المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

k-Tuple Conjecture
6-9-2020
الامام الحسن ( عليه السّلام ) في عهد أبي بكر وعمر
5-6-2022
Comonotone Approximation
17-11-2021
STANDARD: situation-complication-solution
2024-09-06
«ينتقل جيلًا بعد جيل وكأنه إرث»
2023-09-11
adjacency pair
2023-07-15


اهداف ادب الطفل / الأهداف الاعتقادية  
  
1831   03:16 مساءً   التاريخ: 10/10/2022
المؤلف : محمد حسن بريغش
الكتاب أو المصدر : أدب الأطفال أهدافه وسماته
الجزء والصفحة : ص114 ـ 129
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-6-2021 2555
التاريخ: 19-6-2016 2622
التاريخ: 18-1-2016 3854
التاريخ: 6/9/2022 5246

كل عمل من أعمال الإنسان مرتبط بما يؤمن به ويعتقده، أياً كانت طبيعة الاعتقاد ونوع الإيمان. فسواء أكانت عقيدة أرضية وثنية، خرافية أسطورية، أم كانت عقيدة ربانية إلهية موحدة.

وكل المذاهب الأدبية، والمدارس الفنية، والاتجاهات الفكرية تستند إلى عقيدة من العقائد. وفي الغرب لا يتوارى الناس في هذا، بل يصرحون بما يعتقدون، ويتناولون كل الأمور بحرية وصراحة ووضوح، يقولون عن الدين ما يريدون، ويتحدثون عن النشاطات الفكرية والأدبية بما يعتقدون.

أما عند المسلمين فالأمر يختلف، يأخذون من نتاج الغربيين، ويقتدون بمذاهبهم الأدبية، ويتبنون مدارسهم الفنية، بل والفكرية أحياناً، ويدعون أن ذلك بعيد عن المعتقدات والدين، والشرع الذي يؤمنون به، وأن الذي يأخذونه لا يتعارض مع دينهم وعقيدتهم!!.

وقد يكون بعض الناس يجهلون الحقيقة، لأنهم يجهلون دينهم حقاً وهم يظنون أنهم يعرفونه. ويجهلون أنه منهج حياة، ويظنون أنه صورة من صور الأديان التي عرفها الغرب ونبذها وثار عليها والتي مثلت بالكنيسة، أو اليهودية المحرفة التي تحكم العالم من وراء ستار.

ولذلك يردّدون مقولات الغربيين عامة - والفلاسفة والمفكرين خاصة - عن الدين، ويرون أنه علاقة بين العبد وربه، علاقة خاصة يحكم أموراً روحية لا علاقة لها بالحياة والنشاط البشري.

ويعجبون حين يتحدث الناس عن رأي الإسلام في الأدب، والتربية والاقتصاد والفنون والسياسة، وعلاقة الأمم ببعضها. نعم الجهل بحقيقة الإسلام يحمل بعض الناس على كل هذه المواقف، لأن معرفتهم بالإسلام معرفة تقليد. ودراستهم له تعتمد على دراسة ما كتبه المستشرقون والفلاسفة عنه.

ثم قد تأخذهم العزة بالإثم، أو العصبية للألقاب الكبيرة، فيرفضون أن يعودوا لدراسة الإسلام من جديد. لأن هذا - في اعتقادهم - شأن الطلبة الصغار، أما هم فقد حازوا على الألقاب العلمية التي تعني أنهم عرفوا الحق، واستحوذوا على الفكر، وتملكوا ناصية العلم والمعرفة. ولا غرابة أن يمضي أحدهم سنوات عديدة ليترجم كتاباً عن الطفولة لأحد الفلاسفة أو علماء النفس الغربيين، ويأبى أن يعود إلى تراثه الذي كتب بلغته ليقرأ ما كتبه العلماء عن الأطفال، لأن ذاك يمثل - في رأيه - التقدم والفكر، والعلم. وهذا يمثل الكتب الصفراء، والأفكار الرجعية والنظرات الضيقة القديمة.

