أهم المواصفات التي يتم على أساسها التقييم في برامج التربية وفي التركيبات الوراثية المستحدثة للحمضيات

1. التقييم لمقاومة الأمراض والآفات:

إذا كان الهدف من برنامج التربية هو الانتخاب لمقاومة الأمراض أو الحشرات فيلزم تقييم الهجن الناتجة لمقاومة الأمراض والآفات. ولكن قد تموت بعض البادرات الحساسة نتيجة لهذه الاختبارات. ويتم تقييم البادرات لمقاومة الأمراض والآفات كما يلي:

أ- التقييم لمقاومة أمراض التصمغ (الفيتوفثورا)

عند اختبار المقاومة لفطر الفيتوفتورا فإنه يتم تعريض البادرات المختبرة عندما تكون هذه الفطريات في حالة نشاط، حيث يكون فطر P.parasatica نشيطا في الصيف، بينما فطر P.citophthora يكون نشيطا في الشتاء، ويتم التقييم بالطرق الآتية:

1. تعريض البادرات إلى معلق مائي من الفطر ثم تحضن في بيئته لمدة 2-3 شهور والنباتات التي تظل على قيد الحياة بعد هذه المعاملة تكون مقاومة لهذا الفطر (1962 , Carpenter & Furr).

2. استخلاص الجذور وتقييمها لدرجات الإصابة.

3. استخدام بعض البادرات من أصناف تعرف بمقاومتها للتصمغ ومقارنتها بالبادرات المراد تقييمها.

4. إنماء البادرات الفردية في أواني متفردة مصممة بحيث يمكن أن تروى بالنشع من أسفل إلى أعلا. ويمكن في هذه الحالة تشبيعها بمحلول ماء تحتوي على جراثيم هذه الفطريات (1972 ,Cameron et al) وبعد حوالي أسبوعين يتم إزالة الجذور من بيئة الرمل المستخدمة وتوضع الجذور في محلول صبغة2.3, 5-triphenyltetrazlium chloride  بتركيز 1 % لمدة 24 ساعة وذلك لاختبار هذه الجذور، حيث أنه من المعروف أن الجذور الميتة لا تقبل أن تصبغ بهذه الصبغة، وعلى ذلك يمكن قياس النسبة المئوية لمقدار الضرر في الجذور المختبرة.

وبالرغم من أن بعض العاملين في مجال التربية قد استخدموا هذه الطرق مباشرة على الهجن مما يعرض البادرات للموت مباشرة إذا لم تكن مقاومة إلا أن وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) تقوم بتنمية الهجين أولا إلى مرحلة الإثمار ثم تستخدم بادرات نيوسيلية منه (1985 , Hutchison) وبهذه الطريقة يمكن الحفاظ على الهجين وعمل المكررات اللازمة لدراسة المقاومة، وفي حالة الهجن التي تنتج عددا قليلا من البادرات النيوسيلية فإنه يمكن استخدام الأجنة النيوسيلية لتحديد درجة مقاومة الآباء أو الهجن.

ب- التقييم لمقاومة النيماتودا

وعند اختبار المقاومة بالنسبة لواحد أو أكثر من النيماتودا الضارة بالموالح يتبع ما يلي:

1. تنمى البادرات الصغيرة في أواني تحتوي قبل أو بعد عملية الشتل على النيماتودا. وبالنسبة للنيماتودا Radophilus Citrophilus يكون من الضروري أن تحقن التربة قبل الشتل وتزيد من محتوى التربة من هذه النيماتودا عن طريق استخدام نبات آخر حساس للإصابة بهذه النيماتودا حتى تتكاثر النيماتودا عليه.

2. استخدم (1958 ,Fond and Fedder) طريقة حقن البادرات الصغيرة في أطباق بتري وقياس تأثير النيماتودا على الأجيال الانعزالية تحت ميكروسكوب أو قياس عدد النيماتودا الموجودة في عينة من الجذور، والتقييم لدرجة المقاومة في هذه الحالة يكون بناء على عدد النيماتودا المتواجدة /جرام جذور، وهذه الاختبارات غير مدمرة للبادرات ولذا يمكن إنماء البادرات مرة أخرى للتقييم، كما يمكن التقييم لعينة من الجذور للعديد من السنوات.

3. بالنسبة لنيماتودا الموالح .Tranculus semipentrans Copp فإن بعض البادرات المنتخبة من بين البادرات الانعزالية والتي يظهر بها عدد قليل من هذه الآفة وتم انتخابها كمقاومة لهذه الآفة على هذا الأساس بصفة مبدئية، فقد وجد أن الإصابة بها تزداد بمرور السنوات وبذا تصنف بأنها غير مقاومة.

