أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2016
3123
التاريخ: 5/10/2022
1509
التاريخ: 11-4-2016
3014
التاريخ: 11-4-2016
3375
|
لم يكن الإسلام نظرية بشرية لكي تتحدّد فكريا من خلال الممارسة والتطبيق وتتبلور مفاهيمه عبر التجربة المخلصة ، وإنما هو رسالة اللّه التي حدّدت فيها الأحكام والمفاهيم وزوّدت ربّانيا بكلّ التشريعات العامّة التي تتطلبها التجربة ، فلا بدّ لزعامة هذه التجربة من استيعاب الرسالة بحدودها وتفاصيلها ووعي كامل لأحكامها ومفاهيمها ، وإلّا كانت مضطرة إلى استلهام مسبّقاتها الذهنية ومرتكزاتها القبلية وذلك يؤدّي إلى نكسة في مسيرة التجربة وبخاصة إذا لا حظنا أن الإسلام كان هو الرسالة الخاتمة من رسالات السماء التي يجب أن تمتد مع الزمن وتتعدى كل الحدود الوقتية والإقليمية والقومية ، الأمر الذي لا يسمح بأن تمارس زعامته - التي تشكل الأساس لكلّ ذلك الامتداد - تجارب الخطأ والصواب التي تتراكم فيها الأخطاء عبر فترة من الزمن حتى تشكل ثغرة تهدد التجربة بالسقوط والانهيار[1].
وقد برهنت الأحداث بعد وفاة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) على هذه الحقيقة وتجلّت بعد نصف قرن أو أقلّ من خلال ممارسة جيل المهاجرين الذين لم يرشّحوا من قبل الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) لإمامة الدعوة ولم يكونوا مؤهلين للقيمومة عليها .
ولم يمض ربع قرن حتى بدأت الخلافة الراشدة تنهار تحت وقع الضربات الشديدة التي وجّهها أعداء الإسلام القدامى فاستطاعوا أن يتسلّلوا إلى مراكز النفوذ في التجربة بالتدريج ويشغلوا القيادة غير الواعية ثم صادروا بكل وقاحة وعنف تلك القيادة وأجبروا الامّة وجيلها الطليعي الرائد على التنازل عن شخصيّته وقيادته وتحولت الزعامة إلى ملك موروث يستهتر بالكرامات ويقتل الأبرياء ويبعثر الأموال ويعطّل الحدود ويجمّد الأحكام ويتلاعب بمقدرات الناس وأصبح الفيىء والسواد بستانا لقريش ، والخلافة كرة يتلاعب بها صبيان بني أمية[2].
مضاعفات الانحراف في القيادة الإسلامية :
وهكذا واجه الإسلام بعد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) انحرافا خطيرا في صميم التجربة الإسلامية التي أنشأها النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) للمجتمع الإسلامي والامّة الإسلامية . وهذا الانحراف في التجربة الاجتماعية والسياسية للأمّة في الدولة الإسلامية كان بحسب طبيعة الأشياء من المفروض أن يتسع ليتعمق بالتدريج على مرّ الزمن ؛ إذ الانحراف يبدأ بذرة ثمّ تنمو هذه البذرة ، وكلما تحققت مرحلة من الانحراف ؛ مهّدت هذه المرحلة لمرحلة أوسع وأرحب .
فكان من المفروض أن يصل هذا الانحراف إلى خط منحن طوال عملية تاريخية زمنية طويلة المدى يصل به إلى الهاوية فتمر التجربة الإسلامية للمجتمع والدولة لتصبح مليئة بالتناقضات من كل جهة ومن كل صوب ، وتصبح عاجزة عن مواكبة الحدّ الأدنى من حاجات الامّة ومصالحها الإسلاميّة والإنسانيّة .
وحينما يتسلسل الانحراف في خط تصاعدي فمن المنطقي أن تتعرض التجربة بعد مدى من الزمن لانهيار كامل . إذن الدولة الإسلامية والمجتمع الإسلامي والحضارة الإسلامية لقيادة المجتمع كان من المفروض أن تتعرض كلّها للانهيار الكامل ؛ لأن هذه التجربة حين تصبح مليئة بالتناقضات وحين تصبح عاجزة عن مواجهة وظائفها الحقيقية ؛ تصبح عاجزة عن حماية نفسها ؛ لأن التجربة تكون قد استنفدت إمكانية البقاء والاستمرار على مسرح التاريخ ، كما أن الامّة ليست على مستوى حمايتها ؛ لأن الامّة لا تجني من هذه التجربة الخير الذي تفكّر فيه ولا تحقق عن طريق هذه التجربة الآمال التي تصبو إليها فلا ترتبط بأي ارتباط حياتي حقيقي معها ، فالمفروض أن تنهار هذه التجربة في مدى من الزمن كنتيجة نهائية حتمية لبذرة الانحراف التي غرست فيها .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|