وهناك فئة لا تجهل الحقيقة، بل اتخذت من فلسفات الغرب مذهباً وعقيدة! تصرح بذلك حيناً، وتتوارى خلف العناوين واللافتات البراقة حيناً آخر. ولكنها لا توفر الفرصة - حين تتهيأ لها - للنيل من الدين، وبطرق شتى، تلصق به كل صفات التأخر، والجمود والعصبية، و... وشتى النعوت المنقصة منه.

من هذا نرى أن كل نشاط بشري، فكري أو فني، أو علمي أو عملي يستند إلى عقيدة ما. ولذلك وجب علينا أن نحدد هدفنا بوضوح من أدب الطفل، لأهميته، ولخطورة النتائج المترتبة عليه.

ولأننا لا نريد أن يكون الطفل - أي طفل - تتوزعه شتى الاتجاهات والولاءات والمشاعر، حتى يغدو سبباً في جهل الأمة أو خراب مستقبلها، لا قدر الله.

بل نريده طفلاً مسلماً، أي طفلاً متحرراً من كل القيود الأرضية التي تحد من نموه وانطلاقه، وتحد من إبداعه ونشاطه.

نريده طفلاً مسلماً واسع النظرة، واضح الأهداف، يعرف سبيله الممتد منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم وحتى يعود الناس إلى رب العباد.

نريده طفلاً يجوب الكون بنظرته، طموحاً، متوازناً، يرتاد الآفاق بثقة وطموح وطمأنينة.

ولذلك لا بد من توضيح الهدف العقدي في أدب الأطفال.

ولا يعني ذلك تحويل الأدب إلى درس من دروس العقيدة، وإنما يعني وضوح الهدف عند الأديب لكي تصب الصور الأدبية المختلفة، في نقطة بعيدة. أو تتصل بمنبع التوحيد الذي يحرر الطفل من كل العبوديات ويربطه بالخالق عن طريق التفكير الحر المبدع، التفكير الذي يسمع همسات الكون، وحفيف الأشجار، ووشوشات الضياء وهي تسبّح للخالق الواحد عز وجل.

والأمر ليس للمسلمين خيار فيه، لأنه تكليف من الله (عز وجل)، ومسؤولية أمام رب العالمين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]، وهل ينفع شيء مع الشرك أو فساد العقيدة؟

يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه)(1)، ويقول أيضاً: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)(2).

ولبناء العقيدة في نفس الطفل عدة أركان وهي:

1ـ تلقين الطفل كلمة التوحيد:

ولهذا أثره النفسي العميق عند الطفل في سنواته الأولى، والأبحاث الحديثة دلت على ذلك، مما دعا بعض علماء التربية والنفس الغربيين للبدء في تعليم الأطفال منذ ولادتهم(3)، وتلقين الطفل كلمة التوحيد منذ الولادة من سنن الإسلام. فلقد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله)، (قد أذن في أذن الحسن بن علي اليمنى يوم ولد، وأقام في اليسرى)(4)، ويقول (صلى الله عليه وآله): (افتحوا على صبيانكم أول كلمة لا إله إلا الله، ولقنوهم عند الموت لا إله إلا الله)(5).

وروى عبد الرزاق: أنهم كانوا يستحبون أول ما يفصح أن يعلموه لا إله إلا الله سبع مرات فيكون ذلك أول ما يتكلم به.

وعلى الأدب الإسلامي الاستفادة من هذا في تقديم ما يناسب الطفل في صورة من الصور الأدبية، وفي كل جنس من الأجناس الأدبية المختلفة. فالعقيدة وتوضيحها، وترسيخها بالطريقة المناسبة من أهم الأهداف التي ينبغي أن تكون واضحة لدى الأديب المسلم فيما يكتبه للطفل المسلم.

2ـ ترسيخ حب الله تعالى في نفس الطفل:

