المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الزراعة
عدد المواضيع في هذا القسم 13859 موضوعاً
الفاكهة والاشجار المثمرة
المحاصيل
نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية
الحشرات النافعة
تقنيات زراعية
التصنيع الزراعي
الانتاج الحيواني
آفات وامراض النبات وطرق مكافحتها

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تغذية الأغنام  
  
18405   11:48 صباحاً   التاريخ: 14/9/2022
المؤلف : د. زهير فخري الجليلي ود. جلال إيليا القس
الكتاب أو المصدر : انتاج الأغنام والماعز
الجزء والصفحة : ص 163-189
القسم : الزراعة / الانتاج الحيواني / الاغنام / الاغنام والماعز /

تغذية الأغنام

ان الاهتمام بتغذية الأغنام هي من أهم الدعائم التي يعتمد عليها تربية الأغنام فهي مصدر المكونات اللازمة لبناء الجسم ونموه وكذلك تكوين منتجاته في اللحم والحليب والصوف وتعويض ما يتلف من انسجة الجسم وتراكيبه نتيجة المجهود الذي يقوم به الحيوان علاوة على ما للتغذية الجيدة من اهمية تساعد الحيوان في التغلب على الأمراض والطفيليات التي تسبب له خسائر ومضايقات قد تقلل في انتاجه او تقضي عليه.

تعتبر الاغنام من حيوانات الرعي وتفوق بقية حيوانات المزرعة في قابليتها على الاستفادة من محاصيل المراعي ولكن بالإضافة إلى كون هذه الميزة قد تساعد مربي الأغنام في الاعتماد على المراعي لتجهيز حيواناته بالغذاء فانه لابد من الاشارة الى أن نوعية النباتات الموجودة في المراعي وكميتها هي التي تحدد كفاية الغذاء الذي يتناوله الحيوان او عدم كفايته وهذا يتطلب ملاحظة وانتباه بصورة دائمة الى ما يتناوله الحيوان وهل هو متناسب مع ما يحتاجه فعلا من العناصر الغذائية أن الغذاء الذي يأخذه الحيوان يستعمل في الحفاظ على الفعاليات الأساسية للحياة والباقي يتحول الى المنتجات الحيوانية المختلفة مثل اللحوم والصوف والحليب.

هذا بالإضافة إلى كون احتياجات الحيوان تختلف حسب مراحل حياته المختلفة وبالإمكان تقسيم الأغنام الى مجاميع متشابهة في احتياجاتها الغذائية وتقديم المواد الغذائية لها بصورة جماعية لان القطيع او المجموعة هو الأساس في تغذية الأغنام وليس الحيوان كما في حيوانات المزرعة الأخرى مثل الأبقار والجاموس.

الأسس العلمية في تغذية الأغنام: Principles of sheep nutrition

لابد من أن نذكر بعض المعلومات الرئيسية عن اساسيات تغذية الحيوان بصورة مركزة قبل الانتقال إلى خصوصيات تغذية الأغنام.

ان اجسام الأغنام كذلك الحيوانات الأخرى تتكون من الماء والمواد العضوية والمواد المعدنية كذلك تحتوي المواد العلفية على نفس هذه التراكيب ولكن تختلف النسب بين مادة واخرى. فالماء يشكل الجزء الأكبر من انسجة الكائنات الحية النباتية والحيوانية حيث يبلغ 70٪ وتحتوي النباتات الخضراء حوالي 80-70 % ماء بينما اللحوم والاعضاء الداخلية للحيوان أكثر من 75% ماء والحبوب تحتوي على 10% ماء او اقل.

ان الماء هو العنصر الأساس لإدامة الحياة (وجعلنا من الماء كل شيء حب - صدق الله العظيم) وقد اشار العالم Rubner إلى أن الحيوان يمكنه أن يعيش إذا فقد من جسمه جميع المواد الدهنية ونصف المواد البروتينية ولكنه لا يستطيع الحياة اذا فقد 10٪ من الماء الموجود في جسمه لان الماء هو الموزع المثالي للمركبات الغذائية في الجسم بسبب اذابته للمواد المختلفة وتأينها وهذا يساعد في التفاعلات الحيوية المختلفة وكذلك يساعد في امتصاص كميات الحرارة الناتجة في هذه التفاعلات مع الحفاظ على درجة حرارة الجسم والماء يساعد في انتقال المركبات الغذائية من الأمعاء الى الخلايا والأنسجة في الجسم ثم انه ينقل نواتج الهضم المختلفة الى المراكز المتخصصة للتخلص منها مثل الادرار وفضلات الجهاز الهضمي وغيرها والماء ينقل ايضا المركبات المهمة للجسم إلى المناطق الحيوية داخل الجسم مثل الانزيمات والهرمونات.

ان للماء فوائد كثيرة في الجسم لا تحصى مثل دخوله في تركيب كافة السوائل الموجودة في العظام والمفاصل التي تقلل من الاحتكاك وكذلك في الأذان لنقل الأصوات ويساعد ايضا في تسهيل عملية النظر وموازنة السوائل المختلفة في جسم الكائن الحي.

وبصورة عامة يمكننا القول انه لا يوجد اي فعالية حيوية داخل الجسم الا والماء يدخل فيها عنصرا اساسيا لقيامها او نجاحها. ان الحيوان يمكنه من الحصول على الماء عن طريق تناوله مباشرة وكذلك من المواد العلفية المتناولة كما يحصل الحيوان على نسبة من الماء نتيجة التفاعلات الحيوية الناتجة من عملية التمثيل الغذائي في الجسم ويتخلص الجسم من الماء الزائد عن طريق القناة الهضمية والكليتين والرئتين وعن طريق الجلد والتنفس.

أن الأغنام تحتاج الى الماء النقي والنظيف دائما وتستهلك الحيوانات التامة النمو الى حوالي خمسة التار من الماء يوميا اما النعاج الوالدة فتحتاج الى كميات أكثر خلال موسم الرضاعة اما حملان التسمين فتحتاج الى نصف الكمية تقريبا وهذه المقادير تعتمد ايضا على حالة الجو ونوعية المواد العلفية المتناولة حيث يزداد استهلاك الماء في اشهر الصيف الحارة وعند تناول المواد العلفية الجافة كالتبن والدريس ويقل استهلاك الماء بصورة كبيرة اذا كانت ترعى في مراعي الحشائش والمواد العصيرية.

أن الأغنام إذا ما تناولت كميات قليلة من الماء لا تفي باحتياجاتها فان ذلك يؤدي إلى انخفاض في تناول او استهلاك الغذاء. وهذا يسبب في انخفاض معدل الكفاءة الغذائية وانخفاض معدل النمو.

لذلك يجب توفير الماء للأغنام باستمرار وترك الحيوانات تأخذ احتياجاتها بصورة حرة وبصورة عامة فان الأغنام الموجودة في الحظائر فيلزمها الماء مرة واحدة يوميا اما الأغنام التي ترعى في مناطق صحراوية جافة كما هي الحال في اغلب مناطق العراق فان الأغنام تستطيع أن تقاوم اذا تناولت الماء مرة واحدة كل يومين اذا كان غذائها يعتمد على المراعي فقط وفي حالة تقديم المواد الجافة وخاصة الكسب فمن الضروري تقديم الماء مرة واحدة يوميا.

ان زيادة تناول الماء من قبل الحيوانات لا يضرها. مما يجدر الاشارة اليه هو ان البرك المائية الراكدة قد تكون مصدرا لإصابة الأغنام بالطفيليات الداخلية المختلفة اذا ما شربت منها واحتمال تلوث هذه البرك كبير جدا فمن الضروري ابعاد الأغنام عن المياه الراكدة.

أن الأغنام تستطيع تحمل العطش أكثر من غيرها من الحيوانات الزراعية وقد نشاهد عدد من القطعان لا تشرب الماء حتى لمدة ثلاثة ايام بالرغم من سيرها عشرات الكيلومترات يوميا وقد يرجع هذا الى ان هذه الأغنام قادرة على اخذ جزء من احتياجاتها من الماء نتيجة هدم الدهون الموجودة في جسمها اثناء عملية التمثيل الغذائي Metabolic water وهذه الحالة تكون أكثر في الأغنام ذات الذيل الغليظ المكتنز بالدهن حيث يعتبر الدهن مخزنا للطاقة والذي ينتج من تحلل هذا الدهن الماء.

