أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016
2046
التاريخ: 28-6-2021
2528
التاريخ: 24-1-2023
1317
التاريخ: 22-10-2019
7521
|
لقد وجه القرآن الكريم أنظار الإنسان إلى ما حوله من كائنات ومخلوقات لأنها تدل على قدرته وعظمته سبحانه وتعالى، ولأن استخلاف الإنسان في الأرض يقتضي أن يتعرف إلى ما يحيط به، وما يتعلق بحياته، وما يحمله من عوالم لكي يتسنى له تسخير ما لديه للقيام بمهمة الاستخلاف.
{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [ق: 6، 7].
{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21].
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190، 191].
وفي العلوم التطبيقية، وما وصلت إليه من اختراعات واكتشافات، مجالات واسعة لاختيار موضوعات لأدب الأطفال، تضيف إليهم بعداً في التفكير، وتحفزهم للعمل والبحث، وتطلق لأخيلتهم العنان لارتياد المستقبل بوعي، وتضعهم في طريق البحث والتفكير العملي المثمر، فضلاً عما تحدثه من عمق في الإيمان بعظمة الخالق (سبحانه وتعالى)، عند التعرف على هذه النواميس الكونية الدقيقة التي تنتظم الخلق والكون كله.
ففي عالم الإنسان، وعالم الحيوان، وعالم النبات. وفي الآلات، والمخترعات مجال لأدب الأطفال.
والأديب يستطيع أن يستفيد من موضوعات العلوم التطبيقية المختلفة، وعلوم الحياة، وأن يعرض صوراً وتجارب ورحلات واستطلاعات واكتشافات بطريقة تناسب مراحل الطفولة، وهناك أمثلة على ذلك مما نشر تحت عنوان: (من أقاصيص الطبيعة) وهي (سلسلة من الكتيبات العلمية أعدت خصيصاً للأطفال ما بين السابعة والثانية عشرة من العمر، وغايتها تقديم المادة العلمية بلغة قصصية شيقة مع الرسوم الملونة الجميلة)(1).
وتتناول هذه السلسلة علوم الحياة، والعلوم الطبيعية العامة؛ يتعلم منها الطفل بكل يسر خصائص صنوف من الحيوان والنبات وغير ذلك مما هو مسخر للبشر من طاقات الطبيعة وفوائدها جميعاً للإنسان. وتحرص هذه السلسلة على إغناء لغة الطفل بحيث يكتسب من هذه السلسلة أكثر من الفي كلمة جديدة تعبر عن خمسمائة فكرة أو مفهوم على الأقل(2).
ومثل هذه الموضوعات تحتاج من الأديب إلى أمرين:
1ـ فهم الموضوع الذي سيكتب عنه للأطفال، والإحاطة به من الناحية العلمية الاختصاصية بشكل يسمح له بالتصرف في عرض المعلومات واختيار المناسب منها بشكل يتلاءم مع السن والمرحلة والهدف.
2ـ القدرة على اختيار الأسلوب السهل الواضح، والمفردات العلمية المناسبة، والطريقة التي تجعل الموضوع مشوقاً مستساغاً مفهوماً من الطفل.
وكل ما يتعلق بعالم الحيوان والنبات، ومظاهر الحياة والبيئة ينضوي تحت هذا القسم ويخدم الأهداف المحددة لأدب الأطفال، كما يمكن - في هذا القسم - استخدام الخيال العلمي للوصول إلى المطلوب(3).
وفي مثل هذه الموضوعات فائدتان أساسيتان:
الأولى: زيادة خبرة الطفل العلمية، وزيادة ثروته من المعرفة لمختلف العلوم، مع بذر بذور الملاحظة والتجربة والبحث والتنقيب والاستنتاج لدى الطفل.
والثانية: تعميق إيمانه، وزيادة وعيه، وربط هذا الإيمان بالمظاهر التي ترسخ هذا الاعتقاد، وتزيده وعياً وثباتاً، لا سيما إذا أحسن الأديب - بطريقة غير مباشرة - الربط بين هذه العلوم والخلاًق العظيم، وتفسير هذه النواميس الدقيقة التفسير الإسلامي الصحيح، والإشارة إلى علاقة الإنسان بالكون، وأن من تكريم الخالق (عز وجل)، له استخلافه في الأرض، وتسخير هذه المخلوقات له، ومنحه القدرة على فهم هذه النواميس واستخدامها.. إلخ.
وهي مهمة تحتاج إلى قدرة من الوعي والإبداع، ولكنها ستعطى أعظم النتائج التربوية في عالم الأطفال، إضافة إلى الفوائد الأخرى كزيادة الثروة اللغوية وغيرها من الفوائد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ من مقدمة هذه السلسلة، انظر مثلاً (حكاية نحلة)، دار دلفين للنشر ط2 / 1982م، بإشراف الدكتور/ محمد هيثم الخياط. وهو أستاذ جامعي مختص.
2ـ المصدر السابق، وتضم السلسلة المؤلفة من (16)، قصة ما يلي: (حكاية نحلة، قطرة الماء، أقصوصة التفاح، ناسجة الحرير، الزهرة الغريبة، أسرار الطاقة، الدولاب العجوز، بكرة الخيوط، الخضروات، حوار النار، البيضة المسروقة، النجم السعيد، حكم المباراة، النملة المنقذة، موسم الحصاد)، وهذه المحاولة الناجحة صورة عملية لعرض مختلف الموضوعات العلمية بطريقة أدبية مفيدة وهادفة.
3ـ للمؤلف محاولة في هذا الباب تحت عنوان (المعمل العجيب)، براعم الإيمان العدد ١٦٠ / شوال 1408هـ، (يونيو)، حزيران 1988م.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|