وهذا الهدف مكمل وتابع للهدف الأول، ولكنه أيضاً ضروري لأنه يؤثر في توجيه عواطف الطفل وتكوين مشاعره ووجدانه. وللوصول إلى هذا الهدف نحتاج إلى بعض السلوك العملي من المربين إضافة لما يقدمه الأدب، ويحتاج إلى دربة طويلة وعناية فائقة من المهتمين بالطفل، لكي يتفتح وعي الطفل شيئاً فشيئاً وهو يرى ويسمع ويحس برعاية الله (عز وجل)، للخلق عامة - ولهذا الطفل خاصة - ومن خلال الحكاية والقصة والنشيد والحوارية والمقالة والعرض الأدبي للموضوعات العلمية التطبيقية. من خلال ذلك يمكن للأديب أن يسهم في تحقيق هذا الهدف، ويدفع الطفل للربط بين نعم الله (عز وجل)، وآلائه الكثيرة، وبين الخالق القدير الرحيم. إنه يستطيع أن يفتح للطفل النوافذ شيئاً فشيئاً ليرى أن الخير كل الخير من الله رب العالمين، وأن الإنسان مخلوق عاجز ضعيف أمام الله، وبغير هذه النعم وهذه الآلاء لا يستطيع أن يفعل شيئاً، وإن أبسط الأشياء وأكبرها تساعد الأديب على مثل هذا. وإن كل ما يألفه الطفل يمكن أن يتحول بأسلوب الأديب وإبداعه إلى نشيد جميل يفتح له مثل هذه النوافذ، أو إلى قصة تساعد على ترسيخ محبة الله (عز وجل)، وغرسها في أعماقه، ومزجها بكل كيانه ووجدانه، وإن عمل الأديب لربط الطفل بكتاب الله (عز وجل)، بقراءته، وشرحه، وعرض صور مما فيه، وتبسيط هذه الصور، والقصص والعبر والأحكام للطفل، إن كل ذلك يسهم في تحقيق هذا الهدف أيضاً.

وفي عرض قصص الأنبياء كما وردت في كتاب الله، وسرد حكايات الأبرار والصالحين على مسامع الأطفال، وربط هذه الحكايات وما تؤدي إليه من نجاح أو فشل، وما تحمله من شفافية وجمال وعبر بالرب الرحيم تزيد من جلاء هذا الهدف. وإن شرح نواميس الكون التي تجري مقادير الأمور على سننها، وينشط الإنسان ويسعى في إطارها، إن كل ذلك سوف يزيد من حب الطفل لربه الذي أبدع هذا الكون ورعاه بحكمته وقدرته ورحمته.

إن كل هذه الأمور حين يتناولها الأدب بصورة مناسبة، يرسخ في أعماق الطفل ذلك الوجدان الحي الذي ينبض بحب الخالق العظيم، لأن الدين وجدان وعمل، قبل أن يكون مناسك وشعائر.

3ـ ترسيخ حب النبي (صلى الله عليه وآله):

وهذا أمر يستتبع ما سبق، لأن معرفة الطفل لربه يعني تصديقه وطاعته، ومن ذلك إيمانه برسالة النبي الخاتم، وبشريعته العظيمة، فضلا عن محبته، وطاعته، والاقتداء به في كل شؤون الحياة لأنه المنار الأعلى الذي اختاره الله للبشرية، والقدوة المثلى الذي تجلت به هذه الرسالة الإنسانية. وحين يتحقق حب النبي (صلى الله عليه وآله)، يصبح الاقتداء أمراً سهلاً.

وفي عرض السيرة العطرة بصدقها، وواقعيتها، وحيويتها سوف يغرس في نفس الأطفال تلك المحبة.

ولكن هذا العرض يحتاج إلى الطريقة المناسبة للطفل، والأسلوب المشوق الذي يفتح لديه القلب والعقل معاً، بعيداً عن السرد التاريخي البارد، أو الرواية التي لا تصلح إلا لدارسي التاريخ. وكذلك فإن عرض أحاديثه  وسنته وأعماله بالتصوير الموحي، والأسلوب الواضح سيسهم في غرس الإكبار والمحبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، في نفس الطفل.

وإن ذلك كله يحتاج إلى المقدرة الحقيقية في عرض ذلك بأسلوب يتلاءم مع قدرات الطفل، ويثير اهتمامه وشوقه، ويدفعه إلى مزيد من القراءة والاطلاع.

4ـ تعليم الطفل القرآن الكريم:

وإنه لأمر مهم أن يتعلم الطفل القرآن الكريم: قراءة وفهماً منذ السنوات المبكرة، وإنه لأمر ميسور، أثبتته التجربة والواقع، وفي ذلك تتحقق أهداف كثيرة، وتزداد خبرة الطفل، وتنمو مهارته ومواهبه وترق مشاعره، وتصفو نفسه، ويكتسب ذلك الحس الجمالي الصافي فيتذوق الكلمة الجميلة، ويستعذب الصورة الطيبة، ويتمثل المعنى اللطيف، ويتقبل الأمر الخير، وينفر من القبح والشر، ويأبى الفساد، ويعاف المنكر.