أن القطعان التي ترعى المسافات الطويلة صيفا يجب تركها لمدة زمنية حتى تهدأ وترتاح ثم يسمح لها بشرب الماء.

لقد ذكرنا أن المواد العلفية المختلفة تحتوي بالإضافة الى الماء على المواد العضوية واللاعضوية ( المعدنية ) فالمواد العضوية تتكون من تراكيب كالكربوهيدرات والدهون والمواد البروتينية وغيرها.

الكربوهيدرات تقسم الى جزئين رئيسين وهما المستخلص الخالي من النيتروجين والالياف الخام.

فالجزء الاول يشمل الجزء المذاب من الكاربوهيدرات مثل النشا والسكريات والبنتوزونات Pentosans وكذلك الحوامض العضوية (اللاكتيلء والاستيك) وهذا الجزء من الكاربوهيدرات يكون معامل هضمه عالي.

اما الجزء الثاني وهو الألياف الخام فيشمل على الكاربوهيدرات الغير مذابة مثل السيليلوز والهيميسيليلوز. وهذه المركبات يكون معامل هضمها اقل من مركبات الكربوهيدرات المذابة وتستطيع الأغنام والحيوانات المجترة الأخرى من الاستفادة منها نتيجة تحللها في الكرش بقعل البكتريا والأحياء المجهرية الأخرى وبصورة عامة فان السيليوز يكون 35 - 75 % منة قابل للهضم وتوجد مادة اللكنين التي يشابه تركيبها تركيب الكربوهيدرات وتعتبر غير قابلة للهضم توجد بنسبة 3-20 ٪ في المواد العلفية وقد أشار الباحث 1949 Sullivan الى ان ارتفاع نسبة اللكنين يصاحبه انخفاض في معامل هضم المكونات الغذائية للمواد العلفية الأخرى.

ان الكربوهيدرات تشكل حوالي 60-85٪ من المادة الجافة الموجودة في الاعلاف وهي المصدر الرئيس للطاقة التي يحتاجها الحيوان في غذائه.

أن تركيب جسم الحيوان لا يحتوي على الكربوهيدرات الا بنسبة قليلة جدا ولكن هذه المادة تتكون في الجسم باستمرار وتعتبر المصدر الرئيسي للحرارة التي تحفظ الجسم وللطاقة اللازمة للفعاليات الحيوية المختلفة في الجسم. أن النشاء يتحلل بواسطة الانزيمات والاحماض المخففة والقلويات الى مركبات سكرية سهلة الهضم وكذلك يتحلل السيليلوز إلى سكريات بسيطة بفعل الأحياء الموجودة في الكرش.

اما اللكتين فانه صعب الهضم ولا يتحلل ووجوده يقلل الاستفادة من المواد الغذائية الأخرى ان جسم الحيوان يحول الكربوهيدرات الزائدة عن حاجة الجسم إلى دهون يستفاد منها الحيوان في فعاليات الجسم المختلفة وكمصدر للطاقة ايضا.

اما المواد الدهنية الموجودة في غذاء الحيوان كالدهون Fats التي تكون صلبة القوام والزيوت Oils السائلة القوام تحت درجة الحرارة الاعتيادية فتعتبر من المصادر التي يعتمد عليها الجسم في تكوين المواد الدهنية الموجودة في الجسم وفي انتاج الطاقة وتحرر الدهون الطاقة او الحرارة نتيجة الأكسدة ب 2.25 مرة أكثر من الطاقة الناتجة من اكسدة نفس الكمية من الكربوهيدرات ولهذا السبب فان القيمة الغذائية للمواد الدهنية اعلى مما هي في المواد الكربوهيدراتية.

ان جزيئة الدهن تتكون من الأحماض الدهنية Fatty acids متحدة مع الكليسرين Glycerol تكثر نسبة الدهون في بعض المواد العلفية كالكسب والبذور اما في الدريس ومحاصيل العلف الخشن الأخرى فتحتوي على نسبة قليلة من الدهون بالإضافة إلى احتوائها على مجموعة من الدهنيات قد يكون بعضها ذو اهمية حيوية للحيوان والبعض الآخر ليس له قيمة غذائية ومن هذه المواد الستيرول Sterols والكاروتين والفوسفات الدهنية Phospholipids والكلوروفيل.

المواد البروتينية الموجودة في الاعلاف تعتبر من المركبات العضوية وهي مهمة جدا للحيوان لأنها مادة ضرورية للحياة ويعتبر تركيبها معقدا جدا حيث تختلف عن الكربوهيدرات والدهون بانها تحتوي على النيتروجين وقد يحتوي بعضها على الكبريت او الفسفور ايضا.

تتركب جزيئات البروتين من وحدات تسمى الأحماض الأمينية Aminoacids والبروتين لا يمكن امتصاصه في الجهاز الهضمي الا بعد تحلله الى الأحماض الأمينية وقد اكتشف حوالي 24 حامض اميني في البروتينات المختلفة.

أن البروتين يدخل في تركيب جدار الخلية الحية وكذلك البروتوبلازم لهذا فانه يكون الجزء الأكبر من العضلات والأعضاء الداخلية والانسجة الرابطة والجلد والشعر والصوف والأظلاف والقرون وكذلك يدخل في تركيب الجهاز العصبي والهيكل العظمي والدم.

ان المحاصيل العلفية تحتوي على نسب مختلفة من البروتين تتراوح بين 3-25% بروتين خام. أن النيتروجين الموجود في بروتين المحاصيل العلفية يتكون اصله من نايتروجين التربة (الاملاح النيتروجينية اللاعضوية) كذلك من النيتروجين الهوائي الذي يثبت بواسطة العقد الجذرية البقولية وهذا النيتروجين يتحد مع العناصر الأخرى ليكون البروتين في النبات. أما في الحيوانات فان تكوين البروتين يكون بواسطة الاعتماد على الأحماض الأمينية الناتجة من تحلل البروتينات المتناولة في الغذاء بفعل الانزيمات المختلفة في الجهاز الهضمي وفي الأغنام وغيرها من المجترات فأنها تستطيع تكوين الأحماض الأمينية التي يحتاجها الجسم من مركبات نتروجينيه اخرى غير بروتينية مثل اليوريا والاميدات وكربونات الأمونيوم في وجود الكربوهيدرات والأملاح ويكون هذا بفعل الكائنات الدقيقة كالبكتريا في الكرش حيث تبنى بروتينات جسمها من هذه المركبات وبالتالي يستفاد منها الحيوان كمصدر للبروتينات.

ويستعمل حاليا في بعض علائق تغذية الأغنام نسب من اليوريا قد تصل الى 30٪ من نسبة البروتين في العليقة لتكون مصدر نيتروجيني غير بروتيني لكي يتحول الى بروتينات في الكرش يستفاد منها الحيوان.

ان البروتين من المركبات الضرورية لنمو الحيوان وللتعويض عن الهدم في الأنسجة وكذلك لإنتاج الحليب والصوف وقد يستعمل الحيوان المواد البروتينية الزائدة عن حاجته كمصدر للطاقة او قد يحولها دهون في الجسم وهذه الحالات نادرة لان ما يضاف من مواد العلف البروتينية قليل لغلاء مصادرها.

أن الأغنام تحتاج الى نسب بروتينية من العلف اعلى مما هو في الأبقار لان الصوف عبارة عن مركب بروتيني ويحتاج لتكوينه الى مصادر بروتينية وخاصة في سلالات الصوف والصوف يحتوي على الحامض الاميني سستين المحتوي على الكبريت واغذية الأغنام فيها ما يكفي من هذه المادة او يتم صنع الحامض الاميني ميثيونين في الكرش الذي يعوض عن حامض السستين ان نقص البروتين يسبب في ضعف الشهية وقلة الغذاء المتناول وبالتالي قلة الاستفادة منه ويتبع ذلك ضعف في نمو جسم وانتاج الصوف والعضلات وانخفاض الكفاءة التناسلية وقد تحدث اضطرابات هضمية وانيميا.

