الساحل الالماني:

ترجع الخصائص الحالية لسواحل المانيا (بقسميها الشرقي والغربي) للتغريق الذي حدث فيما بعد الجليد لسهل ساحلي ينحدر انحدارا سهلا هينا، لكن بغير انتظام، ويتألف من صخور حديثة النشأة، تغطيها رواسب تراكمت بفعل الجليد. فعلى امتداد الساحل الالماني المطل على بحر الشمال حول التغريق النطاق الخارجي للكثبان الرملية القديمة الى سلسلة من الجزر الرملية المنخفضة، وهي التي تعرف بجزر فيرزيان الشرقية والشمالية East and North Frisian Islands، ويفصلها عن اليابس نطاق من مسطحات الطين، يسميها الالمان باسم فاتين Watten.

وفضلا عن ذلك، فقد غزت مياه البحر المصبات النهرية السالفة، وحولتها الى خلجان تبدو الآن أكبر حجما من الانهار التي تنتهي اليها، مثل نهر الامز Ems الذي يصب في خليج دولارت Dollart، وجيد Jade الذي ينتهى الى خليج جيد Jade-Busen.

ويتميز الساحل الاماني المطل على البحر البلطي بمداخل وخلجان بحرية طويلة ذات جوانب مستقيمة، وهي تتعمق كثيرا في يابس مقاطعتي شازفيج –هولشتاين Shlesving-Holstein. وهي في الاصل الاجزاء الدنيا من مجاري مائية أصابها التغريق. ويحتمل أن شارك الجليد بفعله في نحتها، عن طريق المجاري المتدفقة فيما تحت الغطاء الجليدي البلايوستوسيني، ويطلق على هذه الخلجان في الساحل الالماني اسم فوردين Foehrden. ويتميز الساحل الغربي للبحر البلطي عموما بهذه الظاهرة التي يطلق عليها في الدنمرك الاسم النرويجي ((فيورد))، رغم أنها تختلف عنه كثيرا في الشكل، لهذا لا ينبغي الخلط بينهما.

وأشهر خلجان الفوردي في المانيا ثلاثة هي: فلينزر بورج Flansburger Foerde، وفوردي كييل Kieler Foehrde، ثم فوردي ايكر Eckern Foehrde. وتكتنف الساحل الجنوبي للبحر البلطي سلسلة من الجزر ذات شكل فريد ، تفصل بينها مداخل بحرية أو خلجان ذات شكل خاص متميز أيضا تعرف باسم بويدن Bodden. ويتألف نطاق جزر روجين Ruegen من عدد منتظم من الجزر التي نشأت أصلا عن عمليات هبوط لساحل مكون من كثبان رحلية قديمة، ويصل بين هذه الجزر ألسنة رملية تضم عددا من خلجان البودين.