أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-9-2019
2477
التاريخ: 13/9/2022
866
التاريخ: 9/9/2022
2315
التاريخ: 22-12-2015
8983
|
جيومورفولوجية الارض المحيطة بالجليد
تقدر مساحة الاراضي التي تتأثر بمناخ قطبي في وقتنا الحاضر بنحو خمس مساحة يابس الكرة الارضية. ولا يمكن اعتبار هذا النوع المناخي جليديا، فهو لا يغذي نشأة غطاءات جليدية او تكوين انهار جليدية، لكنه يتميز بفترات طويلة من تكوين الصقيع اثناء اشهر الشتاء، وفي بعض الاحيان تتساقط ثلوج كثيرة. ويتسع انتشار هذه الظروف المناخية القطبية في نصف الكرة الشمالي، حيث ترتبط بتوزيع التندرا في ألاسكا وشمال كندا، وفي أجزاء من شمال أوروبا كمناطق اللاب Lapland، وفي مساحات شاسعة في سيبيريا، التي تمثل زهاء نصف المساحة الكلية لاتحاد الجمهوريات السوفيتية، والتي تتميز بالأراضي السفلى الدائمة التجمد.
ولقد كان من بين أهم نتائج نمو وانتشار الغطاءات الجليدية القارية اثناء الفترات الجليدية بالزمن الرابع انتقال او تزحزح النطاقات المناخية تجاه دائرة الاستواء. ومن ثم فأن الاحوال المناخية التي هي الان مثالية لنطاقات العروض العليا، وتزحزحت أثناء العصر البلايوستوسين جنوبا، وأثرت في أجزاء من أمريكا الشمالية والجزر البريطانية وأوروبا وآسيا، تنعم الان بظروف مناخية معتدلة. ولقد كانت تلك الاجزاء حينذاك تعاني من عمليات تجوية وتعرية نشطة للغاية كالتي تدأب في عملها في الجهات القطبية الشمالية في وقتنا الحلز وحدث تعديل، نتيجة لذلك، في كثير من الاشكال الارضية التي احتوتها البيئات الطبيعية في جنوب بريطانيا وشمال فرنسا وشمال ألمانيا وجنوب روسيا كأمثلة للأراضي التي لم يغطها الجليد ويجثم فوقها.
ولقد بقيت آثار فعل هذه الاحوال المناخية القارصة البرودة في هذه الاراضي المعتدلة المناخ في وقتنا الحالي، خاصة آثار ومخلفات فترة جليد الفورم، لأنها آخر فترة ليدية واحدثها، ولأن عمليات مناخ فترة ما بعد الجليد التي ابتدأت منذ نحو عشرة آلاف سنة، لم تستطع ازالة تلك الآثار والمخلفات، ولم تتمكن من طمس معالمها.
وقد اصطلح استخدام تعبير Periglacial (بالالمانية) Periglazial للدلالة على عمليات التعرية التي تمارس فعلها في مثل هذا المناخ البارد غير الجليدي. والكلمة تتكون من مقطعين أحدهما اغريقي وهو Peri ومعناه حول، والثاني لاتيني Glacies أي الجليد. والمعنى الحرفي للكلمة هو (حول الجليد Around the Ice)). والتعبير يحمل في طياته بعض التضليل، ذلك ان بعض الاراضي قد عانت من برد قارص اثناء العصر الجليدي، مثل بعض الكتل الهضبية والجبلية العالية في عروض دنيا نسبيا، رغم انها كانت تقع بعيدا عن نطاقات هوامش الغطاءات الجليدية القارية. ومثل هذا يقال عن كثير من الاصقاع التي يسودها مناخر بارد في وقتنا الحاضر من سيبيريا.