هناك مواد عضوية أخرى توجد بكميات قليلة في المواد العلفية لكن تأثيرها على الحيوان كبير وهي الفيتامينات حيث انها لا تعطي طاقة حرارية ولكن في حالة نقصها او فقدانها في غذاء الحيوان فان أعراض مرضية تبدو على الحيوان قد تؤثر على انتاجه او صحته.

ان الفيتامينات يمكن تقسيمها إلى مجموعتين حسب قابليتها للذوبان أو الماء او الدهون فالمجموعة الأولى هي الفيتامينات التي تذوب في الماء وتشمل تسع فيتامينات وهي فيتامين C (حامض الاسكوربك) و B1 (ثيامين) و B2 (رايبولافين) والنياسين 6B ( بيريدوكسين ) وحامض البانتوثينيك والبايونين وحامض الفوليك وفيتامين B12 ( كوبالامين ) اما الكولين فانه قد يعتبره البعض على انه فيتامين وقد لا يعتبر فيتامين والمجموعة الثانية هي الفيتامينات التي تذوب في الدهون وهي خمسة فيتامينات: E, K, D3, D2 ,A

ان فيتامين A الذي غالبا ما تظهر آثار نقصه على الأغنام أكثر من غيره من الفيتامينات ويكثر وجوده في الأعلاف الخضراء وخاصة البقولية وكذلك الدريس الجيد الذي فيه نسبة عالية من أوراق النباتات الجافة والسايلج الجيد وفي الذرة الصفراء على صيغة كاروتين وهذه تتحول في الجسم إلى فيتامين A.

ان هذا الفيتامين مهم جدا في تغذية الأغنام وقد يؤدي نقصه إلى جعل النعاج الحوامل تلد حملانا ضعيفة او ميتة ويحافظ فيتامين A على طراوة الأنسجة المخاطية والجهاز التنفسي والجهاز التناسلي وفي حالة نقصه فان هذه المناطق في الجسم تتقرن وقد تتكون الحصى في الكليتين بالإضافة الى الاضطرابات العصبية وعدم توازن الحيوان عند السير وعدم الرؤيا في الليل او المناطق المعتمة.

ان فيتامين A يخزن في بعض غدد الجسم كما في الكبد على صيغة فيتامين او في بعض المناطق الشحمية من الجسم وخاصة تحت الجلد على صيغة كاروتين (ان كل جزئيين من الكاروتين تكون جزيئة واحدة من فيتامين A) ولهذا تبدو ذبائح بعض الأغنام ذات لون اصفر في شحومها خاصة اذا غذيت على مصادر علفية غنية بفيتامين A الأعلاف الخضراء.

ان الأغنام يمكنها الاستفادة من فيتامين A المخزون في جسمها عند الحاجة ويمكنها الاعتماد على هذا المخزون لأشهر عديدة.

اما فيتامين D فيوجد في العلف المجفف تحت اشعة الشمس ولكن لا يمكن الاعتماد على هذا العلف كمصدر لهذا الفيتامين ولكن عند تعرض الحيوانات للأشعة فوق البنفسجية التي مصدرها اشعة الشمس فانه تعمل على تنشيط مولد فيتامين D في انسجة الحيوان.

أن نقص فيتامين D يسبب اختلال في تمثيل الكالسيوم والفسفور في الجسم حيث تتقوس الارجل في الأغنام الصغيرة العمر وتتضخم المفاصل وتتصلب بعض مناطق الجسم إن مجموعة فيتامينات B complex يمكن انتاجها بواسطة الأحياء الدقيقة الموجودة في الكرش في الأغنام وغيرها من المجترات وكذلك فيتامين K2, C.

ان محاصيل العلف الاخضر تحتوي على عدد كبير من الفيتامينات وخاصة K, E, C, A وبعض فيتامينات مجموعة B ماعدا فيتامينات 12B ، D والحبوب عادة لا تحتوي - على فيتامين A ماعدا الذرة الصفراء وكذلك لا تحتوي على فيتامين C,D وبصورة عامة فإن ما تحتويه المحاصيل العلفية من الفيتامينات يعتمد على صنف النبات ومرحلة النضج واحتواء التربة على بعض العناصر الغذائية وعلى ما يتعرض له النبات او المادة العلفية من حرارة وضوء حيث يفقد فيتامين A بالتأكسد وتساعد درجات الحرارة العالية على ذلك وهذا يتوجب أن تبذل العناية اللازمة عند تجفيف العلف الاخضر لأعداد الدريس.

أما المواد اللاعضوية الموجودة في الاعلاف فتسمى بالعناصر المعدنية الغذائية Mineral nutrient فهي ضرورية جدا لجسم الكائن الحي حيث يقدر عدد العناصر المعدنية في جسم الحيوان بأربعين عنصرا ويبلغ عدد العناصر الضرورية للحيوان ب15 عنصرا مقسمة الى مجموعتين الأولى تسمى العناصر الرئيسية التي توجد في جسم الحيوان بكميات كبيرة وهي عنصر الكالسيوم والفسفور والبوتاسيوم والصوديوم والكلور والمغنيسيوم والكبريت اما المجموعة الثانية فهي التي توجد في جسم الحيوان بصورة قليلة ويحتاجها الحيوان بكميات محددة وتشمل الحديد والزنك والنحاس والكوبلت واليود والمنجنيز والمولبيديوم والسلنيام.

أن محاصيل العلف البقولية ونباتات المراعي بصورة عامة تحتوي على نسبة جيدة من الكالسيوم ولكنها فقيرة بالفسفور ونجد العكس في الحبوب حيث تكون غنية بالفسفور وفقيرة بالكالسيوم. وعنصر الصوديوم يوجد بكميات قليلة في مواد العلف لذلك فانه يضاف ملح الطعام والكالسيوم وأحيانا الفسفور الى علائق الحيوانات حسب نوعية العلف المقدمة.

أن الأغنام تمتاز بحبها لملح الطعام حيث تستهلك منه كميات كبيرة ويقدم اما بوضعه في اماكن معينة في الحظيرة بصورة مساحيق او على هيئة مكعبات او مخلوطا مع العلف المركز. يضاف ملح الطعام بنسبة 1% من العلف المركز ويقدر حاجة الرأس الواحد من الأغنام سنويا ب 6 كغم او اكثر احيانا ونلاحظ في حالة نقص العلف من الأملاح الى جعل الاغنام تلعق الجدران وتأكل التراب او تقوض اخشاب الحظيرة او تأكل اصواف بعضها.

ان جسم الحيوان يحتاج الى كلوريد الصوديوم للمحافظة على الضغط الازموزي في الخلايا وهذا يسهل انتقال السوائل بينها وكذلك يساعد هذا الملح على نسبة الماء في انسجة الجسم ويحافظ الصوديوم على نسبة الحوامض الى القواعد في الأنسجة ثم ان الكلور يدخل في تركيب حامض الهيدروكلوريك في عصارة المعدة اللازمة لهضم البروتينات.

وبالنسبة للعناصر الأخرى فان الحيوانات تأخذ احتياجاتها منها من المواد العلفية المتناولة الا إذا كانت التربة او المرعى فقير بإحدى العناصر عند ذلك يجب اضافته إلى العلف.

أن الترب التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الكلس فانه يؤدي إلى نقص في العناصر النادرة micronutrient مثل المنغنيز والزنك والحديد في الاجزاء الخضراء من النباتات وفي هذه الحالة يمكن اضافة هذه العناصر اما الى التربة او الى غذاء الحيوانات

أن أهم الأملاح المعدنية لجسم الحيوان هي عنصرا الكالسيوم والفسفور حيث يؤلفان 90 ٪ من كمية الرماد المتخلف عن حرق جسم الحيوان وتبرز أهميتها في تركيب الهيكل العظمي للحيوان حيث يؤلف الكالسيوم الموجود فيه ٪99 من كميته في الجسم ويؤلف الفسفور الموجود في الهيكل العظمي ٪80 من كميته في جسم الحيوان.

