المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

المتغيرات المؤثرة في الدور - امكانات الدولة - القوة
25-1-2021
وظائـف وأهميـة نـظم المعلومـات الإداريـة
29-4-2021
قبس من سنن لباس المصلي
22-8-2017
تصنيف الوصيفات Chaperones
19-1-2016
Exponential Factorial
1-1-2021
رطوبة الهواء HUMIDITY OF THE AIR
2024-09-17


ادب الأطفال في العصر الحديث / في البلاد العربية  
  
1227   01:28 صباحاً   التاريخ: 10/9/2022
المؤلف : محمد حسن بريغش
الكتاب أو المصدر : أدب الأطفال أهدافه وسماته
الجزء والصفحة : ص76 ـ 80
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5/10/2022 1715
التاريخ: 18-1-2016 2227
التاريخ: 11-1-2016 2475
التاريخ: 2023-04-13 1425

يقول الأستاذ عبد التواب يوسف عن أدب الأطفال المعاصر في البلاد العربية: (إن أدب الأطفال في بلادنا حديث، وإن كانت جذوره تمتد إلى مصر القديمة)(1).

ويبدو في هذا القول كما درج عليه أكثر الباحثين من تأثر بالصورة الحديثة لأدب الأطفال، والحكم على هذا اللون الخاص بما عرف عنه عند الغربيين، ولذلك أنكر كثير من الباحثين وجود أدب للأطفال قبل القرنين الأخيرين، واستتبع ذلك - أيضاً - وضع المعايير الفنية لهذا اللون على وفق ما عرف عند الغربيين، ورموا بالتخلف، أو عدم النجاح كل أثر من هذا الأدب يخرج عن هذه المعايير.

وإذا صحت هذه النظرة، فإنه ينبغي إنكار وجود أي علم، أو أدب أو اختراع قبل أن يعرف عند الغربيين، لأن هذه العلوم المدعاة، أو الفنون والآداب والمخترعات القديمة تختلف في مقاييسها، وطرائقها ووسائلها عما عرفه العصر الحديث.

ولكن الواقع غير هذا، فالآداب، والفنون والعلوم عرفت قديماً وحديثاً ونالت الشعوب - على أقساط مختلفة من ذلك كله - نصيباً ما.

ولكن أوروبا التي هيمنت على مقدرات العالم خلال قرن ونصف من الزمان، واستطاعت أن تسخر كل الطاقات العالمية في مختلف العلوم والفنون لتقدمها ورفاهيتها، أوروبا هذه استطاعت أن تبرز نهضتها وتقدمها، واستطاعت أن تنقب عن مآثرها، بل واستطاعت في غيبة الوعي والصحوة، والتحرر الحقيقي للشعوب الأخرى في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، أن تهيمن على مقدرات الشعوب والأمم وأن تأخذ تراثها، وتستفيد من علومها وفنونها وآدابها، وأن تسرق كنوزها، ثم تخرج ذلك كله بثوب يتلاءم مع أوروبا الحديثة ثم تدعي أن كل ذلك من ابتكارها واكتشافاتها!.

كم من النظريات العلمية، والقوانين، والبحوث، والاكتشافات والاختراعات التي عرفها العالم الإسلامي قديماً، أخذتها أوروبا وادعتها لنفسها في عهود الغياب الإسلامي، أو عصور الانحسار والتفكك الإسلامي؟(2).

لقد تقدمت أوروبا مادياً، ولكن تقدمها كان نتيجة استنزاف مئات الملايين من البشر، وأخذ خيراتهم واستلاب مقدراتهم ونقل علومهم واستغلال كل طاقاتهم المادية والبشرية.

وإذا كانت مثل هذه الحقائق أصبحت واضحة لنا، فكيف بالشعوب الأخرى التي ظلت ترزح تحت نير الاستعمار الأوروبي عقوداً طويلة، حتى فقدت لغتها وهويتها، وصبغت بالفلسفة الأوروبية، بل ونقلت إليها الديانة الأوروبية تحت اسم التبشير كما حصل في أفريقيا السوداء وبعض بلدان شرق آسيا. وأدب الأطفال واحد من هذه الألوان التي عرفت قديماً بصور أخرى تتلاءم مع الشعوب والأمم والديانات المختلفة.

