تحليل السيت (المجموعة أو النسق) Set Analysis

يعتمد هذا التحليل على أساس أن كل مجموعة تتكون من اتحاد عدد من العناصر المتشابهة أو الموحدة الانتماء والتي تعود إلى أصل واحد أو تمثل انتماء متشابه والتشابه هنا لا يعني التطابق في الصفات والخصائص, على سبيل المثال طلبة ثالث جغرافيا يمثلون مجموعة متشابهة الانتماء في انهم جميعا طلبة ثالث وجميعا في قسم الجغرافيا وفي نفس الكلية والجامعة , ألا انهم يحملون خصائص مختلفة في الجنس إناث وذكور والعمر والطول والوزن والملبس واللون وغير ذلك, أن تطبيق هذا التحليل على دراسة بعض الظواهر الجغرافية يمكن أن يساعد على كشف الكثير من العلاقات غير الظاهرة بين عناصر الظاهرة المدروسة والتي يمكن التعبير عنها بالأسلوب الآتي:

إذا كان أ جزء من ب و ب جزء من ج

فان أ جزء من ج.

أن تحليل النسق يستخدم في تحليل عدد كبير من العناصر الموجودة داخل النسق والعلاقة المتبادلة فيما بينها, ويتم ذلك بعد تحديد حدوده, وهذا الأمر لا يمثل مشكلة رياضية, حيث تحدد الحدود ذاتيا من خلال التعرف على بعض العناصر التي تعود إلى النسق في حين يقع البعض منها خارج حدوده, وعلى الرغم من صعوبة اختيار تلك العناصر في البحوث الجغرافية التطبيقية فقد تكون الحدود الفاصلة كبيرة في بعض الحالات, على سبيل المثال نسق منفرد وله روابط محددة مع البيئة التي تحيط به, وتلك الروابط يمكن إدخالها في بناء النموذج ويمكن استبعادها.

وقد أورد هارفي مثالا وصفيا لشركة تقوم بنشاط اقتصادي معين اعتمادا على مجموعة محددة من الظروف الاقتصادية , إذ يتم تحليل علاقات العناصر الضمنية في الشركة (داخل الشركة واعتبارها ثوابت, ففي حالة توسيع حدود النسق ليشمل علاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية متغيرة وضمن مجتمع تمثل الشركة جزء منه, وقد يتغير ذلك نتيجة التحليل , ويتضح أن رسم الحدود يخلق مشاكل عدة حتى في حالتها البسيطة.

وعليه تسري ضرورة التجريد والانغلاق على تحليل العلة والمعلول بقدر ما تسري على التحليلات الزمنية النظرية, على سبيل المثال أ علة ب وهذا يعني انه تم تحديد آو ب كعنصرين ثابتين تحكمهما علاقات محددة سلفا, وان تلك العلاقات لن تتأثر بأي عناصر أخرى, وهذا يعني انه تم تحديد نسق مغلق حول أو ب, لذا يمكن النظر إلى تحليل العلة والمعلول على انه أحد أشكال تحليل النسق والذي تم تبسيطه وانشطته المتبادلة إلى حد بعيد بافتراض أن ما يجري في داخله من عمليات تتم في اتجاه واحد.

وإذا تم التعرف على فئة العناصر التي تمثل الأفضل في وصف النسق الحقيقي ,وهذا يساعد على بناء نسق مجرد يمثل نموذجا الحالة حقيقية ,مثال ذلك أن المكتب الرئيسي وكل المكاتب الفرعية لشركة صناعات كبيرة تشكل بمجموعها عناصر تلك الشركة والتي يمكن تحويلها إلى صيغة رياضية وكما يأتي: A= (a₁ a₂ … a_n)

ويجب أن تضاف إلى الصيغة a_o والذي يمثل بيئة النسق, حيث يمثل ذلك النظام الاقتصادي الذي تمارسه الشركة في إطار نشاطاتها. ويمكن الاستدلال من على فئة عناصر جديدة تحتوي كل عناصر النسق إضافة إلى عناصر جديدة تمثل البيئة وكما يأتي: B = (a₀ a₁ a₂ … a_n)