ويمكن للحيوان أن يخزن احتياطيا من الكالسيوم والفسفور في العظام ويمكنه الاستفادة منها عند الحاجة اليهما وخاصة عند افتقار العلف اليهما.

هناك تلازم وعلاقة يجب الحفاظ على نسبتها الطبيعية بين فيتامين D ونسبة الكالسيوم والفسفور في العليقة حيث يجب أن تكون نسبة متشابهة بين الكالسيوم والفسفور 1 : 1 او تكون نسبة الكالسيوم اكثر قليلا من الفسفور لحاجة الجسم منه الى كمية اكثر وهذه قد تصل الى نسبه 2 : 1.

ووجود فيتامين D يساعد على تمثيل هذين العنصرين في الجسم.

ان الاغنام تعاني أكثر من غيرها من حيوانات المزرعة من آثار نقص المعادن في غذائها لان الاغنام هي حيوانات رعى وقد تكون المراعي غير متوازنة في تلبية احتياجات الحيوانات الكلية لذلك فان مراقبة هذه الاحتياجات باستمرار يضمن سلامة القطيع ويجنبه مشاكل النقص الغذائي.

لذلك فان الاغنام متى تأخذ كفايتها من الكالسيوم لابد من توفر نسبة جيدة من العلف الخشن ذو مصدر بقولي او يقدم لها مسحوق العظام او حجر الكلس بعد ان يخلط مع ملح الطعام. ان مسحوق العظام يعتبر مصدرا للفسفور ايضا.

أن النسب التي تقدم من الكالسيوم الى العلائق تتراوح بين 0.5 -1 % اما من الفسفور فتقدم بمقادير 2-5 غم للرأس الواحد وتخلط مع العلف المركز ايضا.

ان النعاج الحوامل او المنتجة للحليب قد تبدو عليها ظاهرة العرج وصعوبة السير وهذا قد يرجع الى ان الحيوان قد استهلك جزء كبير من احتياطي الكالسيوم الموجود لسد الحاجة لهذا العنصر في انتاج الحليب او لنمو الجنين ففي هذه الحالة فإن حقن الكالسيوم في الجسم يفيد الحيوان في تعويض النقص بسرعة بالإضافة الى تقديم مصادر هذا العنصر بكميات اضافية إلى العلف.

ومما تجدر الاشارة اليه أن بعض العناصر النادرة إذا وجدت بكميات عالية في المحاصيل والنباتات فأنها تكون سامة مثل السلينوم والموليبدينوم كما يحدث في مناطق عديدة من العالم وتأثير هذه المواد السامة يكون بحدوث الإسهال والاضطرابات الهضمية أو الموت المفاجئ.

ان النيتروجين الحر قد يتجمع في المحاصيل العلفية خلال فترة جفاف التربة وارتفاع درجات الحرارة وهذه تسبب حالات تسمم من آثارها نقص الحليب المنتج والاجهاض والموت المفاجئ للحيوانات وهذا كله يرجع إلى التسمم بالنترات.

وتوجد كذلك بعض الادغال او النباتات التي فيها مواد سامة أخرى يمكن الحذر في عدم ترك الاغنام ترعى فيها مثل مادة dhurrin التي تحمل حامض الهايدروسيانيك في ظروف الحرارة الشديدة وغيرها من المواد.

وهذه النباتات عادة ما تعافها الحيوانات وتبتعد عنها الا انه من المحتمل أن تتناولها إذا كانت بحالة جوع شديد أو عند قيامها بالرعي بعد فترة انقطاع طويلة في الحظائر.

ان الاصطلاحات والتعابير المستعملة في تحديد القيمة الغذائية للمواد العلفية او احتياجات الحيوانات المختلفة في الغذاء كثيرة ومتنوعة ومنها اصطلاح البروتين المهضوم (Digestible protein (D.P ومجموعة المركبات الغذائية المهضومةT,D, N,) Total Digestible Nutrient ) والطاقة المهضومة Digestibl Energe والنسبة الغذائية Nutritive ratio والقيمة البيولوجية Biological value والطاقة الصافية Net Energy وغيرها من الاصطلاحات.

فالبروتين المهضوم D.P هو جزء من الطاقة المهضومة ويحسب نسبة البروتين المهضوم في المادة العلفية بمجرد حاصل ضرب نسبة البروتين الخام في المادة العلفية في معامل هضم البروتين.

اما TDN فيقصد به حاصل جمع جميع المركبات الغذائية العضوية المهضومة الموجودة في المادة العلفية وهذا الاصطلاح يعطي دلالة على القيمة الغذائية للمادة ولكن هذه الطريقة في حساب القيمة الغذائية لا تشير الى محتوى الغذاء الى الطاقة بل تحسبه على اساس الوزن ويمكن ضرب قيمة TDN بما تمثله من الطاقة calory وهذا ما يعبر عنه بالطاقة المهضومة DE وهي الطاقة الموجودة في الغذاء مطروحا منها الطاقة الموجودة في فضلات الحيوان Feces وهذا الاختلاف هو معامل الهضم الظاهري لان بعض مكونات الفضلات ترجع الى عملية التمثيل الغذائي داخل الجسم.

وبالنسبة للأغنام كما في المجترات الأخرى فان فضلاتها تحتوي على نسبة كبيرة من الغذاء الغير المهضوم وخاصة الألياف الخام فمثلا الدريس hay تكون معامل هضم الطاقة الحرارية له 56 ٪ لهذا فان استعمال مصطلح الطاقة المهضومة يقصد به مجموع الطاقة الكلية في غذاء الحيوان والتي لا تظهر في فضلاته وهذا المصطلح لا يفرق بين اجزاء العلف من كاربوهيدرات ودهون وبروتين وانما تؤخذ مجتمعة.

أما النسبة الغذائية N.R فهي عبارة عن النسبة الحسابية بين البروتين المهضوم والمركبات الغذائية اللانتروجينية المهضومة اي الغير البروتينية الموجودة في المادة العلفية التي يراد قياسها او في مجموع المواد العلفية المقدمة للحيوان. ويمكن قياسها بواسطة قسمة النسبة المئوية لمجموع المركبات الغذائية المهضومة على النسبة المئوية للبروتين المهضوم ناقص واحد فيكون الناتج المعامل الثاني للنسبة الغذائية.

والمواد العلفية التي تحتوي على نسبة بروتين عالية تكون النسبة الغذائية لها ضيقة اما التي تحتوي على كمية قليلة من البروتين فتكون ذات نسبة غذائية واسعه wide Nutritive Ratio فكسبة فول الصويا تكون النسبة الغذائية 1 : 1.1 اي ان لكل 1كغم بروتين مهضوم يقابله  1.1 كغم مركبات غذائية غير نتروجينيه مهضومة وفي حبوب الشعير 1 : 6.8 اما في تبن الشعير فتكون 1 : 59.3.

اما تعبير القيمة البيولوجية فيقصد به قياس القيمة الغذائية للبروتين ويمكن قياس القيمة الغذائية للبروتين حسب المعادلة التالية:

                             النتروجين المتناول - (النتروجين في الفضلات + النتروجين في الادرار)

القيمة البيولوجية = ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ × 100

                                               النتروجين المتناول - النتروجين في الفضلات

وهذه الطريقة يستدل منها على قياس نسبة البروتين التي استفاد منها الجسم فعلا وذلك لان قسم من البروتين الممتص في القناة الهضمية يطرحها الجسم عن طريق الادرار.

أن الأغنام وغيرها من المجترات والحيوانات آكلة الحشائش يمكنها الاستفادة من البروتين الموجود في المواد العلفية بصورة جيدة ولا تتأثر بدرجة كبيرة بنوعية البروتين لهذا فان القيمة البيولوجية ليس لها أهمية كبيرة في تغذية الأغنام.

أما اصطلاح الطاقة الصافية N.E فهو يستعمل في قياس ما تبقى من طاقة الغذاء الصافية بعد طرح جميع انواع الفقدان نتيجة استغلال المادة الغذائية.