ويستخدم تعبير Periglacial في كثير من الاحيان بمعنى مناخي وليس بالدلالة الجيومورفولوجية. وتبدو الصعوبة هنا في امكانية تنوع النظم المناخية التي تناس عمليات هوامش الجليد Periglacial Processess المثالية. فهي تنشط في يالاراضي التي يسدها المناخ (القطبي البحري) والمعروف (بالنوع الايسلندي). الذي يتصف بالتساقط الغزير، والذي يهطل كثلج شتوي في معظمه، والذي فيه تبدو درجات الحرارة معتدلة نسبيا، ذلك ان المتوسط السنوي لها يزيد في العادة على درجة الصفر المئوي. كما تنشط نفس العلميات في الاراضي التي يشيع فيها المناخ (القطبي القاري) الذي يعرف (بالنوع السيبيري) الذي يناقض النوع السابق في ان التساقط فيه قليل، ويسقط في الصيق على هيئة مطر. كما وان التطرف الحراري على أشده، فهو عظيم. ذلك ان درجت حرارة الشتاء تهبط الى ما دون الصفر المئوي بنو 60 درجة مئوية. وفي الصيف تسود أحوال معتدلة نسبيا، فالمتوسط الحراري لشهر يوليو يزيد عادة على درجة التجمد.
ومصطلح هامش الجليد Periglacial له استخدامات ثلاثة كما أوضحنا نلخصها في الاتي:
1- استخدام مساحي محض، ليعني المناطق المجاورة للغطاءات الجليدية والثلاجات.
2- استخدام مناخي، ليدل على المناخ شبه القطبي، الذي يقع تحت تأثير الغطاءات الجليدية المجاورة.
3- استخدام مناخي مورفولوجي، ليشير الى العمليات المورفولوجية التي تتم بتأثير اصقيع الارضي.
وأهم الظاهرات المورفولوجية في هذه المناطق هي: التربات المتجمدة، والانسياب الارضي. وهي ظواهر توجد الان في المناطق شبه القطبية والجبال العالية، وكانت لها أهمية كبيرة في وسط أوروبا أثناء العصر الجليدي، كما سنشير الى ذلك تفصيلا فيما بعد.
وهناك أدلة متعددة تثبت حدوث تغيرات واضحة في أحوال المناخ زمنيا ومكانيا في المناطق المحيطة بالجليد اثناء الزمن الرابع. ومثال ذلك أراضي شمال ألمانيا بولندا وجنوب روسيا وشمال فرنسا وجنوب شرق انجلترا، التي تأثرت جميعا بمناخ بارد جدا وشبه جاف أثناء فترات الجليد، ومنها فترة فورم التي في أواخرها تحسن المناخ نوعا في فترة قصيرة، نسميها مرحلة دفء، فيها كانت الحرارة تزيد على 5 درجة مئوية، وفي الشتاء كانت الثلوج الغزيرة تتساقط. ولاشك ان التنوع المناخي كان ملحوظا بالاتجاه في أوروبا من الغرب، حيث يتضح تأثير المحيط في بريطانيا وشمال فرنسا وشمال المانيان نحو الشرق، حيث يضمحل ويتلاشى تأثيرها في شمال بولندا وجنوب روسيا ، فتشتد البرودة ويعظم الجفاف. وعلى الرغم من اتنوع المناخي الذي نجده في مختلف المناطق التي سادها هوامش الجليد تبعا للموقع الجغرافي بالقرب من البحر أو بالبعد عنه، فإنه من الممكن تمييز عدد من الخصائص العامة التي تتصف بها مناخات الاراضي المحيطة بالجليد، وهذه نجملها فيما يلي:
الصفة الاولى: وهي الاوضح والاهم، هي برودة الشتاء، التي غالبا ما تكون قارسة، وتكون درجات الحرارة في العادة دون درجة التجمد. وفي هذا الموسم تتجمد التربة، كما تتحول كل المياه السطحية الى صقيع ومن ثم تتوقف عمليات التجوية، والتعرية، وتصير الى موات.
