المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

تأثير الشعر في نفوس العرب
22-03-2015
تطور المقاومة الحشرية لمبيدات الحشرات الحيوية
2024-06-14
ثورة يحيى على الوليد بن يزيد بن عبد الملك
9-5-2017
تعريف الافة حسب Conway
21-6-2016
Louis Paul Emile Richard
19-7-2016
كيفية التجاهل / استخدام عناصر التجاهل
11-1-2023


أدب الأطفال  
  
1231   11:55 صباحاً   التاريخ: 20/9/2022
المؤلف : محمد حسن بريغش
الكتاب أو المصدر : أدب الأطفال أهدافه وسماته
الجزء والصفحة : ص191 ـ 192
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-11-2017 2024
التاريخ: 19-6-2016 2586
التاريخ: 8-12-2021 2740
التاريخ: 5/12/2022 2002

النص الأدبي هو الذي يمتاز بالشروط الفنية الإبداعية التي تميزه عن النص العادي، وهذا الشرط ضروري لأدب الأطفال كما هو ضروري للأدب عامة(1)، ولا بد للمتلقي صغيراً أو كبيراً أن يدرك ما في النص من جمال، وأن تنتقل إليه تجربة الأديب الحية من خلال النص، والفرق بين أدب الأطفال وغيره يظهر في المستوى اللغوي والأسلوبي، وفي الموضوعات التي يتطرق إليها، أو القضايا التي يدور حولها.

وهذا يحتم على الكاتب أن يتعرف على عالم الأطفال، ويحدد المرحلة التي سيكتب لها، ويعرف قدرات الأطفال وخبراتهم فيها، ولا يحول ذلك أبداً دون تمتع ما يكتبه لأي سنة من سنوات الطفولة بالمميزات الفنية المتمثلة في جمال الأسلوب، وسمو الفكرة، وطرافة الخيال، شريطة أن يكون ذلك في حدود الطاقات الذهنية والنفسية للأطفال الذين يكتب لهم، وفي حدود خبراتهم ومهاراتهم التي يعرفونها.

وعند تحقق ذلك، يمكن للأديب أن يكتب في موضوعات كثيرة ما دام الأمر لا يتعلق بنوع الموضوع إلى حد كبير، وإنما يتعلق بالمستوى اللغوي والأسلوبي والفكري في عرض الموضوع(2)، وما دام خاضعاً للشروط الفنية، مع الحرص على تصوير الأفكار والإحساسات والأخيلة التي تتفق ومدارك الأطفال(3).

بل إن الكاتب يحرص على أن يصور للطفل الحياة الإنسانية كلها من خلال التصور الإسلامي، وفي حدود قدراته، ليساعده على النمو السوي، مع استغلال الطاقات الكامنة، وتفتيح المواهب والقدرات المخبوءة. ولقد توجه (مكسيم غوركي)، الأديب الروسي الشهير برسالة مفتوحة يسأل فيها الأطفال عما يرغبون قراءته، وجاءه الرد في أكثر من ألفي رسالة يقول: (كل شيء)(4).

وما دام الكاتب المسلم يعلم أن ما يكتبه سيسهم في بناء الطفل، وإعداده للحياة، إعداده ليكون مسلماً، يعرف منهجه، ومنهج الحياة. يعرف قدر الإنسان في هذه الحياة، وعلاقته بالكون وبخالق الكون (عز وجل)، ويعرف طبيعة الوشائج التي تربطه بالإنسانية بكل صورها وأشكالها، يعرف رسالته، ويعرف كل شيء حوله؛ ما دام الكاتب يعلم ذلك ويقدره، فإنه يختار موضوعاته من الحياة الإنسانية، من الحاضر والماضي، من الواقع والتاريخ، من المجتمع والأسرة، من عالم الإنسان وعالم الحيوان وعالم النبات وعالم الجمادات، من أحداث الحياة الدنيا، وصور الآخرة.. كل ذلك يدخل في مضمون أدبه شريطة ألا ينسى قدرات الطفل وإمكاناته وفطرته التي فطره الله عليها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ أدب الأطفال - دراسة وتطبيق: عبد الفتاح أبو معال / 16.

2ـ أدب الأطفال - فلسفته، فنونه ووسائطه: الهيتي / 72.

3ـ المصدر السابق / 87.

4ـ يرى بعض الباحثين تقسيم مجالات كتب الأطفال إلى ما يلي: (النواحي الثقافية، والنواحي الخلقية، والنواحي الروحية، والنواحي الاجتماعية، والنواحي القومية، والنواحي العقلية، والنواحي الجمالية، والنواحي الترويحية)، أدب الأطفال مبادئه ومقوماته الأساسية: محمد محمود رضوان وأحمد نجيب، وزارة التربية / 12. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.