هناك بعض المعاملات تجري على المواد العلفية لغرض اعدادها بالصورة التي يراها مربي الأغنام ملائمة له لتقديمها لحيواناته وهذه الأمور قد تزيد من القيمة الغذائية للمواد العلفية او تقللها ومن هذه العمليات جرش الحبوب او تقطيع او جرش العلف الخشن كالدريس او الأتبان او كبس العلف المركز لعمل حبيبات العلف Crumbles او المكعبات Pellets وقد تسمي cubes او نقع بعض الحبوب الصلبة Soaking مثل نوى التمر او معاملة التبن ببعض المواد الكيمياوية مثل الصودا الكاوية المخففة لزيادة قابلية الحيوان على هضمها.

أن كل هذه المفاعلات يجب معرفة تأثيرها على الحيوانات ومقارنة هذا التأثير على الجدوى الاقتصادية لأجرائها او تركها وتقديم العلف بطريقة أخرى أسهل او أرخص ماديا.

ويعتقد البعض من مربي الأغنام أن المواد العلفية التي يفضلها الحيوان بدرجة كبيرة هي التي يستفاد منها بالدرجة الأولى وتليها المواد الأخرى.

ان هذا الاعتقاد قد يكون غير دقيق لان الحيوانات لا تتقبل الأعلاف الجديدة عليها والتي لم تتعود على تناولها وبمرور الوقت وبعد التعود عليها نراها تلتهم منها كميات كبيرة وقد تفضلها على غيرها ثم ان بعض الأعلاف قد تكون غير مستساغة من قبل الحيوان لأنها مفيدة جدا للحيوان وتحتوي على قيمة غذائية عالية.

ولكن هذا لا يمنع أهمية استساغة الحيوان لنوع معين من العلف الذي يجعله يتناول منه كميات كبيرة وبالتالي يحصل على غذاء كافي يسد احتياجاته المختلفة.

وهذا ما يجعلنا اعطاء هذا الجانب اهميته عند اعداد العلف للأغنام يجعله ذو طعم وشكل ملائم لهذه الحيوانات.

أن الأغنام يمكنها من تناول الشعير والذرة بصورة مباشرة اي ليس من الضرورة سحق او تكسير هذه الحبوب ولكن بشرط أن تكون الأغنام بعمر مناسب اي ليست كبيرة العمر.

هناك عوامل بيئية تؤثر على مدى احتواء الاعلاف على القيمة الغذائية المطلوبة ومنها مثلا مدى احتواء الحبوب والاعلاف الأخرى على الرطوبة او مدى تعرضها لأشعة المادة العلفية وطبيعة التربة التي زرعت فيها وصنف او نوع هذه المادة العلفية او اصابتها بالآفات والحشرات المخزنية. ان هذه العوامل وغيرها تحدد قابلية الأغنام على الاستفادة من هذه الأعلاف ويجب اخذها في الاعتبار عند تغذية الحيوانات.

ولهذا فعند تحضير العليقة المثالية للأغنام يجب ان تكون ذات استساغة جيدة ويجب كذلك أن تكون متنوعة اي لا تشتمل على مادة علفية واحدة وانما تحتوي على مخاليط من الأعلاف المركزة ونوع او اكثر من العلف الخشن وبالإضافة الى ذلك احتواء العليقة على العناصر اللاعضوية والفيتامينات الاساسية ثم ملاحظة صفة الحجمية في العليقة Bulkiness اي توفر صفة حجم العلف الملائم لطبيعة الأغنام التي تحتاج الى علف مالي للمعدة ومن الصفات المهمة التي يجب توفرها في الأعلاف صفة الطراوة Succulence  التي تتوفر في العلف الاخضر السايلج ويجب أن تكون للعليقة صفة الملين للأمعاء Laxative effect وتكون بدرجة قليلة وهذه تتوفر في حالة تغذية الأغنام على الدريس الجيد والعلف الاخضر ونخالة الحنطة والمولاس وغيرها واخيرا يجب الاهتمام بالناحية الاقتصادية للعليقة.

أن الأغنام وغيرها من الحيوانات تستعمل المواد العلفية التي تتناولها لأجل المحافظة على حياتها ولإنتاج منتوجات معينة وللنمو وتقدر كمية الغذاء المخصص لإدامة الحياة بنصف الغذاء المتناول وهذا الجزء يحافظ على ادامة الفعاليات الاساسية للحياة ويحافظ على وزن حي ثابت للحيوان ولأجل ذلك يجب ان يكون هذا الجزء مشتملا على كمية من الطاقة لإدامة حرارة الجسم وكمية من الطاقة للوظائف الحيوية داخل الجسم مثل التنفس وغيرها وكمية من البروتينات للتعويض عن الأنسجة البروتينية المفقودة وكمية من الأملاح للتعويض عن النقص منها في الجسم وكذلك الماء الضروري لكافة الفعاليات الحيوية التي تجري في الجسم كما ذكرنا ذلك سابقا.

أما الاحتياجات الاخرى الى جانب احتياجات الإدامة هناك احتياجات النمو والتسمين والتكاثر ثم احتياجات الحيوان للإنتاج كإنتاج الحليب والصوف وغيرها.

ان لكل نوع من هذه الاحتياجات للغذاء تختلف عن الاخرى من حيث طبيعة العناصر الغذائية المطلوبة وكميتها.

ان احتياجات النمو تتمثل في الحاجة الى كميات أكثر من البروتين والطاقة والاملاح والفيتامينات وغيرها مما هي في احتياجات الادامة. اما احتياجات الحيوان للتسمين فتتمثل في زيادة ما هو مخصص للطاقة حيث تكون الحاجة للطاقة هي الأساس في توفير احتياج الحيوان للتسمين بالدرجة الأولى ثم تليها الاحتياجات الأخرى اما احتياجات الحيوان للتكاثر فتتمثل في توازن العليقة مع توفير انواع من البروتينات والفيتامينات الضرورية للإناث والذكور للقيام بعملية التناسل ثم أن حالة الحيوان العامة لها تأثير كبير على قابليته للتكاثر واحتياجاته الغذائية الخاصة التي يعتمد عليها للتكاثر قد تعتمد على احتياجاته الأخرى في مراحل نموه المختلفة ومدى استعداده للتكاثر. واخيرا فان احتياجات الإنتاج كإنتاج الحليب والصوف فتتمثل في توفير المواد العلفية التي تحتوي على العناصر الغذائية الموجودة في المنتوج الحيواني وبالكميات المناسبة اي انه يجب اعتماد الطرق العلمية في حساب احتياجات الحيوان لغرض الانتاج وتوجد جداول خاصة تبين احتياجات الحيوان من العناصر الغذائية لكل وحدة وزنية او انتاجية من المنتوج.

التغذية في مراحل النمو المختلفة: Feed requirement during growth

ان الاغنام تعتبر من حيوانات الرعي حيث تتغذى على محاصيل العلف المزروعة وعلى بقايا المحاصيل المنتجة في الحقل بعد حصادها وعلى انواع النباتات البرية النامية في المراعي وقد تأخذ الأغنام جميع احتياجاتها من الغذاء من هذه المراعي وفي أحيان كثيرة تربي الأغنام في حظائر التربية بصورة دائمية او لوقت معين وتخرج بعدها للرعي ومهما كانت طريقة التربية المتبعة فيجب الاهتمام بتغذية الأغنام اذا اريد لها أن تنتج وتتكاثر وتحافظ على صحتها وقابليتها للنمو.

يبدأ الاهتمام بتغذية الأغنام قبل وخلال موسم التناسل وذلك لغرض اعداد الأغنام لتكون بحالة جيدة اثناء موسم التناسل وقد لوحظ أن زيادة وزن النعاج في هذه الفترة له تأثير ايجابي على زيادة الاخصاب وكذلك عدد البويضات المفرزة من قبل المبيض وهذا يؤدي إلى زيادة نسبة التوائم.