ج- التقييم لمقاومة مرض التدهور السريع

يعتبر فيروس التدهور السريع من أخطر الفيروسات التي تصيب أشجار الموالح، ولكن اختبار الأصول المبشرة في المجتمعات الانعزالية لم يثبت أنه طريقة عملية، وعادة فإن البادرات التي يكون بها بعض المقاومة أو المناعة للأمراض الأخرى والتي تنتج نسبة مئوية كبيرة من البادرات النيوسيلية قد تم اختبارها. ويتم بعد ذلك تطعيم طعوم من البادرات النيوسيلية المنتخبة على أصل عام ويتم حقنها بالفيروس.

وقد استخدم (1987 ,1986 ,Gannes et al) اختبار ELISA لتحديد درجة المقاومة لفيروس التدهور السريع لبادرات الأنسال في الأجيال الانعزالية من هجن P.trifoliata، وقد تختلف درجة المقاومة التي يتم تحديدها بهذه الطريقة عند عدوى الأشجار المطعمة وتقييمها.

د- التقييم لمقاومة أمراض وآفات أخري

الدراسات لمقاومة الأمراض والحشرات الأخرى محدودة إلى درجة كبيرة إلا أنه توجد برامج لها أهميتها نوجزها فيما يلي:

1. توجد اختبارات حقلية عديدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط 1985 ,Crescimanno et al و 1987 ,Tuzcu et al، وفي روسيا 1987 ,Cakdzo بالنسبة للمقاومة لفطر Petri Kantshn Gic) Phomtra chiphilo) والمسبب لمرض Mal Sico .

2. الانتخاب للمقاومة لمرض الاخضرار وهو مرض شبه فيروسي ناتج عن الميكوبلازوما، وقد أقترح أحد العاملين استخدام أنزيم البيروكسيديز في الورقة لدراسة المقاومة لهذا المرض.

3. الانتخاب لمقاومة الجرب في الموالح Citrus Scab بالعدوى الصناعية في الحقل مباشرة. (1985 ,Inoue et al).

4. توجد بعض البرامج للانتخاب للمقاومة للحشرات القشرية والحلم (Sadanna and Mites) ولكن لم تجرى فيها محاولات كبرامج تربية ( 1988&1979 ,Goshi)

2. التقييم لمقاومة الظروف البيئية:

أ- التقييم لمقاومة الكلور

انتخبت بعض البادرات لمقاومة الكلور في أمريكا عن طريق ري البادرات بمحلول يحتوي على تركيز مرتفع من الكلور لمدة سنتين، ثم تقييم الأعراض الظاهرية ومحتوى الكلور في الأوراق، وتم الانتخاب من بين البادرات المعاملة بناء على محتوى الكلور في الأوراق. ويعتبر تقييم مقدار الأضرار الناتجة من الكلور على بادرات عمرها 12 شهرا والانتخاب بناء على ذلك من الطرق الفعالة في انتخاب تراكيب وراثية مقاومة للكلور وذات تراكم كلوريد منخفض (1985 ,Sykes)، وبالإضافة لذلك فقد ذكر 1985 , Douglas & Sykes أنه يمكن استخدام نسبة الفوسفولبيدات إلى الأسترولات الحرة في الجذور الشعرية كدليل على مقدرة النبات على استبعاد الكلور. إلا أنه يجب ملاحظة أن هناك عوامل أخرى قد تؤثر على المقاومة للأملاح (1989 , Gallasch & Dalton).

ب- الانتخاب لمقاومة الجير في التربة

وللانتخاب للمقاومة للاصفرار الناتج عن تواجد الجير في التربة - lime induced chlorosis فقد وجد 1986 ,Hamze et al أن النباتات المنتخبة المقاومة لذلك بها مقدرة مرتفعة من السعة التبادلية ودرجة أقل من أسترة أغشية الجذر Membrane esterification وكانت النسبة بين K/Ca تتناسب عكسيا مع درجة المقاومة.

