أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-3-2018
15129
التاريخ: 23-3-2018
7007
التاريخ: 25-03-2015
3877
التاريخ: 1-04-2015
6268
|
اذا سلمنا ان حازماً قد جعل المحاكاة جوهر الشعر، فأفاض في الكلام عل معانيها، وآثارها، فالحق انه لم يأت فيها بجديد من حيث مفهومها السائد في النقد العربي، فلقد ظل ــ غالباً ــ يريد بها التشبيه المرئي، اما ما ثار حول "منهاجه" من جدل، فيرجع إلى افراطه في استعمال مصطلح المحاكاة على نحو يشي بالأثر الاغريقي، حقاً ان "منهاج" حازم ينم على ذلك الاثر، بيد انه لا يكاد يجاوز ما يبدو من اثر في كلام الفارابي وابن سينا مثلاً، اللهم إلا في تغليب مصطلح المحاكاة مثلما شرحه ارسطو فلنا ان نتوقع احباطاً مريراً، فما زال "حازم" يردد مبادئ النقد العربي ولكن في مظهر اغريقي، ويبدو انه كان يريد ان يتم ما كان ابن سينا بسبيل اتمامه حين قال: (هذا هو تلخيص القدر الذي وجد في هذا البلاد من كتاب الشعر للمعلم الاول، وقد بقى منه شطر صالح ، ولا يبعد ان نجتهد نحن فنبتدع في علم الشعر المطلق، وفي علم الشعر بحسب عادة هذا الزمان كلاما شديد التحصيل والتفصيل)(1) وآية ذلك قول حازم: (وقد ذكرت في هذا الكتاب من تفاصيل هذه الصنعة، ما ارجو انه من جملة ما اشار إليه ابو علي ابن سينا)(2)، ولكن حازماً لم يجتهد، وانما عمد إلى أقوال ابن سينا، ففصل ما كان مجملاً ولم يكد يزيد شيئاً مذكوراً، فيقول لنا ما هي المحاكاة كما ارادها ارسطو، وما هو سبيلها إلى النفس؟ من غير ان يبدئ، ويعيد في محاكاة التشبيه ومحاكاة التحسين، ومحاكاة التقبيح، ومن غير ان يفترض المأساة جداً، والملهاة هزلاً، وبالجملة من غير ان يذكر المحاكاة وهو يريد التشبيه، ولا ريب ان هذا لا يجحد فضل حازم في كتابه، فقد اتى فيه حقاً بنظرات نافذة، وملاحظات بارعة، ولكنه يوضح ان محاكاة حازم هي غير محاكاة ارسطو، على الرغم من وحدة المصطلح وإذا كان اختلاف طبيعة الشعر العربي عن الشعر الاغريقي، هو ما ضلل النقاد العرب في ادراك مفهوم المحاكاة، فقد كان الامر كذلك ايضاً عند حازم الذي تساءل عما يمكن ان يضيفه ارسطو إلى النقد لو كان ادرك شيئاً من الشعر العربي القائم على تشبيه الاشياء بالأشياء(3) فالمسألة عنده هي ان الشعر العربي اوسع افقا من الشعر اليوناني القائم على "خرافات" بما ينطوي عليه من فن التشبيه، ولما كان ارسطو قد اغفل الكلام في محاكاة التشبيه، وكان حازم مزهواً بهذه المحاكاة، فقد افاض فيها، وأقام عليها "منهاجه" ونسى ان يحدثنا عن الفارق الجوهري بينها وبين محاكاة ارسطو، على نحو يغني النقد العربي بنظرة جديدة، ولعل ذلك يرجع إلى انه لم يقرأ ارسطو من خلال كتابه، وانما قرأه من خلال الفارابي وابن سينا، ولقد ذكر الاستاذ محمد الحبيب بن الخوجة محقق "المنهاج" ان النصوص التي اوردها حازم لأرسطو: (اعتمد فيها مرتين تلخيص الفارابي ، وأربع عشرة مرة ترجمة ابن سينا في الشفاء)(4) وهذا يعني ان فهم حازم لأرسطو انما يعتمد ضرورة على فهم ابن سينا خاصة، وابن سينا ــ كما رأينا ــ يفسر المحاكاة بالتشبيه على الرغم من ادراكه لبعض الملاحظات النقدية المتعلقة بمحاكاة الذات محاكاة الفعل، وهكذا ضاعت علينا فرصة كان يمكن الافادة منها في تطوير النقد العربي، ومهما يكن فلننظر فيما جاء من امر المحاكاة عند حازم كما نتبين مفهومها، مع ملاحظة ان "منهاجه" يقوم على تقسيم فريد ينم على عقل منظم اتضح امامه سبيل الاستنباط.
_______________
(1) فن الشعر:
ص198
(2) منهاج
البلغاء: ص70
(3) منهاج
البلغاء: ص69.
(4) المصدر نفسه:
ص99.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|