هناك مصطلح يسمى الدفع الغذائي قبل واثناء وبعد موسم التناسل Flushing ويتم بتغذية النعاج قبل فترة مناسبة من ابتداء موسم التناسل وتكون بحدود اسبوعين او اكثر بصورة جيدة وتستمر طيلة فترة التسفيد التي قد تستمر لمدة شهر او اكثر قليلا وفي هذه الحالة تغذى على العلف الاخضر الجيد كالأعلاف الخضراء البقولية وتعطي اضافات علفية مركزة.

أن الدفع الغذائي يعمل على زيادة نسبة الخصوبة بالإضافة الى تأثيره في زيادة نسبة التوائم هذا ويجب ملاحظة عدم الاتجاه في تغذية النعاج نحو تسمينها وبالتالي زيادة ترسيب كميات من الدهون في جسمها قد تؤدي الى تأثيرات سلبية في قابلية الحيوان على التناسل وتسبب فشل الحمل احيانا وإذا حدث وان كان النعاج ذات اوزان غير ملائمة للتناسل فيعمل على زيادة حركتها اثناء الرعي ثم اعطاؤها مواد علفية معينة تحافظ على صحتها وتساعد على إنقاص وزنها في نفس الوقت مثل نخالة الحنطة.

وبعد انتهاء من موسم التناسل والتأكد من أن جميع النعاج بالقطيع قد دخلت في فترة الحمل البالغة خمسة أشهر تكون تغذية النعاج في الثلاثة أشهر الاولى من الحمل اعتيادية وذلك لان الجنين ينمو ببطيء ولا يحتاج إلى متطلبات غذائية من جسم الام بدرجة كبيرة اما عند ابتداء الشهر الرابع من الحمل وحتى نهاية الحمل فان الجنين يزداد وزنه بدرجة متسارعة وهذا يتطلب احتياجات غذائية كبيرة تؤخذ من جسم الام.

والنعاج الحوامل إذا لم تتم العناية بتغذيتها بصورة جيدة في النصف الثاني من الحمل فان ذلك ينعكس على ولادة حملان ضعيفة وليس لها القدرة على الحياة او حملان ميتة وتكون كذلك قابلية النعاج على العناية بمولودها قليلة لان ما تنتجه من الحليب يعتمد ايضا بدرجة كبيرة على حالة الام الصحية في هذه الفترة من الحمل.

أن بعض المصادر العلمية تذكر كميات علفية معينة لغرض تقديمها للنعاج في هذه الفترة من الحمل ولكن هذه الكميات قد يكون الالتزام بها بعيد عن تقديم المتطلبات الحقيقية للحيوان احيانا وقد تكون أكثر من احتياجاته فيكون بذلك هدرا اقتصاديا لا مبرر له ولكن من الضرورة التأكيد على توفير دريس بقولي جيد او مراعي تحتوي على مصادر علفية جيدة بالإضافة الى ما يقدم للنعاج من العلف المركز او الحبوب والذي يكون بحدود ربع كيلو غرام لكل حيوان يوميا.

أن الزيادة الوزنية للنعاج الحوامل تكون بحدود %10 تقريبا خلال الشهرين الأخيرين من الحمل أما النعاج التي تحمل توائم فتزداد بنسبة 18% بينما الفطائم او النعاج التي تلد لأول مرة فتزداد بنسبة %12.

وفي هذه الحالة يجب عزل النعاج الحوامل ذات الاعمار المتقاربة ويقسم القطيع إلى مجاميع حسب العمر والوزن او المرحلة من الحمل وذلك لتكون تغذية المجموعة متشابهة ولتسهيل ادارة القطيع والعناية بحيواناته.

أما الكباش خلال موسم التلقيح وقبله فتغذى على المراعي الجيدة مع اضافات من العلف المركز ويفضل أن تكون تغذية الكباش بصورة انفرادية خاصة بالنسبة للكباش الممتازة مع ملاحظة عدم تسمينها بدرجة يصعب معها القيام بدورها في عملية تلقيح النعاج وهذا يتم عن طريق الاهتمام برياضة الكباش يوميا للاحتفاظ بالحيوية والنشاط المستمر.

وبعد أن ينتهي موسم التلقيح فيجب ابعاد الكباش عن النعاج حتى لا تضايقها خلال الفترة الاولى من الحمل.

لقد لوحظ من التجارب أن النعاج التي غذيت بصورة جيدة في النصف الثاني من الحمل قد زاد اوزان حملانها خاصة التوائم أكثر من مثلاتيها التي كانت تغذيتها اعتيادية هذا وان التغذية الجيدة للنعاج في هذه الفترة قد تحمي النعاج ايضا من متاعب انتاج الحليب بعد الولادة خاصة حالة حمى الحليب الناتجة عن استهلاك كميات من الكالسيوم الموجودة في الجسم لإنتاج الحليب لعدم كفاية مصادره الموجودة في غذاء الحيوانات.

وعندما تقترب النعاج من الولادة يراعي عدم اخراجها إلى المراعي وانما تغذي في الحظائر. او الاماكن المخصصة لولادتها ولكن يفسح لها المجال للحركة داخل الحظائر. يجب ملاحظة النعاج التي تغذي في الحظائر لتجنب اصابتها بالنفاخ او التخمة. وبعد الولادة تبدأ بإنتاج الحليب لرضاعة مواليدها وتكون تغذيتها في هذه الفترة مشابهة للفترة الأخيرة من الحمل مع زيادة في نسبة البروتين قد تصل الى 16% وزيادة في كمية العليقة المقدمة لان كمية العلف التي تستوعبها النعاج بعد الولادة تكون أكبر مما هي أثناء الحمل لأن الجنين يأخذ حيزا كبيرا في التجويف الداخلي للحيوان بالإضافة الى أن تناول كميات العلف الكبيرة تشجع النعاج على انتاج الحليب بكثرة. ومهما كانت التغذية جيدة للنعاج المرضعة فان اوزانها تقل خاصة المنتجة للحليب بكميات كبيرة ويعتبر الجهد الفسيولوجي الذي تبذله النعاج لإنتاج الحليب اكبر من الجهد الذي تبذله أثناء فترة الحمل وهنا تظهر فائدة العناية بالتغذية خلال فترة انتاج الحليب. وفي القطعان الكبيرة تفصل النعاج التي ولدت توائم وتوضع في مجموعة منفصلة وذلك لزيادة نصيبها من الغذاء عن مثيلاتها من النعاج التي ولدت حملان مفردة.

تكون كمية الحبوب او العلف المركز المقدمة للنعاج في هذه الفترة بحدود نصف كيلو غرام يوميا مع تقديم المادة العلفية الخشنة المالئة وتكون نسبة المواد المركزة إلى الخشنة بحدود 4:1.

اما الحملان المولودة فتتغذى على حليب امهاتها بالدرجة الرئيسية ولو أن كمية الحليب التي يتناولها الحمل حتى الفطام تعتمد على الطريقة المتبعة في التربية حيث تختلف من مربي الى اخر ففي حالة الفطام المبكر جدا يسمح فقط للحمل بتناول الحليب في الأيام الأولى بعد الولادة وبعد ذلك يعزل ويغذى تغذية اصطناعية ويستفاد من حليب النعاج حيث يدر ربحا مجزيا للمربي.

وهناك طرق اخرى لتغذية الحملان تعتمد على مدى اعتماد الحليب في تغذيتها وفي جميع هذه الحالات يكون الحليب هو الغذاء الوحيد للحملان خلال الأسبوعين الأولين في حياتها ويبدأ بعد ذلك بتعويدها على تناول كميات قليلة من العلف الاخضر الجاف وتزداد الكميات تدريجيا حتى الفطام عندما تكون الحملان قد وصلت اعمارها الى اربعة أشهر وقد يجري الفطام بأعمار أقل.

ان تغذية الحملان على العليقات الجافة والخضراء يساعدها على النمو السريع خاصة اذا كانت تعتمد على المراعي الجيدة واذا اريد للحملان أن تسوق بوقت سريع بعد تسمينها فيجب تقديم تغذية اضافية لها في الحظائر وكذلك للنعاج الامهات لإطالة موسم الرضاعة ولأعدادها لموسم التناسل القادم بحالة جيدة وهناك طريقة تتبع عندما يراد أن يقدم العلف للحملان فقط دون الأمهات وذلك بعمل فتحات في الأسيجة تعمل على خروج الحملان فقط حيث تخرج وتأكل من العلائق الموضوعة ثم ترجع الى امهاتها لتأخذ نصيبها من الحليب ( شكل 2).

