه السّلام ) يزوّد من يعتقه بما يغنيه ، فيدخل المجتمع ليزاول الأعمال الحرّة كأيّ فرد من الامّة ، ولا يكون عالة على المجتمع .

فالإمام ( عليه السّلام ) كان يستهدف إسقاط السياسة التي كان يزاولها الأمويون في معاملتهم للرقيق ، فقد حقّق عمل الإمام ( عليه السّلام ) النتائج التالية :

أ - حرّر مجموعة كبيرة من عباد اللّه وإمائه الذين وقعوا في الأسر ، وتلك حالة استثنائية ، ومع أنّ الإسلام كان قد أقرّها لأمور يعرف بعضها من خلال قراءة التأريخ الإسلامي ، إلّا أنّ الشريعة وضعت طرقا عديدة لتخليص الرقيق وإعطائهم الحرية ، وقد استفاد الإمام ( عليه السّلام ) من كلّ الظروف والمناسبات لتطبيق تلك الطرق ، وتحرير العبيد والإماء ، ففي عمل الإمام ( عليه السّلام ) تطبيق للشريعة الإسلاميّة .

ب - إنّ الرقيق المعتقين يشكّلون جيلا من الطلّاب الذين تربّوا في بيت الإمام ( عليه السّلام ) وعلى يده بأفضل صورة ، وعاشوا معه حياة مفعمة بالحقّ والمعرفة والصدق والإخلاص وبتعاليم الإسلام من عقائد وشرائع وأخلاق كريمة .

فقد كانت جماعة الرقيق تحتفظ بكلّ ذلك في قرارات نفوسهم ، في شعورهم أو لا شعورهم ، وينقلونه إلى الأجيال اللاحقة ، وفي ذلك حفظ للإسلام المحمدي الذي كلّف أهل البيت ( عليهم السّلام ) مسؤولية حفظه وإيصاله إلى الأجيال اللاحقة .

ولا ريب أنّ الإمام ( عليه السّلام ) لو أراد أن يفتح مدرسة لتعليم مجموعة من الناس فلابدّ أنّه كان يواجه منعا من الجهاز الحاكم أو عرقلة لعمله أو رقابة شديدة في أقل تقدير ، بينما كان حرّا في هذا المجال عن طريق توظيف ظاهرة طبيعية وعادية وهي شراء الرقيق وعتقهم في ذلك الظرف الذي كان يستساغ فيه مثل هذا العمل .

ج - لقد استقطب الإمام ( عليه السّلام ) ولاء الأعداد الكبيرة من هؤلاء الموالي المحرّرين ، إذ لا يزال ولاء العتق يربطهم بالإمام ( عليه السّلام ) ولا بعد فيه إذا لاحظنا من يعتق مع من يرتبط به من أعضاء أسرته وعائلته وأقربائه الذين سوف يوجدون ويرتبطون به عاطفيا وعقائديا وسياسيا بشكل طبيعي .

 

[1] مختصر تأريخ دمشق : 17 / 284 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.