والصور كثيرة لتحقيق هذا الهدف، وأدب الطفل يملك أن يختار طرقاً كثيرة لجعل القرآن الكريم من أهم فقراته وألوانه، ليكون مناراً لوعي الطفل، وروحاً لحياته.

وإنه من المعلوم أن أعداء الإسلام يحاولون بشتى السبل إبعاد الطفل والناشئ عن كتاب الله (عز وجل)، بدعاوى وحجج كثيرة، منها: الصعوبة في الحفظ، أو الصعوبة في الفهم، ومنها الحذر من وقوع الطفل تحت تأثير الصور المخيفة والصور المرعبة...إلخ.

وإن الواقع يكذب هذه الدعاوى، فأطفال المسلمين يحفظون كتاب الله ويتقنون تلاوته منذ نزوله، ويتعرفون على معانيه في سني الطفولة المبكرة ويزيدهم هذا وعياً، ونضرة، ونضجاً، بل يدفعهم ذلك إلى آفاق من المعرفة، ورحاب الإيمان الذي لا يعرفه غيرهم.

بل إن كثيراً من غير المسلمين استفادوا من حفظ الآيات القرآنية مثل الشاعر بشارة الخوري، وبدوي الجبل.

وكذلك تكذبهم الصور الكثيرة التي عرفها أدب الطفل في أوروبا التي حفلت بالقصص، والحكايات الخيالية، والمغامرات المخيفة.. والنصوص الصعبة، ومع ذلك لم تظهر مخاوف هؤلاء من ذلك الخيال المرعب، ولم يروا في ذلك خطراً على الأطفال ومستقبل الأطفال.

ولقد فطن أجدادنا إلى أهمية القرآن الكريم بالنسبة للطفل، لذلك جعلوه نقطة البداية وأساس التعليم في مختلف البلدان الإسلامية(6)، لأن ذلك سيؤدي إلى رسوخ الإيمان، ونضوج الوعي، وتقويم اللسان، وتهذيب النفس، وتربية الروح والوجدان. ولقد كان أهل المغرب يقتصرون على تعليم أطفالهم القرآن الكريم ويدارسونهم كتاب الله، ويعلمونهم رسمه وقراءاته المختلفة، ولا يخلطون أثناء ذلك بين تعليم القرآن والحديث أو غير ذلك، فإذا حذق الطفل تعلم القرآن بدؤوا بغيره.

وكان أهل الأندلس والعراق يعلمون أطفالهم القرآن الكريم، مع تعليم الأساسيات من علوم الدين الأخرى.

ويعكس منهج القابسي صورة واضحة عند الشعوب الإسلامية في القرن الرابع الهجري وما بعده لمرحلة تعليم الصبية، والذي ينقسم إلى قسمين:

1ـ المنهج الإجباري، ومن مقرراته: القرآن الكريم، والصلاة والدعاء، وبعض النحو والعربية والقراءة والكتابة.

2ـ المنهج الاختياري، ومن مقرراته: الحساب، والعربية والشعر وأخبار العرب.

والربط في هذا المنهج بين تعليم القرآن الكريم والصلاة والدعاء أمر مهم؛ لأنه ربط بين الفكر والوجدان والنزوع، وبين الاعتقاد والعمل والتطبيق(7).

ولقد كان منهاج الدراسة في عهد الراشدين يضم القرآن الكريم ومبادئ الدين الحنيف، والقراءة والكتابة والشعر. ثم بعض الأمور التي يحتاجها الطفل في حياته، مع الحرص على التدرج وتجنب ما ينفره من التعليم(8).

وكان ابن سينا يرى ضرورة البدء بتعليم القرآن بمجرد تهيؤ الطفل للتلقين عقلياً وجسمياً، مع تعلم حروف الهجاء، ثم رواية الشعر.

وأما الغزالي فيرى أن تقوم تربية الطفل على دراسة القرآن الكريم، والأحاديث الشريفة، والأخبار، وحفظ الشعر(9).

