أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-04-2015
3576
التاريخ: 11-04-2015
4656
التاريخ: 11-04-2015
3168
التاريخ: 20-10-2015
6135
|
العتق ظاهرة فريدة جاءت بها الشريعة الإسلامية ، وقد اعتنى بها الأئمّة الأطهار اعتناء تاما ، إلّا أنّ تحرير الرقيق يشكل ظاهرة بارزة في حياة الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) بالخصوص بشكل ليس له مثيل في تأريخ الإمامة ، فهو أمر يسترعي الانتباه والملاحظة الفاحصة .
وإذا دقّقنا في الظروف والملابسات التي عاشها الإمام ( عليه السّلام ) وقمنا ببعض المقارنات بين أعماله ( عليه السّلام ) والأحداث التي كانت تجري من حوله والظروف التي اكتنفت عملية الإعتاق الواسعة التي تبنّاها الإمام ( عليه السّلام ) ؛ اتّضحت الصورة الحقيقية لأهدافه ( عليه السّلام ) من ذلك .
فيلاحظ أولا : أنّ أعداد الرقيق والعبيد كانت تتواتر على البلاد الإسلامية ، فكان الموالي في ازدياد بالغ مذهل على أثر توالي الفتوحات .
ثانيا : كان الأمويون ينتهجون سياسة التمييز العنصري ، إذ كانوا يعتبرون الموالي شبه الناس[1].
ثالثا : أنّ الجهاز الحاكم على الدولة الإسلامية ابتداء من الخليفة نفسه ومرورا بالأمراء والوزراء وانتهاء بموظّفي الدولة كانوا لا يمثّلون الإسلام ، وإنّما كانوا بالضدّ والنقيض مع أحكامه وأخلاقه وآدابه وإن كانت تلهج ألسنتهم باسمه وتلعق بشهاداته .
رابعا : أنّ انتشار العبيد والموالي وبالكثرة الكثيرة ومن دون أيّ تحصين أخلاقي أو تربية إسلامية كان يؤدّي إلى شيوع البطالة والفساد ، وهو ما ترمي إليه الدولة الظالمة .
ويلاحظ فيما يتّصل بالإمام ( عليه السّلام ) :
1 - أنّ الإمام ( عليه السّلام ) كان يشتري العبيد والإماء ولكن لا يبقي أحدهم عنده أكثر من سنة واحدة فقط ، وهذا يعني أنّه كان مستغنيا عن خدمتهم ، فكان يعتقهم بحجج متعدّدة وفي مناسبات مختلفة .
2 - أنّ الإمام ( عليه السّلام ) كان يعامل الموالي - لا كعبيد أو إماء - بل يعاملهم معاملة إنسانية مثالية ، ممّا يعزّز في نفوسهم الأخلاق الكريمة ويحبّب إليهم الإسلام وأهل البيت ( عليهم السّلام ) .
3 - أنّ الإمام ( عليه السّلام ) كان يعلّم الرقيق أحكام الدين ويغذّيهم بالمعارف الإسلامية ، بحيث يخرج الواحد من عنده محصّنا بالمعلومات التي تفيده في حياته ويدفع بها الشبهات ولا ينحرف عن الإسلام الصحيح .
4 - كان الإمام ( عليه السّلام ) يزوّد من يعتقه بما يغنيه ، فيدخل المجتمع ليزاول الأعمال الحرّة كأيّ فرد من الامّة ، ولا يكون عالة على المجتمع .
فالإمام ( عليه السّلام ) كان يستهدف إسقاط السياسة التي كان يزاولها الأمويون في معاملتهم للرقيق ، فقد حقّق عمل الإمام ( عليه السّلام ) النتائج التالية :
أ - حرّر مجموعة كبيرة من عباد اللّه وإمائه الذين وقعوا في الأسر ، وتلك حالة استثنائية ، ومع أنّ الإسلام كان قد أقرّها لأمور يعرف بعضها من خلال قراءة التأريخ الإسلامي ، إلّا أنّ الشريعة وضعت طرقا عديدة لتخليص الرقيق وإعطائهم الحرية ، وقد استفاد الإمام ( عليه السّلام ) من كلّ الظروف والمناسبات لتطبيق تلك الطرق ، وتحرير العبيد والإماء ، ففي عمل الإمام ( عليه السّلام ) تطبيق للشريعة الإسلاميّة .
ب - إنّ الرقيق المعتقين يشكّلون جيلا من الطلّاب الذين تربّوا في بيت الإمام ( عليه السّلام ) وعلى يده بأفضل صورة ، وعاشوا معه حياة مفعمة بالحقّ والمعرفة والصدق والإخلاص وبتعاليم الإسلام من عقائد وشرائع وأخلاق كريمة .
فقد كانت جماعة الرقيق تحتفظ بكلّ ذلك في قرارات نفوسهم ، في شعورهم أو لا شعورهم ، وينقلونه إلى الأجيال اللاحقة ، وفي ذلك حفظ للإسلام المحمدي الذي كلّف أهل البيت ( عليهم السّلام ) مسؤولية حفظه وإيصاله إلى الأجيال اللاحقة .
ولا ريب أنّ الإمام ( عليه السّلام ) لو أراد أن يفتح مدرسة لتعليم مجموعة من الناس فلابدّ أنّه كان يواجه منعا من الجهاز الحاكم أو عرقلة لعمله أو رقابة شديدة في أقل تقدير ، بينما كان حرّا في هذا المجال عن طريق توظيف ظاهرة طبيعية وعادية وهي شراء الرقيق وعتقهم في ذلك الظرف الذي كان يستساغ فيه مثل هذا العمل .
ج - لقد استقطب الإمام ( عليه السّلام ) ولاء الأعداد الكبيرة من هؤلاء الموالي المحرّرين ، إذ لا يزال ولاء العتق يربطهم بالإمام ( عليه السّلام ) ولا بعد فيه إذا لاحظنا من يعتق مع من يرتبط به من أعضاء أسرته وعائلته وأقربائه الذين سوف يوجدون ويرتبطون به عاطفيا وعقائديا وسياسيا بشكل طبيعي .
[1] مختصر تأريخ دمشق : 17 / 284 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يجري اختبارات مسابقة حفظ دعاء أهل الثغور
|
|
|