ان التغذية الاضافية للحملان تكون مكلفة أحيانا ويجب عدم اتباعها الا إذا كانت المراعي فقيرة او اذا اريد للحملان أن تسوق للبيع بسرعة.

ان الزيادة الوزنية اليومية للحملان المقررة خلال الشهرين الأولين من عمرها بحدود 300 غم اما الحملان التوائم فتكون الزيادة 250 غم يوميا وهذه الأرقام بالنسبة لسلالات الأغنام الاوربية اما السلالات المحلية فقد تكون زيادة أوزانها أقل كثيرة. ان التغذية الاضافية للحملان تزيل الفروق الوزنية بين الحملان التوائم عن المفردة بسرعة وتتلاشى نهائيا هذه الفروق عند الفطام.

وبعد أن يتم الفطام الذي يكون عادة عند عمر 4 أشهر بعد ولادة الحملان تحتاج النعاج الى فترة تستعيد فيها صحتها ونشاطها لكي تستعد لموسم التناسل القادم وبصورة عامة فان احتياجات النعاج الغذائية تكون أقل مما هي في فترة الرضاعة ويكفيها الرعي في المزارع التي فيها بقايا المحاصيل او الحشائش والبرسيم والنعاج التي لا يكفيها الرعي لسد النقص الذي حصل في اوزانها أثناء الحمل والرضاعة فيمكن اضافة علائق اضافية قبل فترة مناسبة من دخولها في موسم التناسل وكذلك الكباش فتكون تغذيتها مشابهة لتغذية النعاج على أن يلاحظ اوزان الكباش لعدم تسمينها لان ذلك يقلل من قابليتها التناسلية كما ذكرنا.

في حالة النعاج والكباش التي تربي في الحظائر عندما يتعذر اخراج الحيوانات الى المراعي فيقدم حوالي 10-8 كغم من العلف الاخضر للرأس الواحد يوميا وفي حالة استعمال التبن فتقلل كمية العلف الاخضر الى 6-8 كغم لكل ½ كغم تبن للرأس الواحد على أن ان تضاف لهذه الكميات حوالي 250 في العلف المركز الموزون.

أن نسبة البروتين في المواد العلفية المتناولة من قبل الاغنام مهمة وتختلف هذه النسبة باختلاف مرحلة النمو فتعطى الاغذية الحملان بحدود 18 ٪ بروتين خام. اما بعد هذه المرحلة فتقلل هذه النسبة الى 15٪ والحيوانات البالغة النمو والكبيرة فأنها لا تحتاج الا %13 نسبة بروتين.

والعليقة التالية تحتوي على %13 بروتين و67 ٪ مواد قابلة للهضم: -

نخالة الحنطة 25%

شعير مجروش 30%

كسبة بذور القطن 15%

نوى التمر المجروش 28%

ملح الطعام 2%

وبالإمكان تركيب عليقات كثيرة ومتنوعة وتعتمد على توفر المواد الأولية المكونة لها وانتشارها.

ان الأغنام ولو انها تمتاز عن بقية الحيوانات بكونها تستطيع الاعتماد على المواد العلفية الأقل احتواء على العناصر الغذائية ولكن هذا لا يعني عدم الاهتمام بتغذيتها لان الغذاء عامل مهم في تحسين نوعية الإنتاج وزيادة كميته.

شكل (1) تغذية النعاج مع مواليدها على المراعي الخضراء

شكل (2) تغذية النعاج بصورة جيدة يؤدي الى الحفاظ على قطيع منتج ويجنب المربي مشاكل نقص التغذية.

المراعي pastures

تعتبر نسبة المواد المركزة والحبوب التي تقدم الى الاغنام مقارنة بالمواد الخشنة من اقل النسب مقارنة لما يقدم للحيوانات الزراعية الأخرى كالأبقار والخنازير والدواجن وغيرها فالعلف المركز يعتبر من العلائق الاضافية او المكملة وليس العلف الرئيسي وذلك لان الأغنام تفوق حيوانات المزرعة الأخرى في قابليتها للاستفادة من نباتات المراعي وهناك مناطق واسعة في العالم تستغل المراعي في تربية الأغنام ولإنتاج الذبائح الممتازة وبعض هذه المناطق ذات المراعي الجيدة فان الأغنام التي تربى فيها لا يقدم لها العلف المركز والحبوب مطلقا أي انها تستطيع أن تحصل على كل احتياجاتها الغذائية من نباتات المراعي وهي الحشائش والبقوليات والادغال والاعشاب وكذلك الأحراش الموجودة في المناطق المزروعة والبرية .

ان الاغنام مهيئة فسيولوجيا للرعي حيث أن مستوى رأسها أوطأ من جسمها وان مخطم الحيوان صغير مقارنة بمخطم الأبقار كما أن الشفتين رفيعة وذات حركة سريعة وللأغنام ايضا قابلية جيدة للشم وهذا يساعد في اختيار النباتات التي ترغبها وهذا ما نلاحظه على قطيع الاغنام عندما يرعي في المراعي حيث نجدها تتناول نباتات معينة وتترك غيرها او تفضل جزء من النبات كالأوراق وتترك الباقي وفي احدى الدراسات التي اجريت من قبل العالم السويدي Carolus Linnaeus ان الأغنام والماعز قد اختارت 449 نبات وتناولته من مجموع ما قدم لها وهو 218 نبات و 32 نبات تناولته لبعض الوقت و 147 نبات لم يؤكل، ومع ذلك فان عدد ما تتناوله الأغنام من النبات يفوق ما يتناوله الأبقار والخيول او الخنازير.

أن الأغنام تستطيع أن ترعى النباتات الواطئة أي القريبة من سطح الأرض بينما الأبقار تتناول النباتات المرتفعة نسبية لهذا فان الأغنام عادة ما تترك للرعي في الحقول بعد أن تستعملها الأبقار أي أنها مكملة للأبقار في رعي النباتات المزروعة او المراعي الاصطناعية وطريقة الرعي للأغنام غير منتظمة أي انها ترعى هنا وهناك وكذلك الماعز ولو ان الأغنام ترعي كمجموعة متقاربة بينما الماعز ينتشر في كل الأنحاء عندما يترك للرعي. ويفيد استعمال الأسيجة والحواجز لحصر الاغنام وجعلها ترعى في مكان محدد (شكل 3 و 4).

شكل (3) حاجز سلكي اعتيادي للأغنام

شكل (4) حاجز مكهرب يستعمل عند الرعي

ان ظاهرة التجمع عند الرعي للأغنام قد تكون واضحة في سلالات معينة وتشتهر المارينو بهذه الصفة ويلاحظ عند الرعي ضرورة عدم ازعاج القطيع لأنه يترك الرعي ويتجمع في مجموعة واحدة متقاربة.

أما أفراد القطيع التي تنعزل عن البقية فهي أما أن تكون مريضة او غير طبيعية.

ومن صفات الأغنام المهمة التي تساعد الراعي للقيام بواجبه هي تجاوب الأغنام للأصوات حيث عادة ما نرى الراعي يصدر اصواتا معينة لتوجيه سير القطيع من والى المرعي. ان الاغنام ترعي في الصباح الباكر لعدة ساعات وكذلك عصرا وأحيانا في الليل وفي الأوقات التي ترتفع فيها درجات الحرارة في أشهر الصيف الحارة خاصة في اوقات الظهيرة فان الأغنام لا ترعى بل تتجمع وتضع رؤوسها تحت بعضها اتقاء اشعة الشمس المحرقة وان ارتفاع الحرارة يقلل من النشاط العام للقطيع وتقل الرغبة في تناول العلف.