لقد ربى كتاب الله جيلاً يندر أن يجود الزمان بمثله، هو جيل الصحابة، وأخرج أمة من العدم لتكون خير أمة أخرجت للناس، فكيف لا يكون الهدف الأسمى، والمعين الأنقى للأدب الإسلامي؟، وللأديب أن يجرب ويبحث عن الأساليب التي تتناسب مع أعمار الأطفال لكي يصل بينهم وبين كتاب الله (عز وجل)، ولكي يفتح لهم منافذ الفهم، والوعي، ويكشف لهم أسرار الجمال والإبداع في كتاب الله (عز وجل)، ويضع أمامهم صوراً حية رائعة من كتاب الله.

وإذا كانت القصة - على سبيل المثال - من الألوان الأدبية المحببة للأطفال، فإن في كتاب الله (عز وجل)، أروع الصور، وأجمل القصص، وأبلغ الأحداث، وهو يمد الأدب الإسلامي للكبار والصغار بمصدر عظيم ثري للقصص المتنوع، والموضوعات المختلفة، وهذه القصص يظل الهدف فيها واضحاً، وتكون الأحداث حية متحركة مثيرة، وتبدو الحركة ذات أبعاد كثيرة.

ونذكر على سبيل المثال بعض هذه القصص:

(قصة آدم مع إبليس).

(قصة موسى ـ عليه السلام ـ مع اليهود).

(قصة داود ـ عليه السلام ـ وطالوت وجالوت).

(قصة إبراهيم وابنه إسماعيل ـ عليهما السلام ـ).

(قصة موسى ـ عليه السلام ـ وفرعون، وقصة أم موسى مع امرأة فرعون ومع موسى).

(قصة سليمان وداود ـ عليهما السلام ـ).

(قصة أيوب، وشعيب، وزكريا، ولوط.. ـ عليهم السلام ـ).

(قصة يوسف ـ عليه السلام ـ وإخوته).

(قصة زكريا ويحيى، وقصة زكريا ومريم).

(قصة عيسى ومريم ـ عليهما السلام ـ).

(قصة لقمان ـ عليه السلام ـ).

(قصة صاحب الجنتين).

(قصة أصحاب الفيل).

وقصص أخرى قصيرة وطويلة ذات ألوان وأشكال متنوعة، تعرض نماذج مختلفة من البشر، وتجارب عديدة من تجارب الإنسانية، وكلها تساعد الطفل المسلم على تعلم كتاب الله (عز وجل)، وتغرس في أعماقه روحانية هذا الكتاب الكريم، وترسخ لديه معاني الإيمان الواعي.

5ـ تنمية قدرات الطفل وتفتيح وعيه لثباته على العقيدة واستعداده للتضحية من أجلها:

وتحقيق هذا الهدف من الأمور المهمة ليغدو أمر العقيدة فوق المنفعة والمصلحة وأعمق من شتى العواطف والوشائج والمنافع.

والأدب الإسلامي يسهم في ذلك بالقصة، والعرض المؤثر، وبتصوير الحياة الإسلامية العملية التي يحتاجها الطفل في حياته. ومصادر هذا كثيرة جداً، من كتاب الله وسنة رسوله، ومن السيرة والتاريخ، والتجربة العملية، والوقائع اليومية.

وإن الأديب الذي يستشعر أهمية المسؤولية وعظم الأمانة الملقاة على عاتقه في هذا يسلك السبل، ويبحث عن الوسائل التي تحقق له هذه الأهداف، لأنه يدرك أن ذلك سيصب في الطريق لتربية الطفولة الإسلامية، على هدى من الله وبصيرة. وهل أهم من ذلك من غايات جلى؟(10).

6ـ ومن الأمور الملحقة بالهدف العقيدي، بيان حقيقة الإنسان ومكانته في هذا الكون، وعلاقته بربه، وعلاقته بالكون من حوله وعلاقته بأخيه الإنسان:

لأن توضيح ذلك للطفل سينعكس على تفكيره، وسلوكه ونشاطه.... حتى لا تؤثر عليه الفلسفات الأخرى فتخدعه وترديه، وتبعده عن طريق الإسلام، فتجعل منه مخلوقاً آلياً، عبداً للمادة، وتطورات المادة في صورها المختلفة..

