التوافق بين الأصل والطعم في الموالح (الحمضيات)

يعتبر التوافق تام بين الأصل والطعم طبقا للمعيار الذي أقترحه (1948 ,Webber) عندما تكون منطقة التطعيم ملساء ولا تواجد أي مظاهر غير طبيعية سواء تشريحية أو مورفولوجية والتحام الطعم بطريقة مستقيمة وناعمة. ويتم الالتحام بين نسيجي الأصل والطعم بحيث يظلان متجاوران ومتلاصقان دون أن يندمجا معا وبحيث يمكن تمييز كل نسيج عن الآخر، وتتصل الأوعية الناقلة بين الأصل والطعم لتوصيل الماء وما يحتويه من الأملاح الذائبة وبعض الإفرازات الهرمونية من الجذور مثل السيتوكينينات وغيرها إلى الطعم، وتوصيل الغذاء المجهز من سكريات وهرمونات وإنزيمات وغيرها مما يتم تجهيزه في الأوراق إلى الأصل. ولكن ليس كل التحام بين أي أصل وأي طعم يتم بدرجة واحدة فبين عدم الالتحام المطلق والالتحام الكامل عدة درجات يمكن إيجازها فيما يلي:

1. التحام كامل بين الأصل والطعم وفيه لا يشاهد أي تضخم فوق أو تحت منطقة الالتحام، مثل تطعيم البرتقال على البرتقال أو الليمون يوريكا على البرتقال أو الليمون المخرفش وفي هذا النوع من الالتحام تكون الأشجار قوية النمو طويلة العمر وفيرة المحصول. إلا أن تساوي سمك كل من الأصل والطعم لا يعتبر لوحده دليلا كافيا على التوافق الجيد والالتحام التام فعلي سبيل المثال عند تطعيم البرتقال اليافاوي على الليمون الحلو كأصل فإن سمك الأصل والطعم عند نقطة الالتحام يكون متقاربا أو متساويا ولكن هذه الأشجار عمرها قصير مما يدل على أن التوافق بين الأصل والطعم غير تام.

2. وجود تضخم بسيط فوق منطقة الالتحام بين الأصل والطعم كما هو الحال على سبيل المثال عند تطعيم البرتقال أبو سره على النارنج.

3. تضخم متوسط فوق منطقة الالتحام بين الأصل والطعم كما في حالة تطعيم البرتقال الفالنشيا على النارنج.

4. تضخم كبير فوق منطقة الالتحام بين الأصل والطعم كما في حالة تطعيم الليمون اليوريكا على النارنج.

5. تضخم بسيط تحت منطقة الالتحام بين الأصل والطعم كما هو الحال عند تطعيم الليمون اليوريكا والبرتقال أبو سره والبرتقال الفالنشيا على الجريب فروت.

6. تضخم متوسط تحت منطقة الالتحام بين الأصل والطعم كما هو الحال عند تطعيم البرتقال أو الليمون اليوريكا على البرتقال الثلاثي الأوراق.

7. تضخم كبير تحت منطقة الالتحام بين الأصل والطعم كما هو الحال عند تطعيم البرتقال على بعض أصناف الليمون الأضاليا Lemons أو على الترنح Citrus medica.

ويدل تواجد أي تغيرات سواء في الأصل أو الطعم على درجة من عدم التوافق. والدلالات الفسيولوجية لهذه المظاهر المورفولوجية الغير عادية للطعم غير معروفة. وعمليا فإنها قد تكون بدون معنى ولا تدل على قوة الشجرة أو فترة بقائها. حيث ينمو البرتقال الثلاثي الأوراق وهجنه عادة بدرجة أكبر من الطعوم عليه ولكن بدون أي آثار ضارة ومع ذلك فهناك العديد من الأصناف وخاصة اليوسفي والليمون الأضاليا Lemons والكمكوات على تلك الأصول وغيرها يحدث فيها تشقق وتدهور في منطقة الالتحام Bridges & Youtsey, 1968) Creases). وهناك حالات من فشل التحام الساتزوما مع البرتقال الثلاثي الأوراق في كاليفورنيا من احتمال حدوث تحليق ميكانيكي منخفض نتيجة النمو الزائد للطعم. وفي فلوريدا كان مظهر طعم ,Murcott Nova المطعومة على السترانج بشكل طبيعي واستمر في النمو لمدة ثمانية سنوات ولكنها بعد ذلك تدهورت نتيجة حدوث تشقق في منطقة التطعيم. وقد نمت سلالات الليمون اليوريكا المطعومة على تروير وكاريزو سترانج أو برتقال الثلاثي الأوراق لمدة عشرة سنوات بحالة جيدة ثم تدهورت بعد ذلك نتيجة لانسداد الأنابيب اللحائية (1955 ,Weathers et al). وقد حل التطعيم الوسطى باستخدام البرتقال الحلو أو الجريب فروت مشكلة تدهور الليمون اليوريكا مما يقترح أنه عبارة عن عدم توافق محلي (Schneider& Sakovich, 1984 ، Fraser & Broadbent, 1979 ، Bitters et al, 1981).