ج- الانتخاب لمقاومة البرودة

أجريت العديد من المحاولات للانتخاب لمقاومة البرودة وكان أكثر هذه الاختبارات فائدة هي تعريض البادرات لدرجات التجمد، ويتم أقلمة البادرات أولا عن طريق وضعها على درجات حرارة أعلى من درجات حرارة التجمد ثم يتم تعريضها إلى درجات حرارة التجميد (1985 ,Yoloneski). وقد وضع (1967 ,Young and Penada) دليل خاص بدرجات المقاومة لأضرار البرودة معتمدا على قطر الخشب الذي يحدث به موت (50% من الأفرع)، ولتحديد ذلك تم عمل رتب Rank للنسبة المئوية للأفرع التي أقطارها من 5 مم وأكثر Young and Hearn, 1972 حيث قسما هذه الرتب إلى ثمانية مجاميع معتمدة على النسبة المئوية لموت الأوراق والأفرع.

3- التقييم لاستخدامات الطعم:

هناك اتجاه عالمي للحصول على أشجار ذات نمو محدود من أجل التوسع في الزراعات المكثفة وكانت أقل مسافة في كاليفورنيا 1.8 × 3.6م وتعتبر هذه المسافات ضيقة لدرجة كبيرة ما عدا في الأصناف ذات الأشجار صغيرة الحجم (اليوسفي)، وقد استخدم بعض المربين المسافة بين الأشجار في الخط (حوالي 1م) ، ومعظم الزراعات كانت على مسافات 3*3 أو x33.6م، ولكن أدت المسافة الضيقة بين الخطوط إلى مشاكل في عمليات خدمة المزرعة وكان الحل البديل المناسب هو الحفاظ على أبعاد قريبة بين الأشجار في داخل الخط (3 متر أو أقل ) وزيادة المسافة بين الخطوط لتصبح 4.8 م.

كذلك من الأمور الهامة التي يجب الإلمام بها معرفة ما إذا كانت البادرات الناتجة من برامج التهجين سيتم زراعتها على جذورها مباشرة أو سوف يتم تطعيمها على أصل موحد، وهذا الإجراء له أهمية كبيرة، فالتطعيم على أصل موحد لتقييم البادرات قد يعطى أساسا متجانسا مما يسهل التقييم. ولكن تكاليف الإكثار وكذلك الوقت الإضافي المطلوب تكون عوامل هامة ومحددة في برنامج التربية، بالإضافة لذلك فإن المشاكل المتعلقة بالحساسية للأمراض الفطرية والفيروسية وعدم التوافق تحتاج لكثير من البادرات البذرية (الهجين). وفي الأحوال التي لا يوجد فيها مشاكل من مرض التصمغ (الفيتوفثورا) فإن زراعة البادرات مباشرة تكون هي أفضل الحلول حيث تكون أسرع وأرخص وتتفادى المشاكل المتعلقة باستخدام الأصول ولكن يجب تطعيم البادرات على أصول مقاومة للفيتوفثورا أو استخدام مواد كيماوية لمقاومة هذا المرض حتى لا تتعرض هذه البادرات للفقد أو الموت في حالة وجود احتمال للإصابة بهذا المرض، ولكن هذا الإجراء يكون مكلفا بطبيعة الحال.

4- تقييم الثمار والأشجار:

يتم تقييم الأشجار والحكم عليها من حيث الشكل والحجم والمقدرة على الاحتفاظ بالثمار بصورة مرئية، وبالنسبة للثمار سواء كانت في خارج الأشجار أو في داخلها فيمكن أيضا الحكم عليها بصورة ظاهرية، أما القابلية للاستهلاك فيتم عن طريق المذاق ويمكن قياس محتوى الثمار من المواد الصلبة الكلية والنسبة المئوية للحموضة ويجب أن تجرى هذه القياسات لعدة سنوات لتحديد ميعاد النضج.

ويمكن عمل تدريج خاص لكل صفة للعديد من الأقسام، وهذه الأقسام تعرف بتوصيف خاص فمثلا بالنسبة لمواصفات القشرة تكون (أصفر- أصفر برتقالي - برتقالي محمر - أحمر) ولسرعة التقييم وتحليل النتائج إحصائيا يمكن تحويل هذه المواصفات إلى أرقام.

وطريقة الاحتفاظ بهذه السجلات يختلف باختلاف العدد وطريقة استخدام هذه النتائج ويفضل أن يكون هناك نظام للتقييم الحقلي على شكل أعمدة لكل صفة يتم تقييمها ويكون هناك مسافة رأسية لأخذ عينات في مواعيد مختلفة، ومن أجل الحصول على تقييم شامل فإنه يستحسن نقل النتائج الأصلية على الكمبيوتر والذي يمكن استخدامه في الحقل، والقياسات الحقلية والتحليلات المعملية تجري ببطء في البادرات التي يكون فيها صفات مرغوبة او المجتمعات التي يكون فيها اهتمامات خاصة بمواصفات معينة.