أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-08-2015
2960
التاريخ: 25-03-2015
8366
التاريخ: 14-08-2015
3589
التاريخ: 26-7-2017
2299
|
إذا كان من العسير معرفة اسباب ميل الفلاسفة إلى مفهوم افلاطون على وجه اليقين فلعل من المسلّم به انهم لم يستطيعوا قط ــ كما رأينا ــ ان يؤلفوا بين النقد الأرسطي، والنقد العربي، وكأنهم كانوا يشعرون على نحو ما بفارق جوهري بين النظرية اليونانية، والتطبيق العربي، وطبعاً فإن هذا الفارق الجوهري لم يكن واضحاً بالنسبة إلى افلاطون الذي كانت نظرته إلى الشعر قريبة من النظرة العربية، وان كانت هذه النظرة ذاتها مصدر حملة افلاطون على الشعر، بينما هي مصدر اعجاب العرب به، ففن الشعر عند العرب يتجلى غالباً في التشبيه، وهذا التشبيه هو معيار الابداع بحسب قدرته على عقد الصلة ــ القريبة أو البعيدة ــ بين شيئين، واذا كان افلاطون يرى في مثل هذه الصلة صورة سلبية لمظاهر الطبيعة لا تنم على أي ابداع، فإن النقاد العرب كانوا يرون فيها مجلى الابداع، وهكذا فهم لم يخالفوا افلاطون في نظرته الاساسية إلى ان الشعر محاكاة ظاهرية، وانما خالفوا في الحكم الفني الجمالي على هذه المحاكاة، اما ارسطو، فعلى الرغم من انهم عرفوا كتابه، وادركوا كنه كثير من نظراته النافذة في طبيعة الفن الشعري فانهم لم يستطيعوا ان يستلهموا منه ما يفيد، فقد كان افلاطون ــ فيما يلوح ــ اقرب إلى افكارهم لأنه اقرب إلى اشعارهم ــ بيد انهم لو ادركوا أن افلاطون كان يتخذ من القول بمحاكاة الشعر للظاهر سبباً في الزراية بالشعر، لتأملوا قليلاً في امر هذه المحاكاة، وحاولوا الافادة من محاكاة ارسطو ذات الاتجاه الانساني.
وربما كان في
التفسير الفلسفي ما يعصمنا من التخبط في البحث عن علل هذا الميل الظاهر إلى محاكاة
افلاطون ، ومجمل هذا التفسير ــ كما رأينا عند شبنجلر ــ انه لا تستطيع اية حضارة
ان تفهم فهماً تاماً ظاهرة تتعلق بحضارة اخرى، دون ان تحاول اخضاع هذه الظاهرة إلى
مفهومها الخاص، والشعر عند العرب ظاهرة حضارية كما هو واضح في قولهم: ان الشعر
ديوان العرب، ولقد اقترن الشعر العربي بالذات العربية اقترانا مبكراً يرجع إلى
العصر الجاهلي، ومن ثم فقد كانت كل محاولة لتطويره انما تصطدم بهذه الذات فلا تلبث
ان تخفق اخفاقاً ذريعاً، وايضاً، كان الشعر العربي الذي قامت عليه علوم اللغة قد
اكتسب من الاجلال ما جعله محج النقاد الذين لم يتصوروا قط وجود فن شعري يساويه، او
يفضله، وهكذا أصبح لمنهج الشعر العربي الجاهلي اجلالاً خاصاً حمل النقاد لواء
الدفاع عنه في وجه أولئك الذين اجترأوا قليلاً أو كثيراً على قواعده، اما طبيعة
هذا المنهج فهي مرتبطة اصلاً بطبيعة النظرة إلى الفن الشعري ــ وهي مطابقة لنظرة
افلاطون ــ فلم يكن النقاد العرب اذن يؤثرون افلاطون لأنهم عرفوا آراءه وكتبه ـ
وان كان هذا الافتراض قائماً ــ وانما لأن نظرتهم إلى الفن الشعري مطابقة لنظرته
على الرغم من اختلال احكامهم الفنية المستنبطة من هذه النظرة.
ومهما يكن، فلعل
الاسباب التي عضدت اتجاه النقد الفلسفي إلى محاكاة افلاطون هي ثلاثة أمور اولها:
غلبة الشعر الغنائي، وثانيها اجلال الشعر الجاهلي، وثالثها ربط الشعر بالفنون
النفعية عموماً، وبالتصوير خصوصاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فن الشعر
ص232.
(2) ابن سنان
الخفاجي: سر الفصاحة مكتبة الخانجي، الطبعة الاولى. ص228
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يجري اختبارات مسابقة حفظ دعاء أهل الثغور
|
|
|