وبذلك يمكن تقصي الروابط بين العناصر ومن التحليل يتضح ما إذا كانت توجد رابطة بين الفروع, وإذا كان الأمر كذلك بين أي من والمكاتب الفرعية مباشر فقط أو غير مباشر, أو الاتصال في كلا الاتجاهين ,وما الذي يقتضيه نموذج الاتصال, ولنفترض أن (rij) تمثل العلاقة بين العنصر (aj) وعنصر آخر (ai ) وإذا كانت 0 = ( rj), فلا وجود لرابطة مباشرة بين العنصرين ([a ) و( a) , وفي المثال السابق يقتضي عدم وجود اتصال بين فرع معين واخر, وكل تلك الروابط يمكن التعبير عنها كفئة جديدة هي:

R=r01,r02 ...r012,r013...r(n-1)n

وهكذا يمكن تعريف النسق وفق الصيغة التالية:

( S=(AR وتعبر عن نسق , وهذا يعني أن النسق يتكون من:

أ- فئة محدودة من العناصر ذات خصائص متغيرة.

ب۔ فئة الروابط بين عناصر النسق.

ج- فئة الروابط بين عناصر النسق وبيئته. ودراسة النسق يمكن أن تكون في ثلاثة أوجه أساسية هي:

1- البنية, وتعني جملة العناصر وما يوجد بينها من روابط.

2- الوظيفة, وتمثل العلاقات المتبادلة التي تشغل الروابط.

3- التطور ويعني التغيرات التي يمكن أن تطرأ على كل من البنية والوظيفة بمرور الزمن.

والعناصر هي الوحدات الأساسية في بنية أي نسق, ومن وجهة نظر رياضية لا يوجد تعريف للعنصر مثله مثل النقطة في الهندسة. ولا يمكن الاستمرار في تحليل النسق دون إبداء أي اهتمام لاحق بماهية العناصر. ألا انه يتعين علينا تصور الظواهر على نحو يسمح بمعالجتها كعناصر في التحليل الرياضي, أن مثل هذا الطرح يحمل في طياته مشكلتين أساسيتين أولهما مشكلة القياس, على سبيل المثال يمكن القول أن النسق الاقتصادي يتكون من شركات ومنظمات على شكل نقابات عمال تمثل هي الأخرى انساق تضم فروع ومجموعات عمال (غير الإدارة) وهذا يعني أن تلك الفئة تمثل نسقا من الأفراد والذي يمثل عنصرا عند مستوى معين من التحليل ربما كان في واقع الأمر نسقا في مستوى أدنى منه, وقد يرافق ذلك عدد من المشاكل.

وعليه يمكن على سبيل المثال النظر إلى العنصر على انه وحدة لا تقبل التجزئة (مثل فرع من الشركة يقرر أن يتصرف وفقا القرار), كما يمكن من جانب أخر النظر إلى الفروع على أنها ارتباط غیر منظم بين عناصر من رتبة أدني (أفراد من فروع لهم اتصالات بأفراد آخرين من فروع أخرى).

ويهتم الجغرافيون في المقام الأول بدراسة الأنساق التي تعبر أهم متغيراتها الوظيفية عن اوجه مكانية, مثل الموقع والمسافة والمدى والكثافة في وحدة المساحة.

ويستخدم أسلوب الأنساق في معالجة المشاكل, أي في المجال التطبيقي, على سبيل المثال وصف خريطة عالمية لتجارة وانتاج الحديد بمصطلحات نسقية, وعناصر النسق هي مراكز الإنتاج والاستهلاك, والعلاقات والروابط هي خطوط التجارة, أما الوظيفة فتتمثل في كمية خام الحديد المنقولة عبر مختلف الخطوط, ومجموعة الخرائط التي تبين هذه الحالات في فترات محددة هي ما يصف تطور النسق.