والخاصية الثانية: هي اعتدال الصيف نسبيا، سواء كان طويلا او قصيرا، تبعا لدائرة العرض، وحسب الموقع قريبا من البحر (مناخ بحري) او بعيدا عنه (مناخ قاري). وفي الصيف لا يحدث الصقيع حتى بالليل، كما ان التربة السطحية تكون غير متجمدة، ذلك ان صقيعها ينصهر. وقد تجرى المياه في مجاري، وتقوم بعمل تحاتي. كمما تمارس عمليات تحرك المواد فوق المنحدرات نشاطها كزحف التربة، ولانسياب، لكن هذا النشاط يضعف في أواخر الصيف حينما يتمكن الدفء من تجفيف التربة.
والميزة الثالثة: وهي مهمة للغاية في الوصف التعميمي لخصائص مناخ المناطق المحيطة بالجليد، ان فصلي الانتقال، وهما الربيع والخريف، يتميزان على فصلي الشتاء والصيف، بالنشاط الجم من وجهة النظر الجيومورفولوجية.
ويرجع ذلك الى ثلاثة اسباب نوجزها فيما يلي:
1- ان التربة في فصلي الربيع والخريف لا يدوم تجمدها كما هي الحال في الشتاء ، ولا يستمر عدم تجمدها كما هي في الشتاء، وانما يتعاقب تجمدها وانصهار صقيعها مع تعاقب الليل والنهار، وتتكرر هذه الدورة يوميا Diurnal Freeze-thaw cycle، وهي الدورة البالغة الاهمية في احداث التفكك الميكانيكي للصخور. وتعرف عملية احداث هذا التفكك بتجوية الصقيع Frost Weathering، وهي من أكثر العمليات نشاطا وشيوعا في الاراضي المحيطة بالجليد، وتعرف احيانا باسم ((الكسر بالتجمد Congelifraciton)).
2- وفي نهاية فصل الشتاء، حينما تصبح التربة نصف دائمة التجمد، حيث ينصهر جليدها جزئيا، تكون مبتلة بالمياه المنصهرة ومشبعة تماما بها. وبسبب هذه الوفرة في المياه، التي تعمل حينئذ كمادة تشحيم، او تكون بمثابة ((تزييت)) لمكونات التربة، فإن مواد التربة او الرواسب المجواه تتحرك فوق السفوح تجاه أسافلها حتى لولو كانت تلك السفوح تجاه أسافلها حتى ولو كانت تلك السفوح هينة الانحدار نسبيا. وتلك هي عملية الانسياب الارضي Solifluxion، وهي العملية الثانية الشائعة الحدوث في مناخ هوامش الجليد Periglcial Climate ويبدو ان فعل هذه العملية موقوت قصير الامد، قد يتوقف فعلها حالما تنتهي كل ثلوج الشتاء، او حينما ينصهر كل جليد التربة، لكن آثارها بعدية المدى بسبب سرعة تحرك التربة بواسطتها.
3- وفي المنطق التي يكثر فيها تراكم الثلوج شتاء، يتميز فصل انصهار تلك الثلوج، وهو الربيع، بكثرة المياه التي تتمكن من تشبيع الطبقة العليا من الاراضي بالمياه اضافة الى وجود فائض يكفي لتكوين عدد كثير من المجاري المائية السطحية، التي دق جري متدفقة في هيئة سيول جارفة، تستطيع القيام بدول نقل المفتتات الصخرية التي نشأت عن تجوية الصقيع، كما تتمكن في وقت قصير من حفر مجاريها رأسيا وجانبيا.
4- هذا وينبغي ان نؤكد أن عمليات التجوية والتعرية في مناطق هوامش الجليد تكون أنشط وأبلغ اثرا في ظل المناخ البحري. ذلك ان الفصول الانتقالية هنا تكون اطول منها في المناطق القارية الداخلية، كما ويكثر تساقط الثلوج في المناخ البحري عنه في المناخ القاري شتاء، وهي التي تؤازر النشاط السريع للمياه المنصهرة ولعمليات الانسياب الارضي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
جمعية العميد تناقش التحضيرات النهائية لمؤتمر العميد الدولي السابع
|
|
|