أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2022
1557
التاريخ: 20/11/2022
865
التاريخ: 22/11/2022
1554
التاريخ: 9/11/2022
1159
|
معركة ماجسفونتين (11 ديسمبر 1899)
بعد إخلائهم لموقع نهر مودر، قرر الجنرال دي لاري أن جيش البوير سيحتل موقعهم التالي على طول سلسلة من التلال تسمى ماجسفونتين. مما سيضعهم مباشرة على محور تقدم قوات میثوين على طول الخط الحديدي الرئيسي إلى هدفه في كيمبرلي. ومع أن ماجسفونتين هي مجرد تل منخفض نسبية، فقد أطلت على مسافة أميال من المنطقة المحيطة (انظر الشكل 9-7). ولكن في هذه المرة، ستبقى قوات البوير بعيدا عن القمة وتحفر خنادق على طول المنطقة أسفل التل. وقد كانوا يهدفون من إخفاء خنادقهم استدراج البريطانيين إلى كمين، وفي الوقت ذاته، تجنب تأثيرات مدفعيتهم المتفوقة. وقد تعزز موقف البوير لأن خنادقهم كانت أضيق بكثير من الخنادق التقليدية في حينها. فقد حفر البوير خنادق بعمق نحو 1.2 متر وعرض متر تقريبا مما وفر لهم أقصى حماية لأن الجندي لم يظهر منه للمهاجمين سوى الجزء الأعلى من جسمه؛ فالجزء الأسفل من جسمه كان محمية من نيران البنادق والشظايا المتطايرة (1969 Breytenbach).
أراح میثوين جنوده بسبب محنتهم عند نهر مودر ريثما تصل التعزيزات، ليرفع عديد قواته إلى 15000 رجل وثلاثين مدفعة وستين مدفع رشاشة. وفي هذه الأثناء، كان الجنود البوير البالغ عددهم 820 جنديا متمركزين في موقعهم الدفاعي على طول 7 كيلومترات مدعومين بخمسة مدافع من نوع كروب Krupp وخمسة مدافع رشاشة، بانتظار الهجوم البريطاني. وأخيرة، اقتربت القوات البريطانية من موقع البوير، وفي يومي 9 و10 ديسمبر، دك البريطانيون التلال بمدفعيتهم. كان هذا أعنف قصف بريطاني منذ الهجوم على سيباستوبول في عام 1854 أثناء حرب القرم. ولكن لم يكن للقصف المدفعي الهائل تأثير يذكر في جنود البوير، لأنهم كانوا بأمان في الخنادق على طول أسفل التل (انظر الشكل 9-8).
الخنادق في ماجسفونتين. تبين الصورة الفرق بين الأرض الطرية أمام التلال والتضاريس الصخرية على التلال نفسها. لاحظ أن هذه الصورة أخذت بعد أن هجرت قوات البوير في النهاية المواقع في ماجسفونتين بعد شهرين. وأثناء المعركة لم تكن الخنادق واسعة أو عريضة، كما هي مصورة هنا
وبعد القصف، شن البريطانيون هجومهم في ساعات الصباح الأولى من يوم 11 ديسمبر. وقد وصف شاهد عيان على المعركة، وهو برينك (12 :1940 J. N. Brink)، الجو أثناء الهجوم البريطاني تلك الليلة بأنه " قارس البرودة وشديد الظلام مع غيوم كثيفة ". بالإضافة إلى ذلك، بدأت السماء تمطر خلال الليل، ثم تطور الأمر في نهاية المطاف ليتحول إلى عاصفة رعدية تامة. وقد أجبر الظلام میثوين على تجميع جنوده في تشكيلات اليضمن عدم ضياعهم Brink 1940; Kemp 1946; Ackermann 1957; Pakenham) (1979. وتذكر اللواء كلوفيل (13 :1901, H. E. Colvile) تلك الليلة بقوله: إنها " تقريبا أشد الليالي التي أتذكرها سوادا. إنها إحدى تلك الليالي التي لا يستطيع خلالها المرء أن يرى يده لو مدها أمام عينيه». وانتهت مسيرة الليل بكارثة، حيث زحف البريطانيون مباشرة إلى الفخ قبل الفجر بقليل. وقد قضت قوات البوير على الطوابير المكتظة للجنود المشاة البريطانيين قبل أن يتمكنوا من فتح أجنحتهم للهجوم النهائي ضد التلال التي افترضوا أن قوات البوير تختبئ فيها (انظر الشكل 9-9).
مرة أخرى، وقعت القوات البريطانية في الفخ على المرج المفتوح، ومرة أخرى، تحمل الجنود الإسكتلنديون وطأة الشمس الأفريقية الرهيبة (1979 Pakenham). وقد أخذوا ما استطاعوا من الأغطية الصغيرة لأن برد الليل القارس كان ينتهي بفجر يوم شديد الحرارة (1940 Brink). يقول بريتنباخ (1971 Breytenbach): إن بعض الجنود الاسكتلنديين تعرضوا لحروق شمسية شديدة إلى درجة جعلتهم يتلقون الرعاية الطبية بعد المعركة رغم أنهم لم يكونوا جرحى. وقد أكدت هذه المزاعم تقارير بريطانية رسمية عن الحوادث الناجمة عن ضربات الشمس التي وجدت في الأرشيف الوطني National Archives, War Office 108/89, Army Book 120, Casualties report for the period 26/12/99-26/2/00).
ومما زاد الطين بلة بالنسبة إلى البريطانيين هذه المرة عدم وجود وهاد جافة أو منطقة رواسب نهرية لمساعدتهم في الهجوم، وباءت هجاتهم الأمامية اللاحقة ضد قوات البوير المتمركزين في الخنادق، بالفشل الذريع. وعندما نجح القادة البريطانيون في نهاية المطاف باقتلاع رجالهم من ميدان المعركة، تركوا وراءهم 288 قتيلا و700 جريح و100 مفقود أثناء القتال. وفي المقابل، تكبدت قوات البوير 71 قتيلا و184 جريحا (1991 Wessels). وبذلك، أتاحت الدروس المأخوذة من المحاولات الأولى، وتحليلاتهم الدقيقة لجغرافية أرض المعركة، لقادة جيش البوير تكبيد البريطانيين خسائر فادحة، مما جعل هذه المعركة أكثر المعارك دموية في الحرب. كما أدت إلى تأخير تقدم میثوين إلى کیمبرلي بأكثر من شهرين.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|