أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-6-2022
1703
التاريخ: 22-3-2022
1157
التاريخ: 10-2-2022
1682
التاريخ: 27-3-2017
2323
|
التغذية والصحة
يؤكد مثلث البيئة البشرية أن حالة الصحة البشرية ترتبط بعلاقات متبادلة بين الناس وسلوكهم والبيئة. وتعتمد "الصحة الجيدة" على أكثر من مجرد التجنب الناجح للأمراض. وهناك تفاعل ذو اتجاهين بين التغذية والصحة؛ إذ يمكن لحمية غذائية أن تعزز صحة المرء، في حين يمكن للأمراض الناجمة عن النقص؛ كسوء التغذية أو نقص التغذية، أن يكون لها تأثير عكسي في الصحة. ويحدث سوء التغذية نتيجة نقص في البروتين أو الفيتامينات أو المعادن في النظام الغذائي للشخص. ويكون مقدار السعرات الحرارية التي يأخذها المرء كافية، ولكن عدم وجود نظام غذائي متوازن يؤثر سلبية في قدرة الجسم على القيام بوظائفه. ولعل الأهم من ذلك أن سوء التغذية يجعل الشخص أكثر عرضة للأمراض والعلل الأخرى، ويجعله عاجزة عن التعافي من الإصابات الجديدة. ومع أن سوء التغذية يرتبط بنقص البروتين أكثر مما يرتبط بالغذاء غير الكافي، فإن نقص التغذية يرتبط بصورة مباشرة بنقص السعرات الحرارية أو كمية الغذاء التي يتناولها الشخص. ومثل سوء التغذية، فإن نقص التغذية يجعل الشخص أكثر عرضة للأمراض الأخرى، وبالتالي فإنه يضعف الحالة الصحية.
يتمتع كل من سوء التغذية ونقص التغذية بجغرافية متميزة. فالأنماط الأساسية تتعلق بالعوامل البيئية والثقافية معا. والعوامل البيئية، بما فيها كميات الأمطار ودرجات الحرارة ونوعية التربة وأشعة الشمس والتضاريس، قد تحد من تنوع المحاصيل أو الغلال. ويمكن أن تزداد محدودية الإنتاجية الزراعية بفعل فترات الجفاف أو الكوارث الطبيعية الأخرى. ويمكن لهذه الأخيرة أن يكون لها أثر مدمر على ملايين الناس في البلدان المختلفة التي تعتمد اعتمادا تاما على زراعة الكفاف. وتلعب التفضيلات الثقافية دورة في كل من سوء التغذية ونقص التغذية. ففي ضوء الضغط السكاني في الهند، يمكن للماشية أن توفر مصدرة مها للبروتين الذي هم بحاجة ماسة إليه لو لم تحرمه الديانة الهندوسية. وبالمثل، ففي أجزاء عديدة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، توفر الخنازير البروتين الضروري لتعزيز النظام الغذائي لكثير ممن ضربهم الفقر، ولكن المسلمين أيضا لا يأكلون لحم الخنزير. وحتى في الولايات المتحدة، حيث الأمراض الناجمة عن النقص أقل بكثير، يفضل الناس الجوع على تناول أي لحوم من آلاف الكلاب التي تقتل يوميا في زرائب الحيوانات يوميا عبر البلاد. فالكلاب يمكن أن توفر مصدرة مها للبروتين الضروري لمن هم بحاجة ماسة إليه، ولكن الميول الثقافية تمنع الأمريكيين حتى من التفكير في هذا الخيار.
أما على نطاق عالمي، فإن خرائط إمدادات السعرات الحرارية واستهلاك البروتينات تكشف نمطا متميزا في أطلس جود العالمي (2004 Veregin). ورغم أننا استطعنا ش رح جزء من الأنماط من حيث العوامل البيئية والتفضيلات الثقافية، قد ندرس أيضا أثر الفقر على التغذية والصحة. علاوة على ذلك، قد ندرس مدى توافر الرعاية الصحية في الأمكنة نفسها، ومن ثم نحاول أن نربط جميع العوامل المذكورة أعلاه بخريطة متوسط العمر المتوقع أو بمعدل وفيات الأطفال الرضع في عدة بلدان.
بفهم أفضل لبعض المفاهيم الأساسية للجغرافيا الطبية، فإن إدراك بيئة المرض والوعي بتأثيرات الظروف البيئية والحالة الغذائية على الصحة، تجعلنا نلتفت إلى نبذة تاريخية للتأكيد على علاقة الجغرافيا الطبية بالعمليات العسكرية. وإذ نضع باعتبارنا أن حملة بونا-غونا هي مجرد مثال نموذجي فقط، يمكننا بكل تأكيد أن ننظر تقريبا إلى أي حرب، ونكتشف أمثلة محددة عن الأمكنة التي أدى المرض و/ أو الأحوال البيئية السيئة إلى جعل قتال الجنود والوحدات غير مجد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|