ومهم أيضاً أن يعلم حقيقة العبودية.. وأنها مكانة عظيمة يرقى إليها الإنسان بالطاعة، فالعبودية لله (عز وجل)، خضوع والتزام بما أمر به الله (عز وجل)، وهي في ذات الوقت سمو، لأنها نسبة إلى الخالق العظيم القدير، وارتقاء فوق الضرورات والماديات والجواذب والموانع المختلفة للارتباط برب السماوات والأرض، وهي أيضاً تكريم، لأنها تطهر الإنسان من الأدران، والأوشاب، وتزينه بالعقل والتفكير والإرادة، وتسخر له الجمادات والحيوانات، ليعيش خليفة في الأرض أميناً على شرع الله، ومسؤولاً عن سيرورة الحياة على سنن الله الأزلية.

إن مثل هذه الخطوط التي نوضحها للطفل، تجعل منه إنساناً قوياً رحيماً، حر الإرادة والتفكير، متواضعاً، شجاعاً مغواراً مطمئناً، لا تأسره الأنانية أو العواطف الخاصة ولا تمنعه من رؤية العلاقات والاجتماعات رؤية عملية متواشجة، ولا يقع في حمأة المطالب والشهوات التي لا تشبع، وينسى الواجب والآخرين. فهو طفل يعلم أنه في مجموع، وصغير يدرك أنه سيكبر، يلعب ولكنه أيضاً يتعاطف مع غيره. يطلب ولكنه لا ينسى أن ذلك مرهون برضى الآخرين ومحبتهم، فهو متوازن، ينشأ بلا اندفاعات، ولا تشنجات، يأنس بالآخرين، ويحب الأرحام، ويحترم الكبار، ولا ينسى أنه صغير.

ويحافظ على الآداب والسلوك الإسلامي، ويتدرب شيئاً فشيئاً على حب الواجب، والمسؤولية.

والأديب المسلم أكثر الناس قدرة على تصوير ذلك للطفل، وإمداده بالنماذج المؤثرة التي تريه هذه المعاني في صورة حية متفاعلة، ولكن ذلك لا يتحقق إن لم تكن مثل هذه الصورة واضحة في أذهان الأدباء أنفسهم؛ بعد أن طغت علينا صورة الطفل الغربي، وسبل التربية الغربية، حتى غدا الاختلاف مع هذه التربية نوعاً من الشذوذ الذي يثور عليه المتأثرون بالغرب، ويشنّون عليه حرباً شعواء، ويدّعون أنه لا يناسب الطفل. وإن الأديب المسلم بحاجة إلى دراسة النماذج التاريخية التي حفظت لنا صوراً من التربية، وإلى النصوص الصحيحة التي توضح لنا خطوط التربية الإسلامية، ليعرف الأسس التي ينبغي أن تبنى عليها العقيدة والوسائل الكفيلة بتحقيقها، والخطوط التي ينبغي أن نحرص عليها في هذه التربية.

وقبل أن نختم هذا الفصل نتوقف قليلا عند مفهوم العقيدة وطريقة غرسها في نفوس الأطفال عند بعض الكتاب.

فهم لا ينكرون العقيدة من حيث المبدأ، ولا ينكرون مسؤولية أدب الأطفال أو دوره في ذلك؛ ولكنهم في الوقت ذاته لا يفرقون بين عقيدة وأخرى، ويريدون أن ينشأ الأطفال على الاعتقاد بأن الأديان متساوية يختلف فيها الناس كاختلافهم في جنسياتهم ولغاتهم(11).

وهذا الكلام في ظاهره مقبول، ولكنه ينطوي على مغالطة كبيرة. فالأديان ليست سواء، والإسلام هو دين البشرية الذي رضيه الله لعباده ونسخ به جميع الأديان، وفي تعاليمه ما يربي الطفل على التسامح وعدم التعصب أو الكره، ولكنه لا يجوز أن تخفى الحقائق على الطفل ويجهل أن الإسلام هو الدين الصحيح، وأن التحريف والباطل دخلا إلى كل الأديان لأن ذلك مما ينبغي الإيمان به، وغير هذا انحراف وتزييف وبطلان.