وفي البلاد العربية عرف أدب الأطفال قديماً، بالقصص، والحكايات الشعبية، والسير المختلفة، والأشعار، ثم في النصوص الإسلامية المختلفة، وإن لم تأخذ التسمية والاصطلاحات الحديثة، وشأنها شأن بقية فروع الأدب وألوان التعبير التي عرفت قديماً دون أن يكون لها السمات التي عرفت حديثاً في أوروبا.

والغريب أن ينساق إلى هذا الرأي بعض الكتّاب الإسلاميين، فيرون أن أدب الأطفال أدب حديث، وأن النصوص التي عرفت عن هذا اللون لا تكوّن تياراً صغيراً أو كبيراً(3).

وفي هذا تسليم بأن الغرب هو صانع الآداب المختلفة، والفنون العديدة لأن منهج هذه الآداب والفنون يختلف عن منهج الأقدمين، فالقصة حديثة والمقالة حديثة والشعر - ينبغي أن يكون حديثاً - وينبغي أن نفتش عن مسمى يتلاءم مع الشعر القديم.

والغريب أن يلتمس هذا الادعاء الأساس الفكري وهو أن المنهج التربوي لدى أسلافنا يختلف عن منهج المعاصرين، فقد كانوا ينظرون إلى الطفل، على أنه مشروع رجل، ويعاملونه على هذا الأساس في التوجيه والتعليم وتربية الذوق والوجدان(4).

وهذا القول غريب في مضمونه لأنه يسلم بوجهة نظر الغربيين وفلسفتهم في التربية بصورة غير مباشرة، ويعيب على المسلمين منهجهم التربوي القائم على الأصول الإسلامية أيضاً. فضلاً عن أن هذا الحكم الذي يطلقه بعض الكتّاب بعيد عن الحقيقة، ويتنافى مع ما عرف عن المسلمين في نظرتهم للطفولة، وفي منهجهم التربوي. بل إن هذا الحكم مبني على تجاهل التربية الإسلامية، وتاريخها العريق، حيث تعتمد في النظر إلى النفس الإنسانية على الحقائق الربانية، وعلى ما ورد في كتاب الله (عز وجل)، وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله)، من الخطوط الأساسية للنفس البشرية(5)، ولا تسلم بالنتائج التي وصلت إليها دراسات النفسانيين الغربيين.

من هذا نخلص إلى أن أدب الأطفال - كغيره - قديم في البلاد العربية، وإن كانت صورته تختلف عما عرفه العصر الحديث، حيث لا يمكن أن نرى صورة الأدب الحديث عند القدماء، ولا يمكن أن نرى هذه التقسيمات والسمات التي طبعها الغربيون على أدب الطفل، ونشروها بقوة نفوذهم حتى أصبحت الصورة المألوفة، المعروفة، وغيرها مستنكر مستبعد(6).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ كتب الأطفال في عالمنا المعاصر / 10، وفي هذا نوع من العصبية لمصر الفرعونية كما يفعل كثير من كتّاب مصر.

2ـ انظر كتاب: شمس العرب تسطع على الغرب.

3ـ أدب الأطفال واقعه وهمومه: د/ عبد الباسط بدر.

4ـ المصدر السابق، وكذلك انظر: أدب الأطفال ومكتباتهم: تأليف سعيد أحمد حسن / 34.

5ـ هناك قائمة طويلة من الدراسات الخاصة بالتربية الإسلامية وأسسها، وكذلك الدراسات الخاصة بعلم النفس.

6ـ أدب الأطفال ومكتباتهم / 26، وانظر أيضاً كتاب، (الطفولة في الشعر العربي الحديث)، حيث أورد فصلاً كاملاً عن (أدب الطفل عند العرب القدماء)، ص49 ـ 84. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.