أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-5-2021
1995
التاريخ: 13/11/2022
1100
التاريخ: 12/11/2022
1086
التاريخ: 18-8-2022
1721
|
الجغرافيا واختصاصاتها التقليدية
إن اتساع الموضوع الجغرافي يستلزم مبدأ تنظيمية منطقية بسيطة لعرضه على الناس غير المطلعين على هذا الاختصاص. وبغض النظر عن مظهر الجغرافيا الخارجي المعقد، فإنها تدل على اتساق الهدف الذي تحقق من خلال إدراك الاختصاصات التقليدية الأربعة التي يعمل ضمنها جميع الجغرافيين وهي: اختصاص علم الأرض، واختصاص البيئة - الثقافة، والاختصاص المكاني، واختصاص تحليل المناطق (1976Pattison 1964; Robinson).
وبالمثل، يعمل الجغرافيون العسكريون ضمن هذا الإطار، وتعكس فصول هذا الكتاب الثبات والتماسك بين هذه الموضوعات التي تتسم بالأبدية. وفي الواقع، توضح الفصول أن الاختصاصات الجغرافية التقليدية الأربعة ليست مجرد توافق تنظيمي، بل تعترف أيضا، أن هذه الاختصاصات رغم تميزها عن بعضها، هي اختصاصات متشابكة في الوقت ذاته. مثلا، إن اختصاص علم الأرض هو فرع من الجغرافيا التي تتناول الأرض موطنا للبشر وتوظف الجغرافيا الطبيعية لإثبات تأثير البيئة المستمر والواسع على العمليات العسكرية. وهناك أمثلة على هذا الاختصاص موضحة في القسم الثاني من الكتاب (من الفصل الثامن وحتى الخامس عشر)، والذي يوضح تأثير البيئة الطبيعية في العمليات العسكرية باستخدام أسلوب تاريخي لدراسة الحالة.
يتفاعل البشر مع بيئتهم، كما أن البيئة قد يكون لها أثر عميق على الناس أيضا. وهذا هو الاختصاص التقليدي للثقافة البيئة، وفيه تؤثر عوامل السكان والتوزيعات وأنماط التنظيم الاجتماعي والسياسي وتطور المشهد الثقافي بشكل واضح في طبيعة العمليات العسكرية (1966Peltier and Pearcy). ولذلك، فإن هذه الفكرة مميزة ولكنها مرتبطة بالاختصاص التقليدي لعلم الأرض، لأن السلوكيات تحدث في سياق الوقائع الطبيعية البيئات العمل العسكري. على سبيل المثال، في الفصل الخامس، توضح آمي ريتشموند کراکوتا الروابط بين الناس وبيئتهم في رواندا، وتأثير البيئة في العنف العرقي الذي حدث في عام 1994. وبالمثل، في الفصل التاسع عشر، يقدم جوزيف هوبي مثالا عن الأثر العميق والطويل الأمد للحرب على البيئة من خلال وصف تغيير المشهد الطبيعي بالقرب من "خي سانه" في فيتنام.
يمكن إيجاد الاختصاصات التقليدية المكانية في قلب جميع التحقيقات الجغرافية العسكرية، ومن الواضح أنها الفكرة السائدة في جميع البحوث الجغرافية Livingstone 1999 Holt-Jensen ;1992. تعد الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية والنظام العالمي التحديد المواقع GPS والاستشعار عن بعد والأساليب الإحصائية هي من بين التقنيات التي يستخدمها الجغرافيون العسكريون عند استكشاف الأنماط المكانية والعلاقة بين النظم الطبيعية والبشرية. وهذا الاختصاص التقليدي يعني بصورة أساسية بالأنماط المكانية للطقس والمناخ وأشكال الأرض والناس، ولكن النطاق والحركة والعلاقات المساحية هي أيضا أساسية للفكرة المكانية (1976 Robinson). وبالتالي، فإن هذا الاختصاص التقليدي يحدد الأنماط المكانية للتفاعل بين البشر وبيئتهم، والتي تكون غالبا السبب الجذري وراء كثير من الصراعات العنيفة. في الفصل السابع، يتتبع وليام دو الثالث دور هذا التقليد في دراسته للأراضي العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وربما يكون أقوى تأثير في البحث الجغرافي العسكري قد تطور من اختصاص تحليل المناطق التقليدي (1966 Peltier and Pearcy). وبما أن من مهات الجغرافي العسكري أن يضفي صفة الواقعية على الأفكار المجردة للمكان والزمان مثل الاستراتيجية، وفن العمليات والتكتيكات عن طريق تحليل تأثيرات الأمكنة والبيئات، فإن تحليلات المناطق هي من أساليبه التقليدية الرئيسية. وفي إطار الاختصاص التقليدي لتحليل المناطق، يقوم الجغرافي العسكري بفحص جميع جوانب البيئة من أجل تطوير قصة متكاملة تفسر التعقيد والديناميات المعنية ومزايا وعيوب مكان ما، في ما يخص عملية عسكرية ما. ولتوضيح دور العملية التقليدية لتحليل المناطق، يفسر ستيفن أولويك، في الفصل الثالث عشر، بيئة العمل العسكرية المعقدة في البوسنة، وكيف أثرت هذه العوامل الجغرافية في الحرب الأهلية والعنف العرقي الذي وقع هناك في مطلع التسعينيات من القرن العشرين.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|