والاغنام نجدها أكثر نشاطا في الأشهر المعتدلة الحرارة والباردة عنها في أشهر الصيف. وكذلك الحال في الأوقات التي يتساقط فيها المطر فمن الضرورة عدم رعي الأغنام. ان كمية العلف التي تتناوله الأغنام في المراعي يوميا يعتمد على حجم الحيوان ونوع النباتات المتوفرة وكثافتها في المرعى وكذلك على حالة الجو وقد لوحظ أن الأغنام التي وزنها 50-60 كغم فأنها تتناول عادة حوالي 6 كغم يوميا ومن المحتمل أن تصل كميات العلف المتناول في المرعى الى 10 كغم من النباتات الخضراء خلال اليوم الكامل.

وقد قدم أحد الباحثين احصائية عن فعاليات الاغنام أثناء الرعي خلال 24 ساعة فوجد أن 26% من اليوم تقضيها الأغنام في الرعي و 24% في عملية الاجترار . و 31% في الاضطجاع بدون اجترار و 19% في الوقوف بدون اجترار.

هناك بعض الاعتبارات المهمة التي يجب على المربي الاطلاع عليها خاصة إذا ما اعتمد طريقة رعي الأغنام وسيلة الرئيسية في غذاء القطيع وهي:

1- أنه من المحتمل أن تصاب الأغنام بالطفيليات الداخلية لهذا يجب تجريع الأغنام لمكافحة هذه الطفيليات ان وجدت.

2- احتمال وجود بعض النباتات الضارة في المرعى وهذه اما أن تكون بسبب احتواء التربة على بعض المعادن مثل السيلنيوم وغيره او بسبب كون بعض النباتات لها خاصية سمية بغض النظر عن التربة التي تنمو فيها.

3- الأضرار التي تصيب الأغنام من جراء وجود الأشواك والحسك في المراعي وهذه قد تصيب العيون او تؤذي الجلد والصوف او قد تكون مصدر ازعاج لعدد كبير من الأغنام في القطيع.

4- احتمال اصابة الأغنام بالنفاخ خاصة في مراعي البقوليات واستعمال المراعي الخليطة من البقوليات والحشائش يقلل من ظاهرة النفاخ في الأغنام او تقديم المواد المالئة للأغنام قبل اخراجها إلى مراعي البقوليات لأول مرة.

ان المراعي أما أن تكون طبيعية أي مراعي لا يتدخل الانسان في زراعتها وانما تنمو فيها النباتات البرية التي أما أن تكون من النجيليات المتوطنة والبقوليات البرية والادغال.

او قد تكون المراعي اصطناعية وهي مساحات من الأراضي تزرع بمحاصيل العلف كالجت والبرسيم او الشعير او مخاليط علفية مختلفة.

وهناك طرق مختلفة لاستغلال المراعي وهي:

1- الرعي المستمر وهي ترك الحيوانات ترعى في منطقة معينة وتبقى فيها طيلة فصول السنة.

2- الرعي الدوري وفي هذه الطريقة يتم تقسيم المرعى الى عدة اقسام حيث يتم رعي الأغنام في قسم معين ثم ينتقل إلى قسم أخر ليترك المجال للقسم الأول حتى تنمو فيه النباتات (شكل 5).

3- الرعي في شرائط وفي هذه الطريقة تستعمل اسيجه كهربائية متنقلة داخل المرعى وهذه الطريقة مشابهة نوعا ما للطريقة السابقة.

4- حصاد العلف الاخضر ثم تقطيعه وتقديمه الى الحيوانات في صناديق معدة لهذا الغرض حيث توضع أما في المراعي او في الحظائر ولكن هذه الطريقة قد تكون مكلفة اكثر من الطرق الأخرى.

شكل (5) مخطط يوضح الرعي الدوري للأغنام

وفي حالة توفر كميات كبيرة من النباتات الخضراء فانه يمكن عمل الدريس منها وتقديمه في أشهر الشتاء التي يقل فيها العلف الأخضر.

ان دريس البقوليات أكثر استساغة من دريس الحشائش. وقد يعمل السايج كغذاء جيد للأغنام خاصة إذا كان مصدره من البقوليات او خليط البقوليات والحشائش. ويفضل ان لا تزيد كمية السايلج المعطاة للأغنام عن 2-3 كغم للراس الواحد يوميا.

ويبين جدول رقم (1) و (2) الاحتياجات الغذائية اليومية للأغنام من المركبات الغذائية اللازمة للحيوان (على أساس 100 % مادة جافة).

وقد اخذت هذه الجداول من كتاب الغذاء والتغذية للدكتور احمد طه صالح ود. شاكر محمد على (1980) والذي اعتمد المصدر التالي في اعداد هذه الجداول:

Nutrient requirements of sheep) 1975 5th revised ed.. ibid. U.S.A. p206)

جدول (1) الاحتياجات الغذائية اليومية للأغنام (على أساس 100 % مادة جافة)

المركبات الغذائية اللازمة للحيوان الواحد في اليوم الواحد

جدول (2) الاحتياجات الغذائية اليومية للأغنام (على أساس 100% مادة جافة)

المركبات الغذائية اللازمة للحيوان الواحد في اليوم الواحد)

القيم الموجودة بين الاقواس مخصصة للنعاج التي ترضع مواليد مفردة خلال ثمانية أسابيع الأخيرة من موسم انتاج الحليب.

(+) القيم الموجودة بين الاقواس مخصصة للنعاج التي ترضع مواليد التؤئم الثنائية خلال ثمانية أسابيع الأخيرة من موسم انتاج الحليب.

(س) للحصول على كمية من العلف غير المجفف (مادة جافة + رطبة) قسم كمية المادة الجافة على النسبة المئوية للمادة الجافة في العلف.

(ب) 1 كغم مجموع المركبات الغذائية المهضومة T D N = 44 ميكا كالاري طاقة مهضومة. يمكن تحويل الطاقة المهضومة الى الطاقة الممثلة بضرب الأول بمقدار 82%.

(أ) تكون هذه القيم لنعاج متوسطة أي لاسمينة ولا ضعيفة.




الإنتاج الحيواني هو عبارة عن استغلال الحيوانات الزراعية ورعايتها من جميع الجوانب رعاية علمية صحيحة وذلك بهدف الحصول على أعلى إنتاجية يمكن الوصول إليها وذلك بأقل التكاليف, والانتاج الحيواني يشمل كل ما نحصل عليه من الحيوانات المزرعية من ( لحم ، لبن ، صوف ، جلد ، شعر ، وبر ، سماد) بالإضافة إلى استخدام بعض الحيوانات في العمل.ويشمل مجال الإنتاج الحيواني كل من الحيوانات التالية: الأبقـار Cattle والجاموس و غيرها .



الاستزراع السمكي هو تربية الأسماك بأنواعها المختلفة سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة والتي تستخدم كغذاء للإنسان تحت ظروف محكمة وتحت سيطرة الإنسان، وفي مساحات معينة سواء أحواض تربية أو أقفاص، بقصد تطوير الإنتاج وتثبيت ملكية المزارع للمنتجات. يعتبر مجال الاستزراع السمكي من أنشطة القطاعات المنتجة للغذاء في العالم خلال العقدين الأخيرين، ولذا فإن الاستزراع السمكي يعتبر أحد أهم الحلول لمواجهة مشكلة نقص الغذاء التي تهدد العالم خاصة الدول النامية ذات الموارد المحدودة حيث يوفر مصدراً بروتينياً ذا قيمة غذائية عالية ورخيص نسبياً مقارنة مع مصادر بروتينية أخرى.



الحشرات النافعة هي الحشرات التي تقدم خدمات قيمة للإنسان ولبقية الاحياء كإنتاج المواد الغذائية والتجارية والصناعية ومنها ما يقوم بتلقيح النباتات وكذلك القضاء على الكائنات والمواد الضارة. وتشمل الحشرات النافعة النحل والزنابير والذباب والفراشات والعثّات وما يلحق بها من ملقِّحات النباتات.ومن اهم الحشرات النافعة نحل العسل التي تنتج المواد الغذائية وكذلك تعتبر من احسن الحشرات الملقحة للنباتات, حيث تعتمد العديد من اشجار الفاكهة والخضروات على الحشرات الملقِّحة لإنتاج الثمار. وكذلك دودة الحريري التي تقوم بإنتاج الحرير الطبيعي.