والأمر الآخر: ينكر بعض الباحثين قدرة الطفل على فهم المعنويات - كما يصفون العقيدة - في المراحل المبكرة، وأن أدب الأطفال الذي يدور حول المعنويات الدينية في السن المبكرة ضرره أكبر من نفعه، وحجتهم في ذلك أن الطفل يرسم صورة مخيفة للإله(12).

ولكن هذه الحجج غير واردة لأن الإسلام علم الإنسان كيف يربي الأطفال بما يناسبهم، وكيف يغرس أمور العقيدة في نفوسهم عن طريق القدوة الحسنة، والتوجيه المناسب، وربط الأمور التي تحيط بالطفل وتتناسب معه بمسبباتها برفق وأناة، دون أن نخفي عن الطفل حقيقة الاعتقاد، ودون أن نخشى ما يسمونه بالعقد والمخاوف.

ولقد أثبتت التجارب أن الأطفال الذين ينشؤون في بيئة إسلامية صحيحة(13)، هم الذين يكونون قادرين على التكيف والعطاء والإبداع، وهم الذين يكبرون وهم أكثر طمأنينة واتزاناً، لأن هؤلاء الأطفال لم يصلوا إلى فهم العقيدة بالاستدلال المنطقي أو بفحص الوقائع التي ترد إليهم عن طريق الحواس، وإنما وصلوا إليها بتمثل هذه العقيدة فيما يتمثلون من أفكار وأحكام ومشاعر عن طريق الوالدين والأهل والعشيرة، ولا شك أن الطفل يمتص كثيراً من مشاعر الوالدين نحو الأشياء والأشخاص؛ فيشعر نحوهم بنفس الشعور، وما يسري على خبرات الطفل عامة يسري أيضاً على جميع خبراته الدينية.

فالمصدر الأول لها هو الوالدان، وأساليب تنشئتهما للطفل (فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)، واختيار ما يقرأ أو يسمع أو يرى من الأدب المكتوب للطفل من مسؤولية الوالدين أيضاً. ولكن تحقيق هذا الجانب مما يكتب من مسؤولية الأدباء أيضاً.

وتعد عاطفة التدين في الطفولة المبكرة مظهراً من مظاهر الخلق عند الأطفال، والخلق نظام ينمو شيئاً فشيئاً بتفاعل النفس البشرية مع الحياة المحيطة بها، ومن الخطأ أن نظن أن غرس العقيدة الإسلامية في نفوس الناشئة يتم بتلقينها المادة المعروفة بدروس الدين (التوحيد)، إنما العقيدة إطار حياة يحيط بكل جانب من جوانب التربية: من علم وعمل ومعاملة، لتوفر الاستعداد لها، ولتوفر الأسس المركوزة داخل الفطرة في عقل الإنسان. فالعقيدة تنبع من أعماقنا الوجدانية التي رسخت منذ أيام الطفولة، وما اكتنفها من أحداث(14)، ولذلك فإن سماع قصص الأنبياء، والصالحين، والأبطال، والعلماء، مع العيش وسط بيئة مستقيمة يمد الطفل بقسط كبير من فهمه للعقيدة بطريقة غير مباشرة.

وكذلك مشاهدة الصلوات وسماع الأذان؛ ومظاهر الاهتمام بالمشاعر والشعائر الإسلامية يزيد من ذلك، ومنذ أن يستيقظ عقل الطفل يريد أن يكشف سر وجود الكائنات وكنهها حوله فيبدأ بالسؤال عن الجبال والبحار والنبات، عن الطعام والشراب والمناسبات، حتى يجد الدين وسيلته إلى قلوب الأطفال عن هذا الطريق أكثر من الطرق المباشرة. ولأدب الأطفال مجال رحب في كل هذا لأنه الوسيلة التي تستطيع الوصول إلى قلوب الأطفال وعقولهم بطرق غير مباشرة.

ومن الأمثلة التي يمكن أن يحققها:

1ـ إيقاظ إحساس الأطفال بقدرة الله (عز وجل)، خالق الكون وذلك عن طريق تشجيع ميلهم التلقائي إلى استطلاع عجائب الكون التي تدل على عظمته وبديع خلقه.

