الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أسباب ميل الفلاسفة المسلمين والنقّاد إلى مفهوم أفلاطون
المؤلف:
د. عصام قصبجي
المصدر:
أصول النقد العربي القديم
الجزء والصفحة:
ص117-119
14-08-2015
2471
إذا كان من العسير معرفة اسباب ميل الفلاسفة إلى مفهوم افلاطون على وجه اليقين فلعل من المسلّم به انهم لم يستطيعوا قط ــ كما رأينا ــ ان يؤلفوا بين النقد الأرسطي، والنقد العربي، وكأنهم كانوا يشعرون على نحو ما بفارق جوهري بين النظرية اليونانية، والتطبيق العربي، وطبعاً فإن هذا الفارق الجوهري لم يكن واضحاً بالنسبة إلى افلاطون الذي كانت نظرته إلى الشعر قريبة من النظرة العربية، وان كانت هذه النظرة ذاتها مصدر حملة افلاطون على الشعر، بينما هي مصدر اعجاب العرب به، ففن الشعر عند العرب يتجلى غالباً في التشبيه، وهذا التشبيه هو معيار الابداع بحسب قدرته على عقد الصلة ــ القريبة أو البعيدة ــ بين شيئين، واذا كان افلاطون يرى في مثل هذه الصلة صورة سلبية لمظاهر الطبيعة لا تنم على أي ابداع، فإن النقاد العرب كانوا يرون فيها مجلى الابداع، وهكذا فهم لم يخالفوا افلاطون في نظرته الاساسية إلى ان الشعر محاكاة ظاهرية، وانما خالفوا في الحكم الفني الجمالي على هذه المحاكاة، اما ارسطو، فعلى الرغم من انهم عرفوا كتابه، وادركوا كنه كثير من نظراته النافذة في طبيعة الفن الشعري فانهم لم يستطيعوا ان يستلهموا منه ما يفيد، فقد كان افلاطون ــ فيما يلوح ــ اقرب إلى افكارهم لأنه اقرب إلى اشعارهم ــ بيد انهم لو ادركوا أن افلاطون كان يتخذ من القول بمحاكاة الشعر للظاهر سبباً في الزراية بالشعر، لتأملوا قليلاً في امر هذه المحاكاة، وحاولوا الافادة من محاكاة ارسطو ذات الاتجاه الانساني.
وربما كان في
التفسير الفلسفي ما يعصمنا من التخبط في البحث عن علل هذا الميل الظاهر إلى محاكاة
افلاطون ، ومجمل هذا التفسير ــ كما رأينا عند شبنجلر ــ انه لا تستطيع اية حضارة
ان تفهم فهماً تاماً ظاهرة تتعلق بحضارة اخرى، دون ان تحاول اخضاع هذه الظاهرة إلى
مفهومها الخاص، والشعر عند العرب ظاهرة حضارية كما هو واضح في قولهم: ان الشعر
ديوان العرب، ولقد اقترن الشعر العربي بالذات العربية اقترانا مبكراً يرجع إلى
العصر الجاهلي، ومن ثم فقد كانت كل محاولة لتطويره انما تصطدم بهذه الذات فلا تلبث
ان تخفق اخفاقاً ذريعاً، وايضاً، كان الشعر العربي الذي قامت عليه علوم اللغة قد
اكتسب من الاجلال ما جعله محج النقاد الذين لم يتصوروا قط وجود فن شعري يساويه، او
يفضله، وهكذا أصبح لمنهج الشعر العربي الجاهلي اجلالاً خاصاً حمل النقاد لواء
الدفاع عنه في وجه أولئك الذين اجترأوا قليلاً أو كثيراً على قواعده، اما طبيعة
هذا المنهج فهي مرتبطة اصلاً بطبيعة النظرة إلى الفن الشعري ــ وهي مطابقة لنظرة
افلاطون ــ فلم يكن النقاد العرب اذن يؤثرون افلاطون لأنهم عرفوا آراءه وكتبه ـ
وان كان هذا الافتراض قائماً ــ وانما لأن نظرتهم إلى الفن الشعري مطابقة لنظرته
على الرغم من اختلال احكامهم الفنية المستنبطة من هذه النظرة.
ومهما يكن، فلعل
الاسباب التي عضدت اتجاه النقد الفلسفي إلى محاكاة افلاطون هي ثلاثة أمور اولها:
غلبة الشعر الغنائي، وثانيها اجلال الشعر الجاهلي، وثالثها ربط الشعر بالفنون
النفعية عموماً، وبالتصوير خصوصاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فن الشعر
ص232.
(2) ابن سنان
الخفاجي: سر الفصاحة مكتبة الخانجي، الطبعة الاولى. ص228
الاكثر قراءة في النقد القديم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