2ـ إتاحة الفرصة للاستمتاع بمشاهدات الطبيعة ومخلوقات الله (عز وجل)، التي تملأ قلوبهم إيماناً بالله خالق الجمال والكون.

 

3ـ غرس الفضائل الإنسانية كمساعدة الفقراء واستثارة عواطف التعاون والتراحم نحو الفقراء والضعفاء وربط ذلك بمصدر الخلق، وبالثواب عند الله (عز وجل).

4ـ تعويدهم على العادات العملية عن طريق التصوير الحي بالقصة وغيرها لتطبيق أثر العقيدة في النفوس، وتحويل القيم الإسلامية إلى أعمال ومشارع يتعاون عله الأطفال مع بعضهم(15).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ البخاري في كتاب التفسير (سورة الروم)، وللحديث بقية.

2ـ جزء من حديث، متفق عليه.

3ـ أشارت بعض الدراسات إلى فائدة تلقين الطفل منذ السنة الأولى لبعض العبارات ومحاولة تعليمه للقراءة والفهم.

4ـ رواه أبو داود، والترمذي، وقالا: حديث صحيح. وروى مثله البيهقي في شعب الإيمان، وانظر إلى ما قاله ابن القيم عن سر التأذين في فقرة (الإسلام وتربية الطفل)، ص24، في المخطوط.

5ـ تحفة المودود: 16.

6ـ ولقد شاهدت خلال زياراتي للهند وتركيا أثر كتاب الله (عز وجل)، في أطفال المسلمين، حيث إن حفظ هؤلاء الأطفال لكتاب الله أو لأجزاء منه جعلهم يتقنون العربية، ويتفوقون في كثير من العلوم الأخرى، ويزدادون وعياً وثقة وطمأنينة.

7ـ وحدة لتنمية الشعور الديني عند الأطفال: 27.

8ـ التربية والتعليم في الإسلام: 18، 24.  

9ـ وحدة لتنمية الشعور الديني.

10ـ لقد أشار الدكتور نجيب الكيلاني إلى وظيفة أدب الأطفال من خلال العناصر التالية:

1ـ تشكيل الوجدان المسلم.

2ـ صبغ الفكر بالمنهج الإسلامي.

3ـ طبع السلوك بالطابع الإسلامي.

4ـ حب العلم باعتباره فريضة.

5ـ تحديد مفهوم السعادة.

6ـ تنمية ملكة الخيال عند الأطفال.

7ـ إيجاد التوازن النفسي.

8ـ ترسيخ العقيدة.

9ـ فهم الحياة.

10ـ بعث مشاعر الوحدة الإسلامية.

11ـ توضيح مفهوم الحب.

12ـ إثراء الحصيلة اللغوية.

13ـ تنمية الإحساس بالجمال.

14ـ الحفاظ على حالـة الـتـوتـر الصحية.

15ـ توضيح مكانة المرأة المسلمة، (أدب الأطفال في ضوء الإسلام)، د. نجيب الكيلاني 105.

ولكن يلاحظ أن هناك أهدافاً تدخل في جزئيات أهداف أخرى، وأن هناك بعض التكرار. وحيث أن أدب الطفل وسيلة مهمة من وسائل التربية في العصر الحديث، لأنه يساعد على تشكيل شخصية الطفل: عقدياً وفكرياً وسلوكياً ونفسياً، لذلك نرى أن يكون الحديث عن أهداف أدب الطفل مرتبطاً بالمنطلق العقدي الواضح الذي يعتمد على الأصول الإسلامية، ويتعمق في قضية العقيدة، ويؤكد على قضية التربية بدلاً من بعض العموميات. والعناصر التي أشار إليها الدكتور الكيلاني مشتركة بين أدب الكبار والصغار.

11ـ في أدب الأطفال: د. الحديدي، 104 وما بعدها.

12ـ المصدر السابق: 105.

13ـ أعني البيئة الإسلامية الصحيحة التي تحتكم إلى منهج الإسلام في كل شيء وليست البيئة التقليدية التي يختلط فيها الإسلام بغيره، وتكتفي بالشعائر والكلمات.

14ـ وحدة تنمية التفكير الديني: 54.

15ـ المصدر السابق: 65. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.